Pages

Sabtu, 07 April 2012

shahih muslim jilid 9

تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة 
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على الإنترنت)


[ صحيح مسلم ]
الكتاب : صحيح مسلم
المؤلف : مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري
الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت
تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي
عدد الأجزاء : 5
مع الكتاب : تعليق محمد فؤاد عبد الباقي  
30 - م - ( 2843 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل حديث أبي الزناد غير أنه قال كلهن مثل حرها 
(4/2184)

31 - ( 2844 ) حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا خلف بن خليفة حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال 
Y كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ سمع وجبة فقال النبي صلى الله عليه و سلم تدرون ما هذا ؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم قال هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها 
[ ش ( وجبة ) أي سقطة ] 
(4/2184)

31 - م - ( 2844 ) وحدثناه محمد بن عباد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة بهذا الإسناد وقال هذا وقع في أسفلها فسمعتم وجبتها 
[ ش ( هذا وقع في أسفلها ) هكذا هو في النسخ وهو صحيح فيه محذوف دل عليه الكلام أي هذا حجر وقع أو هذا حين وقع ونحو ذلك ] 
(4/2184)

32 - ( 2845 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبدالرحمن قال قال قتادة سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة 
Y أنه سمع نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى عنقه 
[ ش ( ومنهم من تأخذه إلى حجزته ) هي مقعد الإزار والسراويل ] 
(4/2185)

33 - ( 2845 ) حدثني عمرو بن زرارة أخبرنا عبدالوهاب ( يعني ابن عطاء ) عن سعيد عن قتادة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة بن جندب 
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم قال منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته 
[ ش ( إلى ترقوته ) هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق ] 
(4/2185)

33 - م - ( 2845 ) حدثناه محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا روح حدثنا سعيد بهذا الإسناد وجعل مكان حجزته - حقويه 
[ ش ( حقويه ) بفتح الحاء وكسرها وهما مقعد الإزار والمراد هنا ما يحاذي ذلك الموضع من جنبيه ] 
(4/2185)

13 - باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء 
(4/2185)

34 - ( 2846 ) حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احتجت النار والجنة فقالت هذه يدخلني الجبارون والمتكبرون وقالت هذه يدخلني الضعفاء والمساكين فقال الله عز و جل لهذه أنت عذابي أعذب بك من أشاء ( وربما قال أصيب بك من أشاء ) وقال لهذه أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها 
(4/2186)

35 - ( 2846 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا شبابة حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تحاجت النار والجنة فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم فقال الله للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم ملؤها فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض 
[ ش ( وسقطهم ) أي ضعفاؤهم والمتحقرون منهم ( وعجزهم ) بفتح العين والجيم - جمع عاجز أي العاجزون عن طلب الدنيا والتمكن فيها والثروة والشوكة ] 
(4/2186)

35 - م - ( 2846 ) حدثنا عبدالله بن عون الهلالي حدثنا أبو سفيان ( يعني محمد بن حميد ) عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال احتجت الجنة والنار واقتص الحديث بمعنى حديث أبي الزناد 
(4/2186)

36 - ( 2846 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها 
Y وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم ؟ قال الله للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا 
[ ش ( وغرتهم ) روي على ثلاثة أوجه حكاها القاضي وهي موجودة في النسخ أحدها غرثهم قال القاضي هذه رواية الأكثرين من شيوخنا ومعناها أهل الحاجة والفاقة والجوع والغرث الجوع والثاني عجزتهم جمع عاجز والثالث غرتهم وهذا هو الأشهر في نسخ بلادنا أي البله الغافلون الذين ليس لهم فتك وحذق في أمور الدنيا وهو نحو الحديث الآخر أكثر أهل الجنة البله قال القاضي معناه سواد الناس وعامتهم من أهل الإيمان الذين لا يفطنون للسنة فيدخل عليهم الفتنة أو يدخلهم في البدعة أو غيرها فهم ثابتوا الإيمان وصحيحو العقائد وهم أكثر المؤمنين وهم أكثر أهل الجنة وأما العارفون والعلماء العاملون والصالحون والمتعبدون فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات العلى ( حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله ) وفي الرواية التي بعدها حتى يضع فيها قدمه وفي الرواية الأولى فيضع قدمه عليها هذا الحديث من مشاهير أحاديث الصفات واختلاف العلماء فيها على مذهبين أحدهما وهو قول جمهور السلف وطائفة من المتكلمين أنه لا يتكلم في تأويلها بل نؤمن أنها حق على ما أراد الله ولها معنى يليق بها وظاهرها غير مراد والثاني وهو قول جمهور المتكلمين أنها تتأول بحسب ما يليق بها ( قط قط ) معنى قط حسبي أي يكفيني هذا وفيه ثلاث لغات قط وقط وقط ( يزوي ) يضم بعضها إلى بعض فتجتمع وتلتقي على من فيها ] 
(4/2186)

( 2847 ) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احتجت الجنة والنار فذكر نحو حديث أبي هريرة إلى قوله ولكليكما علي ملؤها ولم يذكر ما بعده من الزيادة 
(4/2187)

37 - ( 2848 ) حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك 
Y أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوي بعضها إلى بعض 
(4/2187)

37 - م - ( 2848 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم بمعنى حديث شيبان 
(4/2187)

38 - ( 2848 ) حدثنا محمد بن عبدالله الرزي حدثنا عبدالوهاب بن عطاء في قوله عز و جل { يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد } [ 50 / ق / 30 ] فأخبرنا عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة 
(4/2187)

39 - ( 2848 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد ( يعني ابن سلمة ) أخبرنا ثابت قال سمعت أنسا يقول 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى ثم ينشئ الله تعالى لها خلقا مما يشاء 
(4/2187)

40 - ( 2849 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( وتقاربا في اللفظ ) قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح ( وزاد أبو كريب ) فيوقف بين الجنة والنار ( واتفقا في باقي الحديث ) فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ قال فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال فيؤمر به فيذبح قال ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت قال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون } [ 19 / مريم / 39 ] وأشار بيده إلى الدنيا 
[ ش ( كبش أملح ) الأملح قيل هو الأبيض الخالص قاله ابن الأعرابي وقال الكسائي هو الذي فيه بياض وسواد وبياضه أكثر ( فيشرئبون ) أي يرفعون رؤوسهم إلى المنادي ] 
(4/2188)

41 - ( 2849 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قيل يا أهل الجنة ثم ذكر بمعنى حديث أبي معاوية غير أنه قال فذلك قوله عز و جل ولم يقل ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يذكر أيضا وأشار بيده إلى الدنيا 
(4/2188)

42 - ( 2850 ) حدثنا زهير بن حرب والحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرني وقال الآخران حدثنا ) يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد - حدثنا أبي عن صالح حدثنا نافع أن عبدالله قال 
Y إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يدخل الله أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه 
(4/2189)

43 - ( 2850 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي وحرملة بن يحيى قالا حدثنا ابن وهب حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب أن أباه حدثه عن عبدالله بن عمر 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار أتى بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم 
(4/2189)

44 - ( 2851 ) حدثني سريج بن يونس حدثنا حميد بن عبدالرحمن عن الحسن بن صالح عن هارون بن سعد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث 
(4/2189)

45 - ( 2852 ) حدثنا أبو كريب وأحمد بن عمر الوكيعي قالا حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة يرفعه قال ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع 
ولم يذكر الوكيعي في النار 
(4/2189)

46 - ( 2853 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة حدثني معبد بن خالد أنه سمع حارثة بن وهب 
Y أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ قالوا بلى قال صلى الله عليه و سلم كل ضعيف متضعف لم أقسم على الله لأبره ثم قال ألا أخبركم بأهل النار ؟ قالوا بلى قال كل عتل جواظ مستكبر 
[ ش ( كل ضعيف متضعف ) ضبطوا قوله متضعف بفتح العين وكسرها المشهور الفتح ولم يذكر الأكثرون غيره ومعناه يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا يقال تضعفه واستضعفه وأما رواية الكسر فمعناها متواضع متذلل خامل واضع من نفسه قال القاضي وقد يكون الضعف هنا رقة القلوب ولينها وإخباتها للإيمان والمراد أن أغلب أهل الجنة هؤلاء كما أن معظم أهل النار القسم الآخر وليس المراد الاستيعاب في الطرفين ( لو أقسم على الله لأبره ) معناه لو حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى بإبراره لأبره وقيل لو دعاه لأجابه يقال أبررت قسمه وبررته والأول هو المشهور ( كل عتل جواظ مستكبر ) العتل الجافي الشديد الخصومة بالباطل وقيل الجافي الفظ الغليظ وأما الجواظ فهو الجموع المنوع وقيل الكثير اللحم المختال في مشيته وقيل القصير البطين وقيل الفاخر وأما المستكبر فهو صاحب الكبر وهو بطر الحق وغمط الناس ] 
(4/2190)

46 - م - ( 2853 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة بهذا الإسناد بمثله غير أنه قال ألا أدلكم 
(4/2190)

47 - ( 2853 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي يقول 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل جواظ زنيم متكبر 
[ ش ( زنيم ) الزنيم هو الدعي في النسب الملصق بالقوم وليس منهم شبه بزنمة الشاة ] 
(4/2190)

48 - ( 2854 ) حدثني سويد بن سعيد حدثني حفص بن ميسرة عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره 
[ ش ( رب أشعث مدفوع بالأبواب ) الأشعث متلبد الشعر مغبره الذي لا يدهنه ولا يكثر غسله ومعنى مدفوع بالأبواب أنه لا يؤذن له بل يحجب ويطرد لحقارته عند الناس ] 
(4/2191)

49 - ( 2855 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن زمعة قال 
Y خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال إذ انبعث أشقاها انبعث بها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة ثم ذكر النساء فوعظ فيهن ثم قال إلام يجلد أحدكم امرأته ؟ في رواية أبي بكر جلد الأمة وفي رواية أبي كريب جلد العبد ولعله يضاجعها من آخر يومه ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال إلام يضحك أحدكم مما يفعل ؟ 
[ ش ( عارم ) العارم قال أهل اللغة هو الشرير المفسد الخبيث وقيل القوي الشرس وقد عرم بفتح الراء وضمها وكسرها عرامة وعراما فهو عارم وعرم ] 
(4/2191)

50 - ( 2856 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبا بني كعب هؤلاء يجر قصبه في النار 
[ ش ( قمعة ) ضبطوه على أربعة أوجه أشهرها قمعة والثاني قمعة والثالث قمعة والرابع قمعة قال القاضي وهذه رواية الأكثرين ( خندف ) هي أم القبيلة فلا تصرف واسمها ليلى بنت عمران بن الحاف بن قضاعة ( أبا بني كعب ) كذا ضبطناه أبا بالباء وكذا هو في كثير من نسخ بلادنا وفي بعضها أخا ( قصبه ) قال الأكثرون يعني أمعاءه قال أبو عبيد الأقصاب الأمعاء واحدها قصب ] 
(4/2191)

51 - ( 2856 ) حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرني وقال الآخران حدثنا ) يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد - حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال سمعت سعيد بن المسيب يقول إن البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس وأما السائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء وقال ابن المسيب قال أبو هريرة 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السيوب 
[ ش ( البحيرة ) قال ابن الأثير كانوا إذا ولدت إبلهم سقبا ( في اللسان السقب هو ولد الناقة ) بحروا أذنه أي شقوها وقالوا اللهم إن عاش ففتي وإن مات فذكي فإذا مات أكلوه وسموه البحيرة وقيل البحيرة هي بنت السائبة كانوا إذا تابعت الناقة بين عشر إناث لم يركب ظهرها ولم يجز وبرها ولم يشرب لبنها إلا ولدها أو ضيف وتركوها مسيبة لسبيلها وسموها السائبة فما ولدت من ذلك من أنثى شقوا أذنها وخلوا سبيلها وحرم ما حرم من أمها وسموها البحيرة ] 
(4/2191)

52 - ( 2128 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا 
[ ش ( صنفان من أهل النار لم أرهما ) هذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه و سلم فأما أصحاب السياط فهم غلمان والي الشرطة ونحوه وأما الكاسيات ففيه أوجه أحدها معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها والثاني كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهن والاعتناء بالطاعات والثالث تكشف شيئا من بدنها إظهارا لجمالها فهن كاسيات عاريات والرابع يلبسن رقاقا تصف ما تحتها كاسيات عاريات في المعنى وأما مائلات مميلات فقيل زائغات عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها ومميلات يعلمن غيرهن مثل فعلهن وقيل مائلات متبخترات في مشيتهن مميلات أكتافهن وأعطافهن ( رؤوسهن كأسنمة البخت ) معناه يعظمن رأسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرؤوس حتى تشبه أسنمة الإبل ( في اللسان البخت والبخيتة دخيل في العربية أعجمي معرب وهي الإبل الخراسانية تنتج من عربية وفالج والفالج البعير ذو السنامين وهو الذي بين البختي والعربي ) والمراد بالتشبيه بأسنمة البخت إنما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هناك وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما يميل السنام ] 
(4/2191)

53 - ( 2857 ) حدثنا ابن نمير حدثنا زيد ( يعني ابن حباب ) حدثنا أفلح بن سعيد حدثنا عبدالله بن رافع مولى أم سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله 
(4/2193)

54 - ( 2857 ) حدثنا عبيدالله بن سعيد وأبو بكر بن نافع وعبد بن حميد قالوا حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا أفلح بن سعيد حدثني عبدالله بن رافع مولى أم سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن طالت بك مدة أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر 
(4/2193)

14 - باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة 
(4/2193)

55 - ( 2858 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ومحمد بن بشر ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا موسى بن أعين ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد ح وحدثني محمد بن حاتم ( واللفظ له ) حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا إسماعيل حدثنا قيس قال سمعت مستوردا أخا بني فهر يقول 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه - وأشار يحيى بالسبابة - في اليم فلينظر بم يرجع ؟ 
وفي حديثهم جميعا غير يحيى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك 
وفي حديث أبي أسامة عن المستورد بن شداد أخي بني فهر 
وفي حديثه أيضا قال وأشار إسماعيل بالإبهام 
[ ش ( اليم ) اليم هو البحر ( بم يرجع ) ضبطوا يرجع بالتاء وبالياء والأول أشهر ومن رواه بالياء أعاد الضمير إلى أحدكم وبالتاء أعاده على الإصبع وهو الأظهر ومعناه لا يعلق بها كثير شيء من الماء ومعنى الحديث ما الدنيا بالنسبة إلى الآخرة في قصر مدتها وفناء لذاتها ودوام الآخرة ودوام لذتها ونعيمها إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع إلى باقي البحر ] 
(4/2193)

56 - ( 2859 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد عن حاتم بن أبي صغيرة حدثني ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قلت يا رسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال صلى الله عليه و سلم يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض 
[ ش ( غرلا ) معناه غير مختونين جمع أغرل وهو الذي لم يختن وبقيت معه غرلته وهي قلفته وهي الجلدة التي تقطع في الختان والمقصود أنهم يحشرون كما خلقوا لا شيء معهم ولا يفقد منهم شئ حتى الغرلة تكون معهم ] 
(4/2194)

56 - م - ( 2859 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا أبو خالد الأحمر عن حاتم بن أبي صغيرة بهذا الإسناد ولم يذكر في حديثه غرلا 
(4/2194)

57 - ( 2860 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا ) سفيان بن عيينة عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس 
Y سمع النبي صلى الله عليه و سلم يخطب وهو يقول إنكم ملاقو الله مشاة حفاة عراة غرلا ولم يذكر زهير في حديثه يخطب 
(4/2194)

58 - ( 2860 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي كلاهما عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال 
Y قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطيبا بموعظة فقال يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } [ 21 / الأنبياء / 104 ] ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ( عليه السلام ) ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيدا ... إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } [ 5 / المائدة / 117 و - 118 ] قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم 
وفي حديث وكيع ومعاذ فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك 
(4/2194)

59 - ( 2861 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا أحمد بن إسحاق ح وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز قالا جميعا حدثنا وهيب حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يحشر الناس ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا 
[ ش ( ثلاث طرائق ) أي ثلاث فرق ومنه قوله تعالى إخبارا عن الجن كنا طرائق قددا أي فرقا مختلفة الأهواء ] 
(4/2195)

15 - باب في صفة يوم القيامة أعاننا الله على أهوالها 
(4/2195)

60 - ( 2862 ) حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيدالله بن سعيد قالوا حدثنا يحيى ( يعنون ابن سعيد ) عن عبيدالله أخبرني نافع عن ابن عمر 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم { يوم يقوم الناس لرب العالمين } [ 83 / المطففين / 6 ] قال يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه وفي رواية ابن المثنى قال يقوم الناس لم يذكر يوم 
(4/2195)

60 - م - ( 2862 ) حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثنا أنس ( يعني ابن عياض ) ح وحدثني سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة كلاهما عن موسى بن عقبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر وعيسى بن يونس عن ابن عون ح وحدثني عبدالله بن جعفر بن يحيى حدثنا معن حدثنا مالك ح وحدثني أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب ح وحدثنا الحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح كل هؤلاء عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بمعنى حديث عبيدالله عن نافع غير أن في حديث موسى بن عقبة وصالح حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه 
(4/2195)

61 - ( 2863 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني ابن محمد ) عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم يشك ثور أيهما قال 
(4/2196)

62 - ( 2864 ) حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا يحيى بن حمزة عن عبدالرحمن بن جابر حدثني سليم بن عامر حدثني المقداد بن الأسود قال 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل 
قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين 
قال فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما قال وأشار رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده إلى فيه 
(4/2196)

16 - باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار 
(4/2196)

63 - ( 2865 ) حدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار بن عثمان ( واللفظ لأبي غسان وابن المثنى ) قالا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن عياض بن جمار المجاشعي 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ذات يوم في خطبته ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا كل مال نحلته عبدا حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاحتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان وإن الله أمرني أن أحرق قريشا فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة قال استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نغزك وأنفق فسننفق عليك وابعث جيشا نبعث خمسة مثله وقاتل بمن أطاعك من عصاك قال وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال قال وأهل النار خمسة الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك وذكر البخل أو الكذب والشنظير الفحاش ولم يذكر أبو غسان في حديثه وأنفق فسننفق عليك 
[ ش ( كل مال نحلته عبدا حلال ) في الكلام حذف أي قال الله تعالى كل مال الخ ومعنى نحلته أعطيته أي كل مال أعطيته عبدا من عبادي فهو له حلال والمراد إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة والبحيرة والحامي وغير ذلك وأنها لم تصر حراما بتحريمهم وكل مال ملكه العبد فهو له حلال حتى يتعلق به حق ( حنفاء كلهم ) أي مسلمين وقيل طاهرين من المعاصي وقيل مستقيمين منيبين لقبول الهداية ( فاجتالتهم ) هكذا هو في نسخ بلادنا فاجتالتهم وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين أي استخفوهم فذهبوا بهم وأزالوهم عما كانوا عليه وجالوا معهم في الباطل وقال شمر اجتال الرجل الشيء ذهب به واجتال أموالهم ساقها وذهب بها ( فمقتهم ) المقت أشد البغض والمراد بهذا المقت والنظر ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إلا بقايا من أهل الكتاب ) المراد بهم الباقون على التمسك بدينهم الحق من غير تبديل ( إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ) معناه لأمتحنك بما يظهر منك من قيامك بما أمرتك به من تبليغ الرسالة وغير ذلك من الجهاد في الله حق جهاده والصبر في الله تعالى وغير ذلك وأبتلي بك من أرسلتك إليهم فمنهم من يظهر إيمانه ويخلص في طاعته ومن يتخلف وينابذ بالعداوة والكفر ومن ينافق ( كتابا لا يغسله الماء ) معناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب بل يبقى على ممر الزمان ( إذا يثلغوا رأسي ) أي يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز أي يكسر ( نغزك ) أي نعينك ( لا زبر له ) أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي وقيل هو الذي لا مال له وقيل الذي ليس عنده ما يعتمده ( لا يتبعون ) مخفف ومشدد من الاتباع أي يتبعون ويتبعون وفي بعض النسخ يبتغون أي يطلبون ( والخائن الذي لا يخفى له طمع ) معنى لا يخفى لا يظهر قال أهل اللغة يقال خفيت الشيء إذا أظهرته وأخفيته إذا سترته وكتمته هذا هو المشهور وقيل هما لغتان فيهما جميعا ( وذكر البخل أو الكذب ) هكذا هو في أكثر النسخ أو الكذب وفي بعضها والكذب والأول هو المشهور في نسخ بلادنا ( الشنظير ) فسره في الحديث بأنه الفحاش وهو السيئ الخلق ] 
(4/2197)

63 - م - ( 2865 ) وحدثناه محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة بهذا الإسناد ولم يذكر في حديثه كل مال نحلته عبدا حلال 
(4/2197)

63 - م 2 - ( 2865 ) حدثني عبدالرحمن بن بشر العبدي حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام صاحب الدستوائي حدثنا قتادة عن مطرف عن عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب ذات يوم وساق الحديث وقال في آخره قال يحيى قال شعبة عن قتادة قال سمعت مطرفا في هذا الحديث 
(4/2197)

64 - ( 2865 ) وحدثني أبو عمار حسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين عن مطر حدثني قتادة عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن عياض بن حمار أخي بني مجاشع قال 
Y قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم خطيبا فقال إن الله أمرني وساق في الحديث بمثل حديث هشام عن قتادة وزاد فيه وإن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد وقال في حديثه وهم فيكم تبعا لا يبغون أهلا ولا مالا فقلت فيكون ذلك ؟ يا أبا عبدالله قال نعم والله لقد أدركتهم في الجاهلية وإن الرجل ليرعى على الحي ما به إلا وليدتهم يطؤها 
[ ش ( فيكون ذلك ؟ يا أبا عبدالله ) أبو عبدالله هو مطرف بن عبدالله والقائل له قتادة وقوله لقد أدركتهم في الجاهلية لعله يريد أواخر أمرهم وآثار الجاهلية وإلا فمطرف صغير عن إدراك زمن الجاهلية حقيقة وهو يعقل ] 
(4/2197)

17 - باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 
(4/2197)

65 - ( 2866 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة 
(4/2199)

66 - ( 2866 ) حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال 
Y قال النبي صلى الله عليه و سلم إذا مات الرجل عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فالجنة وإن كان من أهل النار فالنار قال ثم يقال هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة 
(4/2199)

67 - ( 2867 ) حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن ابن علية قال ابن أيوب حدثنا ابن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه و سلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال 
Y بينما النبي صلى الله عليه و سلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ( قال كذا كان يقول الجريري ) فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال رجل أنا قال فمتى مات هؤلاء ؟ قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت لله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال 
[ ش ( حادت به ) أي مالت عن الطريق ونفرت ( فلولا أن لا تدافنوا ) أصله تتدافنوا فحذفت إحدى التاءين وفي الكلام حذف يعني لولا مخافة أن لا تدافنوا ] 
(4/2199)

68 - ( 2868 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس 
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر 
(4/2200)

69 - ( 2869 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر كلهم عن شعبة عن عون بن أبي جحيفة ح وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن يحيى القطان ( واللفظ لزهير ) حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء عن أبي أيوب قال 
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدما غربت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها 
(4/2200)

70 - ( 2870 ) حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبدالرحمن عن قتادة حدثنا أنس بن مالك قال 
Y قال نبي الله صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله قال فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال نبي الله صلى الله عليه و سلم فيراهما جميعا 
قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون 
[ ش ( ما كنت تقول في هذا الرجل ) يعني بالرجل النبي صلى الله عليه و سلم وإنما يقوله بهذه العبارة التي ليس فيها تعظيم امتحانا للمسئول لئلا يتلقى تعظيمه من عبارة السائل ثم يثبت الله الذين آمنوا ( يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا ) الخضر ضبطوه بوجهين أصحهما بفتح الخاء وكسر الضاد والثاني بضم الخاء وفتح الضاد والأول أشهر ومعناه يملأ نعما غضة ناعمة وأصله من خضرة الشجرة هكذا فسروه قال القاضي يحتمل أن يكون هذا الفسح له على ظاهره وأنه يرفع عن بصره ما يجاوره من الحجب الكثيفة بحيث لا تناله ظلمة القبر ولا ضيقه إذا ردت إليه روحه قال ويحتمل أن يكون على ضرب المثل والاستعارة للرحمة والنعيم كما يقال سقى الله قبره والاحتمال الأول أصح ] 
(4/2200)

71 - ( 2870 ) وحدثنا محمد بن منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا 
(4/2200)

72 - ( 2870 ) حدثني عمرو بن زرارة أخبرنا عبدالوهاب ( يعني ابن عطاء ) عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك 
Y أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه فذكر بمثل حديث شيبان عن قتادة 
(4/2200)

73 - ( 2871 ) حدثنا محمد بن بشار بن عثمان العبدي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } [ 14 / إبراهيم / 27 ] قال نزلت في عذاب القبر فيقال له من ربك ؟ فيقول ربي الله ونبيي محمد صلى الله عليه و سلم فذلك قوله عز و جل { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } 
(4/2201)

