تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على الإنترنت)
[ صحيح مسلم ]
الكتاب : صحيح مسلم
المؤلف : مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري
الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت
تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي
عدد الأجزاء : 5
مع الكتاب : تعليق محمد فؤاد عبد الباقي
( 800 ) حدثنا هناد بن السري ومنجاب بن الحارث التميمي جميعا عن علي بن مسهر عن الأعمش بهذا الإسناد وزاد هناد في روايته قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر اقرأ علي
(1/551)
248 - ( 800 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة حدثني مسعر وقال أبو كريب عن مسعر عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعبدالله بن مسعود اقرأ علي قال أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري قال فقرأ عليه من أول سورة النساء إلى قوله فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فبكى
قال مسعر فحدثني معن عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه عن ابن مسعود قال
Y قال النبي صلى الله عليه و سلم شهيدا عليهم ما دمت فيهم أو ما كنت فيهم ( شك مسعر )
(1/551)
249 - ( 801 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال
Y كنت بحمص فقال لي بعض القوم اقرأ علينا فقرأت عليهم سورة يوسف قال فقال رجل من القوم والله ما هكذا أنزلت قال قلت ويحك والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي أحسنت
فبينما أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر قال فقلت أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب ؟ لا تبرح حتى أجلدك قال فجلدته الحد
[ ش ( وتكذب بالكتاب ) معناه تنكر بعضه جاهلا وليس المراد التكذيب الحقيقي فإنه لو كذب حقيقة لكفر وصار مرتدا يجب قتله وقد أجمعوا على أن من جحد حرفا مجمعا عليه من القرآن فهو كافر تجري عليه أحكام المرتدين ]
(1/551)
( 801 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية جميعا عن الأعمش بهذا الإسناد وليس في حديث أبي معاوية فقال لي أحسنت
(1/551)
41 - باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه
(1/551)
250 - ( 802 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله عليه وسلم أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان ؟ قلنا نعم قال فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان
[ ش ( خلفات ) الخلفات الحوامل من الإبل إلى أن يمضي عليها نصف أمدها ثم هي عشار والواحدة خلفة وعشراء ]
(1/552)
251 - ( 803 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن علي قال سمعت أبي يحدث عن عقبة ابن عامر قال
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم ؟ فقلنا يا رسول الله نحب ذلك قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز و جل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل ؟
[ ش ( الصفة ) أي في موضع مظلل من المسجد الشريف كان فقراء المهاجرين يأوون إليه وهم المسمون بأصحاب الصفة وكانوا أضياف الإسلام ( يغدو ) أي يذهب في الغدوة وهي أول النهار ( بطحان ) اسم موضع بقرب المدينة ( العقيق ) واد بالمدينة ( كوماوين ) الكوماء من الإبل العظيمة السنام ]
(1/552)
42 - باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة
(1/552)
252 - ( 804 ) حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة ( وهو الربيع بن نافع ) حدثنا معاوية ( يعني ابن سلام ) عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول حدثني أبو أمامة الباهلي قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة
قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة
[ ش ( الزهراوين ) سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما ( كأنهما غمامتان أو إنهما غيايتان ) قال أهل اللغة الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه سحابة وغيرة وغيرهما قال العلماء المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين ( كأنهما فرقان من طير صواف ) وفي الرواية الأخرى كأنهما حزقان من طير صواف الفرقان والحزقان معناهما واحد وهما قطيعان وجماعتان يقال في الواحد فرق وحزق وحزيقة وقوله من طير صواف جمع صافة وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء ( تحاجان عن أصحابهما ) أي تدافعان الجحيم والزبانية وهو كناية عن المبالغة في الشفاعة ( ولا يستطيعها ) أي لا يقدر على تحصيلها ]
(1/553)
( 804 ) وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى ( يعني ابن حسان ) حدثنا معاوية بهذا الإسناد مثله غير أنه قال وكأنهما في كليهما ولم يذكر قول معاوية بلغني
(1/553)
253 - ( 805 ) حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا يزيد بن عبدربه حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد ابن عبدالرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول
Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما
[ ش ( تقدمه ) أي تتقدمه ( شرق ) هو بفتح الراء وإسكانها أي ضياء ونور وممن حكى فتح الراء وإسكانها القاضي وآخرون والأشهر في الرواية واللغة الإسكان ]
(1/554)
43 - باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة
(1/554)
254 - ( 806 ) حدثنا حسن بن الربيع وأحمد بن جواس الحنفي قالا حدثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبدالله ابن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
Y بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه و سلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته
[ ش ( نقيضا ) أي صوتا كصوت الباب إذا فتح ]
(1/554)
255 - ( 807 ) وحدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور عن إبراهيم عن عبدالرحمن بن يزيد قال
Y لقيت أبا مسعود عند البيت فقلت حديث بلغني عنك في الآيتين في سورة البقرة فقال نعم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه
[ ش ( كفتاه ) أي دفعتا عنه الشر والمكروه ]
(1/554)
( 807 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة كلاهما عن منصور بهذا الإسناد
(1/554)
256 - ( 808 ) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا ابن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن عبدالرحمن بن يزيد عن علقمة بن قيس عن أبي مسعود الأنصاري قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قال عبدالرحمن فلقيت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فسألته فحدثني به عن النبي صلى الله عليه و سلم
(1/555)
( 808 ) وحدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى ( يعني ابن يونس ) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير جميعا عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبدالرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
(1/555)
( 808 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص وأبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبدالرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
(1/555)
44 - باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي
(1/555)
257 - ( 809 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
(1/555)
( 809 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا همام جميعا عن قتادة بهذا الإسناد قال شعبة من آخر الكهف وقال همام من أول الكهف كما قال هشام
(1/555)
258 - ( 810 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى بن عبدالأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبدالله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر
[ ش ( ليهنك العلم ) أي ليكن العلم هنيئا لك ]
(1/556)
45 - باب فضل قراءة قل هو الله أحد
(1/556)
259 - ( 811 ) وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن بشار قال زهير حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال قل هو الله أحد يعدل ثلث القرآن
[ ش ( يعدل ) أي تساوي ]
(1/556)
260 - ( 811 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا أبان العطار جميعا عن قتادة بهذا الإسناد وفي حديثهما من قول النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن
[ ش ( فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن ) قال المازري قيل معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالى وقل هو الله أحد متمحضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء ]
(1/556)
261 - ( 812 ) وحدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم جميعا عن يحيى قال ابن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يزيد ابن كيسان حدثنا أبو حازم عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد ثم خرج نبي الله صلى الله عليه و سلم فقرأ قل هو الله أحد ثم دخل فقال بعضنا لبعض إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن
[ ش ( احشدوا ) أي اجتمعوا وفي المصباح حشدت القوم حشدا من باب قتل وفي لغة من باب ضرب إذا جمعتهم وحشدوا هم يستعمل لازما ومتعديا وقال ابن الأثير أي اجتمعوا واستحضروا الناس ]
(1/557)
262 - ( 812 ) وحدثنا واصل بن عبدالأعلى حدثنا ابن فضيل عن بشير أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
Y خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أقرأ عليكم ثلث القرآن فقرأ قل هو الله أحد الله الصمد حتى ختمها
(1/557)
263 - ( 813 ) حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب حدثنا عمي عبدالله بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبدالرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبدالرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ ( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبروه أن الله يحبه
(1/557)
46 - باب فضل قراءة المعوذتين
(1/557)
264 - ( 814 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس
(1/558)
265 - ( 814 ) وحدثني محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا إسماعيل عن قيس عن عقبة بن عامر قال
Y قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أنزل أو أنزلت علي آيات لم ير مثلهن قط المعوذتين
[ ش ( لم ير ) ضبطناه نر بالنون المفتوحة وبالياء المضمومة وكلاهما صحيح ( المعوذتين ) هكذا هو في جميع النسخ وهو صحيح وهو منصوب بفعل محذوف أي أعني المعوذتين وهو بكسر الواو ]
(1/558)