74 - ( 2871 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وأبو بكر بن نافع قالوا حدثنا عبدالرحمن ( يعنون ابن مهدي ) عن سفيان عن أبيه عن خيثمة عن البراء بن عازب 
Y { يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } قال نزلت في عذاب القبر 
(4/2201)

75 - ( 2872 ) حدثني عبيدالله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا بديل عن عبدالله بن شقيق عن أبي هريرة 
Y قال إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها 
قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه عز و جل ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل 
قال وإن الكافر إذا خرجت روحه - قال حماد وذكر من نتنها وذكر لعنا - ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل 
قال أبو هريرة فرد رسول الله صلى الله عليه و سلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا 
[ ش ( انطلقوا به إلى آخر الأجل ) أي إلى سدرة المنتهى ( انطلقوا به إلى آخر الأجل ) إلى سجين ( ريطة ) الريطة ثوب رقيق وقيل هي الملاءة وكان سبب ردها على الأنف بسبب ما ذكر من نتن ريح روح الكافر ] 
(4/2202)

76 - ( 2873 ) حدثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قال أنس كنت مع عمر ح وحدثنا شيبان بن فروخ ( واللفظ له ) حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال 
Y كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري قال فجعلت أقول لعمر أما تراه ؟ فجعل لا يراه قال يقول عمر سأراه وأنا مستلق على فراشي ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله قال فقال عمر فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى انتهى إليهم فقال يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا 
قال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها ؟ قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا 
[ ش ( هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله ) هذا من معجزاته صلى الله عليه و سلم الظاهرة ( ما أنتم أسمع لما أقول منهم ) قال المازري قال بعض الناس الميت يسمع عملا بظاهر هذا الحديث ثم أنكره المازري وادعى أن هذا خاص في هؤلاء ورد عليه القاضي عياض وقال يحتمل سماعهم على ما يحتمل عليه سماع الموتى في أحاديث عذاب القبر وفتنته التي لا مدفع لها وذلك بإحيائهم أو إحياء جزء منهم يعقلون به ويسمعون في الوقت الذي يريد الله تعالى هذا كلام القاضي وهو الظاهر المختار الذي تقتضيه أحاديث السلام على القبور ] 
(4/2202)

77 - ( 2874 ) حدثنا هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا ؟ قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر 
[ ش ( كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا ) هكذا هو في عامة النسخ المعتمدة كيف يسمعوا وأنى يجيبوا من غير نون وهي لغة صحيحة وإن كانت قليلة الاستعمال وسبق بيانها مرات وقوله جيفوا أي أنتنوا وصاروا جيفا يقال جيف الميت وجاف وأجاف وأروح وأنتن بمعنى ( فسحبوا فألقوا في قليب بدر ) وفي الرواية الأخرى في طوى من أطواء بدر والقليب والطوى بمعنى وهي البئر المطوية بالحجارة قال أصحابنا وهذا السحب إلى الكليب ليس دفنا لهم ولا صيانة وحرمة بل لدفع رائحتهم المؤذية ] 
(4/2203)

78 - ( 2875 ) حدثني يوسف بن حماد المعني حدثنا عبدالأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن أبي طلحة ح وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة قال 
Y لما كان يوم بدر وظهر عليهم نبي الله صلى الله عليه و سلم أمر ببضعة وعشرين رجلا ( وفي حديث روح بأربعة وعشرين رجلا ) من صناديد قريش فألقوا في طوى من أطواء بدر وساق الحديث بمعنى حديث ثابت عن أنس 
(4/2204)

18 - باب إثبات الحساب 
(4/2204)

79 - ( 2876 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل قال أبو بكر حدثنا ابن علية عن أيوب عن عبدالله بن أبي مليكة عن عائشة قالت 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حوسب يوم القيامة عذب فقلت أليس قد قال الله عز و جل { فسوف يحاسب حسابا يسيرا ؟ } [ 84 / الانشقاق / 8 ] فقال ليس ذاك الحساب إنما ذاك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب 
[ ش ( عن عبدالله بن أبي مليكة عن عائشة ) هذا مما استدركه الدارقطني على البخاري ومسلم وقال اختلفت الرواية فيه عن أبي مليكة فروي عنه عن عائشة وروي عنه عن القاسم عنها وهذا استدراك ضعيف لأنه محمول على أنه سمعه من القاسم عن عائشة وسمعه أيضا منها بلا واسطة فرواه بوجهين وقد سبقت نظائر هذا ( من نوقش الحساب يوم القيامة عذب ) معنى نوقش استقصى عليه قال القاضي وقوله عذب له معنيان أحدهما أن نفس المناقشة وعرض الذنوب والتوقيف عليها هو التعذيب لما فيه من التوبيخ والثاني أنه مفض إلى العذاب بالنار ويؤيده قوله في الرواية الأخرى هلك مكان عذب هذا كلام القاضي وهذا الثاني هو الصحيح ومعناه أن التقصير غالب في العباد فمن استقصى عليه ولم يسامح هلك ودخل النار ولكن الله تعالى يعفو ويغفر ما دون الشرك لمن يشاء ] 
(4/2204)

79 - م - ( 2876 ) حدثني أبو الربيع العتكي وأبو كامل قالا حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب بهذا الإسناد نحوه 
(4/2204)

80 - ( 2876 ) وحدثني عبدالرحمن بن بشر بن الحكم العبدي حدثنا يحيى ( يعني ابن سعيد القطان ) حدثنا أبو يونس القشيري حدثنا ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس أحد يحاسب إلا هلك قلت يا رسول الله أليس الله يقول حسابا يسيرا ؟ قال ذاك العرض ولكن من نوقش الحساب هلك 
(4/2204)

80 - م - ( 2876 ) وحدثني عبدالرحمن بن بشر حدثني يحيى ( وهو القطان ) عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من نوقش الحساب هلك ثم ذكر بمثل حديث أبي يونس 
(4/2204)

19 - باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 
(4/2204)

81 - ( 2877 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يحيى بن زكرياء عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال 
Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم قبل وفاته بثلاث يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن 
[ ش ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن وفي رواية إلا وهو يحسن الظن بالله عز و جل ) قال العلماء هذا تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة وقد سبق في الحديث الآخر قوله سبحانه وتعالى أنا عند ظن عبدي بي قال العلماء معنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه قالوا وفي حالة الصحة يكون خائفا راجيا ويكونان سواء وقيل يكون الخوف أرجح فإذا دنت أمارات الموت غلب الرجاء أو محضه لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له ويؤيده الحديث المذكور بعده يبعث كل عبد على ما مات عليه ولهذه عقبة مسلم للحديث الأول قال العلماء معناه يبعث على الحالة التي مات عليها ومثله الحديث الآخر بعده ثم بعثوا على نياتهم ] 
(4/2205)

81 - م - ( 2877 ) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير ح وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس وأبو معاوية كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد مثله 
(4/2205)

82 - ( 2877 ) وحدثني أبو داود سليمان بن معبد حدثنا أبو النعمان عارم حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل موته بثلاثة أيام يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز و جل 
(4/2205)

83 - ( 2878 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال 
Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول يبعث كل عبد على ما مات عليه 
(4/2206)

83 - م - ( 2878 ) حدثنا أبو بكر بن نافع حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش بهذا الإسناد مثله وقال عن النبي صلى الله عليه و سلم ولم يقل سمعت 
(4/2206)

84 - ( 2879 ) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني حمزة بن عبدالله بن عمر أن عبدالله بن عمر قال 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم 
بسم الله الرحمن الرحيم 
(4/2206)

52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة 
(4/2206)

1 - باب اقتران الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج 
(4/2206)

1 - ( 2880 ) حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش 
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم استيقظ من نومه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد سفيان بيده عشرة قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث 
[ ش ( يأجوج ومأجوج ) غير مهموزين ومهموزان قرئ في السبع بالوجهين الجمهور بترك الهمز ( وعقد سفيان بيده عشرة ) هكذا وقع في رواية سفيان عن الزهري ووقع بعده في رواية يونس عن الزهري وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها وفي حديث أبي هريرة بعده وعقد وهيب بيده تسعين فأما رواية سفيان ويونس فمتفقتان في المعنى وأما رواية أبي هريرة فمخالفة لهما لأن عقد التسعين أضيق من العشرة قال القاضي لعل حديث أبي هريرة متقدم فزاد قدر الفتح بعد هذا القدر قال أو يكون المراد التقريب بالتمثيل لا حقيقة التحديد ( أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث ) نهلك بكسر اللام على اللغة الفصيحة المشهورة وحكى فتحها وهو ضعيف أو فاسد والخبث بفتح الخاء والباء وفسره الجمهور بالفسوق والفجور وقيل المراد الزنى خاصة وقيل أولاد الزنى والظاهر أنه المعاصي مطلقا ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام وإن كان هناك صالحون ] 
(4/2207)

1 - م - ( 2880 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن عمرو الأشعثي وزهير بن حرب وابن أبي عمر قالوا حدثنا سفيان عن الزهري بهذا الإسناد وزادوا في الإسناد عن سفيان فقالوا عن زينب بنت أم سلمة عن حبيبة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش 
[ ش ( عن زينب بنت أم سلمة عن حبيبة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش ) هذا الإسناد اجتمع فيه أربع صحابيات زوجتان لرسول الله صلى الله عليه و سلم وربيبتان له بعضهن عن بعض ولا يعلم حديث اجتمع فيه أربع صحابيات بعضهن عن بعض غيره وحبيبة هذه هي بنت أم حبيبة أم المؤمنين بنت أبي سفيان ولدتها من زوجها عبدالله بن جحش الذي كانت عنده قبل النبي صلى الله عليه و سلم ] 
(4/2207)

2 - ( 2880 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت 
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فزعا محمرا وجهه يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث 
(4/2207)

2 - م - ( 2880 ) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد ح وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح كلاهما عن ابن شهاب بمثل حديث يونس عن الزهري بإسناده 
(4/2207)

3 - ( 2881 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا وهيب حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد وهيب بيده تسعين 
(4/2208)

2 - باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت 
(4/2208)

4 - ( 2882 ) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لقتيبة - ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا ) جرير عن عبدالعزيز بن رفيع عن عبيدالله بن القبطية قال 
Y دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبدالله بن صفوان وأنا معهما على أم سلمة أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي يخسف به وكان ذلك في أيام ابن الزبير فقالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فقلت يا رسول الله فكيف بمن كان كارها ؟ قال يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته 
وقال أبو جعفر هي بيداء المدينة 
[ ش ( أم سلمة أم المؤمنين ) قال القاضي عياض قال أبو الوليد الكتاني هذا ليس بصحيح لأن أم سلمة توفيت في خلافة معاوية قبل موته بسنين سنة تسع وخمسين ولم تدرك ابن الزبير قال القاضي قد قيل إنها توفيت أيام يزيد بن معاوية في أولها فعلى هذا يستقيم ذكرها لأن ابن الزبير نازع يزيد أول ما بلغته بيعته عند وفاة معاوية ذكر ذلك الطبري وغيره وممن ذكر وفاة أم سلمة أيام يزيد أبو عمر بن عبدالبر في الاستيعاب وقد ذكر مسلم الحديث بعد هذه الرواية من رواية حفصة وقال عن أم المؤمنين ولم يسمها قال الدارقطني هي عائشة قال ورواه سالم بن أبي الجعد عن حفصة أو أم سلمة وقال والحديث محفوظ عن أم سلمة وهو أيضا محفوظ عن حفصة هذا آخر كلام القاضي وممن ذكر أن أم سلمة توفيت أيام يزيد بن معاوية أبو بكر بن أبي خيثمة ( فإذا كانوا ببيداء من الأرض وفي رواية ببيداء المدينة ) قال العلماء البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها وبيداء المدينة الشرف الذي قدام ذي الحليفة أي إلى جهة مكة ] 
(4/2208)

5 - ( 2882 ) حدثناه أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا عبدالعزيز بن رفيع بهذا الإسناد وفي حديثه قال فلقيت أبا جعفر فقلت إنها إنما قالت ببيداء من الأرض فقال أبو جعفر كلا والله إنها لبيداء المدينة 
(4/2208)

6 - ( 2883 ) حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر ( واللفظ لعمرو ) قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن أمية بن صفوان سمع جده عبدالله بن صفوان يقول أخبرتني حفصة 
Y أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم 
فقال رجل أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي صلى الله عليه و سلم 
[ ش ( ليؤمن هذا البيت جيش ) أي يقصدونه ] 
(4/2209)

7 - ( 2883 ) وحدثني محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا الوليد بن صالح حدثنا عبيدالله بن عمرو حدثنا زيد بن أبي أنيسة عن عبدالملك العامري عن يوسف بن ماهك أخبرني عبدالله بن صفوان عن أم المؤمنين 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سيعوذ بهذا البيت - يعني الكعبة - قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة يبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم 
قال يوسف وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة فقال عبدالله بن صفوان أما والله ما هو بهذا الجيش 
قال زيد وحدثني عبدالملك العامري عن عبدالرحمن بن سابط عن الحارث بن ربيعة عن أم المؤمنين بمثل حديث يوسف بن ماهك غير أنه لم يذكر فيه الجيش الذي ذكره عبدالله بن صفوان 
[ ش ( منعة ) أي ليس لهم من يحميهم ] 
(4/2209)

8 - ( 2884 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن محمد بن زياد عن عبدالله بن الزبير أن عائشة قالت 
Y عبث رسول الله صلى الله عليه و سلم في منامه فقلنا يا رسول الله صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله فقال العجب إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا يا رسول الله إن الطريق قد يجمع الناس قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم 
[ ش ( عبث ) قيل معناه اضطراب بجسمه وقيل حرك أطرافه كمن يأخذ شيئا أو يدفعه ( المستبصر ) هو المستبين لذلك القاصد له عمدا ( والمجبور ) هو المكروه يقال أجبرته فهو مجبر هذه اللغة المشهورة ويقال أيضا جبرته فهو مجبور حكاها الفراء وغيره وجاء هذا الحديث على هذه اللغة ( وابن السبيل ) المراد به سالك الطريق معهم وليس منهم ( يهلكون مهلكا واحدا ) أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم ( ويصدرون مصادر شتى ) أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها ] 
(4/2210)

3 - باب نزول الفتن كمواقع القطر 
(4/2210)

9 - ( 2885 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر - واللفظ لابن أبي شيبة - ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا ) سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة 
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم أشرف على أطم من آطام المدينة ثم قال هل ترون ما أرى ؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر 
[ ش ( أشرف على أطم ) أشرف علا وارتفع والأطم هو القصر والحصن وجمعه آطام ( كمواقع القطر ) التشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم أي أنها كثيرة وتعم الناس لا تختص بها طائفة وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم كوقعة الجمل وصفين والحرة ومقتل عثمان ومقتل الحسين رضي الله عنهما وغير ذلك وفيه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه و سلم ] 
(4/2211)

9 - م - ( 2885 ) وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحوه 
(4/2211)

10 - ( 2886 ) حدثني عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرني وقال الآخران حدثنا ) يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد - حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني ابن المسيب بن عبدالرحمن أن أبا هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به 
[ ش ( القاعد فيها خير من القائم الخ ) معناه بيان عظيم خطرها والحث على تجنبها والهرب منها ومن التشبث في شئ وإن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها ( من تشرف لها تستشرفه ) أما تشرف فروي على وجهين مشهورين أحدهما بالتاء والشين والراء والثاني يشرف وهو من الإشراف للشيء وهو الانتصاب والتطلع إليه والتعرض له ومعنى تستشرفه تقلبه وتصرعه وقيل هو من الإشراف بمعنى الإشفاء على الهلاك ومنه أشفى المريض على الموت وأشرف ( ( ملجأ ) أي عاصما وموضعا يلتجئ إليه ويعتزل فيه ( فليعذ به ) أي فليعتزل فيه ] 
(4/2211)

11 - ( 2886 ) حدثنا عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرني وقال الآخران حدثنا ) يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبدالرحمن عن عبدالرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية مثل حديث أبي هريرة هذا إلا أن أبا بكر يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله 
(4/2211)

12 - ( 2886 ) حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا أبو داود الطيالسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال 
Y قال النبي صلى الله عليه و سلم تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ 
(4/2211)

13 - ( 2887 ) حدثني أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا حماد بن زيد حدثنا عثمان الشحام قال انطلقت أنا وفرقد السبخي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في أرضه فدخلنا عليه فقلنا هل سمعت أباك يحدث في الفتن حديثا ؟ قال نعم سمعت أبا بكرة يحدث قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض ؟ قال يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت ؟ اللهم هل بلغت ؟ اللهم هل بلغت ؟ قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجئ سهم فيقتلني ؟ قال يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار 
[ ش ( يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ) قيل المراد كسر السيف حقيقة على ظاهر الحديث ليسد على نفسه باب هذا القتال وقيل هو مجاز والمراد به ترك القتال والأول أصح ( يبوء بإثمه وإثمك ) معنى يبوء بإثمه يلزمه ويرجع به ويتحمله أي يبوء الذي أكرهك بإثمه في إكراهك وفي دخوله في الفتنة وبإثمك في قتلك غيره ] 
(4/2212)

13 - م - ( 2887 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع ح وحدثني محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي كلاهما عن عثمان الشحام بهذا الإسناد حديث ابن أبي عدي نحو حديث حماد إلى آخره وانتهى حديث وكيع عند قوله إن استطاع النجاء ولم يذكر ما بعده 
(4/2212)

4 - باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما 
(4/2212)

14 - ( 2888 ) حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال 
Y خرجت وأنا أريد هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال أين تريد ؟ يا أحنف قال قلت أريد نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني عليا قال فقال لي يا أحنف ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قال فقلت أو قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال إنه قد أراد قتل صاحبه 
[ ش ( إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ) معنى تواجها ضرب كل واحد وجه صاحبه أي ذاته وجملته وأما كون القاتل والمقتول في النار فمحمول على من لا تأويل له ويكون قتالهما عصبية ونحوها ثم كونه في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك وقد يعفوالله تعالى عنه ] 
(4/2213)

15 - ( 2888 ) وحدثناه أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد عن أيوب ويونس والمعلى بن زياد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار 
(4/2213)

15 - م - ( 2888 ) وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا عبدالرزاق من كتابه أخبرنا معمر عن أيوب بهذا الإسناد نحو حديث أبي كامل عن حماد إلى آخره 
(4/2213)

16 - ( 2888 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي بكرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على جرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا 
[ ش ( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ) هذا الحديث مما استدركه الدارقطني وقال لم يرفعه الثوري عن منصور وهذا الاستدراك غير مقبول فإن شعبة إمام حافظ فزيادته الرفع مقبولة ( فهما على جرف جهنم ) هكذا هو في معظم النسخ جرف وفي بعضها حرف وهما متقاربان ومعناه على طرفها قريب من السقوط فيها ] 
(4/2213)

17 - ( 157 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها 
Y وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة 
[ ش ( حتى تقتتل فئتان عظيمتان ) هذا من المعجزات وقد جرى هذا في العصر الأول ] 
(4/2213)

18 - ( 157 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبدالرحمن ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج ؟ يا رسول الله قال القتل القتل 
(4/2213)

5 - باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض 
(4/2213)

19 - ( 2889 ) حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد ( واللفظ لقتيبة ) حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا 
[ ش ( زوى ) معناه جمع ( الكنزين الأحمر والأبيض ) المراد بالكنزين الذهب والفضة والمراد كنزا كسرى وقيصر ملكي العراق والشام ( فيستبيح بيضتهم ) أي جماعتهم وأصلهم والبيضة أيضا العز والملك ( أن لا أهلكهم بسنة عامة ) أي لا أهلكهم بقحط يعمهم بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام ] 
(4/2215)

19 - م - ( 2889 ) وحدثني زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى وابن بشار ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا ) معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان 
Y أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض ثم ذكر نحو حديث أيوب عن أبي قلابة 
(4/2215)

20 - ( 2890 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير ( واللفظ له ) حدثنا أبي حدثنا عثمان بن حكيم أخبرني عامر بن سعد عن أبيه 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال صلى الله عليه و سلم سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها 
(4/2216)

21 - ( 2890 ) وحدثناه ابن أبي عمر حدثنا مروان بن معاوية حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري أخبرني عامر بن سعد عن أبيه 
Y أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في طائفة من أصحابه فمر بمسجد بني معاوية بمثل حديث ابن نمير 
(4/2216)

6 - باب إخبار النبي صلى الله عليه و سلم فيما يكون إلى قيام الساعة 
(4/2216)

22 - ( 2891 ) حدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني كان يقول قال حذيفة بن اليمان والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن 
Y فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار 
قال حذيفة فذهب أولئك الرهط كلهم غيري 
(4/2216)

23 - ( 2891 ) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم ( قال عثمان حدثنا وقال إسحاق أخبرنا ) جرير عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال 
Y قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه 
(4/2216)

23 - م - ( 2891 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش بهذا الإسناد إلى قوله ونسيه من نسيه ولم يذكر ما بعده 
(4/2216)

24 - ( 2891 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني أبو بكر بن نافع حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبدالله بن يزيد عن حذيفة أنه قال 
Y أخبرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ؟ 
(4/2216)

24 - م - ( 2891 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثني وهب بن جرير أخبرنا شعبة بهذا الإسناد نحوه 
(4/2216)

25 - ( 2892 ) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم قال حجاج حدثنا أبو عاصم أخبرنا عزرة بن ثابت أخبرنا علباء بن أحمر حدثني أبو زيد ( يعني عمرو بن أخطب ) قال 
Y صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا 
(4/2217)

7 - باب في الفتنة التي تموج كموج البحر 
(4/2217)

26 - ( 144 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ومحمد بن العلاء أبو كريب جميعا عن أبي معاوية قال ابن العلاء حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال 
Y كنا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم في الفتنة كما قال ؟ قال فقلت أنا قال إنك لجريء وكيف قال ؟ قال قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر قال فقلت مالك ولها ؟ يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال أفيكسر الباب أم يفتح ؟ قال قلت لا بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا 
قال فقلنا لحذيفة هل كان عمر يعلم من الباب ؟ قال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب ؟ فقلنا لمسروق سله فسأله فقال عمر 
[ ش ( عن حذيفة ) هذا الحديث سبق شرحه في كتاب الإيمان 1 / 231 ] 
(4/2217)

27 - ( 144 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا يحيى بن عيسى كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث أبي معاوية وفي حديث عيسى عن الأعمش عن شقيق قال سمعت حذيفة يقول 
(4/2217)

27 - م - ( 144 ) وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن جامع بن أبي راشد والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال قال عمر من يحدثنا عن الفتنة ؟ واقتص الحديث بنحو حديثهم 
(4/2217)

28 - ( 2893 ) وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم قالا حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابن عون عن محمد قال قال جندب 
Y جئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس فقلت ليهراقن اليوم ههنا دماء فقال ذاك الرجل كلا والله قلت بلى والله قال كلا والله قلت بلى والله قال كلا والله إنه لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنيه قلت بئس الجليس لي أنت منذ اليوم تسمعني أخالفك وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تنهاني ؟ ثم قلت ما هذا الغضب ؟ فأقبلت عليه أسأله فإذا الرجل حذيفة 
[ ش ( الجرعة ) بفتح الجيم وبفتح الراء وإسكانها والفتح أشهر وأجود وهي موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة ويوم الجرعة يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون واليا ولاه عليهم عثمان فردوه وسألوا عثمان أن يولي عليهم أبا موسى الأشعري فولاه ( أخالفك ) وقع في جميع نسخ بلادنا المعتمدة أخالفك قال القاضي ورواية شيوخنا كافة أحالفك من الحلف الذي هو اليمين قال ورواه بعضهم بالمعجمة وكلاهما صحيح قال لكن المهملة أظهر لتكرر الأيمان بينهما ] 
(4/2219)

8 - باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 
(4/2219)

29 - ( 2894 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبدالرحمن القاري ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو 
[ ش ( يحسر ) أي ينكشف لذهاب مائه ] 
(4/2219)

29 - م - ( 2894 ) وحدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح عن سهيل بهذا الإسناد نحوه وزاد فقال أبي إن رأيته فلا تقربنه 
(4/2219)

30 - ( 2894 ) حدثنا أبو مسعود سهل بن عثمان حدثنا عقبة بن خالد السكوني عن عبيدالله عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا 
(4/2219)

31 - ( 2894 ) حدثنا سهل بن عثمان حدثنا عقبة بن خالد عن عبيدالله عن أبي الزناد عن عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا 
(4/2219)

32 - ( 2895 ) حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين وأبو معن الرقاشي ( واللفظ لأبي معن ) قالا حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبدالحميد بن جعفر أخبرني أبي عن سليمان بن يسار عن عبدالله بن الحارث بن نوفل قال 
Y كنت واقفا مع أبي بن كعب فقال لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا قلت أجل قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركن الناس يأخذون منه ليذهبن به كله قال فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون 
قال أبو كامل في حديثه قال وقفت أنا وأبي بن كعب في ظل أجم حسان 
[ ش ( مختلفة أعناقهم ) قال العلماء المراد بالأعناق هنا الرؤساء والكبراء وقيل الجماعات قال القاضي وقد يكون المراد بالأعناق نفسها وعبر بها عن أصحابها لا سيما وهي التي بها التطلع والتشوف للأشياء ( أجم ) هو الحصن وجمعه آجام كأطم وآطام في الوزن والمعنى ] 
(4/2220)

33 - ( 2896 ) حدثنا عبيدالله بن يعيش وإسحاق بن إبراهيم ( واللفظ لعبيد ) قالا حدثنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد حدثنا زهير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه 
[ ش ( وقفيزها ) القفيز مكيال معروف لأهل العراق قال الأزهري هو ثمانية مكاكيك والمكوك صاع ونصف وهو خمس كيلجات ( مديها ) على وزن قفل مكيال معروف لأهل الشام قال العلماء يسع خمس عشر مكوكا ( إردبها ) مكيال معروف لأهل مصر قال الأزهري وآخرون يسع أربعة وعشرين صاعا ] 
(4/2220)

9 - باب في فتح قسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم 
(4/2220)

34 - ( 2897 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا معلى بن منصور حدثنا سليمان بن بلال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أم بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصادفوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه و سلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته 
[ ش ( بالأعماق أو بدابق ) موضعان بالشام بقرب حلب ( سبوا ) روي سبوا على وجهين فتح السين والباء وضمهما قال القاضي في المشارق الضم رواية الأكثرين قال وهو الصواب قلت كلاهما صواب لأنهم سبوا أولا ثم سبوا الكفار ( لا يتوب الله عليهم أبدا ) أي لا يلهمهم التوبة ] 
(4/2221)

10 - باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس 
(4/2221)

35 - ( 2898 ) حدثنا عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثني عبدالله بن وهب أخبرني الليث بن سعد حدثني موسى بن علي عن أبيه قال قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة وجميلة وأمنعهم من ظلم الملوك 
[ ش ( أن المستورد القرشي ) هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم وقال عبدالكريم لم يدرك المستورد فالحديث مرسل قلت لا استدراك على مسلم في هذا لأنه ذكر الحديث بحروفه في الطريق الأول من رواية علي بن رباح عن أبيه عن المستورد متصلا وإنما ذكر الثاني متابعة وقد سبق أنه يحتمل في المتابعة ما لا يحتمل في الأصول وقد سبق أيضا أن مذهب الشافعي والمحققين أن الحديث المرسل إذا روي من جهة أخرى متصلا احتج به وكان صحيحا ] 
(4/2222)

36 - ( 2898 ) حدثني حرملة بن يحيى التجيبي حدثنا عبدالله بن وهب حدثني أبو شريح أن عبدالكريم بن الحارث حدثه أن المستورد القرشي قال 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس قال فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك أنك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال له المستورد قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فقال عمرو لئن قلت ذلك إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأجبر الناس عند مصيبة وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم 
[ ش ( وأجبر الناس عند مصيبة ) هكذا في معظم الأصول وأجبر بالجيم وكذا نقله القاضي عن رواية الجمهور وفي رواية بعضهم وأصبر بالصاد قال القاضي والأول أولى لمطابقة الرواية الأحرى وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وهذا بمعنى أجبر وفي بعض النسخ أخبر بالخاء المعجمة ولعل معناه أخبرهم بعلاجها والخروج منها ] 
(4/2222)

11 - باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال 
(4/2222)

37 - ( 2899 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما عن ابن علية ( واللفظ لابن حجر ) حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي عن يسير بن جابر قال 
Y هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري إلا يا عبدالله بن مسعود جاءت الساعة قال فقعد وكان متكئا فقال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ( ونحاها نحو الشام ) فقال عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام قلت الروم تعني ؟ قال نعم وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة - إما قال لا يرى مثلها وإما قال لم ير مثلها - حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح ؟ أو أي ميراث يقاسم ؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لأعرف أسمائهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ 
قال ابن أبي شيبة في روايته عن أسير بن جابر 
[ ش ( ليس له هجيري ) أي شأنه ودأبه ذلك والهجيري بمعنى الهجير ( لأهل الإسلام ) أي لقتالهم ( ردة شديدة ) أي عطفة قوية ( فيشترط ) ضبطوه بوجهين أحدهما فيشترط والثاني فيتشرط ( شرطة ) طائفة من الجيش تقدم للقتال ( فيفيء ) أي يرجع ( نهد ) أي نهض وتقدم ( فيجعل الله الدبرة عليهم ) أي الهزيمة ورواه بعض رواة مسلم الدائرة وهو بمعنى الدبرة وقال الأزهري الدائرة هم الدولة تدور على الأعداء وقيل هي الحادثة ( بجنباتهم ) أي نواحيهم وحكى القاضي عن بعض رواتهم بجثمانهم أي شخوصهم ( فما يخلفهم ) أي يجاوزهم وحكى القاضي عن بعض رواتهم فما يلحقهم أي يلحق آخرهم ( فيتعاد بنو الأب ) في النهاية أي يعد بعضهم بعضا ( إذا سمعوا ببأس هو أكبر ) هكذا هو في نسخ بلادنا ببأس هو أكبر وكذا حكاه القاضي عن محققي رواتهم وعن بعضهم بناس أكثر قالوا والصواب الأول ( فيرفضون ) قال ابن فارس الراء والفاء والضاد أصل واحد وهو الترك ] 
(4/2223)

37 - م - ( 2899 ) وحدثني محمد بن عبيد الغبري حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة عن يسير بن جابر قال كنت عند ابن مسعود فهبت ريح حمراء وساق الحديث بنحوه وحديث ابن علية أتم وأشبع 
(4/2223)

37 - م 2 - ( 2899 ) وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان ( يعني ابن المغيرة ) حدثنا حميد ( يعني ابن هلال ) عن أبي قتادة عن أسير بن جابر قال كنت في بيت عبدالله بن مسعود والبيت ملآن قال فهاجت ريح حمراء بالكوفة فذكر نحو حديث ابن علية 
(4/2223)

12 - باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال 
(4/2223)

38 - ( 2900 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال 
Y كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة قال فأتى النبي صلى الله عليه و سلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد قال فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه قال ثم قلت لعله نجي معهم فأتيتهم فقمت بينهم وبينه قال فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله 
قال فقال نافع يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم 
[ ش ( لا يغتالونه ) أي يقتلونه غيلة وهي القتل في غفلة وخفاء وخديعة ( نجي معهم ) أي يناجيهم ومعناه يحدثهم سرا ] 
(4/2225)

13 - باب في الآيات التي تكون قبل الساعة 
(4/2225)

39 - ( 2901 ) حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر المكي - واللفظ لزهير - ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا ) سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال 
Y اطلع النبي صلى الله عليه و سلم علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذاكرون ؟ قالوا نذكر الساعة قال إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه و سلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم 
[ ش ( عن فرات القزاز عن أبي الطفيل ) هذا الإسناد مما استدركه الدارقطني وقال ولم يرفعه غير فرات عن أبي الطفيل من وجه صحيح قال ورواه عبدالعزيز بن رفيع وعبدالملك بن ميسرة موقوفا هذا كلام الدارقطني وقد ذكر مسلم رواية ابن رفيع موقوفة كما قال ولا يقدح هذا في الحديث فإن عبدالعزيز بن رفيع ثقة حافظ متفق على توثيقه فزيادته مقبولة ( فذكر الدخان ) هذا الحديث يؤيد قول من قال 
إن الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام وأنه لم يأت بعد وإنما يكون قريبا من قيام الساعة وقد سبق في 50 / 39 40 41 قول من قال هذا وإنكار ابن مسعود عليه وإنه قال إنما هو عبارة عما نال قريش من القحط حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان وقد وافق ابن مسعود جماعة وقال بالقول الآخر حذيفة وابن عمر والحسن ورواه حذيفة عن النبي صلى الله عليه و سلم وأنه يمكث في الأرض أربعين يوما ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار ( والدابة ) هي المذكورة في قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال المفسرون هي دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا وعن ابن عمرو بن العاص أنها الجساسة المذكورة في حديث الدجال ( وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم وفي رواية تخرج من قعرة عدن ) هكذا هو في الأصول ومعناه من أقصى قعر أرض عدن وعدن مدينة معروفة مشهورة باليمن ] 
(4/2225)

40 - ( 2901 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال 
Y كان النبي صلى الله عليه و سلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع إلينا فقال ما تذكرون ؟ قلنا الساعة قال إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس 
قال شعبة وحدثني عبدالعزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك لا يذكر النبي صلى الله عليه و سلم وقال أحدهما في العاشرة نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه و سلم وقال الآخر وريح تلقي الناس في البحر 
[ ش ( ترحل الناس ) هكذا ضبطناه وهكذا ضبطه الجمهور وكذا نقله القاضي عن روايتهم ومعناه تأخذهم بالرحيل وتزعجهم ] 
(4/2225)

41 - ( 2901 ) وحدثناه محمد بن بشار حدثنا محمد ( يعني ابن جعفر ) حدثنا شعبة عن فرات قال سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في غرفة ونحن تحتها نتحدث وساق الحديث بمثله 
قال شعبة وأحسبه قال تنزل معهم إذا نزلوا وتقيل معهم حيث قالوا 
قال شعبة وحدثني رجل هذا الحديث عن أبي الطفيل عن أبي سريحة ولم يرفعه قال أحد هذين الرجلين نزول عيسى ابن مريم وقال الآخر ريح تلقيهم في البحر 
[ ش ( وتقيل معهم ) من القيلولة ] 
(4/2225)

41 - م - ( 2901 ) وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبدالله العجلي حدثنا شعبة عن فرات قال سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة قال كنا نتحدث فأشرف علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بنحو حديث معاذ وابن جعفر وقال ابن المثنى حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبدالله حدثنا شعبة عن عبدالعزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن أبي سريحة بنحوه قال والعاشرة نزول عيسى ابن مريم 
قال شعبة ولم يرفعه عبدالعزيز 
(4/2225)

14 - باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز 
(4/2225)

42 - ( 2902 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني ابن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ح وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثنا أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال قال ابن المسيب أخبرني أبو هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى 
[ ش ( تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى ) هكذا الروية تضئ أعناق بنصب أعناق وهو مفعول تضئ يقال أضاءت النار وأضاءت غيرها وبصرى مدينة معروفة بالشام وهي مدينة حوران وبينها وبين دمشق نحو ثلاث مراحل ] 
(4/2227)

15 - باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة 
(4/2227)

43 - ( 2903 ) حدثني عمرو الناقد حدثنا الأسود بن عامر حدثنا زهير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تبلغ المساكن إهاب أو يهاب 
قال زهير قلت لسهيل فكم ذلك من المدينة ؟ قال كذا وكذا ميلا 
[ ش ( إهاب أو يهاب ) اسم موضع بقرب المدينة يعني أن المدينة تتوسع جدا حتى تصل مساكنها إلى ذلك الموضع ] 
(4/2228)

44 - ( 2904 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبدالرحمن ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا 
[ ش ( ليست السنة بأن لا تمطروا ) المراد بالسنة هنا القحط ومنه قوله تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ] 
(4/2228)

16 - باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان 
(4/2228)

45 - ( 2905 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثني محمد بن رمح أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر 
Y أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مستقبل المشرق يقول ألا إن الفتنة ههنا ألا إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان 
[ ش ( من حيث يطلع قرنا الشيطان ) انظر الحديث ( 51 ) في 1 / 81 ] 
(4/2228)

46 - ( 2905 ) وحدثني عبيدالله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى ح وحدثنا عبيدالله بن سعيد كلهم عن يحيى القطان قال القواريري حدثني يحيى بن سعيد عن عبيدالله بن عمر حدثني نافع عن ابن عمر 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام عند باب حفصة فقال بيده نحو المشرق الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان قالها مرتين أو ثلاثا 
وقال عبيدالله بن سعيد في روايته قام رسول الله صلى الله عليه و سلم عند باب عائشة 
(4/2228)

47 - ( 2905 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن أبيه 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو مستقبل المشرق ها إن الفتنة ههنا ها إن الفتنة ههنا ها إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان 
(4/2228)

48 - ( 2905 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن سالم عن ابن عمر قال 
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من بيت عائشة فقال رأس الكفر من ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان يعني المشرق 
(4/2228)

49 - ( 2905 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا إسحاق ( يعني ابن سليمان ) أخبرنا حنظلة قال سمعت سالما يقول سمعت ابن عمر يقول 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يشير بيده نحو المشرق ويقول ها إن الفتنة ههنا ها إن الفتنة ههنا ثلاثا حيث يطلع قرنا الشيطان 
(4/2228)

50 - ( 2905 ) حدثنا عبدالله بن عمر بن أبان وواصل بن عبدالأعلى وأحمد بن عمر الوكيعي ( واللفظ لابن أبان ) قالوا حدثنا ابن فضيل عن أبيه قال سمعت سالم بن عبدالله بن عمر يقول يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الفتنة تجئ من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله عز و جل له { وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا } [ 20 / طه / 40 ] قال أحمد بن عمر في روايته عن سالم لم يقل سمعت 
(4/2228)

17 - باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة 
(4/2228)

51 - ( 2906 ) حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا ) عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة 
وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة 
[ ش ( تضطرب أليات نساء دوس ) الأليات معناها الأعجاز جمع ألية كجفنة وجفنات والمراد يضطربن من الطواف حول ذي الخلصة أي يكفرون ويرجعون إلى عبادة الأصنام وتعظيمها ودوس قبيلة من اليمن ( حول ذي الخلصة ) هو بيت صنم ببلاد دوس ( بتبالة ) تبالة موضع باليمن وليست تبالة التي يضرب بها المثل ويقال أهون على الحجاج من تبالة لأن تلك بالطائف ] 
(4/2230)

52 - ( 2907 ) حدثنا أبو كامل الجحدري وأبو معن زيد بن يزيد الرقاشي ( واللفظ لأبي معن ) قالا حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبدالحميد بن جعفر عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة عن عائشة قالت 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى فقلت يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } [ 9 / التوبة / 33 ] و [ 61 / الصف / 9 ] أن ذلك تاما قال إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم 
[ ش ( لا يذهب الليل والنهار ) أي لا ينقطع الزمان ولا تأتي القيامة ( فتوفى ) أصله تتوفى حذفت إحدى التاءين أي تأخذ الأنفس وافية تامة ] 
(4/2230)

52 - م - ( 2907 ) وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا أبو بكر ( وهو الحنفي ) حدثنا عبدالحميد بن جعفر بهذا الإسناد نحوه 
(4/2230)

18 - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء 
(4/2230)

53 - ( 157 ) حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه 
(4/2230)

54 - ( 157 ) حدثنا عبدالله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح ومحمد بن يزيد الرفاعي ( واللفظ لابن أبان ) قالا حدثنا ابن فضيل عن أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر وليس به الدين إلا البلاء 
[ ش ( البلاء ) أي إن الحامل له على التمني ليس الدين بل البلاء وكثرة المحن والفتن وسائر الضراء ] 
(4/2230)

55 - ( 2908 ) وحدثنا ابن أبي عمر المكي حدثنا مروان عن يزيد ( وهو ابن كيسان ) عن أبي حازم عن أبي هريرة قال 
Y قال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول على أي شيء قتل 
[ ش ( حدثنا مروان عن يزيد وفي الرواية الثانية حدثنا محمد بن فضيل ثم قال مسلم وفي رواية ابن أبان ) هكذا هو في النسخ ويزيد بن كيسان هو أبو إسماعيل وفي الكلام تقديم وتأخير ومراده وفي رواية ابن أبان قال عن أبي إسماعيل هو يزيد بن كيسان وظاهر اللفظ يوهم أن يزيد بن كيسان يرويه عن أبي إسماعيل وهذا غلط بل يزيد بن كيسان هو أبو إسماعيل ووقع في بعض النسخ عن يزيد بن كيسان يعني أبا إسماعيل وهذا يوضح التأويل الذي ذكرناه ] 
(4/2231)

56 - ( 2908 ) وحدثنا عبدالله بن عمر بن أبان وواصل بن عبدالأعلى قالا حدثنا محمد بن فضيل عن أبي إسماعيل الأسلمي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيم قتل فقيل كيف يكون ذلك ؟ قال الهرج القاتل والمقتول في النار 
وفي رواية ابن أبان قال هو يزيد بن كيسان عن أبي إسماعيل لم يذكر الأسلمي 
(4/2231)

57 - ( 2909 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر ( واللفظ لأبي بكر ) قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد سمع أبا هريرة يقول 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة 
[ ش ( ذو السويقتين ) هما تصغير ساق الإنسان قال القاضي صغرهما لرقتهما وهي صفة سوق السودان غالبا ] 
(4/2232)

58 - ( 2909 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة 
(4/2232)

59 - ( 2909 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ذو السويقتين من الحبشة يخرب بيت الله عز و جل 
(4/2232)

60 - ( 2910 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا عبدالعزيز ( يعني ابن محمد ) عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه 
(4/2232)

61 - ( 2911 ) حدثنا محمد بن بشار العبدي حدثنا عبدالكبير بن عبدالمجيد أبو بكر الحنفي حدثنا عبدالحميد بن جعفر قال سمعت عمر بن الحكم يحدث عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه 
قال مسلم هم أربعة اخوة شريك وعبيدالله وعمير وعبدالكبير بنو عبدالمجيد 
(4/2232)

62 - ( 2912 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر ( واللفظ لابن أبي عمر ) قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة 
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر 
[ ش ( المجان المطرقة ) المجان جمع مجن وهو الترس والمطرقة بإسكان الطاء وتخفيف الراء من أطرق هذا هو الفصيح المشهور في الرواية وفي كتب اللغة والغريب وحكى فتح الطاء وتشديد الراء من طرق والمعروف الأول قال العلماء هي التي ألبست العقب وأطرقت به طاقة فوق طاقة قالوا ومعناه تشبيه وجوه الترك في عرضها وتلون وجناتها بالترسة المطرقة ] 
(4/2233)

63 - ( 2912 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلكم أمة ينتعلون الشعر وجوههم مثل المجان المطرقة 
(4/2233)

64 - ( 2912 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 
Y يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الآنف 
[ ش ( ذلف الآنف ) جمع أذلف كأحمر وحمر ومعناه فطس الأنوف قصارها مع انبطاح وقيل هو غلط في أرنبة الأنف وقيل تطامن فيها وكله متقارب ] 
(4/2233)

65 - ( 2912 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبدالرحمن ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر 
[ ش ( يلبسون الشعر ويمشون في الشعر ) معناه ينتعلون الشعر كما صرح به في الرواية الأخرى نعالهم الشعر ] 
(4/2233)

66 - ( 2912 ) حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع وأبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر كأن وجوههم المجان المطرقة حمر الوجوه صغار الأعين 
[ ش ( حمر الوجوه ) أي بيض الوجوه مشربة بحمرة ] 
(4/2233)

67 - ( 2913 ) حدثنا زهير بن حرب وعلي بن حجر ( واللفظ لزهير ) قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي نضرة قال كنا عند جابر بن عبدالله فقال 
Y يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك ؟ قال من قبل العجم يمنعون ذاك ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي قلنا من أين ذاك ؟ قال من قبل الروم ثم أسكت هنية ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عددا 
قال قلت لأبي نضرة وأبي العلاء أتريان أنه عمر بن عبدالعزيز ؟ فقالا لا 
[ ش ( يوشك أهل العراق الخ ) يوشك معناه يسرع وقد شرحت ألفاظ هذا الحديث في حديث أبي هريرة في 52 / 33 ( ثم أسكت هنية ) أسكت بالألف في جميع نسخ بلادنا وذكر القاضي أنهم رووه بحذفها وإثباتها وأشار إلى أن الأكثرين حذفوها وسكت وأسكت لغتان بمعنى صمت وقيل أسكت بمعنى أطرق وقيل بمعنى أعرض أما هنية فمعناها قليلا من الزمان وهو تصغير هنة ويقال هنيهة أيضا ( يحثي المال حثيا ) وفي رواية يحثو المال حثيا قال أهل اللغة يقال حثيت أحثي حثيا وحثوت أحثوا حثوا لغتان وقد جاءت اللغتان في هذا الحديث وجاء مصدر الثانية على فعل الأولى وهو جائز من باب قوله تعالى والله أنبتكم من الأرض نباتا والحثو هو الحفن باليد وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات مع سخاء نفسه ( لا يعده عددا ) هكذا في كثير من النسخ قال في المصباح عددته عدا من باب قتل والعدد بمعنى المعدود وفي بعضها عدا فحينئذ يكون مصدرا مؤكدا ] 
(4/2234)

67 - م - ( 2913 ) وحدثنا ابن المثنى حدثنا عبدالوهاب حدثنا سعيد ( يعني الجريري ) بهذا الإسناد نحوه 
(4/2234)

68 - ( 2914 ) حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر ( يعني ابن المفضل ) ح وحدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل ( يعني ابن علية ) كلاهما عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عددا 
وفي رواية ابن حجر يحثي المال 
(4/2235)

69 - ( 2914 / 2913 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبدالله قالا 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده 
(4/2235)

69 - م - ( 2914 / 2913 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله 
(4/2235)

70 - ( 2915 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري قال 
Y أخبرني من هو خير مني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية 
[ ش ( بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية ) وفي رواية ويس أو يا ويس والبؤس والبأساء المكروه والشدة والمعنى يا بؤس ابن سمية ما أشده عظمة أما ويس فقد قال الأصمعي ويح كلمة ترحم وويس تصغيرها أي أقل منها في ذلك وقال الفراء ويح ويس بمعنى ] 
(4/2235)

71 - ( 2915 ) وحدثني محمد بن معاذ بن عباد العنبري وهريم بن عبدالأعلى قالا حدثنا خالد بن الحارث ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور ومحمود بن غيلان ومحمد بن قدامة قالوا أخبرنا النضر بن شميل كلاهما عن شعبة عن أبي مسلمة بهذا الإسناد نحوه غير أن في حديث النضر أخبرني من هو خير مني أبو قتادة وفي حديث خالد بن الحارث قال أراه يعني أبا قتادة وفي حديث خالد ويقول ويس أو يقول يا ويس ابن سمية 
(4/2235)

72 - ( 2916 ) وحدثني محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثنا عقبة بن مكرم العمي وأبو بكر بن نافع ( قال عقبة حدثنا وقال أبو بكر أخبرنا ) غندر حدثنا شعبة قال سمعت خالدا يحدث عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية 
(4/2236)

72 - م - ( 2916 ) وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا عبدالصمد بن عبدالوارث حدثنا شعبة حدثنا خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن والحسن عن أمهما عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله 
(4/2236)

73 - ( 2916 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تقتل عمارا الفئة الباغية 
(4/2236)

74 - ( 2917 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا زرعة عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يهلك أمتي هذا الحي من قريش قالوا فما تأمرنا ؟ قال لو أن الناس اعتزلوهم 
وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن عثمان النوفلي قالا حدثنا أبو داود حدثنا شعبة في هذا الإسناد في معناه 
(4/2236)

75 - ( 2918 ) حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر ( واللفظ لابن أبي عمر ) قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله 
وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس ح وحدثني ابن رافع وعبد بن حميد عن عبدالرزاق أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري بإسناد سفيان ومعنى حديثه 
(4/2236)

76 - ( 2918 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها 
Y وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله 
(4/2236)

77 - ( 2919 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده فذكر بمثل حديث أبي هريرة سواء 
(4/2237)

78 - ( 2919 ) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري قالا حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لتفتحن عصابة من المسلمين أو من المؤمنين كنز آل كسرى الذي في الأبيض 
قال قتيبة من المسلمين ولم يشك 
[ ش ( الذي في الأبيض ) أي الذي في قصره الأبيض أو قصوره ودوره البيض ] 
(4/2237)

78 - م - ( 2919 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم بمعنى حديث أبي عوانة 
(4/2237)

( 2920 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني ابن محمد ) عن ثور ( وهو ابن زيد الديلي ) عن أبي الغيث عن أبي هريرة 
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم قال سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر ؟ قالوا نعم يا رسول الله قال لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاؤها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها 
قال ثور لا أعلمه إلا قال الذي في البحر ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون 
[ ش ( من بني إسحاق ) قال القاضي كذا هو في جميع أصول صحيح مسلم من بني إسحاق قال قال بعضهم المعروف المحفوظ من بني إسماعيل وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب وهذه المدينة هي القسطنطينية ] 
(4/2238)

( 2920 - م ) حدثني محمد بن مرزوق حدثنا بشر بن عمر الزهراني حدثني سليمان بن بلال حدثنا ثور بن زيد الديلي في هذا الإسناد بمثله 
(4/2238)

79 - ( 2921 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لتقاتلن اليهود فلنقتلنهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي فتعال فاقتله 
(4/2238)

79 - م - ( 2921 ) وحدثناه محمد بن المثنى وعبيدالله بن سعيد قالا حدثنا يحيى عن عبيدالله بهذا الإسناد وقال في حديثه هذا يهودي ورائي 
(4/2238)

80 - ( 2921 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة أخبرني عمرو بن حمزة قال سمعت سالما يقول أخبرنا عبدالله بن عمر 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تقتتلون أنتم ويهود حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله 
(4/2238)

81 - ( 2921 ) حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني سالم بن عبدالله أن عبدالله بن عمر أخبره 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله 
(4/2238)