( 814 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلاهما عن إسماعيل بهذا الإسناد مثله وفي رواية أبي أسامة عن عقبة بن عامر الجهني وكان من رفعاء أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم
(1/558)
47 - باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها و علمها
(1/558)
266 - ( 815 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب كلهم عن ابن عيينة قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار
[ ش ( لا حسد إلا في اثنتين ) قال العلماء الحسد قسمان حقيقي ومجازي فالحقيقي تمني زوال النعمة عن صاحبها وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصحيحة وأما المجازي فهو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة وإن طاعة فهي مستحبة والمراد بالحديث لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما ( آناء الليل وآناء النهار ) أي ساعاته واحده الآن ]
(1/558)
267 - ( 815 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا على اثنتين رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فتصدق به آناء الليل وآناء النهار
(1/558)
268 - ( 816 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال قال عبدالله بن مسعود ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ومحمد بن بشر قالا حدثنا إسماعيل عن قيس قال
Y سمعت عبدالله بن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها
[ ش ( على هلكته ) أي إنفاقه في الطاعات ]
(1/559)
269 - ( 817 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن شهاب عن عامر بن واثلة أن نافع ابن عبدالحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال
Y من استعملت على أهل الوادي ؟ فقال ابن أبزى قال ومن ابن أبزى ؟ قال مولى من موالينا قال فاستخلفت عليهم مولى ؟ قال إنه قارئ لكتاب الله عز و جل وإنه عالم بالفرائض قال عمر أما إن نبيكم صلى الله عليه و سلم قد قال إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين
(1/559)
( 817 ) وحدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي وأبو بكر بن إسحاق قالا أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عامر بن واثلة الليثي أن نافع بن عبدالحارث الخزاعي لقي عمر بن الخطاب بعسفان بمثل حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري
(1/559)
48 - باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه
(1/559)
270 - ( 818 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبدالرحمن بن عبدالقاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول
Y سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسله اقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه
[ ش ( فكدت أن أعجل عليه ) أي قاربت أن أخاصمه بالعجلة في أثناء القراءة ( ثم لببته ) معناه أخذت بمجامع ردائه في عنقه وجررته به مأخوذ من اللبة لأنه يقبض عليها ( أنزل على سبعة أحرف ) قال العلماء سبب إنزاله على سبعة التخفيف والتسهيل ولذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم هون على أمتي كما صرح به في الرواية الأخرى واختلف العلماء في المراد بسبعة أحرف قال القاضي عياض هو توسعة وتسهيل لم يقصد به الحصر قال وقال الأكثرون هو حصر للعدد في سبعة ثم قيل هي سبعة في المعاني كالوعد والوعيد والمحكم والمتشابه والحلال والحرام والقصص والأمثال والأمر والنهي ثم اختلف هؤلاء في تعيين السبعة وقال آخرون هي في أداء التلاوة وكيفية النطق بكلماتها من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق وإمالة ومد لأن العرب كانت مختلفة اللغات في هذه الوجوه فيسر الله تعالى عليهم ليقرأ كل إنسان بما يوافق لغته ويسهل على لسانه وقال آخرون هي الألفاظ والحروف وإليه أشار ابن شهاب بما رواه مسلم عنه في الكتاب ثم اختلف هؤلاء فقيل سبع قراءات وأوجه وقال أبو عبيد سبع لغات للعرب يمنها ومعدها وهي أفصح اللغات وأعلاها وقيل بل السبعة كلها لمضر وحدها وهي متفرقة في القرآن غير مجتمعة في كلمة واحدة وقيل بل هي مجتمعة في بعض الكلمات وقال القاضي أبو بكر بن الباقلاني الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وضبطها عنه الأئمة وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف وأخبروا بصحتها وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواترا وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى وليست متضاربة ولا متنافية وذكر الطحاوي أن القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة للضرورة لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة فلما كثر الناس والكتاب وارتفعت الضرورة عادت إلى قراءة واحدة ]
(1/560)
271 - ( 818 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن المسور ابن مخرمة وعبدالرحمن بن عبدالقاري أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول
Y سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وساق الحديث بمثله وزاد فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم
[ ش ( فكدت أساوره ) أي أعاجله وأواثبه ( فتصبرت ) أي تكلفت الصبر حتى سلم أي فرغ من صلاته ]
(1/560)
( 818 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري كرواية يونس بإسناده
(1/560)
272 - ( 819 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة أن ابن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y أقرأني جبريل عليه السلام على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف
قال ابن شهاب بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام
(1/561)
( 819 ) وحدثناه عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد
(1/561)
273 - ( 820 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبدالله بن عيسى بن عبدالرحمن ابن أبي ليلى عن جده عن أبي بن كعب قال
Y كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرآ فحسن النبي صلى الله عليه و سلم شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذا كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى الله عز و جل فرقا فقال لي يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلى الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلى الثالثة اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردة رددتها مسألة تسألينها فقلت اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلى الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه و سلم
[ ش ( فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية ) معناه وسوس لي الشيطان تكذيبا للنبوة أشد مما كنت عليه في الجاهلية لأنه في الجاهلية كان غافلا أو متشككا فوسوس الشيطان الجزم بالتكذيب قال القاضي عياض معنى قوله سقط في نفسي أنه اعترته حيرة ودهشة قال وقوله ولا إذ كنت في الجاهلية معناه أن الشيطان نزغ في نفسه تكذيبا لم يعتقده قال وهذه الخواطر إذا لم يستمر عليها لا يؤاخذ بها قال القاضي قال المازري معنى هذا أنه وقع في نفس أبي بن كعب نزغة من الشيطان غير مستقرة ثم زالت في الحال حين ضربه النبي صلى الله عليه و سلم بيده في صدره ففاض عرقا ( ضرب في صدري ففضت عرقا ) قال القاضي ضربه صلى الله عليه و سلم تثبيتا له حين رآه قد غشيه ذلك الخاطر المذموم قال ويقال فضت عرقا وفضت بالضاد المعجمة والصاد المهملة قال وروايتنا هنا بالمعجمة قال النووي وكذا هو في معظم أصول بلادنا وفي بعضها بالمهملة ( مسألة تسألينها ) معناه مسألة مجابة قطعا وأما باقي الدعوات فمرجوة ليست قطعية الإجابة ]
(1/561)
( 820 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثني إسماعيل بن أبي خالد حدثني عبدالله بن عيسى عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أخبرني أبي بن كعب أنه كان جالسا في المسجد إذ دخل رجل فصلى فقرأ قراءة واقتص الحديث بمثل حديث ابن نمير
(1/561)
274 - ( 821 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثناه ابن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه و سلم كان عند أضاة بني غفار قال فأتاه جبريل عليه السلام فقال
Y إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا
[ ش ( أضاة بني غفار ) الإضاة هي الماء المستنقع كالغدير وجمعها أضا كحصاة وحصا وإضاء بكسر الهمزة والمد كأكمة وإكام ]
(1/562)
( 821 ) وحدثناه عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة بهذا الإسناد مثله
(1/562)
49 - باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ وهو الإفراط في السرعة وإباحة سورتين فأكثر في ركعة
(1/562)
275 - ( 822 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير جميعا عن وكيع قال أبو بكر حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل قال
Y جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى عبدالله فقال يا أبا عبدالرحمن كيف تقرأ هذا الحرف ألفا تجده أم ياء من ماء غير آسن أو من ماء غير يا سن ؟ قال فقال عبدالله وكل القرآن قد أحصيت غير هذا ؟ قال إني لأقرأ المفصل في ركعة فقال عبدالله هذا كهذا الشعر ؟ إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع إن أفضل الصلاة الركوع والسجود إني لأعلم النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرن بينهن سورتين في كل ركعة ثم قام عبدالله فدخل علقمة في إثره ثم خرج فقال قد أخبرني بها
قال ابن نمير في روايته جاء رجل من بني بجيلة إلى عبدالله ولم يقل نهيك بن سنان
[ ش ( آسن ) الآسن من الماء هو المتغير الطعم واللون ( يا سن ) قال في القاموس اليسن محركة أسن البئر وقد يسن كفرح ( هذا كهذا الشعر ) نصبه على المصدر أي أتهذ القرآن هذا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر قال النووي الهذ شدة الإسراع والإفراط في العجلة وقال النووي قوله كهذا الشعر معناه في حفظه وروايته لا في إنشاده وترنمه لأنه يرتل في الإنشاد والترنم في العادة ( لا يجاوز تراقيهم ) أي لا يجاوز القرآن تراقيهم ليصل إلى قلوبهم فليس حظهم منه إلا مروره على ألسنتهم والتراقي جمع ترقوة وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان من الجانبين ]
(1/563)
276 - ( 822 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل قال جاء رجل إلى عبدالله يقال له نهيك ابن سنان بمثل حديث وكيع غير أنه قال
Y فجاء علقمة ليدخل عليه فقلنا له سله عن النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بها في ركعة فدخل عليه فسأله ثم خرج علينا فقال عشرون سورة من المفصل في تأليف عبدالله