82 - ( 2922 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبدالرحمن ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود 
[ ش ( إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) الغرقد نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس وقال أبو حنيفة الدينوري إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة ] 
(4/2239)

83 - ( 2923 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ( قال يحيى أخبرنا وقال أبو بكر حدثنا ) أبو الأحوص ح وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا أبو عوانة كلاهما عن سماك عن جابر بن سمرة قال 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن بين يدي الساعة كذابين 
وزاد في حديث أبي الأحوص قال فقلت له آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال نعم 
(4/2239)

83 - م - ( 2923 ) وحدثني ابن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بهذا الإسناد مثله قال سماك وسمعت أخي يقول قال جابر فاحذروهم 
(4/2239)

84 - ( 157 ) حدثني زهير بن حرب وإسحاق بن منصور ( قال إسحاق أخبرنا وقال زهير حدثنا ) عبدالرحمن - وهو ابن مهدي - عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله 
(4/2239)

84 - م - ( 157 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله غير أنه قال ينبعث 
(4/2239)

19 - باب ذكر ابن صياد 
(4/2239)

85 - ( 2924 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لعثمان - ( قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا ) جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله قال 
Y كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد ففر الصبيان وجلس ابن صياد فكأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كره ذلك فقال له النبي صلى الله عليه و سلم تربت يداك أتشهد أني رسول الله ؟ فقال لا بل تشهد أني رسول الله فقال عمر بن الخطاب ذرني يا رسول الله حتى أقتله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يكن الذي ترى فلن تستطيع قتله 
[ ش ( تربت يداك ) قال ابن الأثير ترب الرجل إذا افتقر أي لصق بالتراب وأترب إذا استغنى وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر به كما يقولون قاتله الله وقيل معناها لله درك وقال بعضهم هو دعاء على الحقيقة ] 
(4/2240)

86 - ( 2924 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وإسحاق بن إبراهيم وأبو كريب - واللفظ لأبي كريب - ( قال ابن نمير حدثنا وقال الآخران أخبرنا ) أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبدالله قال 
Y كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه و سلم فمر بابن صياد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خبأت لك خبيئا فقال دخ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اخسأ فلن تعدو قدرك فقال عمر يا رسول الله دعني فأضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعه فإن يكن الذي تخاف لن تستطيع قتله 
[ ش ( خبيئا ) هكذا هو في معظم النسخ خبيئا وهكذا نقله القاضي عن جمهور رواة مسلم خبيئا وفي بعض النسخ خبأ وكلاهما صحيح ( دخ ) هي لغة في الدخان وحكى صاحب نهاية الغريب فيه فتح الدال وضمها والمشهور في كتب اللغة والحديث ضمها فقط والجمهور على أن المراد بالدخ هنا الدخان وأنها لغة فيه وخالفهم الخطابي فقال لا معنى للدخان هنا لأنه ليس مما يخبأ في كف أو كم كما قال بل الدخ بيت موجود بين النخيل والبساتين قال إلا أن يكون معنى خبأت أضمرت لك اسم الدخان فيجوز والصحيح المشهور أنه صلى الله عليه و سلم أضمر له آية الدخان وهي قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين قال القاضي وأصح الأقوال أنه لم يهتد من الآية التي أضمرها النبي صلى الله عليه و سلم إلا لهذا اللفظ الناقص على عادة الكهان إذا ألقى الشيطان إليهم بقدر ما يخطف قبل أن يدركه الشهاب ويدل عليه قوله صلى الله عليه و سلم اخسأ فلن تعدو قدرك أي القدر الذي يدرك الكهان من الاهتداء إلى بعض الشيء وما لا يتبين منه حقيقته ولا يصل به إلى بيان وتحقيق أمور الغيب ( اخسأ ) أي اقعد ] 
(4/2240)

87 - ( 2925 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال 
Y لقيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أتشهد أني رسول الله ؟ فقال هو أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم آمنت بالله وملائكته وكتبه ما ترى ؟ قال أرى عرشا على الماء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ترى عرش إبليس على البحر وما ترى ؟ قال أرى صادقين وكذابا أو كاذبين وصادقا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لبس عليه دعوه 
[ ش ( لبس عليه ) أي خلط عليه أمره ] 
(4/2241)

88 - ( 2926 ) حدثنا يحيى بن حبيب ومحمد بن عبدالأعلى قالا حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال حدثنا أبو نضرة عن جابر بن عبدالله قال لقي نبي الله صلى الله عليه و سلم ابن صائد ومعه أبو بكر وعمر وابن صائد مع الغلمان فذكر نحو حديث الجريري 
(4/2241)

89 - ( 2927 ) حدثني عبيدالله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى قالا حدثنا عبدالأعلى حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال 
Y صحبت ابن صائد إلى مكة فقال لي أما قد لقيت من الناس يزعمون أني الدجال ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنه لا يولد له قال قلت بلى قال فقد ولد لي أو ليس سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يدخل المدينة ولا مكة قلت بلى قال فقد ولدت بالمدينة وهذا أنا أريد مكة قال ثم قال لي في آخر قوله أما والله إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو قال فلبسني 
[ ش ( فلبسني ) أي جعلني ألتبس في أمره وأشك فيه ] 
(4/2241)

90 - ( 2927 ) حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن عبدالأعلى قالا حدثنا معتمر قال سمعت أبي يحدث عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال 
Y قال لي ابن صائد وأخذتني منه ذمامة هذا عذرت الناس وما لي ولكم ؟ يا أصحاب محمد ألم يقل نبي الله صلى الله عليه و سلم إنه يهودي وقد أسلمت قال ولا يولد له وقد ولد لي وقال إن الله قد حرم عليه مكة وقد حججت قال فما زال حتى كاد أن يأخذ في قوله قال فقال له أما والله إني لأعلم الآن حيث هو وأعرف أباه وأمه قال وقيل له أيسرك أنك ذاك الرجل ؟ قال فقال لو عرض علي ما كرهت 
[ ش ( ذمامة ) أي حياء وإشفاق من الذم واللوم ( أن يأخذ في قوله ) أي يؤثر في وأصدقه في دعواه ] 
(4/2241)

91 - ( 2927 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح أخبرني الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال 
Y خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صائد قال فنزلنا منزلا فتفرق الناس وبقيت أنا وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه قال وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي فقلت إن الحر شديد فلو وضعته تحت تلك الشجرة قال ففعل قال فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعس فقال اشرب أبا سعيد فقلت إن الحر شديد واللبن حار ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده - أو قال آخذ عن يده - فقال أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس يا أبا سعيد من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خفي عليكم معشر الأنصار ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو كافر وأنا مسلم ؟ أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدي بالمدينة ؟ أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة ؟ 
قال أبو سعيد الخدري حتى كدت أن أعذره ثم قال أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن قال قلت له تبا لك سائر اليوم 
[ ش ( بعس ) هو القدح الكبير وجمعه عساس وأعساس ( تبا لك سائر اليوم ) أي خسرانا وهلاكا لك باقي اليوم وهو منصوب بفعل مضمر متروك الإظهار ] 
(4/2241)

92 - ( 2928 ) حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر ( يعني ابن مفضل ) عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لابن صائد ما تربة الجنة ؟ قال درمكة بيضاء مسك يا أبا القاسم قال صدقت 
(4/2243)

93 - ( 2928 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد 
Y أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن تربة الجنة ؟ فقال درمكة بيضاء مسك خالص 
[ ش ( درمكة بيضاء مسك خالص ) قال العلماء معناه أنها في البياض درمكة وفي الطيب مسك والدرمك هو الدقيق الحواري الخالص البياض وذكر مسلم الروايتين في أن النبي صلى الله عليه و سلم سأل ابن صياد عن تربة الجنة وأن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال القاضي قال بعض أهل النظر الرواية الثانية أظهر ] 
(4/2243)

94 - ( 2929 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر قال 
Y رأيت جابر بن عبدالله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال فقلت أتحلف بالله ؟ قال إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه و سلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه و سلم 
(4/2243)

95 - ( 2930 ) حدثني حرملة بن يحيى بن عبدالله بن حرملة بن عمران التجيبي أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله أخبره أن عبدالله بن عمر أخبره 
Y أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم ظهره بيده ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لابن صياد أتشهد أني رسول الله ؟ فنظر إليه ابن صياد فقال أشهد أنك رسول الأميين فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه و سلم أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال آمنت بالله وبرسله ثم قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ماذا ترى ؟ قال ابن صياد يأتيني صادق وكذاب فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم خلط عليك الأمر ثم قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم إني قد خبأت لك خبيئا فقال ابن صياد هو الدخ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اخسأ فلن تعدو قدرك فقال عمر بن الخطاب ذرني يا رسول الله أضرب عنقه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله 
[ ش ( أطم بني مغالة ) ذكر مسلم في رواية الحسن الحلواني التي بعد هذه أنه أطم بني معاوية قال العلماء المشهور المعروف هو الأول قال القاضي وبنو مغالة كل ما كان على يمينك إذا وقفت آخر البلاط مستقبل مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم والأطم هو الحصن جمعه آطام ( فرفضه ) هكذا هو في أكثر نسخ بلادنا فرفضه قال القاضي روايتنا فيه عن الجماعة بالصاد المهملة قال بعضهم الرفض الضرب بالرجل مثل الرفس فإن صح هذا فهو معناه لكن لم أجد هذه اللفظة في أصول اللغة قال ووقع في رواية القاضي التميمي فرفضه وهو وهم قال وفي البخاري في رواية المروزي فرفضه ولا وجه له وفي كتاب الأدب فرفضه قال ورواه الخطابي في غريبه فرصه أي ضغطه حتى ضم بعضه إلى بعض ومنه قوله تعالى بنيان مرصوص ( قلت ) ويجوز أن يكون معنى رفضه أي ترك سؤاله الإسلام ليأسه فيه حينئذ ثم شرع في سؤاله عما يرى ] 
(4/2244)

( 2931 ) وقال سالم بن عبدالله سمعت عبدالله بن عمر يقول 
Y انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم النخل طفق يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد فرآه رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد يا صاف ( وهو اسم ابن صياد ) هذا محمد فثار ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو تركته بين 
[ ش ( وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا ) يختل أن يخدع ابن صياد ويستغفله ليسمع شيئا من كلامه ويعلم هو والصحابة حاله في أنه كاهن أم ساحر ونحوهما ( في قطيفة له فيها زمزمة ) القطيفة كساء مخمل والزمزمة وقعت في هذه اللفظة في معظم نسخ مسلم زمزمة وفي بعضها رمرمة ووقع في البخاري بالوجهين ونقل القاضي عن جمهور رواة مسلم أنه بالمعجمتين وأنه في بعضها رمزة وهو صوت خفي لا يكاد يفهم أو لا يفهم ( فثار ابن صياد ) أي نهض من مضجعه وقام ( لو تركته بين ) أي لو لم تخبره ولم تعلمه أمه بمجيئنا لبين لنا من حاله ما تعرف به حقيقة أمره ] 
(4/2244)

( 169 ) قال سالم قال عبدالله بن عمر 
Y فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني لأنذركموه ما من نبي إلا وقد أنذره قومه لقد أنذره نوح قومه ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلموا أنه أعور وأن الله تبارك وتعالى ليس بأعور 
قال ابن شهاب وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم حذر الناس من الدجال إنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن وقال تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز و جل حتى يموت 
[ ش ( تعلموا ) اتفق الرواة على ضبط تعلموا بفتح العين واللام المشددة وكذا نقله القاضي وغيره عنهم قالوا ومعناه اعلموا وتحققوا يقال تعلم بمعنى اعلم ] 
(4/2244)

96 - ( 2930 ) حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب ( وهو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني سالم بن عبدالله أن عبدالله بن عمر قال 
Y انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه رهط من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب حتى وجد ابن صياد غلاما قد ناهز الحلم يلعب مع الغلمان عند أطم بني معاوية وساق الحديث بمثل حديث يونس إلى منتهى حديث عمر بن ثابت وفي الحديث عن يعقوب قال قال أبي ( يعني قوله لو تركته بين ) قال لو تركته أمه بين أمره 
[ ش ( ناهز الحلم ) أي قارب البلوغ ] 
(4/2244)

97 - ( 2930 ) وحدثنا عبد بن حميد وسلمة بن شبيب جميعا عن عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بابن صياد في نفر من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وهو غلام بمعنى حديث يونس وصالح غير أن عبد بن حميد لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبي صلى الله عليه و سلم مع أبي بن كعب إلى النخل 
(4/2244)

98 - ( 2932 ) حدثنا عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام عن أيوب عن نافع قال 
Y لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له رحمك الله ما أردت من ابن صائد ؟ أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنما يخرج من غضبة يغضبها ؟ 
[ ش ( فانتفخ حتى ملأ السكة ) السكة الطريق وجمعها سكك قال أبو عبيد أصل السكة الطريق المصطفة من النخل قال وسميت الأزقة سككا لاصطفاف الدور فيها ] 
(4/2246)

99 - ( 2932 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا حسين ( يعني ابن حسن بن يسار ) حدثنا ابن عون عن نافع قال 
Y كان نافع يقول ابن صياد قال قال ابن عمر لقيته مرتين قال فلقيته فقلت لبعضهم هل تحدثون أنه هو ؟ قال لا والله قال قلت كذبتني والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا فكذلك هو زعموا اليوم قال فتحدثنا ثم فارقته قال فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه قال فقلت متى فعلت عينك ما أرى ؟ قال لا أدري قال قلت لا تدري وهي في رأسك ؟ قال إن شاء الله خلقها في عصاك هذه قال فنخر كأشد نخير حمار سمعت قال فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت وأما أنا فوالله ما شعرت قال وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها فقالت ما تريد إليه ؟ ألم تعلم أنه قد قال إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه 
[ ش ( فلقيته لقية أخرى ) قال القاضي في المشارق رويناه لقية بضم اللام وثعلب يقوله لقيه بالفتح هذا كلام القاضي والمعروف في اللغة والرواية ببلادنا الفتح ( نفرت عينه ) أي ورمت ونتأت ( فنخر كأشد نخير حمار ) النخير صوت الأنف ] 
(4/2246)

20 - باب ذكر الدجال وصفته وما معه 
(4/2246)

100 - ( 169 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر قالا حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر ح وحدثنا ابن نمير ( واللفظ له ) حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال إن الله تعالى ليس بأعور ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة 
[ ش ( ذكر الدجال ) قال القاضي هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده وأقدره على أشياء من مقدرات الله تعالى من إحياء الميت الذي يقتله ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه وجنته وناره ونهريه واتباع كنوز الأرض له وأمره السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره ويبطل أمره ويقتله عيسى صلى الله عليه و سلم ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار ( وإن المسيح الدجال أعمر العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة ) أما طافئة فرويت بالهمز وتركه وكلاهما صحيح فالمهموزة هي التي ذهب نورها وغير المهموزة التي نتأت وطفت مرتفعة وفيها ضوء والعور في اللغة العيب وعيناه معيبتان عوراوان وإن إحداهما طافئة ( بالهمز ) لا ضوء فيها والأخرى طافية ( بلا همز ) ظاهرة ناتئة ] 
(4/2246)

100 - م - ( 169 ) حدثني أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد ( وهو ابن زيد ) عن أيوب ح وحدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم ( يعني ابن إسماعيل ) عن موسى بن عقبة كلاهما عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله 
(4/2246)

101 - ( 2933 ) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه ك ف ر 
(4/2248)

102 - ( 2933 ) حدثنا ابن المثنى وابن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك 
Y أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال الدجال مكتوب بين عينيه ك ف ر أي كافر 
(4/2248)

103 - ( 2933 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا عبدالوارث عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها ك ف ر يقرؤه كل مسلم 
[ ش ( ممسوح العين ) هذه الممسوحة هي الطافئة ( بالهمز ) التي لا ضوء فيها وهي أيضا موصوفة في الرواية الأخرى بأنها ليست حجراء ولا ناتئة ( مكتوب بين عينيه كافر ) الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها وإنها كتابة حقيقة جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله ويظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته ولا امتناع في ذلك ] 
(4/2248)

104 - ( 2934 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ومحمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا ) أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدجال أعمر العين اليسرى جفال الشعر معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار 
[ ش ( جفال الشعر ) أي كثيره ] 
(4/2248)

105 - ( 2934 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان أحدهما رأى العين ماء أبيض والآخر رأى العين نار تأجج فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب 
[ ش ( فإما أدركن أحد ) هكذا هو في أكثر النسخ أدركن وفي بعضها أدركه وهذا الثاني ظاهر وأما الأول فغريب من حيث العربية لأن هذه النون لا تدخل على الفعل الماضي ( قلت ) قال ابن هشام في المغنى ولا يؤكد بهما ( أي نوني التوكيد الخفيفة والثقيلة ) الماضي مطلقا وشذ قوله 
دامن سعدك لو رحمت متيما ... لولاك لم يك للصبابة جانحا اهـ ( يراه ) بفتح الياء وضمها ( ظفرة ) هي جلدة تغشى البصر وقال الأصمعي لحمة تنبت عند المآقي ] 
(4/2248)

106 - ( 2934 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى ( واللفظ له ) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبدالملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في الدجال إن معه ماء ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار فلا تهلكوا 
(4/2248)

( 2935 ) قال أبو مسعود وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم 
(4/2249)

107 - ( 2935 / 2934 ) حدثنا علي بن حجر حدثنا شعيب بن صفوان عن عبدالملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن عقبة بن عمرو أبي مسعود الأنصاري قال 
Y انطلقت معه إلى حذيفة بن اليمان فقال له عقبة حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم في الدجال قال إن الدجال يخرج وإن معه ماء ونارا فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق وأما الذي يراه الناس نارا فماء بارد عذب فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب فقال عقبة وأنا قد سمعته تصديقا لحذيفة 
(4/2249)

108 - ( 2935 ) حدثنا علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لابن حجر - ( قال إسحاق أخبرنا وقال ابن حجر حدثنا ) جرير عن المغيرة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال 
Y اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة لأنا بما مع الدجال أعلم منه إن معه نهرا من ماء ونهرا من نار فأما الذي ترون أنه نار ماء وأما الذي ترون أنه ماء نار فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار فإنه سيجده ماء 
قال أبو مسعود هكذا سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول 
(4/2249)

109 - ( 2936 ) حدثني محمد بن رافع حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال سمعت أبا هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه ؟ إنه أعور وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه 
(4/2250)

110 - ( 2937 ) حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبدالرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص حدثني عبدالرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ح وحدثني محمد بن مهران الرازي ( واللفظ له ) حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال 
Y ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم ؟ قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال لا اقدروا له قدره قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة 
[ ش ( فخفض فيه ورفع ) بتشديد الفاء فيهما وفي معناه قولان أحدهما أن خفض بمعنى حقر وقوله رفع أي عظمه وفخمه فمن تحقيره وهوانه على الله تعالى عوره ومنه قوله صلى الله عليه و سلم هو أهون على الله من ذلك وأنه لا يقدر على قتل أحد إلا ذلك الرجل ثم يعجز عنه وأنه يضمحل أمره ويقتل بعد ذلك هو وأتباعه ومن تفخيمه وتعظيم فتنته والمحنة به هذه الأمور الخارقة للعادة وأنه ما من نبي إلا وقد أنذره قومه والوجه الثاني أنه خفض من صوته في حال الكثرة فيما تكلم فيه فخفض بعد طول الكلام والتعب ليستريح ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد بلاغا كاملا مفخما ( غير الدجال أخوفني عليكم ) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا أخوفني بنون بعد الفاء وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين قال ورواه بعضهم بحذف النون وهما لغتان صحيحتان ومعناهما واحد قال شيخنا الإمام أبو عبدالله ابن مالك رحمه الله تعالى الحاجة داعية إلى الكلام في لفظ الحديث ومعناه فأما لفظه فلكونه تضمن ما لا يعتاد من إضافة أخوف إلى ياء المتكلم مقرونة بنون الوقاية وهذا الاستعمال إنما يكون مع الأفعال المتعدية والجواب إنه كان الأصل إثباتها ولكنه أصل متروك فنبه عليه في قليل من كلامهم وأنشد فيه أبياتا منها ما أنشده الفراء 
فما أدري فظني كل ظن ... أمسلمني إلى قومي شراحي 
يعني شراحيل فرخمه في غير النداء للضرورة وأنشد غيره 
وليس الموافيني ليرفد خائبا ... فإن له أضعاف ما كان أملا 
ولأفعل التفضيل أيضا شبه بالفعل خصوصا بفعل التعجب فجاز أن تلحقه النون المذكورة في الحديث كما لحقت في الأبيات المذكورة هذا هو الأظهر في هذه النون هنا 
وأما معنى الحديث ففيه أوجه أظهرها أنه من أفعل التفضيل وتقديره غير الدجال أخوف مخوفاتي عليكم ثم حذف المضاف إلى الياء ومنه أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون معناه أن الأشياء التي أخافها على أمتي أحقها بأن تخاف الأئمة المضلون الثاني أن يكون أخوف من أخاف بمعنى خوف ومعناه غير الدجال أشد موجبات خوفي عليكم والثالث أن يكون من باب وصف المعاني بما يوصف به الأعيان على سبيل المبالغة كقولهم في الشعر الفصيح شعر شاعر وخوف فلان أخوف من خوفك وتقديره خوف غير الدجال أخوف خوفي عليكم ثم حذف المضاف الأول ثم الثاني هذا آخر كلام الشيخ رحمه الله ( قطط ) أي شديد جعودة الشعر مباعد للجعودة المحبوبة ( إنه خارج خلة بين الشأم والعراق ) هكذا هو في نسخ بلادنا خلة وقال القاضي المشهور فيه خلة قيل معناه سمت ذلك وقبالته وفي كتاب العين الخلة موضع حزن وصخور قال وذكره الهروي وفسره بأنه ما بين البلدين هذا آخر ما ذكره القاضي وهذا الذي ذكره عن الهروي هو الموجود في نسخ بلادنا وفي الجمع بين الصحيحين ببلادنا وهو الذي رجحه صاحب نهاية الغريب وفسره بالطريق بينهما ( فعاث يمينا وعاث شمالا ) العيث الفساد أو أشد الفساد والإسراع فيه وحكى القاضي أنه رواه بعضهم فعاث اسم فاعل وهو بمعنى الأول ( اقدروا له قدره ) قال القاضي وغيره هذا حكم مخصوص بذلك اليوم شرعه لنا صاحب الشرع قالوا ولولا هذا الحديث ووكلنا إلى اجتهادنا لاقتصرنا فيه على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غيره من الأيام ومعنى اقدروا له قدره أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر فصلوا العصر وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب فصلوا المغرب وكذا العشاء والصبح ثم الظهر ثم العصر ثم المغرب وهكذا حتى ينقضي ذلك اليوم وقد وقع فيه صلوات سنة فرائض كلها مؤداة في وقتها أما الثاني الذي كشهر والثالث الذي كجمعة فقياس اليوم الأول أن يقدر لهما كاليوم الأول على ما ذكرناه ( فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا الخ ) أما تروح فمعناه ترجع آخر النهار والسارحة هي الماشية التي تسرح أي تذهب أول النهار إلى المرعى والذرا الأعالي والأسنمة جمع ذروة بالضم والكسر وأسبغه أي أطوله لكثرة اللبن وكذا أمده خواصر لكثرة امتلائها من الشبع ( فيصبحون ممحلين ) قال القاضي أي أصابهم المحل من قلة المطر ويبس الأرض من الكلأ وفي القاموس المحل على وزن فحل الجدب والقحط والإمحال كون الأرض ذات جدب وقحط يقال أمحل البلد إذا أجدب ( كيعاسيب النحل ) هي ذكور النحل هكذا فسره ابن قتيبة وآخرون قال القاضي المراد جماعة النحل لا ذكورها خاصة لكنه كنى عن الجماعة باليعسوب وهو أميرها ( فيقطعه جزلتين رمية الغرض ) الجزلة بالفتح على المشهور وحكى ابن دريد كسرها أي قطعتين ومعنى رمية الغرض أنه يجعل بين الجزلتين مقدار رمية هذا هو الظاهر المشهور وحكى القاضي هذا ثم قال وعندي أن فيه تقديما وتأخيرا وتقديره فيصيب إصابة رمية الغرض فيقطعه جزلتين والصحيح الأول 
( فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين ) هذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق والمهرودتان روي بالدال المهملة والذال المعجمة والمهملة أكثر والوجهان مشهوران للمتقدمين والمتأخرين من أهل اللغة والغريب وغيرهم وأكثر ما يقع في النسخ بالمهملة كما هو المشهور ومعناه لابس مهرودتين أي ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران وقيل هما شقتان والشقة نصف الملاءة ( تحدر منه جمان كاللؤلؤ ) الجمان حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه فسمي الماء جمانا لشبهه به في الصفاء والحسن ( فلا يحل ) معنى لا يحل لا يمكن ولا يقع وقال القاضي معناه عندي حق واجب ( بباب لد ) مصروف بلدة قريبة من بيت المقدس ( فيمسح عن وجوههم ) قال القاضي يحتمل أن هذا المسح حقيقة على ظاهره فيمسح على وجوههم تبركا وبرا ويحتمل أنه إشارة إلى كشف ما هم فيه من الشدة والخوف ( لا يدان لأحد بقتالهم ) يدان تثنية يد قال العلماء معناه لا قدرة ولا طاقة يقال ما لي بهذا الأمر يد وما لي به يدان لأن المباشرة والدفع إنما يكون باليد وكأنه يديه معدومتان لعجزه عن دفعه ( فحرز عبادي إلى الطور ) أي ضمهم واجعله لهم حرزا يقال أحرزت الشيء أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته إليك وصنته عن الأخذ ( وهم من كل حدب ينسلون ) الحدب النشز قال الفراء من كل أكمة من كل موضع مرتفع وينسلون يمشون مسرعين ( فيرغب نبي الله ) أي إلى الله أو يدعو ( النغف ) هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم الواحدة نغفة ( فرسى ) أي قتلى واحدهم فريس كقتيل وقتلى ( زهمهم ) أي دسمهم ( البخت ) قال في اللسان البخت والبختية دخيل في العربية أعجمي معرب وهي الإبل الخراسانية تنتج من عربية وفالج وهي جمال طوال الأعناق ( لا يكن ) أي لا يمنع من نزول الماء ( مدر ) هو الطين الصلب ( كالزلفة ) روى الزلقة وروى الزلفة وروى الزلفة قال القاضي وكلها صحيحة واختلفوا في معناه فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون معناه كالمرآة وحكى صاحب المشارق هذا عن ابن عباس أيضا شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها وقيل كمصانع الماء أي أن الماء يستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء وقال أبو عبيد معناه كالإجانة الخضراء وقيل كالصفحة وقيل كالروضة ( العصابة ) هي الجماعة ( بقحفها ) بكسر القاف هو مقعر قشرها شبهها بقحف الرأس وهو الذي فوق الدماغ وقيل ما انفلق من جمجمته وانفصل ( الرسل ) هو اللبن ( اللقحة ) بكسر اللام وفتحها لغتان مشهورتان الكسر أشهر وهي القريبة العهد بالولادة وجمعها لقح كبركة وبرك واللقوح ذات اللبن وجمعها لقاح ( الفئام ) هي الجماعة الكثيرة هذا هو المشهور والمعروف في اللغة وكتب الغريب ( الفخذ من الناس ) قال أهل اللغة الفخذ الجماعة من الأقارب وهم دون البطن والبطن دون القبيلة قال القاضي قال ابن فارس الفخذ هنا بإسكان الخاء لا غير فلا يقال إلا بإسكانها بخلاف الفخذ التي هي العضو فإنها تكسر وتسكن ( وكل مسلم ) هكذا هو في جميع نسخ مسلم وكل مسلم بالواو ( يتهارجون فيها تهارج الحمر ) أي يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس كما يفعل الحمير ولا يكترثون لذلك والهرج بإسكان الراء الجماع يقال هرج زوجته أي جامعها يهرجها بفتح الراء وضمها وكسرها ] 
(4/2250)