(1/563)
277 - ( 822 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش في هذا الإسناد بنحو حديثهما وقال
Y إني لأعرف النظائر التي يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه و سلم اثنتين في ركعة عشرين سورة في عشر ركعات
(1/563)
278 - ( 822 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل الأحدب عن أبي وائل قال
Y غدونا على عبدالله بن مسعود يوما بعد ما صلينا الغداة فسلمنا بالباب فأذن لنا قال فمكنا بالباب هنية قال فخرجت الجارية فقالت ألا تدخلون ؟ فدخلنا فإذا هو جالس يسبح فقال ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم ؟ فقلنا لا إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم قال ظننتم بآل ابن أم عبد غفلة ؟ قال ثم أقبل يسبح حتى ظن أن الشمس قد طلعت فقال يا جارية انظري هل طلعت ؟ قال فنظرت فإذا هي لم تطلع فأقبل يسبح حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت قال يا جارية انظري هل طلعت ؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت فقال الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا ( فقال مهدي وأحسبه قال ) ولم يهلكنا بذنوبنا قال فقال رجل من القوم قرأت المفصل البارحة كله قال فقال عبدالله هذا كهذ الشعر ؟ إنا لقد سمعنا القرائن وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول الله صلى الله عليه و سلم ثمانية عشر من المفصل وسورتين من آل حم
[ ش ( ابن أم عبد ) فإن نفسه فإن أم عبد الهذلية أمه والنبي صلى الله عليه و سلم وغيره كانوا يقولون لابن مسعود ابن أم عبد ( ثمانية عشر من المفصل ) هكذا هو في الأصول المشهورة ثمانية عشر وفي نادر منها ثمان عشرة والأول صحيح أيضا على تقدير ثمانية عشر نظيرا ]
(1/563)
279 - ( 822 ) حدثنا عبد بن حميد حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن منصور عن شقيق قال
Y جاء رجل من بني بجيلة يقال له نهيك بن سنان إلى عبدالله فقال إني أقرأ المفصل في ركعة فقال عبدالله هذا كهذ الشعر ؟ لقد علمت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بهن سورتين في ركعة
(1/563)
( 822 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة أنه سمع أبا وائل يحدث أن رجلا جاء إلى ابن مسعود فقال
Y إني قرأت المفصل الليلة كله في ركعة فقال عبدالله هذا كهذ الشعر ؟ فقال عبدالله لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرن بينهن قال فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين سورتين في كل ركعة
(1/563)
50 - باب ما يتعلق بالقراءات
(1/563)
280 - ( 823 ) حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال
Y رأيت رجلا سأل الأسود بن يزيد وهو يعلم القرآن في المسجد فقال كيف تقرأ هذه الآية ؟ فهل من مدكر ؟ أدالا أم ذالا ؟ قال بل دالا سمعت عبدالله بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مدكر دالا
[ ش ( مدكر ) أصله مذتكر فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أدغمت المعجمة في المهملة فصار النطق بدال مهملة ]
(1/565)
281 - ( 823 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقرأ هذا الحرف فهل من مدكر
(1/565)
282 - ( 824 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( واللفظ لأبي بكر ) قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال
Y قدمنا الشام فأتانا أبو الدرداء فقال أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبدالله ؟ فقلت نعم أنا قال فكيف سمعت عبدالله يقرأ هذه الآية ؟ { والليل إذا يغشى } قال سمعته يقرأ والليل إذا يغشى والذكر والأنثى قال وأنا والله هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرؤها ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ وما خلق فلا أتابعهم
(1/565)
283 - ( 824 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن المغيرة عن إبراهيم قال
Y أتى علقمة الشام فدخل مسجدا فصلى فيه ثم قام إلى حلقة فجلس فيها قال فجاء رجل فعرفت فيه تحوش القوم وهيئتهم قال فجلس إلى جنبي ثم قال أتحفظ كما كان عبدالله يقرأ ؟ فذكر بمثله
[ ش ( تحوش القوم ) أي انقباضهم قال القاضي ويحتمل أن يريد الفطنة والذكاء يقال رجل حوشي الفؤاد أي حديده ]
(1/565)
284 - ( 824 ) وحدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة قال
Y لقيت أبا الدرداء فقال لي ممن أنت ؟ قلت من أهل العراق قال من أيهم ؟ قلت من أهل الكوفة قال هل تقرأ على قراءة عبدالله بن مسعود ؟ قال قلت نعم قال فاقرأ والليل إذا يغشى قال فقرأت والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى قال فضحك ثم قال هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرؤها
(1/565)
( 824 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثني عبدالأعلى حدثنا داود عن عامر عن علقمة قال
Y أتيت الشام فلقيت أبا الدرداء فذكر بمثل حديث ابن علية
(1/565)
51 - باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها
(1/565)
285 - ( 825 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس
(1/566)
286 - ( 826 ) وحدثنا داود بن رشيد وإسماعيل بن سالم جميعا عن هشيم قال داود حدثنا هشيم أخبرنا منصور عن قتادة قال
Y أخبرنا أبو العالية عن ابن عباس قال سمعت غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم عمر بن الخطاب وكان أحبهم إلي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس
(1/566)
287 - ( 826 ) وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة ح وحدثني أبو غسان المسمعي حدثنا عبدالأعلى حدثنا سعيد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي كلهم عن قتادة بهذا الإسناد غير أن في حديث سعيد وهشام بعد الصبح حتى تشرق الشمس
[ ش ( حتى تشرق الشمس ) ضبطناه بضم التاء وكسر الراء وهكذا أشار إليه القاضي عياض رحمه الله في شرح مسلم وضبطناه أيضا بفتح التاء وضم الراء وهو الذي ضبطه أكثر رواة بلادنا وهو الذي ذكره القاضي عياض رحمه الله في المشارق قال أهل اللغة يقال شرقت الشمس تشرق أي طلعت على وزن طلعت تطلع وغربت تغرب ويقال أشرقت تشرق أي ارتفعت وأضاءت ومنه قوله تعالى وأشرقت الأرض بنور ربها أي أضاءت فمن فتح التاء هنا احتج بأن باقي الروايات قبل هذه الرواية وبعدها حتى تطلع الشمس فوجب حمل هذه على موافقتها ومن قال بضم التاء احتج له القاضي بالأحاديث الأخر في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس والنهي عن الصلاة إذا بدا حاجب الشمس حتى تبرز قال وهذا كله يبين أن المراد بالطلوع في الروايات الأخر ارتفاعها وإشراقها وإضاءتها لا مجرد ظهور قرصها وهذا الذي قاله القاضي صحيح متعين لا عدول عنه للجمع بين الروايات ]
(1/566)
288 - ( 827 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس أن ابن شهاب أخبره قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس
(1/567)
289 - ( 828 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها
(1/567)
290 - ( 828 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي ومحمد بن بشر قالا جميعا حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عمر قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بقرني شيطان
[ ش ( فإنها تطلع بقرني شيطان ) هكذا هو في الأصول بقرني شيطان في حديث ابن عمر وفي حديث عمرو بن عبسة بين قرني شيطان قيل المراد بقرني الشيطان حزبه وأتباعه وقيل قوته وغلبته وانتشار فساده وقيل القرنان ناحيتا الرأس وإنه على ظاهره وهذا هو الأقوى وسمي شيطانا لتمرده وعتوه وكل مارد عات شيطان والأظهر أنه مشتق من شطن إذا بعد لبعده من الخير والرحمة وقيل مشتق من شاط إذا هلك واحترق ]
(1/567)
291 - ( 829 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي وابن بشر قالوا جميعا حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عمر قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بدا حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب
[ ش ( إذا بدا حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تبرز ) لفظة بدا هنا غير مهموزة معناه ظهر وحاجبها طرفها وتبرز أي تصير الشمس بارزة ظاهرة والمراد ترتفع ]
(1/568)
292 - ( 830 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن خير بن نعيم الحضرمي عن ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال
Y صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر بالمخمص فقال إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد ( والشاهد النجم )
[ ش ( بالمخمص ) قال النووي هو موضع معروف ]
(1/568)
( 830 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال
Y حدثني يزيد بن أبي حبيب عن خير بن نعيم الحضرمي عن عبدالله بن هبيرة السبائي ( وكان ثقة ) عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر بمثله
(1/568)
293 - ( 831 ) وحدثنا يحيى بن يحيى حدثنا عبدالله بن وهب عن موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول
Y ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب
[ ش ( حين يقوم قائم الظهيرة ) الظهيرة حال استواء الشمس ومعناه حين لا يبقى للقائم في الظهيرة ظل في المشرق ولا في المغرب ( تضيف ) أي تميل ]
(1/568)
52 - باب إسلام عمرو بن عبسة
(1/568)
294 - ( 832 ) حدثني أحمد بن جعفر المعقري حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا شداد بن عبدالله أبو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة ( قال عكرمة ولقي شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسا إلى الشام وأثنى عليه فضلا وخيرا ) عن أبي أمامة قال قال عمرو بن عبسة السلمي
Y كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم مستخفيا جرءاء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له ما أنت ؟ قال أنا نبي فقلت وما نبي ؟ قال أرسلني الله فقلت وبأي شيء أرسلك ؟ قال أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء قلت له فمن معك على هذا ؟ قال حر وعبد ( قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به ) فقلت إني متبعك قال إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس ؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني قال فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة فقلت ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟ فقالوا الناس إليه سراع وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت يا رسول الله أتعرفني ؟ قال نعم أنت الذي لقيتني بمكة ؟ قال فقلت بلى فقلت يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله أخبرني عن الصلاة ؟ قال صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار قال فقلت يا نبي الله فالوضوء ؟ حدثني عنه قال ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له أبو أمامة يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل ؟ فقال عمرو يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول الله لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا ( حتى عد سبع مرات ) ما حدثت به أبدا ولكني سمعته أكثر من ذلك
(1/569)
53 - باب لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها
(1/569)
295 - ( 833 ) حدثنا محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه عن عائشة أنها قالت
Y وهم عمر إنما نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتحرى طلوع الشمس وغروبها
(1/571)
296 - ( 833 ) وحدثنا حسن الحلواني حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عائشة أنها قالت
Y لم يدع رسول الله صلى الله عليه و سلم الركعتين بعد العصر قال فقالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها فتصلوا عند ذلك
(1/571)
54 - باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي صلى الله عليه و سلم بعد العصر
(1/571)
297 - ( 834 ) حدثني حرملة بن يحيى التجيبي حدثنا عبدالله بن وهب أخبرني عمرو ( وهو ابن الحارث ) عن بكير عن كريب مولى ابن عباس أن عبدالله بن عباس وعبدالرحمن بن أزهر والمسور بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا
Y اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد العصر وقل إنا أخبرنا أنك تصلينهما وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عنهما قال ابن عباس وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها قال كريب فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به فقالت سل أم سلمة فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة فقالت أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عنهما ثم رأيته يصليهما أما حين صلاهما فإنه صلى العصر ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما فأرسلت إليه الجارية فقلت قومي بجنبه فقولي له تقول أم سلمة يا رسول الله إني أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما ؟ فإن أشار بيده فاستأخري عنه قال ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر إنه أتاني ناس من عبدالقيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان
[ ش ( وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها ) هكذا وقع في بعض الأصول أضرب الناس عليها وفي بعض اصرف الناس عنها وكلاهما صحيح ولا منافاة بينهما فكان يضربهم عليها في وقت ويصرفهم عنها في وقت من غير ضرب أو يصرفهم مع الضرب ( يا بنت أمية ) يخاطب أم المؤمنين أم سلمة واسمها هند وهي بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومية ]
(1/571)
298 - ( 835 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل ( وهو ابن جعفر ) أخبرني محمد ( وهو ابن أبي حرملة ) قال أخبرني أبو سلمة أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصليهما بعد العصر ؟ فقالت
Y كان يصليهما قبل العصر ثم إنه شغل عنهما أو نسيهما فصلاهما بعد العصر ثم أثبتهما وكان إذا صلى صلاة أثبتها
( قال يحيى بن أيوب قال إسماعيل تعني داوم عليها )
(1/572)
299 - ( 835 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي جميعا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
Y ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين بعد العصر عندي قط
(1/572)
300 - ( 835 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر ح وحدثنا علي بن حجر ( واللفظ له ) أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا أبو إسحاق الشيباني عن عبدالرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت
Y صلاتان ما تركهما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي قط سرا ولا علانية ركعتين قبل الفجر وركعتين بعد العصر
(1/572)
301 - ( 835 ) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود ومسروق قالا نشهد على عائشة أنها قالت ما كان يومه الذي كان يكون عندي إلا صلاهما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي تعني الركعتين بعد العصر
(1/572)
55 - باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب
(1/572)
302 - ( 836 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن ابن فضيل قال أبو بكر حدثنا محمد بن فضيل عن مختار بن فلفل قال
Y سألت أنس بن مالك عن التطوع بعد العصر ؟ فقال كان عمر يضرب الأيدي على صلاة بعد العصر وكنا نصلي على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب فقلت له أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاهما ؟ قال كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا
(1/573)
303 - ( 837 ) وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبدالوارث عن عبدالعزيز ( وهو ابن صهيب ) عن أنس بن مالك قال
Y كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري فيركعون ركعتين ركعتين حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما
[ ش ( ابتدروا السواري ) أي تسارعوا إليها والسواري جمع السارية وهي الأسطوانة أي يقف كل أحد خلف أسطوانة لئلا يقع المرور بين يديه في صلاته فردا ]
(1/573)
56 - باب بين كل أذانين صلاة
(1/573)
304 - ( 838 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ووكيع عن كهمس قال حدثنا عبدالله بن بريدة عن عبدالله بن مغفل المزني قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بين كل أذانين صلاة قالها ثلاثا قال في الثالثة لمن شاء
[ ش ( بين كل أذانين ) أي بين الأذان والإقامة فهو من باب التغليب قال الحافظ ولا يصح حمله على ظاهره لأن الصلاة بين الأذانين مفروضة والخبر ناطق بالتخيير لقوله لمن شاء ]
(1/573)
( 838 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى عن الجريري عن عبدالله بن بريدة عن عبدالله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله إلا أنه قال في الرابعة لمن شاء
(1/573)
57 - باب صلاة الخوف
(1/573)
305 - ( 839 ) حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة والطائفة الأخرى مواجهة العدو ثم انصرفوا وقاموا في مقام أصحابهم مقبلين على العدو وجاء أولئك ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه و سلم ركعة ثم سلم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة
(1/574)
( 839 ) وحدثنيه أبو الربيع الزهراني حدثنا فليح عن الزهري عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه أنه كان يحدث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخوف ويقول
Y صليتها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذا المعنى
(1/574)
306 - ( 839 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف في بعض أيامه فقامت طائفة معه وطائفة بإزاء العدو فصلى بالذين معه ركعة ثم ذهبوا وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة قال وقال ابن عمر فإذا كان أخوف أكثر من ذلك فصل راكبا أو قائما تومئ إيماء
(1/574)
307 - ( 840 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر بن عبدالله قال
Y شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف فصفنا صفين صف خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم والعدو بيننا وبين القبلة فكبر النبي صلى الله عليه و سلم وكبرنا جميعا ثم ركع وركعنا جميعا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه وقام الصف المؤخر في نحر العدو فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم السجود وقام النصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم ثم ركع النبي صلى الله عليه و سلم وركعنا جميعا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى وقام الصف المؤخر في نحور العدو فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا ثم سلم النبي صلى الله عليه و سلم وسلمنا جميعا قال جابر كما يصنع حرسكم هؤلاء بأمرائهم
[ ش ( في نحر العدو ) أي في مقابلته ونحر كل شيء أوله ( حرسكم ) الحرس خدم السلطان المرتبون لحفظه وحراسته وهو جمع حارس ويقال في واحده أيضا حرسى ]
(1/574)
308 - ( 840 ) حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر قال
Y غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قوما من جهينة فقاتلونا قتالا شديدا فلما صلينا الظهر قال المشركون لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك فكذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وقالوا إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد فلما حضرت العصر قال صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة قال فكبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد وسجد معه الصف الأول فلما قاموا سجد الصف الثاني ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني فقاموا مقام الأول فكبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد وسجد معه الصف الأول وقام الثاني فلما سجد الصف الثاني ثم جلسوا جميعا سلم عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال أبو الزبير ثم خص جابر أن قال كما يصلي أمراؤكم هؤلاء
[ ش ( لو ملنا عليهم ميلة ) أي لو حملنا عليهم حملة ( لاقتطعناهم ) أي لأصبناهم منفردين واستأصلناهم ]
(1/574)
309 - ( 841 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات بن جبير عن سهل بن أبي خيثمة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بأصحابه في الخوف فصفهم خلفه صفين فصلى بالذين يلونه ركعة ثم قام فلم يزل قائما حتى صلى الذين خلفهم ركعة ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قدامهم فصلى بهم ركعة ثم قعد حتى صلى الذين تخلفوا ركعة ثم سلم
(1/575)
310 - ( 842 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالذين معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم
[ ش ( يوم ذات الرقاع ) هي غزوة معروفة كانت سنة خمس من الهجرة بأرض غطفان من نجد سميت ذات الرقاع لأن أقدام المسلمين نقبت من الحفاء فلفوا عليها الخرق هذا هو الصحيح في سبب تسميتها ( صفت معه ) هكذا هو في أكثر النسخ وفي بعضها صلت معه وهما صحيحان ( وطائفة وجاه العدو ) هو بكسر الواو وضمها يقال وجاهه ووجاهه وتجاهه أي قبالته والطائفة الفرقة والقطعة من الشيء تقع على القليل والكثير ]