111 - ( 2937 ) حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم قال ابن حجر دخل حديث أحدهما في حديث الآخر عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا وزاد بعد قوله - لقد كان بهذه مرة ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما وفي رواية ابن حجر فإني قد أنزلت عبادا لي لا يدي لأحد بقتالهم 
[ ش ( إلى جبل الخمر ) الخمر هو الشجر الملتف الذي يستر من فيه وقد فسره في الحديث بأنه جبل بيت المقدس لكثرة شجره ( بنشابهم ) أي سهامهم واحده نشابة ] 
(4/2250)

21 - باب في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه وقتله المؤمن وإحيائه 
(4/2250)

112 - ( 2938 ) حدثني عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد وألفاظهم متقاربة والسياق لعبد ( قال حدثني وقال الآخران حدثنا ) يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد - حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال 
Y حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر ؟ فيقولون لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه 
قال أبو إسحاق يقال إن هذا الرجل هو الخضر عليه السلام 
[ ش ( نقاب المدينة ) أي طرقها وفجاجها وهو جمع نقب وهو الطريق بين جبلين ( قال أبو إسحاق ) أبو إسحاق هذا هو إبراهيم بن سفيان راوي الكتاب عن مسلم وكذا قال معمر في جامعه في إثر هذا الحديث كما ذكره ابن سفيان وهذا تصريح منه بحياة الخضر عليه السلام وهو الصحيح ] 
(4/2256)

112 - م - ( 2938 ) وحدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري في هذا الإسناد بمثله 
(4/2256)

113 - ( 2938 ) حدثني محمد بن عبدالله بن قهزاذ من أهل مرو حدثنا عبدالله بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له أين تعمد ؟ فيقول أعمد إلى هذا الذي خرج قال فيقولون له أو ما تؤمن بربنا ؟ فيقول ما بربنا خفاء فيقولون اقتلوه فيقول بعضهم لبعض أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه قال فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فيأمر الدجال به فيشبح فيقول خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا قال فيقول أو ما تؤمن بي ؟ قال فيقول أنت المسيح الكذاب قال فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له قم فيستوي قائما قال ثم يقول له أتؤمن بي ؟ فيقول ما ازددت فيك إلا بصيرة قال ثم يقول يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين 
[ ش ( المسالح ) المسالح قوم معهم سلاح يرقبون في المراكز كالخفراء سموا بذلك لحملهم السلاح ( فيشبح ) أي يمد على بطنه ويروى فيشج ( شجوه ) من الشج وهو الجرح في الرأس والوجه ويروى واشبحوه ( فيؤشر بالمئشار ) هكذا الرواية بالهمزة فيهما وهو الأفصح ويجوز تخفيف الهمزة فيهما فتجعل في الأول واوا وفي الثاني ياء ويجوز المنشار بالنون يقال نشرت الخشبة وعلى الأول يقال أشرتها ( مفرقه ) مفرق الرأس وسطه ( ترقوته ) هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق ] 
(4/2256)

22 - باب في الدجال وهو أهون على الله عز و جل 
(4/2256)

114 - ( 2939 ) حدثنا شهاب بن عباد العبدي حدثنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال 
Y ما سأل أحد النبي صلى الله عليه و سلم عن الدجال أكثر مما سألت قال وما ينصبك منه ؟ إنه لا يضرك قال قلت يا رسول الله إنهم يقولون إن معه الطعام والأنهار قال هو أهون على الله من ذلك 
[ ش ( وما ينصبك منه ) أي ما يتعبك من أمره قال ابن دريد يقال أنصبه المرض وغيره ونصبه والأول أفصح قال وهو تغير الحال من مرض أو تعب ( هو أهون على الله من ذلك ) قال القاضي معناه هو أهون على الله من أن يجعل ما خلقه الله تعالى على يده مضلا للمؤمنين ومشككا لقلوبهم بل إنما جعله له ليزداد الذين آمنوا إيمانا ونثبت الحجة على الكافرين والمنافقين ونحوهم وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك ] 
(4/2257)

115 - ( 2939 ) حدثنا سريج بن يونس حدثنا هشيم عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة قال 
Y ما سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الدجال أكثر مما سألته قال وما سؤالك ؟ قال قلت إنهم يقولون معه جبال من خبز ولحم ونهر من ماء قال هو أهون على الله من ذلك 
(4/2257)

115 - م - ( 2939 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلهم عن إسماعيل بهذا الإسناد نحو حديث إبراهيم بن حميد وزاد في حديث يزيد فقال لي أي بني 
(4/2257)

23 - باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه وذهاب أهل الخير والإيمان وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان والنفخ في الصور وبعث من في القبور 
(4/2257)

116 - ( 2940 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول 
Y سمعت عبدالله بن عمرو وجاءه رجل فقال ما هذا الحديث الذي تحدث به ؟ تقول إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا فقال سبحان الله أو لا إله إلا الله أو كلمة نحوهما لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا إنما قلت إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما يحرق البيت ويكون ويكون ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ( لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما ) فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه قال سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون ؟ فيقولون فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله قال فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل ( نعمان الشاك ) فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسؤلون قال ثم يقال أخرجوا بعث النار فيقال من كم ؟ فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال فذاك يوم يجعل الولدان شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق 
[ ش ( فيبعث الله عيسى ) قال القاضي رحمه الله تعالى نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله فوجب إثباته ( في كبد جبل ) أي وسطه وداخله وكبد كل شيء وسطه ( في خفة الطير وأحلام السباع ) قال العلماء معناه يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير وفي العدوان وظلم بعضهم بعضا في أخلاق السباع العادية ( أصغى ليتا ورفع ليتا ) أصغى أمال والليت صفحة العنق وهي جانبه ( يلوط حوض إبله ) أي يطينه ويصلحه ( كأنه الطل أو الظل ) قال العلماء الأصح الطل وهو الموافق للحديث الآخر أنه كمني الرجال ( يكشف عن ساق ) قال العلماء معناه يوم يكشف عن شدة وهول عظيم أي يظهر ذلك يقال كشفت الحرب عن ساقها إذا اشتدت وأصله أن من جد في أمره كشف عن ساقه مشمرا في الخفة والنشاط له ] 
(4/2258)

117 - ( 2940 ) وحدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود قال 
Y سمعت رجلا قال لعبدالله بن عمرو إنك تقول إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا فقال لقد هممت أن لا أحدثكم بشئ إنما قلت إنكم ترون بعد قليل أمرا عظيما فكان حريق البيت ( قال شعبة هذا أو نحوه ) قال عبدالله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج الدجال في أمتي وساق الحديث بمثل حديث معاذ وقال في حديثه فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته قال محمد بن جعفر حدثني شعبة بهذا الحديث مرات وعرضته عليه 
(4/2258)

118 - ( 2941 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر عن أبي حيان عن أبي زرعة عن عبدالله بن عمرو قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا لم أنسه بعد 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا 
(4/2260)

118 - م - ( 2941 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة قال جلس إلى مروان بن الحكم بالمدينة ثلاثة نفر من المسلمين فسمعوه وهو يحدث عن الآيات أن أولها خروجا الدجال فقال عبدالله بن عمرو لم يقل مروان شيئا قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فذكر بمثله 
(4/2260)

118 - م 2 - ( 2941 ) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي حيان عن أبي زرعة قال تذاكروا الساعة عند مروان فقال عبدالله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثل حديثهما ولم يذكر ضحى 
(4/2260)

24 - باب قصة الجساسة 
(4/2260)

[ ش ( قصة الجساسة ) قيل سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال وجاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنها دابة الأرض المذكورة في القرآن ] 
(4/2260)

119 - ( 2942 ) حدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد بن عبدالوارث وحجاج بن الشاعر كلاهما عن عبدالصمد ( واللفظ لعبدالوارث بن عبدالصمد ) حدثنا أبي عن جدي عن الحسين بن ذكوان حدثنا ابن بريدة حدثني عامر بن شراحيل الشعبي شعب همدان 
Y أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول فقال حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسنديه إلى أحد غيره فقالت لئن شئت لأفعلن فقال لها أجل حدثيني فقالت نكحت ابن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما تأيمت خطبني عبدالرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وخطبني رسول الله صلى الله عليه و سلم على مولاه أسامة بن زيد وكنت قد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أحبني فليحب أسامة فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت أمري بيدك فأنكحني من شئت فقال انتقلي إلى أم شريك وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان فقلت سأفعل فقال لا تفعلي إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم ( وهو رجل من بني فهر فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه ) فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال أتدرون لما جمعتكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت ؟ فقالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة ؟ قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت ؟ قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت ؟ فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة ؟ قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر ؟ قال أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر ؟ قال هل فيها ماء ؟ قالوا هي كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر ؟ قال هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب قال أقاتله العرب ؟ قلنا نعم قال كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم قد كان ذلك ؟ قلنا نعم قال أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ فقال الناس نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق قالت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم 
[ ش ( فأصيب في أول الجهاد ) قال العلماء ليس معناه أنه قتل في الجهاد مع النبي صلى الله عليه و سلم وتأيمت بذلك إنما تأيمت بطلاقه البائن ( تأيمت ) أي صرت أيما وهي التي لا زوج لها ( وأم شريك امرأة غنية من الأنصار ) هذا قد أنكره بعض العلماء وقال إنما هي قرشية من بني عامر بن لؤي واسمها غربة وقيل غربلة وقال آخرون هما ثنتان قرشية وأنصارية ( عبدالله بن عمرو ابن أم مكتوم ) هكذا هو في جميع النسخ وقوله ابن أم مكتوم يكتب بالألف لأنه صفة لعبدالله لا لعمرو فنسبه إلى أبيه عمرو وإلى أمه أم مكتوم فجمع نسبه إلى أبويه كما في عبدالله بن مالك ابن بحينة وعبدالله بن أبي ابن سلول ونظائر ذلك قال القاضي المعروف أنه ليس بابن عمها ولا من البطن الذي هي منه بل هي من بني محارب بن فهر وهو من بني عامر بن لؤي هذا كلام القاضي والصواب أن ما جاءت به الرواية صحيح والمراد بالبطن هنا القبيلة لا البطن الذي هو أخص منها والمراد أنه ابن عمها مجازا لكونه من قبيلتها فالرواية صحيحة ولله الحمد ( الصلاة جامعة ) هو بنصب الصلاة وجامعة الأول على الإغراء والثاني على الحال ( لأن تميما الداري ) هذا معدود من مناقب تميم لأن النبي صلى الله عليه و سلم روى عنه هذه القصة وفيه رواية الفاضل عن المفضول ورواية المتبوع عن تابعه وفيه رواية خبر الواحد ( ثم أرفؤا إلى جزيرة ) أي التجأوا إليها قال في اللسان أرفأت السفينة إذا أدنيتها إلى الجدة والجدة وجه الأرض أي الشط ( فجلسوا في أقرب السفينة ) الأقرب جمع قارب على غير قياس والقياس قوارب وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة كالجنيبة يتصرف فيها ركاب السفينة لقضاء حوائجهم وقيل أقرب السفينة أدانيها أي ما قارب إلى الأرض منها ( أهلب ) الأهلب غليظ الشعر كثيره ( فإنه إلى خبركم بالأشواق ) أي شديد الأشواق إليه أي إلى خبركم ( فرقنا منها ) أي خفنا ( أعظم إنسان ) أي أكبره جثة أو أهيب هيئة ( بالحديد ) الباء متعلق بمجموعة ( وما بين ركبتيه إلى كعبيه ) بدل اشتمال من يداه ( اغتلم ) أي هاج وجاوز حده المعتاد ( نخل بيسان ) هي قرية بالشام ( بحيرة الطبرية ) هي بحر صغير معروف بالشام ( عين زغر ) هي بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام ( طيبة ) هي المدينة ويقال لها أيضا طابة ( صلتا ) بفتح الصاد وضمها أي مسلولا ( ما هو ) قال القاضي لفظة ما هو زائدة صلة للكلام ليست بنافية والمراد إثبات أنه في جهة الشرق ] 
(4/2261)

120 - ( 2942 ) حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي أبو عثمان حدثنا قرة حدثنا سيار أبو الحكم حدثنا الشعبي قال 
Y دخلنا على فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب ابن طاب وأسقتنا سويق سلت فسألتها عن المطلقة ثلاثا أين تعتد ؟ قالت طلقني بعلي ثلاثا فأذن لي النبي صلى الله عليه و سلم أن أعتد في أهلي قالت فنودي في الناس إن الصلاة جامعة قالت فانطلقت فيمن انطلق من الناس قالت فكنت في الصف المقدم من النساء وهو يلي المؤخر من الرجال قالت فسمعت النبي صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر يخطب فقال إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر وساق الحديث وزاد فيه قالت فكأنما أنظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأهوى بمخصرته إلى الأرض وقال هذه طيبة يعني المدينة 
[ ش ( فأتحفتنا ) أي ضيفتنا ( رطب ابن طاب ) نوع من الرطب الذي بالمدينة وتمر المدينة مائة وعشرون نوعا ( سلت ) هو حب يشبه الحنطة ويشبه الشعير ] 
(4/2261)

121 - ( 2942 ) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وأحمد بن عثمان النوفلي قالا حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت 
Y قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم تميم الداري فأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه ركب البحر فتاهت به سفينته فسقط إلى جزيرة فخرج إليها يلتمس الماء فلقي إنسانا يجر شعره واقتص الحديث وقال فيه ثم قال أما إنه لو قد أذن لي في الخروج قد وطئت البلاد كلها غير طيبة فأخرجه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الناس فحدثهم قال هذه طيبة وذاك الدجال 
[ ش ( فتاهت به سفينته ) أي سلكت غير الطريق ] 
(4/2261)

122 - ( 2942 ) حدثني أبو بكر بن إسحاق حدثنا يحيى بن بكير حدثنا المغيرة ( يعني الحزامي ) عن أبي الزناد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قعد على المنبر فقال أيها الناس حدثني تميم الداري أن أناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة فخرجوا إلى جزيرة في البحر وساق الحديث 
(4/2261)

123 - ( 2943 ) حدثني علي بن حجر السعدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثني أبو عمرو ( يعني الأوزاعي ) عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها فينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق 
[ ش ( بالسبخة ) في القاموس السبخة محركة ومسكنة أرض ذات نز وملح سبخة وسبخة ] 
(4/2265)

123 - م - ( 2943 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فذكر نحوه غير أنه قال فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه وقال فيخرج إليه كل منافق ومنافقة 
[ ش ( فيضرب رواقة ) أي ينزل هناك ويضع ثقله ] 
(4/2265)

25 - باب في بقية من أحاديث الدجال 
(4/2265)

124 - ( 2944 ) حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبدالله عن عمه أنس بن مالك 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة 
[ ش ( الطيالسة ) جمع طيلسان والطيلسان أعجمي معرب قال في معيار اللغة ثوب يلبس على الكتف يحيط بالبدن ينسج للبس خال من التفصيل والخياطة ] 
(4/2266)

125 - ( 2945 ) حدثني هارون بن عبدالله حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج حدثني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يقول أخبرتني أم شريك 
Y أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال هم قليل 
(4/2266)

125 - م - ( 2945 ) وحدثناه محمد بن بشار وعبد بن حميد قالا حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج بهذا الإسناد 
(4/2266)

126 - ( 2946 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا عبدالعزيز ( يعني ابن المختار ) حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة قالوا 
Y كنا نمر على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني ولا أعلم بحديثه مني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال 
[ ش ( خلق أكبر من الدجال ) المراد أكبر فتنة وأعظم شوكة ] 
(4/2266)

127 - ( 2946 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا عبدالله بن جعفر الرقي حدثنا عبيدالله بن عمرو عن أيوب عن حميد بن هلال عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة قالوا كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين بمثل حديث عبدالعزيز بن مختار غير أنه قال أمر أكبر من الدجال 
(4/2266)

128 - ( 2947 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل ( يعنون ابن جعفر ) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة 
[ ش ( بادروا بالأعمال ستا ) أي سابقوا ست آيات دالة على وجود القيامة قبل وقوعها وحلولها فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يقبل ولا يعتبر ] 
(4/2267)

129 - ( 2947 ) حدثنا أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن زياد بن رياح عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بادروا بالأعمال ستا الدجال والدخان ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها وأمر العامة وخويصة أحدكم 
(4/2267)

129 - م - ( 2947 ) وحدثناه زهير بن حرب ومحمد بن المثنى قالا حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث حدثنا همام عن قتادة بهذا الإسناد مثله 
(4/2267)

26 - باب فضل العبادة في الهرج 
(4/2267)

130 - ( 2948 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن معلى بن زياد عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ح وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن المعلى بن زياد رده إلى معاوية بن قرة رده إلى معقل بن يسار 
Y رده إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال العبادة في الهرج كهجرة إلي 
[ ش ( العبادة في الهرج كهجرة إلي ) المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد ] 
(4/2268)

130 - م - ( 2948 ) وحدثنيه أبو كامل حدثنا حماد بهذا الإسناد نحوه 
(4/2268)

27 - باب قرب الساعة 
(4/2268)

131 - ( 2949 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن ( يعني ابن مهدي ) حدثنا شعبة عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبدالله 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس 
(4/2268)

132 - ( 2950 ) حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يعقوب بن عبدالرحمن وعبدالعزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ح وحدثنا قتيبة بن سعيد ( واللفظ له ) حدثنا يعقوب عن أبي حازم أنه سمع سهلا يقول 
Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يشير بإصبعه التي تلي الإبهام والوسطى وهو يقول بعثت أنا والساعة هكذا 
(4/2268)

133 - ( 2951 ) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة حدثنا أنس بن مالك قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثت أنا والساعة كهاتين قال شعبة وسمعت قتادة يقول في قصصه كفضل إحداهما على الأخرى فلا أدري أذكره عن أنس أو قاله قتادة 
(4/2268)

134 - ( 2951 ) وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد ( يعني ابن الحارث ) حدثنا شعبة قال سمعت قتادة وأبا التياح يحدثان أنهما سمعا أنسا يحدث 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بعثت أنا والساعة هكذا وقرن شعبة بين إصبعيه المسبحة والوسطى يحكيه 
(4/2268)

134 - م - ( 2951 ) وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا 
(4/2268)

134 - م 2 - ( 2951 ) وحدثناه محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حمزة ( يعني الضبي ) وأبي التياح عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل حديثهم 
(4/2268)

135 - ( 2951 ) وحدثنا أبو غسان المسمعي حدثنا معتمر عن أبيه عن معبد عن أنس قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثت أنا والساعة كهاتين قال وضم السبابة والوسطى 
(4/2268)

136 - ( 2952 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت 
Y كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم سألوه عن الساعة متى الساعة ؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم 
[ ش ( إن يعش هذا لم يدركه الهرم ) وفي رواية إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة وفي رواية إن عمر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة وفي رواية إن يؤخر هذا قال القاضي هذه الروايات كلها محمولة على معنى الأول والمراد بساعتكم موتكم ومعناه يموت ذلك القرن أو أولئك المخاطبون ] 
(4/2269)

137 - ( 2953 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس 
Y أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم متى تقوم الساعة ؟ وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة 
(4/2269)

138 - ( 2953 ) وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد ( يعني ابن زيد ) حدثنا معبد بن هلال العنزي عن أنس بن مالك 
Y أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال متى تقوم الساعة ؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم هنيهة ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزدشنوءة فقال إن عمر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة 
قال قال أنس ذاك الغلام من أترابي يومئذ 
(4/2269)

139 - ( 2953 ) حدثنا هارون بن عبدالله حدثنا عفان بن مسلم حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس قال 
Y مر غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة 
(4/2269)

140 - ( 2954 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 
Y يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم والرجل يلط في حوضه فما يصدر حتى تقوم 
[ ش ( يلط ) هكذا هو في معظم النسخ يلط وفي بعضها يليط بزيادة ياء وفي بعضها يلوط ومعنى الجميع واحد وهو أنه يطينه ويصلحه ] 
(4/2270)

28 - باب ما بين النفختين 
(4/2270)

141 - ( 2955 ) حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما ؟ قال أبيت قالوا أربعون شهرا ؟ قال أبيت قالوا أربعون سنة ؟ قال أبيت ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل 
قال وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة 
[ ش ( قال أبيت ) معناه أبيت أن أجزم بأن المراد أربعون يوما أو سنة أو شهرا بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة وقد جاءت مفسرة من رواية غيره في غير مسلم أربعون سنة ( عجب الذئب ) أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب وهو رأس العصعص ويقال له عجم بالميم وهو أول ما يخلق من الأدمى وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه ] 
(4/2270)

142 - ( 2955 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة ( يعني الحزامي ) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب 
(4/2270)

143 - ( 2955 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها 
Y وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم هو ؟ يا رسول الله قال عجب الذنب 
بسم الله الرحمن الرحيم 
(4/2270)

53 - كتاب الزهد والرقائق 
(4/2270)

1 - ( 2956 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر 
[ ش ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) معناه أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة مكلف بفعل الطاعات الشاقة فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من المنغصات وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات فإذا مات صار إلى العذاب الدائم وشقاء الأبد ] 
(4/2272)

2 - ( 2957 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان ( يعني ابن بلال ) عن جعفر عن أبيه عن جابر بن عبدالله 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية والناس كنفته فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال أيكم يحب أن هذا له بدرهم ؟ فقالوا ما نحب أنه لنا بشئ وما نصنع به ؟ قال أتحبون أنه لكم ؟ قالوا والله لو كان حيا كان عيبا فيه لأنه أسك فكيف وهو ميت ؟ فقال فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم 
[ ش ( كنفته ) وفي بعض النسخ كنفتيه معنى الأول جانبه والثاني جانبيه ( جدي أسك ) أي صغير الأذنين ] 
(4/2272)

2 - م - ( 2957 ) حدثني محمد بن المثنى العنزي وإبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي قالا حدثنا عبدالوهاب ( يعنيان الثقفي ) عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله غير أن في حديث الثقفي فلو كان حيا كان هذا السكك به عيبا 
(4/2272)

3 - ( 2958 ) حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن مطرف عن أبيه قال 
Y أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر قال يقول ابن آدم مالي مالي ( قال ) وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ؟ 
(4/2273)

3 - م - ( 2958 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وقالا جميعا حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي كلهم عن قتادة عن مطرف عن أبيه قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر بمثل حديث همام 
(4/2273)

4 - ( 2959 ) حدثني سويد بن سعيد حدثني حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول العبد مالي مالي إنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس 
[ ش ( أو أعطى فاقتنى ) هكذا هو في معظم النسخ لمعظم الرواة فاقتنى ومعناها ادخر لآخرته أي ادخر ثوابه وفي بعضها فأقنى بحذف التاء أي أرضى ] 
(4/2273)

4 - م - ( 2959 ) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق أخبرنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني العلاء بن عبدالرحمن بهذا الإسناد مثله 
(4/2273)

5 - ( 2960 ) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وزهير بن حرب كلاهما عن ابن عيينة قال يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبدالله بن أبي بكر قال سمعت أنس بن مالك يقول 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله 
(4/2273)

6 - ( 2961 ) حدثني حرملة بن يحيى بن عبدالله ( يعني ابن حرملة بن عمران التجيبي ) أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف بن عامر بن لؤي وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبره 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ؟ فقالوا أجل يا رسول الله قال فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم 
(4/2273)

6 - م - ( 2961 ) حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح ح وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب كلاهما عن الزهري بإسناد يونس ومثل حديثه غير أن في حديث صالح وتلهيكم كما ألهتهم 
(4/2273)

7 - ( 2962 ) حدثنا عمرو بن سواد العامري أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح ( هو أبو فراس مولى عبدالله بن عمرو بن العاص ) حدثه عن عبدالله بن عمرو بن العاص 
Y عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم ؟ قال عبدالرحمن بن عوف نقول كما أمرنا الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون أو نحو ذلك ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض 
[ ش ( نقول كما أمرنا الله ) معناه نحمده ونشكره ونسأله المزيد من فضله ( تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون الخ ) قال العلماء التنافس إلى الشيء المسابقة إليه وكراهة أخذ غيرك إياه وهو أول درجات الحسد وأما الحسد فهو تمني زوال النعمة عن صاحبها والتدابر التقاطع وقد يبقى مع التدابر شيء من المودة أو لا يكون مودة ولا بغض وأما التباغض فهو بعد هذا ولهذا رتبت في الحديث ( ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض ) أي ضعفائهم فتجعلون بعضهم أمراء على بعض هكذا فسروه ] 
(4/2274)

8 - ( 2963 ) حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد ( قال قتيبة حدثنا وقال يحيى أخبرنا ) المغيرة بن عبدالرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه 
(4/2275)

8 - م - ( 2963 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معتمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل حديث أبي الزناد سواء 
(4/2275)

9 - ( 2963 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير ح وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ( واللفظ له ) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله 
قال أبو معاوية عليكم 
[ ش ( انظروا إلى من أسفل منكم الخ ) معنى أجدر أحق وتزدروا تحتقروا قال ابن جرير وغيره هذا حديث جامع لأنواع من الخير لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه هذا هو الموجود في غالب الناس وأما إذا ما نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه فشكرها وتواضع وفعل فيه الخير ] 
(4/2275)

10 - ( 2964 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة حدثني عبدالرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه 
Y أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك ؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا قال فأي المال أحب إليك ؟ قال الإبل ( أو قال البقر شك إسحاق ) - إلا أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر - قال فأعطى ناقة عشراء فقال بارك الله لك فيها قال فأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك ؟ قال البقر فأعطي بقرة حاملا فقال بارك الله لك فيها قال فأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك ؟ قال أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك ؟ قال الغنم فأعطي شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا قال فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم قال ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري فقال الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس ؟ فقيرا فأعطاك الله ؟ فقال إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت 
قال وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد على هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت 
قال وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك 
[ ش ( أبرص ) قال في القاموس البرص بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج برص كفرح فهو أبرص وأبرصه الله ( يبتليهم ) أي يختبرهم ( ناقة عشراء ) هي الحامل القريبة الولادة ( شاة والدا ) أي وضعت ولدها وهو معها ( فأنتج هذان وولد هذا ) هكذا الرواية فأنتج رباعي وهي لغة قليلة الاستعمال والمشهور نتج ثلاثي وممن حكى اللغتين الأخفش ومعناه تولى الولادة وهي النتج والإنتاج ومعنى ولد هذا بتشديد اللام معنى أنتج والناتج للإبل والمولد للغنم وغيرها هو كالقابلة للنساء ( انقطعت بي الحبال ) هي الأسباب وقيل الطرق ( إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ) أي ورثته من آبائي الذين ورثوه من آبائهم كبيرا عن كبير في العز والشرف والثروة ( لا أجهدك اليوم ) هكذا هو في رواية الجمهور أجهدك بالجيم والهاء ومعناه لا أشق عليك برد شيء تأخذه أو تطلبه من مالي والجهد المشقة وفي هذا الحديث الحث على الرفق بالضعفاء وإكرامهم وتبليغهم ما يطلبون مما يمكن والحذر من كسر قلوبهم واحتقارهم وفيه التحدث بنعمة الله تعالى وذم جحدها ] 
(4/2275)

11 - ( 2965 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعباس بن عبدالعظيم - واللفظ لإسحاق - ( قال عباس حدثنا وقال إسحاق أخبرنا ) أبو بكر الحنفي حدثنا بكير بن مسمار حدثني عامر بن سعد قال 
Y كان سعد بن أبي وقاص في إبله فجاءه ابنه عمر فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب فنزل فقال له أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم ؟ فضرب سعد في صدره فقال اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي 
[ ش ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) المراد بالغنى غني النفس هذا هو الغني المحبوب لقوله صلى الله عليه و سلم ولكن الغنى غنى النفس وأما الخفي فبالخاء المعجمة هذا هو الموجود في النسخ والمعروف في الروايات ومعناه الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه وفي هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط ] 
(4/2277)

12 - ( 2966 ) حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا المعتمر قال سمعت إسماعيل عن قيس عن سعد ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي وابن بشر قالا حدثنا إسماعيل عن قيس قال 
Y سمعت سعد بن أبي وقاص يقول والله إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين لقد خبت إذا وضل عملي ولم يقل ابن نمير إذا 
[ ش ( ورق الحبلة وهذا السمر ) هما نوعان من شجر البادية كذا قال أبو عبيد وآخرون ( ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين ) قالوا المراد ببني أسد بنو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى قال الهروي معنى تعزرني توقفني والتعزير التوقيف على الأحكام والفرائض قال ابن جرير معناه تقومني وتعلمني ومنه تعزير السلطان وهو تقويمه بالتأديب ] 
(4/2277)

13 - ( 2966 ) وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد بهذا الإسناد وقال حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع العنز ما يخلطه بشئ 
(4/2277)

14 - ( 2967 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير العدوي قال 
Y خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعر ووالله لتملأن أفعجبتم ؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها ملكا فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا 
[ ش ( آذنت ) أي أعلمت ( بصرم ) الصرم الانقطاع والذهاب ( حذاء ) مسرعة الانقطاع ( صبابة ) البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء ( يتصابها ) في القاموس تصاببت الماء شربت صبابته ( قعرا ) قعر الشيء أسفله ( كظيظ ) أي ممتلئ ( قرحت ) أي صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته ( سعد بن مالك ) هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ] 
(4/2278)

14 - م - ( 2967 ) وحدثني إسحاق بن عمر بن سليط حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير وقد أدرك الجاهلية قال خطب عتبة بن غزوان وكان أميرا على البصرة فذكر نحو حديث شيبان 
(4/2278)

15 - ( 2967 ) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع عن قرة بن خالد عن حميد بن هلال عن خالد بن عمير قال سمعت عتبة بن غزوان يقول 
Y لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما طعامنا إلا ورق الحبلة حتى قرحت أشداقنا 
(4/2278)

16 - ( 2968 ) حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال 
Y قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ قالوا لا قال فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما قال فيلقى العبد فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول بلى قال فيقول أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول بلى أي رب فيقول أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقول ههنا إذا 
قال ثم يقال له الآن نبعث شاهدنا عليك ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي ؟ فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه 
[ ش ( أي فل ) معناه يا فلان وهو ترخيم على خلاف القياس وقيل هي لغة بمعنى فلان حكاها القاضي ( أسودك ) أي أجعلك سيدا على غيرك ( ترأس ) أي تكون رئيس القوم وكبيرهم ( تربع ) أي تأخذ المرباع الذي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة وهو ربعها يقال ربعتهم أي أخذت ربع أموالهم ومعناه ألم أجعلك رئيسا مطاعا قال القاضي بعد حكايته نحو ما ذكرته عندي أن معناه تركتك مستريحا لا تحتاج إلى مشقة وتعب من قولهم اربع على نفسك أي ارفق بها ( فإني أنساك كما نسيتني ) أي أمنعك الرحمة كما امتنعت من طاعتي ( ههنا إذا ) معناه قف ههنا حتى يشهد عليك جوارحك إذ قد صرت منكرا ( ليعذر ) من الإعذار والمعنى ليزيل الله عذره من قبل نفسه بكثرة ذنوبه وشهادة أعضائه عليه بحيث لم يبق له عذر يتمسك به ] 
(4/2279)

17 - ( 2969 ) حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عبيدالله الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد المكتب عن فضيل عن الشعبي عن أنس بن مالك قال 
Y كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فضحك فقال هل تدرون مما أضحك ؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم قال من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ قال يقول بلى قال فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني قال فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي قال فتنطق بأعماله قال ثم يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل 
[ ش ( لأركانه ) أي جوارحه ( أناضل ) أي أدافع وأجادل ] 
(4/2280)

18 - ( 1055 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا 
[ ش ( قوتا ) قيل هو كفايتهم من غير إسراف وهو بمعنى قوله في الرواية الأخرى كفافا وقيل هو سد الرمق ] 
(4/2280)

19 - ( 1055 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وأبو كريب قالوا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا وفي رواية عمرو اللهم ارزق 
(4/2280)

19 - م - ( 1055 ) وحدثناه أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة قال سمعت الأعمش ذكر عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد وقال كفافا 
(4/2280)

20 - ( 2970 ) حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم ( قال إسحاق أخبرنا وقال زهير حدثنا ) جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت 
Y ما شبع آل محمد صلى الله عليه و سلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض 
(4/2281)

21 - ( 2970 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا ) أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت 
Y ما شبع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى مضى لسبيله 
(4/2281)

22 - ( 2970 ) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبدالرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود عن عائشة أنها قالت 
Y ما شبع آل محمد صلى الله عليه و سلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم 
(4/2281)

23 - ( 2970 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن عبدالرحمن بن عابس عن أبيه عن عائشة قالت 
Y ما شبع آل محمد صلى الله عليه و سلم من خبز بر فوق ثلاث 
(4/2281)

24 - ( 2970 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت عائشة 
Y ما شبع آل محمد صلى الله عليه و سلم من خبز البر ثلاثا حتى مضى لسبيله 
(4/2281)

25 - ( 2971 ) حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن مسعر عن هلال بن حميد عن عروة عن عائشة قالت 
Y ما شبع آل محمد صلى الله عليه و سلم يومين من خبز بر إلا وأحدهما تمر 
(4/2282)

26 - ( 2972 ) حدثنا عمرو الناقد حدثنا عبدة بن سليمان قال ويحيى بن يمان حدثنا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت 
Y إن كنا آل محمد صلى الله عليه و سلم لنمكث شهرا ما نستوقد بنار إن هو إلا التمر والماء 
[ ش ( ويحيى بن يمان حدثنا ) معنى هذا الكلام أن عمرا الناقد روى هذا الحديث عن عبدة ويحيى بن يمان كلاهما عن هشام ] 
(4/2282)

26 - م - ( 2972 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة وابن نمير عن هشام بن عروة بهذا الإسناد إن كنا لنمكث ولم يذكر آل محمد وزاد أبو كريب في حديثه عن ابن نمير إلا أن يأتينا اللحيم 
(4/2282)

27 - ( 2973 ) حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت 
Y توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني 
[ ش ( رفي ) قال في القاموس الرف شبه الطاق عليه طرائف البيت كالرفرف ( شطر شعير ) الشطر هنا معناه شيء من شعير كذا فسره الترمذي وقال القاضي قال ابن أبي حازم معناه نصف وسق ] 
(4/2282)

28 - ( 2972 ) حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم عن أبيه عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أنها كانت تقول 
Y والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه و سلم نار قال قلت يا خالة فما كان يعيشكم ؟ قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من ألبانها فيسقيناه 
[ ش ( منائح ) في المصباح المنحة في الأصل الشاة أو الناقة يعطيها صاحبها رجلا يشرب لبنها ثم يردها إذا انقطع اللبن ثم كثر استعماله حتى أطلق على كل عطاء ] 
(4/2282)

29 - ( 2974 ) حدثني أبو الطاهر أحمد أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني أبو صخر عن يزيد بن عبدالله بن قسيط ح وحدثني هارون بن سعيد حدثنا ابن وهب أخبرني أبو صخر عن ابن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت 
Y لقد مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين 
(4/2283)

30 - ( 2975 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا داود بن عبدالرحمن المكي العطار عن منصور عن أمه عن عائشة ح وحدثنا سعيد بن منصور حدثنا داود بن عبدالرحمن العطار حدثني منصور بن عبدالرحمن الحجبي عن أمه صفية عن عائشة قالت 
Y توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم حين شبع الناس من الأسودين التمر والماء 
[ ش ( التمر والماء ) المراد حين شبعوا من التمر وإلا فما زالوا شباعا من الماء ] 
(4/2283)

31 - ( 2975 ) حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة قالت 
Y توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد شبعنا من الأسودين الماء والتمر 
(4/2283)

31 - م - ( 2975 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا الأشجعي ح وحدثنا نصر بن علي حدثنا أبو أحمد كلاهما عن سفيان بهذا الإسناد غير أن في حديثهما عن سفيان وما شبعنا من الأسودين 
(4/2283)

32 - ( 2976 ) حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان ( يعنيان الفزاري ) عن يزيد ( وهو ابن كيسان ) عن أبي حازم عن أبي هريرة قال 
Y والذي نفسي بيده ( وقال ابن عباد والذي نفس أبي هريرة بيده ) ما أشبع رسول الله صلى الله عليه و سلم أهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا 
(4/2284)

33 - ( 2976 ) حدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم قال رأيت أبا هريرة يشير بإصبعه مرارا يقول 
Y والذي نفس أبي هريرة بيده ما شبع نبي الله صلى الله عليه و سلم وأهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا 
(4/2284)

34 - ( 2977 ) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا أبو الأحوص عن سماك قال سمعت النعمان بن بشير يقول 
Y ألستم في طعام وشراب ما شئتم ؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه و سلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه 
وقتيبة لم يذكر به 
[ ش ( الدقل ) التمر الردئ ] 
(4/2284)

35 - ( 2977 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الملائي حدثنا إسرائيل كلاهما عن سماك بهذا الإسناد نحوه وزاد في حديث زهير وما ترضون دون ألوان التمر والزبد 
(4/2284)

36 - ( 2978 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان يخطب قال 
Y ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه 
(4/2285)

37 - ( 2979 ) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب أخبرني أبو هانئ سمع أبا عبدالرحمن الحبلي يقول 
Y سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال ألسنا من فقراء المهاجرين ؟ فقال له عبدالله ألك امرأة تأوي إليها ؟ قال نعم قال ألك مسكن تسكنه ؟ قال نعم قال فأنت من الأغنياء قال فإن لي خادما قال فأنت من الملوك 
(4/2285)

37 - م - ( 2979 ) قال أبو عبدالرحمن 
Y وجاء ثلاثة نفر إلى عبدالله بن عمرو بن العاص وأنا عنده فقالوا يا أبا محمد إنا والله ما نقدر على شئ لا نفقة ولا دابة ولا متاع فقال لهم ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان وإن شئتم صبرتم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا قالوا فإنا نصبر لا نسأل شيئا 
[ ش ( بأربعين خريفا ) أي أربعين سنة ] 
(4/2285)

1 - باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين 
(4/2285)

38 - ( 2980 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عبدالله بن دينار أنه سمع عبدالله بن عمر يقول 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم 
[ ش ( لأصحاب الحجر ) أي في شأنهم وكان هذا في غزوة تبوك ( أن يصيبكم ) أي خشية أن يصيبكم أو حذر أن يصيبكم ] 
(4/2285)

39 - ( 2980 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب وهو يذكر الحجر مساكن ثمود قال سالم بن عبدالله إن عبدالله بن عمر قال 
Y مررنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم زجر فأسرع حتى خلفها 
[ ش ( ثم زجر ) أي زجر ناقته فحذف ذكر الناقة للعلم به ومعناه ساقها سوقا شديدا حتى خلفها أي جاوز المساكن ] 
(4/2285)

40 - ( 2981 ) حدثني الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا شعيب بن إسحاق أخبرنا عبيدالله عن نافع أن عبدالله بن عمر أخبره 
Y أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على الحجر أرض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة 
[ ش ( من آبارها ) جمع بئر ويجمع بئر على آبار كحمل وأحمال ويجوز قلبه فيقال آبار وهو جمع قلة وفي الرواية الثانية بئارها وهو جمع كثرة ] 
(4/2286)

40 - م - ( 2981 ) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا أنس بن عياض حدثني عبيدالله بهذا الإسناد مثله غير أنه قال فاستقوا من بئارها واعتجنوا به 
(4/2286)

2 - باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم 
(4/2286)

41 - ( 2982 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله - وأحسبه قال - وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر 
[ ش ( الساعي ) المراد بالساعي الكاسب لهما العامل لمؤنتهما ( الأرملة ) من لا زوج لها سواء كانت تزوجت قبل ذلك أم لا وقيل هي التي فارقت زوجها قال ابن قتيبة سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج يقال أرمل الرجل إذا فني زاده ] 
(4/2286)

42 - ( 2983 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا مالك عن ثور بن زيد الديلي قال سمعت أبا الغيث يحدث عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار مالك بالسبابة والوسطى 
[ ش ( كافل اليتيم ) القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أو من مال اليتيم بولاية شرعية ( له أو لغيره ) فالذي له أن يكون قريبا له كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه والذي لغيره أن يكون أجنبيا ] 
(4/2287)

3 - باب فضل بناء المساجد 
(4/2287)

43 - ( 533 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو ( وهو ابن الحارث ) أن بكيرا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أنه سمع عبيدالله الخولاني يذكر 
Y أنه سمع عثمان بن عفان عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم قد أكثرتم وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بنى مسجدا - قال بكير حسبت أنه قال - يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة 
وفي رواية هارون بنى الله له بيتا في الجنة 
(4/2287)

44 - ( 533 ) حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى كلاهما عن الضحاك قال ابن المثنى حدثنا الضحاك بن مخلد أخبرنا عبدالحميد بن جعفر حدثني أبي عن محمود بن لبيد 
Y أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد فكره الناس ذلك وأحبوا أن يدعه على هيئته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بنى مسجدا لله بنى الله له في الجنة مثله 
(4/2287)

44 - م - ( 533 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو بكر الخفي وعبدالملك بن الصباح كلاهما عن عبدالحميد بن جعفر بهذا الإسناد غير أن في حديثهما بنى الله له بيتا في الجنة 
(4/2287)

4 - باب الصدقة في المساكين 
(4/2287)

45 - ( 2984 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ( واللفظ لأبي بكر ) قالا حدثنا يزيد بن هارون حدثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة عن وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبدالله ما اسمك ؟ قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبدالله لم تسألني عن اسمي ؟ فقال إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها ؟ قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه 
[ ش ( اسق حديقة فلان ) الحديقة القطعة من النخيل وتطلق على الأرض ذات الشجر ( فتنحى ذلك السحاب ) معنى تنحى قصد يقال تنحيت الشيء وانتحيته ونحوته إذا قصدته ومنه سمي علم النحو لأنه قصد كلام العرب ( حرة ) الحرة أرض بها حجارة سود كثيرة ( شرجة ) وجمعها شراج وهي مسايل الماء في الحرار ( بمسحاته ) قال في القاموس سحا الطين يسحيه ويسحوه ويسحاه سحوا قشره وجرفه والمسحاة ما سحي به ] 
(4/2288)

45 - م - ( 2984 ) وحدثناه أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا أبو داود حدثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة حدثنا وهب بن كيسان بهذا الإسناد غير أنه قال وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل 
(4/2288)

5 - باب من أشرك في عمله غير الله ( وفي نسخة باب تحريم الرياء ) 
(4/2288)

46 - ( 2985 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه 
[ ش ( تركته وشركه ) هكذا وقع في بعض الأصول وشركه وفي بعضها وشريكه وفي بعضها وشركته ومعناه أنه غني عن المشاركة وغيرها فمن عمل شيئا لي ولغيري لم أقبله بل أتركه لذلك الغير والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به ] 
(4/2289)

47 - ( 2986 ) حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به 
[ ش ( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ) قال العلماء معناه من راءى بعمله وسمعه الناس - ليكرموه ويعظموه ويعتقدوا خيره سمع الله به يوم القيامة الناس وفضحه وقيل معناه من سمع بعيوب الناس وأذاعها أظهر الله عيوبه وقيل أسمعه المكروه وقيل أراه الله ثواب ذلك من غير أن يعطيه إياه ليكون حسرة عليه وقيل معناه من أراد بعمله الناس أسمعه الله الناس وكان ذلك حظه منه ] 
(4/2289)

48 - ( 2987 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل قال سمعت جندبا العلقي قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يسمع يسمع الله به ومن يرائي يرائي الله به 
(4/2289)

48 - م - ( 2987 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا الملائي حدثنا سفيان بهذا الإسناد وزاد ولم أسمع أحدا غيره يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم 
(4/2289)

48 - م 2 - ( 2987 ) حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي أخبرنا سفيان عن الوليد بن حرب ( قال سعيد أظنه قال ابن الحارث بن أبي موسى ) قال سمعت سلمة بن كهيل قال سمعت جندبا ( ولم أسمع أحدا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم غيره ) يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثل حديث الثوري 
(4/2289)

48 - م 3 - ( 2987 ) وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا الصدوق الأمين الوليد بن حرب بهذا الإسناد 
(4/2289)

6 - باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار ( وفي نسخة باب حفظ اللسان ) 
(4/2289)

49 - ( 2988 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر ( يعني ابن مضر ) عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة 
Y أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب 
(4/2290)

50 - ( 2988 ) وحدثناه محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبدالعزيز الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب 
[ ش ( ما يتبين ما فيها ) معناه لا يتدبرها ويتفكر في قبحها ولا يخاف ما يترتب عليها وهذا كالكلمة عند السلطان وغيره من الولاة وكالكلمة يقذف أو معناه كالكلمة التي يترتب عليها إضرار مسلم ونحو ذلك ] 
(4/2290)

7 - باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله 
(4/2290)

51 - ( 2989 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير و إسحاق بن إبراهيم وأبو كريب - واللفظ لأبي كريب - ( قال يحيى وإسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا ) أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن أسامة بن زيد قال 
Y قيل له ألا تدخل على عثمان فتكلمه ؟ فقال أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ولا أقول لأحد يكون علي أميرا إنه خير الناس بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه 
[ ش ( أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ) معناه أتظنون أني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون ( ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ) يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ كما جرى لقتلة عثمان رضي الله عنه ( فتندلق أقتاب بطنه ) قال أبو عبيد الأقتاب الأمعاء قال الأصمعي واحدها قتبة وقال غيره قتب وقال ابن عيينة هي ما استدار في البطن وهي الحوايا والأمعاء وهي الأقصاب واحدها قصب والاندلاق خروج الشيء من مكانه ] 
(4/2290)

51 - م - ( 2989 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال كنا عند أسامة بن زيد فقال رجل ما يمنعك أن تدخل على عثمان فتكلمه فيما يصنع ؟ وساق الحديث بمثله 
(4/2290)

8 - باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه 
(4/2290)

52 - ( 2990 ) حدثني زهير بن حرب ومحمد بن حاتم وعبد بن حميد ( قال عبد حدثني وقال الآخران حدثنا ) يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال قال سالم سمعت أبا هريرة يقول 
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل أمتي معافاة إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا ثم يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه فيبيت يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه 
قال زهير وإن من الهجار 
[ ش ( معافاة ) هكذا هو في معظم النسخ والأصول المعتمدة معافاة بالهاء في آخره يعود إلى الأمة ( إلا المجاهرين ) هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأظهروها وكشفوا ما ستر الله تعالى عليهم فيتحدثون بها لغير ضرورة ولا حاجة يقال جهر بأمره وأجهر وجاهر ( وإن من الإجهار ) كذا هو في جميع النسخ الإجهار من أجهر ( وإن من الهجار ) قيل إنه خلاف الصواب وليس كذلك بل هو صحيح ويكون الهجار لغة في الإهجار الذي هو الفحش والخنا والكلام الذي لا ينبغي ويقال في هذا أهجر إذا أتى به كذا قاله الجوهري وغيره ] 
(4/2291)

9 - باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب 
(4/2291)