(1/575)
311 - ( 843 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال
Y أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا بذات الرقاع قال كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه و سلم معلق بشجرة فأخذ سيف نبي الله صلى الله عليه و سلم فاخترطه فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم أتخافني ؟ قال لا قال فمن يمنعك مني ؟ قال الله يمنعني منك قال فتهدده أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأغمد السيف وعلقه قال فنودي بالصلاة فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين قال فكانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم أربع ركعات وللقوم ركعتان
[ ش ( شجرة ظليلة ) أي ذات ظل ( فاخترطه ) أي سله ]
(1/576)
312 - ( 843 ) وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى ( يعني ابن حسان ) حدثنا معاوية ( وهو ابن سلام ) أخبرني يحيى أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن أن جابرا أخبره أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع ركعات وصلى بكل طائفة ركعتين
انتهى الجزء الأول ويليه إن شاء الله الجزء الثاني
(1/576)
7 - كتاب الجمعة
(1/576)
1 - ( 844 ) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ومحمد بن رمح بن المهاجر قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة حدثنا ليث عن نافع عن عبدالله قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة فليغتسل
[ ش ( الجمعة ) يقال بضم الميم وإسكانها وفتحها حكاهن الفراء والواحدي وغيرهما ووجهوا الفتح بأنها تجمع الناس ويكثرون فيها كما يقال همزة ولمزة لكثرة الهمز واللمز ونحو ذلك سميت جمعة لاجتماع الناس فيها وكان يوم الجمعة في الجاهلية يسمى العروبة ]
(2/579)
2 - ( 844 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عبدالله بن عبدالله بن عمر عن عبدالله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال وهو قائم على المنبر
Y من جاء منكم الجمعة فليغتسل
(2/579)
( 844 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن سالم وعبدالله ابني عبدالله بن عمر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/579)
( 844 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثله
(2/579)
3 - ( 845 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثنني سالم بن عبدالله عن أبيه
Y أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب الناس يوم الجمعة دخل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فناداه عمر أية ساعة هذه ؟ فقال إني شغلت اليوم فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت النداء فلم أزد على أن توضأت قال عمر والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر بالغسل
[ ش ( فلم أنقلب إلى أهلي ) الانقلاب هو الرجوع قال تعالى { وينقلب إلى أهله مسرورا } ( والوضوء أيضا ) هو منصوب أي وتوضأت الوضوء أيضا فقط قاله الأزهري وغيره ]
(2/580)
4 - ( 845 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن حدثني أبو هريرة قال
Y بينما عمر بن الخطاب يخطب الناس يوم الجمعة إذ دخل عثمان بن عفان فعرض به عمر فقال ما بال رجال يتأخرون بعد النداء فقال عثمان يا أمير المؤمنين ما زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت فقال عمر والوضوء أيضا ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل
(2/580)
1 - باب وجوب غسل الجمعة على كل بالغ من الرجال وبيان ما أمروا به
(2/580)
5 - ( 846 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم
[ ش ( واجب ) أي متأكد في حقه كما يقول الرجل لصاحبه حقك واجب علي أي متأكد لا أن المراد الواجب المتحتم المعاقب عليه ]
(2/580)
6 - ( 847 ) حدثني هارون بن سعد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن عبيدالله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت
Y كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم من العوالي فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار فتخرج منهم الريح فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم إنسان منهم وهو عندي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا
[ ش ( ينتابون الجمعة ) أي يأتونها ( العوالي ) هي القرى التي حول المدينة ( العباء ) هو جمع عباءة بالمد وعباية بزيادة ياء لغتان مشهورتان ]
(2/581)
( 847 ) وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أنها قالت
Y كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كفاة فكانوا يكون لهم تفل فقيل لهم لو اغتسلتم يوم الجمعة
[ ش ( كفاة ) جمع كاف كقضاة جمع قاض وهم الخدم الذين يكفونهم العمل ( تفل ) أي رائحة كريهة ]
(2/581)
2 - باب الطيب والسواك يوم الجمعة
(2/581)
7 - ( 846 ) وحدثنا عمرو بن سواد العامري حدثنا عبدالله بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y غسل يوم الجمعة على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه
إلا أن بكيرا لم يذكر عبدالرحمن وقال في الطيب ولو من طيب المرأة
[ ش ( غسل يوم الجمعة على كل محتلم ) هكذا وقع في جميع الأصول وليس فيه ذكر واجب ]
(2/581)
8 - ( 848 ) حدثنا حسن الحلواني حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جرير ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس أنه ذكر قول النبي صلى الله عليه و سلم في الغسل يوم الجمعة قال طاوس فقلت لابن عباس ويمس طيبا أو دهنا إن كان عند أهله ؟ قال لا أعلمه
(2/582)
( 848 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر ح وحدثنا هارون بن عبدالله حدثنا الضحاك بن مخلد كلاهما عن ابن جريج بهذا الإسناد
(2/582)
9 - ( 849 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده
(2/582)
10 - ( 850 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر
[ ش ( غسل الجنابة ) معناه غسلا كغسل الجنابة في الصفات هذا هو المشهور في تفسيره ( ثم راح ) المراد بالرواح الذهاب في أول النهار وقال الأزهري لغة العرب الرواح الذهاب سواء كان أول النهار أو آخره أو في الليل وهذا هو الصواب الذي يقتضيه الحديث ( قرب بدنة ) معنى قرب تصدق وأما البدنة فقال جمهور أهل اللغة وجماعة من الفقهاء يقع على الواحدة من الإبل والبقر والغنم سميت بذلك لعظم بدنها وخصها جماعة بالإبل والمراد هنا الإبل بالاتفاق لصريح الأحاديث بذلك والبدنة والبقر يقعان على الذكر والأنثى باتفاقهم والهاء فيها للواحدة كقمحة وشعيرة ونحوهما من أفراد الجنس ( بقرة ) سميت بقرة لأنها تبقر الأرض أي تشقها بالحراثة والبقر الشق ومنه قولهم بقر بطنه ( كبشا أقرن ) وصفه بالأقران لأنه أكمل وأحسن صورة لأن قرنه ينتفع به والكبش الأقرن هو ذو القرن ]
(2/582)
3 - باب في الأنصات يوم الجمعة في الخطبة
(2/582)
11 - ( 851 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح بن المهاجر قال ابن رمح أخبرنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت
[ ش ( فقد لغوت ) قال أهل اللغة يقال لغا يلغوا كغزا يغزو ويقال لغى يلغي كعمي يعمى لغتان الأولى أفصح وظاهر القرآن يقتضي هذه الثانية التي هي لغة أبي هريرة قال الله تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه وهذا من لغى يلغي ولو كان من الأول لقال والغوا بضم الغين ومعنى فقد لغوت أي قلت اللغو وهو الكلام الملغي الساقط الباطل المردود ]
(2/583)
( 851 ) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عمر بن عبدالعزيز عن عبدالله بن إبراهيم بن قارظ وعن ابن المسيب أنهما حدثاه أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثله
م ( 851 ) وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب بالإسنادين جميعا في هذا الحديث مثله غير أن ابن جريج قال إبراهيم بن عبدالله بن قارظ
(2/583)
12 - ( 851 ) وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت
قال أبو الزناد هي لغة أبي هريرة وإنما هو فقد لغوت
(2/583)
4 - باب في الساعة التي في يوم الجمعة
(2/583)
13 - ( 852 ) وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك ح وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر يوم الجمعة فقال
Y فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه
زاد قتيبة في روايته وأشار بيده يقللها
(2/583)
14 - ( 852 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم
Y إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه
وقال بيده يقللها يزهدها
(2/583)
( 852 ) حدثنا ابن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم بمثله
م ( 852 ) وحدثني حميد بن مسعدة الباهلي حدثنا بشر ( يعني ابن مفضل ) حدثنا سلمة ( وهو ابن علقمة ) عن محمد عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/583)
15 - ( 852 ) وحدثنا عبدالرحمن بن سلام الجمحي حدثنا الربيع ( يعني ابن مسلم ) عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه قال وهي ساعة خفيفة
(2/583)
( 852 ) وحدثناه محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ولم يقل وهي ساعة خفيفة
(2/583)
16 - ( 853 ) وحدثني أبو الطاهر وعلي بن خشرم قالا أخبرنا ابن وهب عن مخرمة بن بكير ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرنا مخرمة عن أبيه عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال
Y قال لي عبدالله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في شأن ساعة الجمعة ؟ قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة
(2/584)
5 - باب فضل يوم الجمعة
(2/584)
17 - ( 854 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبدالرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها
(2/585)
18 - ( 854 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة ( يعني الحزامي ) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة
(2/585)
6 - باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة
(2/585)
19 - ( 855 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة بيد أن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا هدانا الله له فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد
[ ش ( بيد أن ) قال أبو عبيد لفظة بيد تكون بمعنى غير وبمعنى على وبمعنى من أجل وكله صحيح هنا ]
(2/585)
( 855 ) وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة بمثله
[ ش ( وابن طاوس ) عطف على أبي الزناد ]
(2/585)
20 - ( 855 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له ( قال يوم الجمعة ) فاليوم لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى
(2/585)
21 - ( 855 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم وهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فهم لنا فيه تبع فاليهود غدا والنصارى بعد غد
(2/585)
22 - ( 856 ) وحدثنا أبو كريب وواصل بن عبدالأعلى قالا حدثنا ابن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة وعن ربعي بن حراش عن حذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق وفي رواية واصل المقضي بينهم
(2/586)
23 - ( 856 ) حدثنا أبو كريب أخبرنا ابن أبي زائدة عن سعد بن طارق حدثني ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y هدينا إلى الجمعة وأضل الله عنها من كان قبلنا فذكر بمعنى حديث ابن فضيل
(2/586)
7 - باب فضل التهجير يوم الجمعة
(2/586)
24 - ( 850 ) وحدثني أبو الطاهر وحرملة وعمرو بن سواد العامري ( قال أبو الطاهر حدثنا وقال الآخران أخبرنا ابن وهب ) أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو عبدالله الأغر أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر ومثل المهجر الذي يهدي البدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي الكبش ثم كالذى يهدي الدجاجة ثم كالذي يهدي البيضة
[ ش ( ومثل المهجر ) قال الخليل بن أحمد وغيره من أهل اللغة وغيرهم التهجير التبكير ومنه الحديث لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه أي التبكير إلى كل صلاة هكذا فسره ]
(2/586)
( 850 ) حدثنا يحيى بن يحيى وعمرو الناقد عن سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/586)
25 - ( 850 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبدالرحمن ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول ( مثل الجزور ثم نزلهم حتى صغر إلى مثل البيضة ) فإذا جلس الإمام طوت الصحف وحضروا الذكر
[ ش ( نزلهم ) أي ذكر منازلهم في السبق والفضيلة ]
(2/586)
8 - باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة
(2/586)
26 - ( 857 ) حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد ( يعني ابن زريع ) حدثنا روح عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام
(2/587)
27 - ( 857 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية ) عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له مابينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا
[ ش ( فاستمع وأنصت ) هما شيئان متمايزان وقد يجتمعان فالاستماع الإصغاء والإنصات السكوت ]
(2/587)
9 - باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس
(2/587)
28 - ( 858 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسن بن عياش عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبدالله قال
Y كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم نرجع فنريح نواضحنا قال حسن فقلت لجعفر في أي ساعة تلك ؟ قال زوال الشمس
[ ش ( فنريح نواضحنا ) هو جمع ناضح وهو البعير الذي يستقي به سمي بذلك لأنه ينضح الماء أي يصبه ومعنى نريح أي نريحها من العمل وتعب السقي فنخليها منه ]
(2/588)
29 - ( 858 ) وحدثنا القاسم بن زكرياء حدثنا خالد بن مخلد ح وحدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارامي حدثنا يحيى بن حسان قالا جميعا حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه أنه سأل جابر بن عبدالله
Y متى كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي الجمعة ؟ قال كان يصلي ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها زاد عبدالله في حديثه حين تزول الشمس يعني النواضح
(2/588)
30 - ( 859 ) وحدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب ويحيى وعلي بن حجر ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم ) عن أبيه عن سهل قال ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة ( زاد ابن حجر ) في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
(2/588)
31 - ( 860 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم قالا أخبرنا وكيع عن يعلى بن الحارث المحاربي عن إياس بن سلمة الأكوع عن أبيه قال كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء
[ ش ( نجمع ) أي نصلي الجمعة ( نتتبع الفيء ) أي نتطلب مواقع الظل ]
(2/589)
32 - ( 860 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا هشام بن عبدالملك حدثنا يعلى بن الحارث عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمعة فنرجع وما نجد للحيطان فيأ نستظل به
(2/589)
10 - باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة وما فيهما من الجلسة
(2/589)
33 - ( 861 ) وحدثنا عبيدالله بن عمر القواريري وأبو كامل الجحدري جميعا عن خالد قال أبو كامل حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة قائما ثم يجلس ثم يقوم قال كما يفعلون اليوم
(2/589)
34 - ( 862 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وحسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو الأحوص ) عن سماك عن جابر بن سمرة قال
Y كانت للنبي صلى الله عليه و سلم خطبتان يجلس بيينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس
(2/589)
35 - ( 862 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن سماك قال أنبأني جابر بن سمرة
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما فمن نبأك أنه كان يخطب جالسا فقد كذب فقد والله صليت معه أكثر من ألفي صلاة
[ ش ( فقد والله صليت ) أي فوالله قد صليت فإن من المعلوم أن قد مختصة بالفعل وهي معه كالجزء فلاتفصل منه بشيء اللهم إلا بالقسم نص عليه ابن هشام في المغني ]
(2/589)
11 - باب في قوله تعالى { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما }
(2/589)
36 - ( 863 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير قال عثمان حدثنا جرير عن حصين بن عبدالرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبدالله
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كا ن يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما } [ 62 / الجمعة / الآية 11 ]
[ ش ( عير من الشام ) العير الإبل تحمل الميرة ثم غلب على كل قافلة والميرة الطعام أعني الذخيرة ( فانفتل الناس إليها ) أي انصرفوا ( انفضوا ) أي تفرقوا متوجهين إليها ]
(2/590)
( 863 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس عن حصين بهذا الإسناد قال ورسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب ولم يقل قائما
(2/590)
37 - ( 863 ) وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي حدثنا خالد ( يعني الطحان ) عن حصين عن سالم وأبي سفيان عن جابر بن عبدالله قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة فقدمت سويقة قال فخرج الناس إليها فلم يبق إلا اثنا عشر رجلا أنا فيهم قال فأنزل الله { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما } إلى آخر الآية
[ ش ( سويقة ) هو تصغير سوق والمراد العير المذكورة في الرواية الأولى وهي الإبل التي تحمل الطعام أو التجارة لاتسمى عيرا إلا هكذا وسميت سوقا لأن البضائع تساق إليها ]
(2/590)
38 - ( 863 ) وحدثنا إسماعيل بن سالم أخبرنا هشيم أخبرنا حصين عن أبي سفيان وسالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبدالله قال
Y بينا النبي صلى الله عليه و سلم قائم يوم الجمعة إذ قدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا فيهم أبو بكر وعمر قال ونزلت هذه الآية { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها }
(2/590)
39 - ( 864 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن كعب بن عجرة قال
Y دخل المسجد وعبدالرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هذا الخبث يخطب قاعدا وقال الله تعالى { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما }
(2/591)
12 - باب التغليظ في ترك الجمعة
(2/591)
40 - ( 865 ) وحدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية ( وهو ابن سلام ) عن زيد ( يعني أخاه ) أنه سمع أبا سلام قال حدثني الحكم بن ميناء أن عبدالله بن عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على أعواد منبره
Y لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين
[ ش ( ودعهم ) الجمعات أي تركهم ( أو ليختمن الله على قلوبهم ) معنى الختم الطبع والتغطية قالوا في قوله تعالى ختم الله على قلوبهم أي طبع ]
(2/591)
13 - باب تخفيف الصلاة والخطبة
(2/591)
41 - ( 866 ) حدثنا حسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال
Y كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا
[ ش ( فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا ) أي بين الطول الظاهر والتخفيف الماحق ]
(2/591)
42 - ( 866 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا محمد بن بشر حدثنا زكرياء حدثني سماك بن حرب عن جابر ابن سمرة قال
Y كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم الصلوات فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا
وفي رواية أبي بكر زكرياء عن سماك
(2/591)
43 - ( 867 ) وحدثني محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبدالله قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيها لسبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي
[ ش ( واشتد غضبه ) قال النووى ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيما وتحذيره خطبا جسيما ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) روى بنصيها ورفعها والمشهور نصبها على المفعول معه قال القاضي يحتمل أنه تمثيل لمقاربتها وأنه ليس بينهما أصبع أخرى كما أنه لا نبي بينه وبين الساعة ( ويقرن ) هو بضم الراء على المشهور الفصيح وحكى كسرها ( السبابة ) سمت بذلك لأنهم كانوا يشيرون بها عند السب ( وخير الهدي هدي محمد ) هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما وبفتح الدال وإسكان الدال أيضا ضبطناها بالوجهين وكذا ذكرها جماعة بالوجهين وقال القاضي عياض رويناه في مسلم بالضم وفي غره بالفتح وبالفتح ذكره الهروي وفسره الهروي على رواية الفتح بالطريق أي أحسن الطرق طريق محمد يقال فلان حسن الهدي أي الطريقة والمذهب ومنه اهتدوا بهدي عمار وأما على رواية الضم فمعناه الدلالة والإرشاد قال العلماء لفظ الهدي له معنيان أحدهما بمعنى الدلالة والإرشاد وهو الذي يضاف إلى الرسل والقرآن والعباد وقال الله تعالى وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وهدي للمتقين ومنه قوله تعالى وأما ثمود فهديناهم أي بينا لهم الطريق ومه قوله تعالى إنا هديناه السبيل وهدينناه النجدين والثاني بمعنى اللطف والتوفيق والعصمة والتأييد وهو الذي تفرد الله به ومنه قوله تعالى إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ( وكل بدعة ضلالة ) هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع قال أهل اللغة هي كل شيء عمل على غير مثال سابق ( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ) هو موافق لقول الله تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم أي أحق ( ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي ) قال أهل اللغة الضياع بفتح الضاد العيال قال ابن قتيبة أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا المراد من ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع فأوقع المصدر موضع الاسم ]
(2/592)
44 - ( 867 ) وحدثنا عبد بن حميد حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان بن بلال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال سمعت جابر بن عبدالله يقول
Y كانت خطبة النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته ثم ساق الحديث بمثله
(2/592)
45 - ( 867 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن جعفر عن أبيه عن جابر قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب الله ثم ساق الحديث بمثل حديث الثقفي
(2/592)
46 - ( 868 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى كلاهما عن عبدالأعلى قال ابن المثنى حدثني عبدالأعلى ( وهو أبو همام ) حدثنا داود عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
Y أن ضمادا قدم مكة كان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون إن محمدا مجنون فقال لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي قال فلقيه فقال يا محمد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من يشاء فهل لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد قال فقال أعد علي كلماتك هؤلاء فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات قال فقال لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلمات هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر قال فقال هات يدك أبايعك على الإسلام قال فبايعه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى قومك قال وعلى قومي قال فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل من القوم أصبت منهم مطهرة فقال ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد
[ ش ( يرقي ) من الرقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة ( من هذه الريح ) المراد بالريح هنا الجنون ومس الجن ( فهل لك ) أي فهل لك رغبة في رقيتي وهل تميل إليها ( ناعوس البحر ) ضبطناه بوجهين أشهرهما ناعوس هذا هو الموجود في أكثر نسخ بلادنا والثاني القاموس وهذا الثاني هو المشهور في روايات الحديث في غير صحيح مسلم وقال القاضي عياض أكثر نسخ صحيح مسلم وقع فيها قاعوس قال أبو عبيد قاموس البحر وسطه وقال ابن دريد لجته وقال صاحب كتاب العين قعره الأقصى ]
(2/593)
47 - ( 869 ) حدثني سريج بن يونس حدثنا عبدالرحمن بن عبدالملك بن أبجر عن أبيه عن واصل بن حيان قال قال أبو وائل
Y خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا
[ ش ( فلو كنت تنفست ) أي أطلت قليلا ( مئنة ) أي علامة قال الأزهري والأكثرون الميم فيها زائدة وهي مفعلة قال الهروي غلط أبو عبيد في جعله الميم أصلية وقال القاضي عياض قال شيخنا ابن سراج هي أصلية ( إن من البيان سحرا ) قال أبو عبيد هو من الفهم وذكاء القلب قال القاضي فيه تأويلان أحدهما أنه ذم لأنه إمالة للقلوب وصرفها بمقاطع الكلام إليه حتى تكتسب من الأثم به كما يكتسب بالسحر وأدخله مالك في الموطأ في ( باب ما يكره من الكلام ) وهو مذهبه في تأويل الحديث والثاني أنه مدح لأن الله تعالى امتن على عباده بتعليمهم البيان وشبهه بالسحر لميل القلوب إليه وأصل السحر الصرف فالبيان يصرف القلوب ويميلها إلى ماتدعوا إليه هذا كلام القاضي وهذا التأويل الثاني هو الصحيح المختار ]
(2/594)
48 - ( 870 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن عبدالعزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم
Y أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله
قال ابن نمير فقد غوى
[ ش ( فقد غوى ) هكذا وقع في النسخ غوى بكسر الواو قال القاضي وقع في روايتي مسلم بفتح الواو وكسرها والصواب الفتح لأنه من الغي وهو الإنهماك في الشر ]
(2/594)
49 - ( 871 ) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق الحنظلي جميعا عن ابن عيينة قال قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو سمع عطاء يخبر عن صفوان بن يعلى عن أبيه
Y أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك
(2/594)
50 - ( 872 ) وحدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبدالرحمن عن أخت لعمرة قالت
Y أخذت ( ق والقرآن المجيد ) من في رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة
(2/595)
( 872 ) وحدثنيه أبو طاهر أخبرنا ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أخت لعمرة بنت عبدالرحمن كانت أكبر منها بمثل حديث سليمان بن بلال
(2/595)
51 - ( 873 ) حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر جدثنا شعبة عن خبيب عن عبدالله بن محمد بن معن عن بنت لحارثة بن النعمان قالت
Y ما حفظت ( ق ) إلا من في رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب بها كل جمعة قالت وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدا
[ ش ( وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدا ) إشارة إلى حفظها ومعرفتها بأحوال النبي صلى الله عليه و سلم وقربها من منزله ]
(2/595)
52 - ( 873 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن يحيى بن عبدالله ابن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت
Y لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدا سنتين أو سنة وبعض سنة وما أخذت ( ق والقرآن المجيد ) إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس
(2/595)
53 - ( 874 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس عن حصين عن عمارة بن رؤيبة قال
Y رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعيه المسبحة
[ ش ( على أن يقول بيده ) أي يشير بيده فهو من إطلاق القول على الفعل ]
(2/595)
( 874 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبدالرحمن قال
Y رأيت بشر بن مروان يوم جمعة يرفع يديه فقال عمارة بن رؤيبة فذكر نحوه
(2/595)
14 - باب التحية والامام يخطب
(2/595)
54 - ( 875 ) وحدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا حماد ( وهو ابن زيد ) عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله قال
Y بينا النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجل فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أصليت ؟ يا فلان قال لا قال قم فاركع
(2/596)
( 875 ) حدثنا أو بكر بن أبي شيبة ويعقوب الدورقي عن ابن علية عن أيوب عن عمرو عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم كما قال حماد ولم يذكر الركعتين
(2/596)
55 - ( 875 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم ( قال قتيبة حدثنا وقال إسحاق أخبرنا سفيان ) عن عمرو سمع جابر بن عبدالله يقول
Y دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة فقال أصليت ؟ قال لا قال قم فصل الركعتين وفي رواية قتيبة قال صل ركعتين
(2/596)
56 - ( 875 ) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبدالله يقول
Y جاء رجل والنبي صلى الله عليه و سلم على المنبر يوم الجمعة يخطب فقال له أركعت ركعتين ؟ قال لا فقال اركع
(2/596)
57 - ( 875 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد ( وهو ابن جعفر ) حدثنا شعبة عن عمرو قال سمعت جابر بن عبدالله
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب فقال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصل ركعتين
(2/596)
58 - ( 875 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا أحمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال
Y جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد على المنبر فقعد سليك قبل أن يصلي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أركعت ركعتين قال لا قال قم فاركعهما
(2/596)
59 - ( 875 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم كلاهما عن عيسى بن يونس قال ابن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبدالله قال
Y جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فجلس فقال له يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما
(2/596)
15 - باب حديث التعليم في الخطبة
(2/596)
60 - ( 876 ) وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قال قال أبو رفاعة
Y انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يخطب قال فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه قال فأقبل على رسول الله صلى الله عليه و سلم وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي حسبت قوائمه حديدا قال فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها
(2/597)
16 - باب ما يقرأ في صلاة الجمعة
(2/597)
61 - ( 877 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان ( وهو ابن بلال ) عن جعفر عن أبيه عن ابن أبي رافع قال
Y استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة فصلى لنا أبا هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة إذا جاءك المنافقون قال فأدركت أبا هريرة حين انصرف فقلت له إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة فقال أبو هريرة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بهما يوم الجمعة
(2/597)
( 877 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل ح وحدثنا قتيبة حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) كلاهما عن جعفر عن أبيه عن عبيدالله بن أبي رافع قال