53 - ( 2991 ) حدثني محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا حفص ( وهو ابن غياث ) عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال 
Y عطس عند النبي صلى الله عليه و سلم رجلان فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر فقال الذي لم يشمته عطس فلان فشمته وعطست أنا فلم تشمتني قال إن هذا حمد الله وإنك لم تحمد الله 
[ ش ( فشمت ) يقال شمت بالشين المعجمة والمهملة لغتان مشهورتان المعجمة أفصح قال ثعلب معناه بالمعجمة أبعد الله عنك الشماتة وبالمهملة هو من السمت وهو القصد والهدى ] 
(4/2292)

53 - م - ( 2991 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد ( يعني الأحمر ) عن سليمان التيمي عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله 
(4/2292)

54 - ( 2992 ) حدثني زهير بن حرب ومحمد بن عبدالله بن نمير ( واللفظ لزهير ) قالا حدثنا القاسم بن مالك عن عاصم بن كليب عن أبي بردة قال 
Y دخلت على أبي موسى وهو في بيت بنت الفضل بن العباس فعطست فلم يشمتني وعطست فشمتها فرجعت إلى أمي فأخبرتها فلما جاءها قالت عطس عندك ابني فلم تشمته وعطست فشمتها فقال إن ابنك عطس فلم يحمد الله فلم أشمته وعطست فحمدت الله فشمتها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه 
[ ش ( بنت الفضل بن عباس ) هذه البنت هي أم كلثوم بنت الفضل بن عباس امرأة أبي موسى الأشعري تزوجها بعد فراق الحسن بن علي لها وولدت لأبي موسى ابنه موسى ومات عنها فتزوجها بعده عمران بن طلحة ففارقها وماتت بالكوفة ودفنت بظاهرها ] 
(4/2292)

55 - ( 2993 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا وكيع حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ( واللفظ له ) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه 
Y أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم وعطس رجل عنده فقال له يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم الرجل مزكوم 
(4/2292)

56 - ( 2994 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر السعدي قالوا حدثنا إسماعيل ( يعنون ابن جعفر ) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال التئاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع 
[ ش ( إذا تثاءب أحدكم ) وقع ههنا في بعض النسخ تثاءب بالمد مخففا وفي أكثرها تثاوب الواو وكذا وقع في الروايات الثلاث بعد هذه تثاوب بالواو قال القاضي قال ثابت ولا يقال تثاءب بالمد مخففا بل تثأب بتشديد الهمزة قال ابن دريد أصله من تثأب الرجل بالتشديد فهو متثئب إذا استرخى وكسل قال الجوهري يقال تثاءبت بالمد مخففا على تفاعلت ولا يقال تثاوب ( فليكظم ) الكظم هو الإمساك قال العلماء أمر بكظم التثاؤب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخوله فمه وضحكه منه ] 
(4/2293)

57 - ( 2995 ) حدثني أبو غسان المسمعي مالك بن عبدالواحد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سهيل بن أبي صالح قال سمعت ابنا لأبي سعيد الخدري يحدث أبي عن أبيه قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل 
(4/2293)

58 - ( 2995 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز عن سهيل عن عبدالرحمن بن أبي سعيد عن أبيه 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده فإن الشيطان يدخل 
(4/2293)

59 - ( 2995 ) حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تثاوب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل 
(4/2293)

59 - م - ( 2995 ) حدثناه عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه وعن ابن أبي سعيد عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل حديث بشر وعبدالعزيز 
(4/2293)

10 - باب في أحاديث متفرقة 
(4/2293)

60 - ( 2996 ) حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا ) عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم 
[ ش ( الجان ) الجن ( مارج ) المارج اللهب المختلط بسواد النار ] 
(4/2294)

11 - باب في الفأر وأنه مسخ 
(4/2294)

61 - ( 2997 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى العنزي ومحمد بن عبدالله الرزي جميعا عن الثقفي ( واللفظ لابن المثنى ) حدثنا عبدالوهاب حدثنا خالد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت ولا أراها إلا الفأر ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته ؟ 
قال أبو هريرة فحدثت هذا الحديث كعبا فقال آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قلت نعم قال ذلك مرارا قلت أأقرأ التوراة ؟ قال إسحاق في روايته لا ندري ما فعلت 
[ ش ( ألا ترونها إذا وضعت لها ألبان الإبل ) معنى هذا أن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها فدل امتناع الفأرة من لبن الإبل دون الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل ( أأقرأ التوراة ؟ ) بهمزة الاستفهام وهو استفهام إنكار ومعناه ما أعلم ولا عندي شيء إلا عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا أنقل عن التوراة ولا غيرها من كتب الأوائل شيئا بخلاف كعب الأحبار وغيره ممن له علم بعلم أهل الكتاب ] 
(4/2294)

62 - ( 2997 ) وحدثني أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة 
Y قال الفأرة مسخ وآية ذلك أنه يوضع بين يديها لبن الغنم فتشربه ويوضع بين يديها لبن الإبل فلا تذوقه فقال له كعب أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال أفأنزلت علي التوراة ؟ 
(4/2294)

12 - باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين 
(4/2294)

63 - ( 2998 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين 
[ ش ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) الرواية المشهورة لا يلدغ برفع الغين وقال القاضي يروى على وجهين أحدهما بضم الغين على الخبر ومعناه المؤمن الممدوح وهو الكيس الحازم الذي لا يستغفل فيخدع مرة بعد أخرى ولا يفطن لذلك وقيل إن المراد الخداع في أمور الآخرة دون الدنيا والوجه الثاني بكسر الغين على النهي أن يؤتى من جهة الغفلة قال وسبب الحديث معروف وهو أن النبي صلى الله عليه و سلم أسر أبا عزة الشاعر يوم بدر فمن عليه وعاهده أن لا يحرض عليه ولا يهجوه وأطلقه فلحق بقومه ثم رجع إلى التحريض والهجاء ثم أسره يوم أحد فسأله المن فقال النبي صلى الله عليه و سلم المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وهذا السبب يضعف الوجه الثاني ] 
(4/2295)

63 - م - ( 2998 ) وحدثنيه أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب عن يونس ح وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن حاتم قالا حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله 
(4/2295)

13 - باب المؤمن أمره كله خير 
(4/2295)

64 - ( 2999 ) حدثنا هداب بن خالد الأزدي وشيبان بن فروخ جميعا عن سليمان بن المغيرة ( واللفظ لشيبان ) حدثنا سليمان حدثنا ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال 
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له 
(4/2295)

14 - باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح 
(4/2295)

65 - ( 3000 ) حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال 
Y مدح رجل رجلا عند النبي صلى الله عليه و سلم قال فقال ويحك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه إن كان يعلم ذاك كذا وكذا 
[ ش ( مدح رجل رجلا ) ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث الواردة في النهي عن المدح وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه قال العلماء وطريق الجمع بينهما أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخبر والازدياد منه أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحبا ( قطعت عنق صاحبك ) وفي رواية قطعتم ظهر الرجل معناه أهلكتموه وهذه استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك لكن هلاك هذا الممدوح في دينه وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالإعجاب ( ولا أزكى على الله أحدا ) أي لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره لأن ذلك مغيب عني ولكن أحسب وأظن لوجود الظاهر المقتضى لذلك ] 
(4/2296)

66 - ( 3000 ) وحدثني محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثني أبو بكر بن نافع أخبرنا غندر قال شعبة حدثنا عن خالد الحذاء عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه 
Y عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ذكر عنده رجل فقال رجل يا رسول الله ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل منه في كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه و سلم ويحك قطعت عنق صاحبك مرارا يقول ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان أحدكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا إن كان يرى أنه كذلك ولا أزكى على الله أحدا 
(4/2296)

66 - م - ( 3000 ) وحدثنيه عمرو الناقد حدثنا هاشم بن القاسم ح وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد نحو حديث يزيد بن زريع وليس في حديثهما فقال رجل ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل منه 
(4/2296)

67 - ( 3001 ) حدثني أبو جعفر محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن زكرياء عن بريد بن عبدالله بن أبي بردة عن أبي موسى قال 
Y سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يثني على رجل ويطريه في المدحة فقال لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل 
[ ش ( ويطريه في المدحة ) الإطراء مجاوزة الحد في المدح والمدحة بكسر الميم ] 
(4/2297)

68 - ( 3002 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى جميعا عن ابن مهدي ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن حبيب عن مجاهد عن أبي معمر قال 
Y قام رجل يثني على أمير من الأمراء فجعل المقداد يحثي عليه التراب وقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب 
[ ش ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب ) هذا الحديث قد حمله على ظاهره المقداد الذي هو راويه ووافقه طائفة وكانوا يحثون التراب في وجهه حقيقة وقال آخرون معناه خيبوهم فلا تعطوهم شيئا لمدحهم ] 
(4/2297)

69 - ( 3002 ) وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحارث 
Y أن رجلا جعل يمدح عثمان فعمد المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما فجعل يحثو في وجهه الحصباء فقال له عثمان ما شأنك ؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب 
(4/2297)

69 - م - ( 3002 ) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن منصور ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا الأشجعي عبيدالله بن عبيد الرحمن عن سفيان الثوري عن الأعمش ومنصور عن إبراهيم عن همام عن المقداد عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله 
(4/2297)

15 - باب منازلة الأكبر 
(4/2297)

70 - ( 3003 ) حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا أبي حدثنا صخر ( يعني ابن جويرية ) عن نافع أن عبدالله بن عمر حدثه 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أراني في المنام أتسوك بسواك فجذبني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك الأصغر منهما فقيل لي كبر فدفعته إلى الأكبر 
(4/2298)

16 - باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم 
(4/2298)

71 - ( 2493 ) حدثنا هارون بن معروف حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام عن أبيه قال كان أبو هريرة يحدث ويقول 
Y اسمعي يا ربة الحجرة اسمعي يا ربة الحجرة وعائشة تصلي فلما قضت صلاتها قالت لعروة ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفا ؟ إنما كان النبي صلى الله عليه و سلم يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه 
[ ش ( اسمعي يا ربة الحجرة ) يعني عائشة ومراده بذلك تقوية الحديث بإقرارها ذلك وسكوتها عليه ولم تنكر عليه شيئا من ذلك سوى الإكثار من الرواية في المجلس الواحد لخوفها أن يحصل بسببه سهو ونحوه ] 
(4/2298)

72 - ( 3004 ) حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي - قال همام أحسبه قال - متعمدا فليتبوأ مقعده من النار 
[ ش ( لا تكتبوا عني ) قال القاضي كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم فكرهها كثيرون منهم وأجازها أكثرهم ثم أجمع المسلمون على جوازها وزال ذلك الخلاف واختلفوا في المراد بهذا الحديث الوارد في النهي فقيل هو في حق من يوثق بحفظه ويخاف اتكاله على الكتابة إذا كتب وتحمل الأحاديث الواردة بالإباحة على من لا يوثق بحفظه كحديث اكتبوا لأبي شاه وحديث صحيفة علي رضي الله عنه وحديث كتاب عمرو بن حزم الذي فيه الفرائض والسنن والديات وحديث كتاب الصدقة ونصب الزكاة الذي بعث به أبو بكر رضي الله عنه أنسا رضي الله عنه حين وجهه إلى البحرين وحديث أبي هريرة أن ابن عمرو بن العاص كان يكتب ولا أكتب وغير ذلك من الأحاديث وقيل إن حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما أمن ذلك أذن في الكتابة وقيل إنما نهي عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ ] 
(4/2298)

17 - باب قصة أصحاب الإخدود والساحر والراهب والغلام 
(4/2298)

73 - ( 3005 ) حدثنا هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صهيب 
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟ فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني فقال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك ؟ قال ربي قال ولك رب غيري ؟ قال ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجئ بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجئ بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمئشار فوضع المئشار على مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جئ بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جئ بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك ؟ قال كفانيهم الله فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك ؟ قال كفانيهم الله فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال وما هو ؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق 
[ ش ( الأكمه ) الذي خلق أعمى ( بالمئشار ) مهموز في رواية الأكثرين ويجوز تخفيف الهمزة بقلبها ياء وروى المنشار بالنون وهما لغتان صحيحتان ( ذروته ) ذروة الجبل أعلاه وهي بضم الذال وكسرها ( فرجف بهم الجبل ) أي اضطرب وتحرك حركة شديدة ( قرقور ) القرقور السفينة الصغيرة وقيل الكبيرة واختار القاضي الصغيرة بعد حكايته خلافا كثيرا ( فانكفأت بهم السفينة ) أي انقلبت ( صعيد ) الصعيد هنا الأرض البارزة ( كبد القوس ) مقبضها عند الرمي ( نزل بك حذرك ) أي ما كنت تحذر وتخاف ( بالأخدود ) الأخدود هو الشق العظيم في الأرض وجمعه أخاديد ( أفواه السكك ) أي أبواب الطرق ( فأحموه فيها ) هكذا هو في عامة النسخ فأحموه بهمزة قطع بعدها حاء ساكنة ونقل القاضي اتفاق النسخ على هذا ووقع في بعض نسخ بلادنا فأقحموه بالقاف وهذا ظاهر ومعناه اطرحوه فيها كرها ومعنى الرواية الأولى ارموه فيها من قولهم أحميت الحديدة وغيرها إذا أدخلتها النار لتحمى ( فتقاعست ) أي توقفت ولزمت موضعها وكرهت الدخول في النار ] 
(4/2299)

18 - باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر 
(4/2299)

74 - ( 3006 ) حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد ( وتقاربا في لفظ الحديث ) والسياق لهارون قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال 
Y خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى أبي اليسر بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري فقال له أبي يا عم إني أرى في وجهك سفعة من غضب قال أجل كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال فأتيت أهله فسلمت فقلت ثم هو ؟ قالوا لا فخرج علي ابن له جفر فقلت له أين أبوك ؟ قال سمع صوتك فدخل أريكة أمي فقلت اخرج إلي فقد علمت أين أنت فخرج فقلت ما حملك على أن اختبأت مني ؟ قال أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك خشيت والله أن أحدثك فأكذبك وأن أعدك فأخلفك وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكنت والله معسرا قال قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده فقال إن وجدت قضاء فاقضني وإلا أنت في حل فأشهد بصر عيني هاتين ( ووضع إصبعيه على عينيه ) وسمع أذني هاتين ووعاه قلبي هذا ( وأشار إلى مناط قلبه ) رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقول من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله 
[ ش ( أبا اليسر ) اسمه كعب بن عمرو شهد العقبة وبدرا وهو ابن عشرين سنة وهو آخر من توفي من أهل بدر رضي الله عنهم توفي بالمدينة سنة خمس وخمسين ( ضمامة من صحف ) بكسر الضاد المعجمة أي رزمة يضم بعضها إلى بعض هكذا وقع في جميع نسخ مسلم ضمامة وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ قال القاضي وقال بعض شيوخنا صوابه إضمامة بكسر الهمزة قبل الضاد قال القاضي ولا يبعد عندي صحة ما جاءت به الرواية هنا كما قالوا ضبارة وإضبارة لجماعة الكتب ولفافة لما يلف فيه الشئ هذا كلام القاضي وذكر صاحب نهاية الغريب أن الضمامة لغة في الإضمامة والمشهور في اللغة إضمامة بالألف ( بردة ) البردة شملة مخططة وقيل كساء مربع فيه صغر يلبسه الأعراب وجمعه برد ( ومعافري ) نوع من الثياب يعمل بقرية تسمى معافر وقيل هي نسبة إلى قبيلة نزلت تلك القرية والميم فيه زائدة ( سفعة من غضب ) هي بفتح السين المهملة وضمها لغتان أي علامة وتغير ( جفر ) الجفر هو الذي قارب البلوغ وقيل هو الذي قوي على الأكل وقيل ابن خمس سنين ( أريكة أمي ) قال ثعلب هي السرير الذي في الحجلة ولا يكون السرير المفرد وقال الأزهري كل ما اتكأت عليه فهو أريكة ( قلت آلله قال الله ) الأول بهمزة ممدودة على الاستفهام والثاني بلا مد والهاء فيهما مكسورة هذا هو المشهور قال القاضي رويناه بكسرها وفتحها معا قال وأكثر أهل العربية لا يجيزون غير كسرها ( بصر عيني هاتين ) هو بفتح الصاد ورفع الراء هذه رواية الأكثرين ورواه جماعة بضم الصاد وفتح الراء عيناي هاتان وكلاهما صحيح ولكن الأول أولى ( سمع أذني هاتين ) بإسكان الميم ورفع العين هذه رواية الأكثرين ورواه جماعة سمع بكسر الميم أذناي هاتان وكلاهما صحيح ولكن الأول أولى ( مناط قلبه ) هو بفتح الميم وفي بعض النسخ المعتمدة نياط بكسر النون ومعناهما واحد وهو عرق معلق بالقلب ] 
(4/2301)

( 3007 ) قال فقلت له أنا 
Y يا عم لم أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك وأخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليك حلة وعليه حلة فمسح رأسي وقال اللهم بارك فيه يا ابن أخي بصر عيني هاتين وسمع إذني هاتين ووعاه قلبي هذا ( وأشار إلى مناط قلبه ) رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقول أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون وكان أن أعطيته من متاع الدنيا أهون علي من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة 
[ ش ( وأخذت ) هكذا هو في جميع النسخ وأخذت بالواو وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ والروايات ووجه الكلام وصوابه أن يقول أو أخذت بأو لأن المقصود أن يكون على أحدهما بردتان وعلى الآخر معافريان ( حلة ) الحلة ثوبان إزار ورداء قال أهل اللغة لا تكون إلا ثوبين سميت بذلك لأن أحدهما يحل على الآخر وقيل لا تكون الحلة إلا الثوب الجديد الذي يحل من طيه ] 
(4/2302)

( 3008 ) ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبدالله في مسجده وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به فتخطيت القوم حتى جلست بينه وبين القبلة فقلت يرحمك الله أتصلي في ثوب واحد ورداؤك إلى جنبك ؟ قال فقال بيده في صدري هكذا وفرق بين أصابعه وقوسها أردت أن يدخل علي الأحمق مثلك فيراني كيف أصنع فيصنع مثله 
أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجدنا هذا وفي يده عرجون ابن طاب فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكها بالعرجون ثم أقبل علينا فقال أيكم يحب أن يعرض الله عنه ؟ قال فخشعنا ثم قال أيكم يحب أن يعرض الله عنه ؟ قال فخشعنا ثم قال أيكم يحب أن يعرض الله عنه ؟ قلنا لا أينا يا رسول الله قال فإن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله تبارك وتعالى قبل وجهه فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا ثم طوى ثوبه بعضه على بعض فقال أروني عبيرا فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في راحته فأخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعله على رأس العرجون ثم لطخ به على أثر النخامة 
فقال جابر فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم 
[ ش ( مشتملا به ) أي ملتحفا اشتمالا ليس باشتمال الصماء المنهي عنه ( يدخل علي الأحمق مثلك ) المراد بالأحمق هنا الجاهل وحقيقة الأحمق من يعمل ما يضره مع علمه بقبحه ( عرجون ) هو الغصن ( ابن طاب ) نوع من التمر ( فخشعنا ) كذا رواية الجمهور فخشعنا ورواه جماعة فجشعنا وكلاهما صحيح والأول من الخشوع وهو الخضوع والتذلل والسكون وأيضا غض البصر وأيضا الخوف وأما الثاني فمعناه الفزع ( قبل وجهه ) قال العلماء تأويله أي الجهة التي عظمها أو الكعبة التي عظمها قبل وجهه ( فإن عجلت به بادرة ) أي غلبته بصقة أو نخامة بدرت منه ( أروني عبيرا ) قال أبو عبيد العبير عند العرب هو الزعفران وحده وقال الأصمعي هو أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران قال ابن قتيبة ولا أرى القول إلا ما قاله الأصمعي ( يشتد ) أي يسعى ويعدو عدوا شديدا ( بخلوق ) هو طيب من أنواع مختلفة يجمع بالزعفران وهو العبير على تفسير الأصمعي وهو ظاهر الحديث فإنه أمر بإحضار عبير فأحضر خلوقا فلو لم يكن هو هو لم يكن ممتثلا ] 
(4/2303)

( 3009 ) سرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال له شأ لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هذا اللاعن بعيره ؟ قال أنا يا رسول الله قال انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم 
[ ش ( بطن بواط ) قال القاضي رحمه الله قال أهل اللغة هو بالضم وهي رواية أكثر المحدثين وكذا قيده البكري وهو جبل من جبال جهينة ( الناضح ) هو البعير الذي يستقى عليه ( يعقبه ) هكذا هو في رواية أكثرهم يعقبه وفي بعضها يعتقبه وكلاهما صحيح يقال عقبه واعتقبه واعتقبنا كله من هذا ( عقبة رجل ) العقبة ركوب هذا نوبة وهذا نوبة قال صاحب العين هي ركوب مقدار فرسخين ( فتلدن عليه بعض التلدن ) أي تلكأ وتوقف ( شأ لعنك الله ) هكذا هو في نسخ بلادنا شأ وذكر القاضي عياض أن الرواة اختلفوا فيه فرواه بعضهم بالشين المعجمة كما ذكرناه وبعضهم بالمهملة قالوا وكلاهما كلمة زجر للبعير يقال شأشأت بالبعير بالمعجمة والمهملة إذا زجرته وقلت له شأ ] 
(4/2304)

( 3010 ) سرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كانت عشيشة ودنونا ماء من مياه العرب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من رجل يتقدمنا فيمدر الحوض فيشؤب ويسقينا ؟ قال جابر فقمت فقلت هذا رجل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أي رجل مع جابر ؟ فقام جبار بن صخر فانطلقنا إلى البئر فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين ثم مدرناه ثم نزعنا فيه حتى أفهقناه فكان أول طالع علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أتأذن ؟ قلنا نعم يا رسول الله فأشرع ناقته فشربت شنق لها فشجت فبالت ثم عدل بها فأناخها ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحوض فتوضأ منه ثم قمت فتوضأت من متوضإ رسول الله صلى الله عليه و سلم فذهب جبار بن صخر يقضي حاجته فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي وكانت علي بردة ذهبت أن أخالف بين طرفيها فلم تبلغ لي وكانت لها ذباذب فنكستها ثم خالفت بين طرفيها ثم تواقصت عليها ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدنا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يرمقني وأنا لا أشعر ثم فطنت به فقال هكذا بيده يعني شد وسطك فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا جابر قلت لبيك يا رسول الله قال إذا كان واسعا فخالف بين طرفيه وإذا كان ضيقا فاشدده على حقوك 
[ ش ( عشيشة ) قال سيبويه صغروها على غير تكبيرها وكان أصلها عشية فأبدلوا إحدى الياءين شينا ( فيمدر الحوض ) أي يطينه ويصلحه ( فنزعنا في الحوض سجلا ) أي أخذنا وجبلنا والسجل الدلو المملوءة ( حتى أفهقناه ) هكذا هو في نسخنا وكذا ذكره القاضي عن الجمهور ومعناه ملأناه ( شنق لها ) يقال شنقها وأشنقها أي كففتها بزمامها وأنت راكبها قال ابن دريد هو أن تجذب زمامها حتى تقارب رأسها قادمة الرحل ( فشجت ) يقال فشج البعير إذا فرج بين رجليه للبول وفشج أشد من فشج قاله الأزهري وغيره هذا الذي ذكرناه من ضبطه هو الصحيح الموجود في عامة النسخ وهو الذي ذكره الخطابي والهروي وغيرهما من أهل الغريب ( ذباذب ) أي أهداب وأطراف واحدها ذبذب سميت بذلك لأنها تتذبذب على صاحبها إذا مشى أي تتحرك وتضطرب ( فنكستها ) بتخفيف الكاف وتشديدها قال في المصباح نكسته نكسا من باب قتل قلبته ومنه قيل ولد منكوس إذا خرج رجلاه قبل رأسه ( تواقصت عليها ) أي أمسكت عليها بعنقي وحنيته عليها لئلا تسقط ( يرمقني ) أي ينظر إلي نظرا متتابعا ( فاشدده على حقوك ) هو بفتح الحاء وكسرها وهو معقد الإزار والمراد هنا أن يبلغ السرة ] 
(4/2305)

( 3011 ) سرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان قوت كل رجل منا في كل يوم تمرة فكان يمصها ثم يصرها في ثوبه وكنا نختبط بقسينا ونأكل حتى قرحت أشداقنا فأقسم أخطئها رجل منا يوما فانطلقنا به ننعشه فشهدنا أنه لم يعطها فأعطيها فقام فأخذها 
[ ش ( وكنا نختبط بقسينا ) معنى نختبط نضرب الشجر ليتحات ورقه فنأكله والقسى جمع قوس ( حتى قرحت أشداقنا ) أي تجرحت من خشونة الورق وحرارته ( فأقسم أخطئها ) معنى أقسم أحلف وقوله أخطئها أي فاتته ومعناه أنه كان للتمر قاسم يقسمه بينهم فيعطي كل إنسان تمرة كل يوم فقسم في بعض الأيام ونسي إنسانا فلم يعطه تمرته وظن أنه أعطاه فتنازعا في ذلك وشهدنا له أنه لم يعطها فأعطيها بعد الشهادة ( ننعشه ) أي نرفعه ونقيمه من شدة الضعف والجهد وقال القاضي الأشبه عندي أن معناه نشد جانبه في دعواه ونشهد له ] 
(4/2306)

( 3012 ) سرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم ير شيئا يستتر به فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما ( يعني جمعهما ) فقال التئما علي بإذن الله فالتأمتا قال جابر فخرجت أحضر مخافة أن يحش رسول الله صلى الله عليه و سلم بقربي فيبتعد ( وقال محمد بن عباد فيتبعد ) فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه و سلم مقبلا وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف وقفة فقال برأسه هكذا ( وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينا وشمالا ) ثم أقبل فلما انتهى إلي قال يا جابر هل رأيت مقامي ؟ قلت نعم يا رسول الله قال فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك 
قال جابر فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فانذلق لي فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري ثم لحقته فقلت قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك ؟ قال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين 
[ ش ( واديا أفيح ) أي واسعا ( بشاطئ الوادي ) أي جانبه ( كالبعير المخشوش ) هو الذي يجعل في أنفه خشاش وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد وقد يتمانع لصعوبته فإذا اشتد عليه وآلمه انقاد شيئا ولهذا قال الذي يصانع قائده ( بالمنصف ) هو نصف المسافة ( لأم ) روى بهمزة مقصورة لأم وممدودة لاءم وكلاهما صحيح أي جمع بينهما ( فخرجت أحضر ) أي أعدوا وأسعى سعيا شديدا ( فحانت مني لفتة ) اللفتة النظرة إلى جنب ( وحسرته ) أي أحددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار مما يمكن قطعي الأغصان به ( فانذلق ) أي صار حادا ( أن يرفه عنهما ) أي يخفف ] 
(4/2306)

( 3013 ) قال فأتينا العسكر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا جابر ناد بوضوء فقلت ألا وضوء ؟ ألا وضوء ؟ ألا وضوء ؟ قال قلت يا رسول الله ما وجدت في الركب من قطرة وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه و سلم الماء في أشجاب له على حمارة من جريد قال فقال لي انطلق إلى فلان بن فلان الأنصاري فانظر هل في أشجابه من شئ ؟ قال فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربه يابسه فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إني لم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربه يابسه قال اذهب فأتني به فأتيته به فأخذه بيده فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيديه ثم أعطانيه فقال يا جابر ناد بجفنة فقلت يا جفنة الركب فأتيت بها تحمل فوضعتها بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده في الجفنة هكذا فبسطها وفرق بين أصابعه ثم وضعها في قعر الجفنة وقال خذ يا جابر فصب علي وقل باسم الله فصببت عليه وقلت باسم الله فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم فارت الجفنة ودارت حتى امتلأت فقال يا جابر ناد من كان له حاجة بماء قال فأتى الناس فاستقوا حتى رووا قال فقلت هل بقي أحد له حاجة فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده من الجفنة وهي ملأى 
[ ش ( في أشجاب له ) الأشجاب جمع شجب وهو السقاء الذي قد أخلق وبلى وصار شنا يقال شاجب أي يابس وهو من الشجب الذي هو الهلاك ( حمارة ) هي أعواد تعلق عليها أسقية الماء ( إلا قطرة ) أي يسيرا ( لشربه يابسه ) معناه أنه قليل جدا فلقلته مع شدة يبس باقي الشجب وهو السقاء لو أفرغته لاشتفه اليابس منه ولم ينزل منه شئ ( ويغمز بيديه ) أي يعصره ( ياجفنة الركب ) أي يا صاحب جفنة الركب فحذف المضاف للعلم بأنه المراد وأن الجفنة لا تنادى ومعناه يا صاحب جفنة الركب التي تشبعهم أحضرها أي من كان عنده جفنة بهذه الصفة فليحضرها ] 
(4/2307)

( 3014 ) وشكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الجوع فقال عسى الله أن يطعمكم فأتينا سيف البحر فزخر البحر زخرة فألقى دابة فأورينا على شقها النار فاطبخنا واشتوينا وأكلنا حتى شبعنا قال جابر فدخلت أنا وفلان وفلان حتى عد خمسة في حجاج عينها ما يرانا أحد حتى خرجنا فأخذنا ضلعا من أضلاعه فقوسناه ثم دعونا بأعظم رجل في الركب وأعظم جمل في الركب وأعظم كفل في الركب فدخل تحته ما يطأطئ رأسه 
[ ش ( فأتينا سيف البحر ) سيف البحر هو ساحله ( فزخر البحر ) أي علا موجه ( فأورينا ) أي أوقدنا ( حجاج عينها ) هو عظمها المستدير بها ( وأعظم كفل ) قال الجمهور المراد بالكفل هنا الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط فيحفظ الكفل الراكب قال الهروي قال الأزهري ومنه اشتقاق قوله تعالى يؤتكم كفلين من رحمته أي نصيبين يحفظانكم من الهلكة كما يحفظ الكفل الراكب يقال منه تكفلت البعير وأكفلته إذا أدرت ذلك الكساء حول سنامه ثم ركبته وهذا الكساء كفل ] 
(4/2308)

19 - باب في حديث الهجرة ويقال له حديث الرحل 
(4/2308)

75 - ( 2009 ) حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول 
Y جاء أبو بكر الصديق إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا فقال لعازب ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي فقال لي أبي احمله فحملته وخرج أبي معه ينتقد ثمنه فقال له أبي يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما ليلة سريت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم أسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس بعد فنزلنا عندها فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانا ينام فيه النبي صلى الله عليه و سلم في ظلها ثم بسطت عليه فروة ثم قلت نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براعي غنم مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فلقيته فقلت لمن أنت ؟ يا غلام فقال لرجل من أهل المدينة قلت أفي غنمك لبن ؟ قال نعم قلت أفتحلب لي ؟ قال نعم فأخذ شاة فقلت له انفض الضرع من الشعر والتراب والقذى ( قال فرأيت البراء يضرب بيده على الأخرى ينفض ) فحلب لي في قعب معه كثبة من لبن قال ومعي إدواة أرتوي فيها للنبي صلى الله عليه و سلم ليشرب منها ويتوضأ قال فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم وكرهت أن أوقظه من نومه فوافقته استيقظ فصببت على اللبن من الماء حتى برد أسفله فقلت يا رسول الله اشرب من هذا اللبن قال فشرب حتى رضيت ثم قال ألم يأن للرحيل ؟ قلت بلى قال فارتحلنا بعد ما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الأرض فقلت يا رسول الله أتينا فقال لا تحزن إن الله معنا فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فارتطمت فرسه إلى بطنها أرى فقال إني قد علمت أنكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا الله فنجى فرجع لا يلقى أحدا إلا قال قد كفيتكم ما ههنا فلا يلقى أحدا إلا رده قال ووفى لنا 
[ ش ( ينتقد ثمنه ) أي يستوفيه ( سريت ) يقال سرى وأسرى لغتان بمعنى ( قائم الظهيرة ) نصف النهار وهو حال استواء الشمس سمي قائما لأن الظل لا يظهر فكأنه واقف قائم ( رفعت لنا صخرة ) أي ظهرت لأبصارنا ( ثم بسطت عليه فروة ) المراد الفروة المعروفة التي تلبس ( وأنا أنفض لك ما حولك ) أي أفتش لئلا يكون هناك عدو ( من أهل المدينة ) المراد بالمدينة هنا مكة ولم تكن مدينة النبي صلى الله عليه و سلم سميت بالمدينة إنما كان اسمها يثرب ( قعب ) القعب قدح من خشب مقعر ( كثبة ) الكثبة هي قدر الحلبة قاله ابن السكيت وقيل هي القليل منه ( إدواة ) الإدواة كالركوة وفي النجد إناء صغير من جلد ( أرتوى ) أستقي ( في جلد من الأرض ) أي أرض صلبة وروى جدد وهو المستوي وكانت الأرض مستوية صلبة ( فارتطمت فرسه إلى بطنها ) أي غاصت قوائمها في تلك الأرض الجلد ] 
(4/2308)

75 - م - ( 2009 ) وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عثمان بن عمر ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال 
Y اشترى أبو بكر من أبي رحلا بثلاثة عشر درهما وساق الحديث بمعنى حديث زهير عن أبي إسحاق وقال في حديثه من رواية عثمان بن عمر فلما دنا دعا عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه ووثب عنه وقال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه ولك علي لأعمين على من ورائي وهذه كنانتي فخذ سهما منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك قال لا حاجة لي في إبلك فقدمنا المدينة ليلا فتنازعوا أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أنزل على بني النجار أخوال عبدالمطلب أكرمهم بذلك فصعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون يا محمد يا رسول الله يا محمد يا رسول الله 
[ ش ( فساخ فرسه في الأرض ) هو بمعنى ارتطمت ( لأعمين على من ورائي ) يعني لأخفين أمركم عمن ورائي ممن يطلبكم وألبسه عليهم حتى لا يتبعكم أحد ] 
(4/2308)

54 - كتاب التفسير 
(4/2308)

1 - ( 3015 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها 
Y وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة 
[ ش ( وقولوا حطة ) أي مسئلتنا حطة وهي أن تحط عنا خطايانا ( أستاههم ) جمع است وهي الدبر ] 
(4/2312)

2 - ( 3016 ) حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد والحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد ( قال عبد حدثني وقال الآخران حدثنا ) يعقوب - يعنون ابن إبراهيم بن سعد - حدثنا أبي عن صالح - وهو ابن كيسان - عن ابن شهاب قال أخبرني أنس بن مالك 
Y أن الله عز و جل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل وفاته حتى توفي وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم 
(4/2312)

3 - ( 3017 ) حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب ومحمد بن المثنى ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا عبدالرحمن ( وهو ابن مهدي ) حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب 
Y أن اليهود قالوا لعمر إنكم تقرؤن آية لو أنزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيد فقال عمر إني لأعلم حيث أنزلت وأي يوم أنزلت وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث أنزلت أنزلت بعرفة ورسول الله صلى الله عليه و سلم واقف بعرفة 
قال سفيان أشك كان يوم جمعة أم لا يعني { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } [ 5 / المائدة / 3 ] 
(4/2312)

4 - ( 3017 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( واللفظ لأبي بكر ) قال حدثنا عبدالله بن إدريس عن أبيه عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال 
Y قالت اليهود لعمر لو علينا معشر يهود نزلت هذه الآية { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } نعلم اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال فقال عمر فقد علمت اليوم الذي أنزلت فيه والساعة وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم حين نزلت نزلت ليلة جمع ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفات 
[ ش ( ليلة جمع ) هي ليلة المزدلفة وهو المراد بقوله ونحن بعرفات يوم جمعة لأن ليلة جمع هي عشية يوم عرفات ويكون المراد بقوله ليلة جمعة يوم جمعة ومراد عمر رضي الله عنه أنا قد اتخذنا ذلك اليوم عيدا من وجهين فإنه يوم عرفة ويوم جمعة وكل واحد منهما يوم عيد لأهل الإسلام ] 
(4/2312)

5 - ( 3017 ) وحدثني عبد بن حميد أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا أبو عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال 
Y جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال وأي آية ؟ قال { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } فقال عمر إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفات في يوم جمعة 
(4/2312)

6 - ( 3018 ) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى التجيبي ( قال أبو الطاهر حدثنا وقال حرملة أخبرنا ) ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير 
Y أنه سأل عائشة عن قول الله { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } [ 4 / النساء / 3 ] قالت يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن 
قال عروة قالت عائشة ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد هذه الآية فيهن فأنزل الله عز و جل { ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتوهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن } [ 4 / النساء / 127 ] 
قالت والذي ذكر الله تعالى أنه يتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى التي قال الله فيها { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } [ 4 / النساء / 3 ] 
قالت عائشة وقول الله في الآية الأخرى وترغبون أن تنكحوهن رغبة أحدكم عن اليتيمة التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن 
[ ش ( مثنى وثلاث ورباع ) أي ثنتين ثنتين أو ثلاثا ثلاثا أو أربعا أربعا وليس فيه جواز جمع أكثر من أربع ( يقسط في صداقها ) أي يعدل ( أعلى سنتهن ) أي أعلى عادتهن في مهورهن ومهور أمثالهن ] 
(4/2313)

6 - م - ( 3018 ) وحدثنا الحسن الحلواني وعبد بن حميد جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عروة 
Y أنه سأل عائشة عن قول الله { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى } وساق الحديث بمثل حديث يونس عن الزهري وزاد في آخره من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال 
(4/2313)

7 - ( 3018 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة 
Y في قوله { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى } قالت أنزلت في الرجل تكون له اليتيمة وهو وليها و وارثها ولها مال وليس لها أحد يخاصم دونها فلا ينكحها لمالها فيضربها ويسئ صحبتها فقال { إن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } يقول ما أحللت لكم ودع هذه التي تضربها 
[ ش ( فيضربها ) يقال ضره أضربه فالثلاثي بحذف الباء والرباعي بإثباتها ] 
(4/2313)

8 - ( 3018 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة 
Y في قوله { وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن } قالت أنزلت في اليتيمة تكون عند الرجل فتشركه في ماله فيرغب عنها أن يتزوجها ويكره أن يزوجها غيره فيشركه في ماله فيعضلها فلا يتزوجها ولا يزوجها غيره 
[ ش ( فيعضلها ) أي يمنعها الزواج ] 
(4/2313)

9 - ( 3018 ) حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة 
Y في قوله { يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن } الآية قالت هي اليتيمة التي تكون عند الرجل لعلها أن تكون قد شركته في ماله حتى في العذق فيرغب يعني أن ينكحها ويكره أن ينكحها رجلا فيشركه في ماله فيعضلها 
[ ش ( شركته ) أي شاركته ( العذق ) النخلة ] 
(4/2313)

10 - ( 3019 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة 
Y في قوله { ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } [ 4 / النساء / 6 ] قالت أنزلت في والي مال اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه إذا كان محتاجا أن يأكل منه 
[ ش ( ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ) أنه يجوز للولي أن يأكل من مال اليتيم بالمعروف إذا كان محتاجا هو أيضا ] 
(4/2315)

11 - ( 3019 ) وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة 
Y في قوله تعالى { ومن كان غنيا فلستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } [ 4 / النساء / 6 ] قالت أنزلت في ولي اليتيم أن يصيب من ماله إذا كان محتاجا بقدر ماله بالمعروف 
(4/2315)

11 - م - ( 3019 ) وحدثناه أبو كريب حدثنا ابن نمير حدثنا هشام بهذا الإسناد 
(4/2315)

12 - ( 3020 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة 
Y في قوله عز و جل { إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر } [ 33 / الأحزاب / 10 ] قالت كان ذلك يوم الخندق 
(4/2316)

13 - ( 3021 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة 
Y { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا وإعراضا } [ 4 / النساء / 128 ] الآية قالت أنزلت في المرأة تكون عند الرجل فتطول صحبتها فيريد طلاقها فتقول لا تطلقني وأمسكني وأنت في حل مني فنزلت هذه الآية 
[ ش ( بعلها ) البعل هو الزوج ( نشوزا ) في المصباح نشزت المرأة من زوجها نشوزا من بابي قعد وضرب عصت زوجها وامتنعت عليه ونشز الرجل من امرأته نشوزا تركها وجفاها ] 
(4/2316)

14 - ( 3021 ) حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة 
Y في قوله عز و جل { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } [ 4 / النساء / 128 ] قالت نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلعله أن لا يستكثر منها وتكون لها صحبة وولد فتكره أن يفارقها فتقول له أنت في حل من شأني 
(4/2316)

15 - ( 3022 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال 
Y قالت لي عائشة يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسبوهم 
[ ش ( أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسبوهم ) قال القاضي الظاهر أنها قالت هذا عندما سمعت أهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا وأهل الشام في علي ما قالوا والحرورية في الجميع ما قالوا وأما الأمر بالاستغفار الذي أشار إليه فهو قوله تعالى { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } ] 
(4/2317)

15 - م - ( 3022 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بهذا الإسناد مثله 
(4/2317)

16 - ( 3023 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير قال 
Y اختلف أهل الكوفة في هذه الآية { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } [ 4 / النساء / 93 ] فرحلت إلى ابن عباس فسألته عنها فقال لقد أنزلت آخر ما أنزل ثم ما نسخها شئ 
(4/2317)

17 - ( 3023 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر قالا جميعا حدثنا شعبة بهذا الإسناد وفي حديث ابن جعفر نزلت في آخر ما أنزل وفي حديث النضر إنها لمن آخر ما أنزلت 
(4/2317)

18 - ( 3023 ) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن سعيد بن جبير قال 
Y أمرني عبدالرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس عن هاتين الآيتين { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها } فسألته فقال لم ينسخها شئ وعن هذه الآية { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق } [ 25 / الفرقان / 68 ] قال نزلت في أهل الشرك 
(4/2317)

19 - ( 3023 ) حدثني هارون بن عبدالله حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي حدثنا أبو معاوية ( يعني شيبان ) عن منصور بن المعتمر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال 
Y نزلت هذه الآية بمكة { والذين يدعون مع الله إلها آخر } إلى قوله مهانا فقال المشركون وما يغني عنا الإسلام وقد عدلنا بالله وقد قتلنا النفس التي حرم الله وأتينا الفواحش ؟ فأنزل الله عز و جل { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا } [ 25 / الفرقان / 70 ] إلى آخر الآية 
قال فأما من دخل في الإسلام وعقله ثم قتل فلا توبة له 
[ ش ( وعقله ) أي علم أحكام الإسلام وتحريم القتل ] 
(4/2317)

20 - ( 3023 ) حدثني عبدالله بن هاشم وعبدالرحمن بن بشر العبدي قالا حدثنا يحيى ( وهو ابن سعيد القطان ) عن ابن جريج حدثني القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير قال 
Y قلت لابن عباس ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة ؟ قال لا قال فتلوت عليه هذه الآية التي في الفرقان { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق } إلى آخر الآية قال هذه آية مكية نسختها آية مدنية { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا } وفي رواية ابن هاشم فتلوت هذه الآية التي في الفرقان { إلا من تاب } 
[ ش ( نسختها آية مدنية ) يعني بالناسخة آية النساء { ومن يقتل مؤمنا متعمدا } ] 
(4/2317)

21 - ( 3024 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهارون بن عبدالله وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرنا وقال الآخران حدثنا ) جعفر بن عون أخبرنا أبو عميس عن عبدالمجيد بن سهيل عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال 
Y قال لي ابن عباس تعلم ( وقال هارون تدري ) آخر سورة نزلت من القرآن نزلت جميعا ؟ قلت نعم إذا جاء نصر الله والفتح قال صدقت 
وفي رواية ابن أبي شيبة تعلم أي سورة ولم يقل آخر 
(4/2318)

21 - م - ( 3024 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو معاوية حدثنا أبو عميس بهذا الإسناد مثله وقال آخر سورة وقال عبدالمجيد ولم يقل ابن سهيل 
(4/2318)

22 - ( 3025 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وأحمد بن عبدة الضبي - واللفظ لابن أبي شيبة - ( قال حدثنا وقال الآخران أخبرنا ) سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال 
Y لقي ناس من المسلمين رجلا في غنيمة له فقال السلام عليكم فأخذوه فقتلوه وأخذوا تلك الغنيمة فنزلت { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا } [ 4 / النساء / 94 ] وقرأها ابن عباس السلام 
(4/2319)

23 - ( 3026 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول 
Y كانت الأنصار إذا حجوا فرجعوا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها قال فجاء رجل من الأنصار فدخل من بابه فقيل له في ذلك فنزلت هذه الآية { ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } [ 2 / البقرة / 189 ] 
(4/2319)

1 - باب في قوله تعالى { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } 
(4/2319)

24 - ( 3027 ) حدثني يونس بن عبدالأعلى الصدفي أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عون بن عبدالله عن أبيه أن ابن مسعود قال 
Y ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } [ 57 / الحديد / 16 ] إلا أربع سنين 
(4/2319)

2 - باب في قوله تعالى { خذوا زينتكم عند كل مسجد } 
(4/2319)

25 - ( 3028 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثني أبو بكر بن نافع ( واللفظ له ) حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال 
Y كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافا ؟ تجعله على فرجها وتقول 
اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله 
فنزلت هذه الآية خذوا زينتكم عند كل مسجد [ 7 / الأعراف / 31 ] 
[ ش ( تطوافا ) هو ثوب تلبسه المرأة تطوف به وكان أهل الجاهلية يطوفون عراة ويرمون ثيابهم ويتركونها ملقاة على الأرض ولا يأخذونها أبدا ويتركونها تداس بالأرجل حتى تبلى ويسمى اللقاء حتى جاء الإسلام فأمر الله تعالى بستر العورة فقال تعالى { خذوا زينتكم عند كل مسجد } وقال النبي صلى الله عليه و سلم لا يطوف بالبيت عريان ] 
(4/2320)

3 - باب في قوله تعالى { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } 
(4/2320)

26 - ( 3029 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية ( واللفظ لأبي كريب ) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال 
Y كان عبدالله بن أبي بن سلول يقول لجارية له اذهبي فابغينا شيئا فأنزل الله عز و جل { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن ( لهن ) غفور رحيم } [ 24 / النور / 33 ] 
(4/2320)

27 - ( 3029 ) وحدثني أبو كامل الجحدري حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر 
Y أن جارية لعبدالله بن أبي بن سلول يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يكرههما على الزنى فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } إلى قوله { غفور رحيم } 
(4/2320)

4 - باب في قوله تعالى { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } 
(4/2320)

28 - ( 3030 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبدالله 
Y في قوله عز و جل { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب } [ 17 / الإسراء / 57 ] قال كان نفر من الجن أسلموا وكانوا يعبدون فبقي الذين كانوا يعبدون على عبادتهم وقد أسلم النفر من الجن 
(4/2321)

29 - ( 3030 ) حدثنا أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا عبدالرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبدالله 
Y { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } قال كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن واستمسك الإنس بعبادتهم فنزلت { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } 
(4/2321)

29 - م - ( 3030 ) وحدثنيه بشر بن خالد أخبرنا محمد ( يعني ابن جعفر ) عن شعبة عن سليمان بهذا الإسناد 
(4/2321)

30 - ( 3030 ) وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث حدثني أبي حدثنا حسين عن قتادة عن عبدالله بن معبد الزماني عن عبدالله بن عتبة عن عبدالله بن مسعود 
Y { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } قال نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون فنزلت { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } 
(4/2321)

5 - باب في سورة براءة والأنفال والحشر 
(4/2321)

31 - ( 3031 ) حدثني عبدالله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال 
Y قلت لابن عباس سورة التوبة ؟ قال آلتوبة ؟ قال بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها قال قلت سورة الأنفال ؟ قال تلك سورة بدر قال قلت فالحشر ؟ قال نزلت في بني النضير 
(4/2322)

6 - باب في نزول تحريم الخمر 
(4/2322)

32 - ( 3032 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن الشعبي عن ابن عمر قال 
Y خطب عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ألا وإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة أشياء من الحنطة والشعير والتمر والزبيب والعسل والخمر ما خامر العقل وثلاثة أشياء وددت أيها الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان عهد إلينا فيها الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا 
(4/2322)

33 - ( 3032 ) وحدثنا أبو كريب أخبرنا ابن إدريس حدثنا أبو حيان عن الشعبي عن ابن عمر قال 
Y سمعت عمر بن الخطاب على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أما بعد أيها الناس فإنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل وثلاث أيها الناس وددت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان عهد إلينا فيهن عهدا ننتهي إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا 
(4/2322)

33 - م - ( 3032 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن أبي حيان بهذا الإسناد بمثل حديثهما غير أن ابن علية في حديثه العنب كما قال ابن إدريس وفي حديث عيسى الزبيب كما قال ابن مسهر 
(4/2322)

7 - باب في قوله تعالى { هذان خصمان اختصموا في ربهم } 
(4/2322)

34 - ( 3033 ) حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال 
Y سمعت أبا ذر يقسم قسما إن { هذان خصمان اختصموا في ربهم } [ 22 / الحج / 19 ] إنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة 
[ ش ( عن أبي مجلز عن قيس ) قال القاضي وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني فقال أخرجه البخاري عن أبي مجلز عن قيس عن علي رضي الله عنه أنا أول من يجثو للخصومة قال قيس وفيهم نزلت الآية ولم يجاوز به قيسا ثم قال البخاري وقال عثمان عن جرير عن منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز قال وقال الدارقطني فاضطرب الحديث هذا كله كلامه ( قلت ) فلا يلزم من هذا ضعف الحديث واضطرابه لأن قيسا سمعه من أبي ذر كما رواه مسلم هنا فرواه عنه وسمع من علي بعضه وأضاف إليه قيس ما سمعه من أبي ذر وأفتى به أبو مجلز تارة ولم يقل إنه من كلام نفسه ورأيه وقد عملت الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم يمثل هذا فيفتي الإنسان منهم بمعنى الحديث عند الحاجة إلى الفتوى دون الرواية ولا يرفعه فإذا كان وقت آخر وقصد الرواية رفعه وذكر لفظه وليس في هذا اضطراب ] 
(4/2323)

34 - م - ( 3033 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثني محمد بن المثنى حدثنا عبدالرحمن جميعا عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم لنزلت هذان خصمان بمثل حديث هشيم - انتهى الجزء الرابع وبه تمام متن صحيح مسلم 
(4/2323)

Followers