Y استخلف مروان أبا هريرة بمثله غير أن في رواية حاتم فقرأ بسورة الجمعة في السجدة الأولى وفي الآخرة إذا جاءك المنافقون
ورواية عبدالعزيز مثل حديث سليمان بن بلال
(2/597)
62 - ( 878 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق جميعا عن جرير قال يحيى أخبرنا جرير عن إبراهيم بن محمد ابن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم مولى النعمان بن بشير عن النعمان بن بشير قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية قال وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين
(2/598)
( 878 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر بهذا الإسناد
(2/598)
63 - ( 878 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن ضمرة بن سعيد عن عبيدالله بن عبدالله قال
Y كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله أي شيء قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة سوى سورة الجمعة ؟ فقال كان يقرأ هل أتاك
(2/598)
17 - باب ما يقرأ في يوم الجمعة
(2/598)
64 - ( 879 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن سفيان عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة الم تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان حين من الدهر وأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين
(2/599)
( 879 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع كلاهما عن سفيان بهذا الإسناد مثله
م ( 879 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن مخول بهذا الإسناد مثله في الصلاتين كلتيهما كم قال سفيان
(2/599)
65 - ( 880 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
Y أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة الم تنزيل وهل أتى
(2/599)
66 - ( 880 ) حدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب عن أبراهيم بن سعد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة بالم تنزيل في الركعة الأولى وفي الثانية هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
(2/599)
18 - باب الصلاة بعد الجمعة
(2/599)
67 - ( 881 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبدالله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا
(2/600)
68 - ( 881 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمر الناقد قالا حدثنا عبدا الله بن إدريس عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعا ( زاد عمرو في روايته قال ابن إدريس قال سهيل ) فإن عجل بك شيء فصل ركعتين في المسجد وركعتين إذا رجعت
(2/600)
69 - ( 881 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير ح وحدثنا عمرو الناقد وأبو كريب قالا حدثنا وكيع عن سفيان كلاهما عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا وليس في حديث جرير منكم
(2/600)
70 - ( 882 ) وحدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة حدثنا ليث عن نافع عن عبدالله
Y أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فسجد سجدتين في بيته ثم قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع ذلك
(2/600)
71 - ( 882 ) وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن عبدالله بن عمر
Y أنه وصف تطوع صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته قال يحيى أظنني قرأت فيصلي أو البتة
[ ش ( قال يحيى أظنني قرأت فيصلي أو ألبته ) معناه أظن أني قرأت على مالك في روايتي عنه فيصلي أو أجزم بذلك يعني أن لفظة فيصلي هو متردد في قراءته أياها بين الظن واليقين وكان رحمة الله تعالى مع علمه وحفظه كثير التشكك في الألفاظ لورعه وتقاه حتى كان يسمى الشكاك أفاده القاضي عياض ]
(2/600)
72 - ( 882 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا عمرو عن الزهري عن سالم عن أبيه
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين
(2/600)
73 - ( 883 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن ابن جريج قال أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار
Y أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابن أخت نمر يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة فقال نعم صليت معه الجمعة في المقصورة فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت فلما دخل أرسل إلي فقال لا تعد لما فعت إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا بذك أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج
[ ش ( المقصورة ) هي الحجرة المبنة في المسجد أحدثها معاوية بعدما ضربه الخارجي ]
(2/601)
( 883 ) وحدثنا هارون بن عبدالله حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرنا عمر بن عطاء أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد وساق الحديث بمثله غير أنه قال فلما سلم قمت في مقامي ولم يذكر الإمام
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/601)
8 - كتاب صلاة العيدين
(2/601)
1 - ( 884 ) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبدالرزاق قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال
Y شهدت صلاة الفطر مع نبي الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكلهم يصليها قبل الخطبة ثم يخطب قال فنزل نبي الله صلى الله عليه و سلم كأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء ومعه بلال فقال { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا } [ 60 / الممتحنة / الآية 12 ] فتلا هذه الآية حتى فرغ منها ثم قال حين فرغ منها أنتن على ذلك ؟ فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن نعم يا نبي الله لا يدري حينئذ من هي قال فتصدقن فبسط بلال ثوبه ثم قال هلم فدى لكن أبي وأمي فجعلن يلقين الفتخ والخواتم في ثوب بلال
[ ش ( يجلس ) أي يأمرهم بالجلوس ( لا يدري حينئذ من هي ) هكذا وقع في جميع نسخ مسلم حينئذ وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ قال هو وغيره هو تصحيف وصوابه لا يدري حسن من هي وهو حسن بن مسلم روايه عن طاوس عن ابن عباس ( الفتخ ) واحدها فتخة كقصبة وقصب واختلف في تفسيرها ففي صحيح البخاري عن عبدالرزاق قال هي الخواتيم العظام وقال الأصمعي هي خواتيم لا فصوص لها وتجمع أيضا على فتخات وأفتاخ ( والخواتم ) جمع خاتم وفيه أربع لغات فتح التاء وكسرها وخاتام وخيتام ]
(2/602)
2 - ( 884 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا أيوب قال سمعت عطاء قال سمعت ابن عباس يقول
Y أشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم لصلى قبل الخطبة قال ثم خطب فرأى أنه لم يسمع النساء فذكرهن ووعظهن وأمرهن بالصدقة وبلال قائل بثوبه فجعلت المرأة تلقي الخاتم والخرص والشيء
[ ش ( وبلال قائل بثوبه ) أي مسير به إلى الطلب أو فاتحا ثوبه للأخذ فيه ( والخرص ) حلقة الذهب والفضة أو حلقة القرط أو الحلقة الصغيرة من الحلي ]
(2/602)
( 884 ) وحدثنيه أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد ح وحدثني يعقوب الدورقي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم كلاهما عن أيوب بهذا الإسناد نحوه
(2/602)
3 - ( 885 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء عن جابر بن عبدالله قال سمعته يقول
Y إن النبي صلى الله عليه و سلم قام يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب الناس فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه و سلم نزل وأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال وبلال باسط ثوبه يلقين النساء صدقة
قلت لعطاء زكاة يوم الفطر ؟ قال لا ولكن صدقة يتصدقن بها حينئذ تلقي المرأة فتخها ويلقين ويلقين
قلت لعطاء أحقا على الإمام الآن أن يأتي النساء حين يفرغ فيذكرهن ؟ قال إي لعمر إن ذلك لحق علهم وما لهم لا يفعلون ذلك ؟
[ ش ( يلقين النساء صدقة ) هكذا في النسخ يلقين وهو جائز ( ويلقين ويلقين ) هكذا هو في النسخ مكرر وهو صحيح ومعناه ويلقين كذا ويلقين كذا ( أحقا ) معناه أترى حقا ؟ ]
(2/603)
4 - ( 885 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر بن عبدالله قال
Y شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكأ على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت لم ؟ يا رسول الله قال لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير قال فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن
[ ش ( الشكاة ) أي الشكوى ( وتكفرن العشير ) قال أهل اللغة العشير المعاشر والمخالط وحمله الأكثرون هنا على الزوج وقال آخرون هو كل مخالط قال الخليل يقال هو العشير والشعير على القلب ومعنى الحديث أنهن يجحدن الإحسان لضعف عقولهن وقلة معرفتهن ( أقرطتهن ) هو جمع قرط قال ابن دريد ما علق من شحمة الأذن فهو قرط سواء كان من الذهب أو خرز وأما الخرص فهو الحلقة الصغيرة من الحلي قال القاضي قيل الصواب قرطتهن بحذف الألف وهو المعروف في جمع قرط كخرج وخرجة ويقال في جمع قراط كرمح ورماح قال القاضي لا يبعد صحة أقرطة ويكون جمع جمع أي جمع قراط لاسيما وقد صح في الحديث ]
(2/603)
5 - ( 886 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء عن ابن عباس وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قالا
Y لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى ثم سألته بعد حين عن ذلك ؟ فأخبرني قال أخبرني جابر بن عبدالله الأنصاري أن لا أذان للصلاة يوم الفطر حين يخرج الإمام ولا بعد ما يخرج ولا إقامة ولا نداء ولا شيء لا نداء يومئذ ولا إقامة
(2/604)
6 - ( 886 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء
Y أن ابن عباس أرسل إلى ابن الزبير أول ما بويع له أنه لم يكن يؤذن للصلاة يوم الفطر فلا تؤذن لها قال فلم يؤذن لها ابن الزبير يومه وأرسل إليه مع ذلك إنما الخطبة بعد الصلاة وإن ذلك قد كان يفعل قال فصلى ابن الزبير قبل الخطبة
(2/604)
7 - ( 887 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وحسن بن الربيع وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا أبا الأحص ) عن سماك عن جابر بن سمرة قال
Y صليت مع رسول الله صلى الله عليه سلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة
(2/604)
8 - ( 888 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان وأبو أسامة عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر كانوا يصلون العيدين قبل الخطبة
(2/605)
9 - ( 889 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل بن جعفر عن داود بن قيس عن عياض بن عبدالله بن سعد عن أبي سعيد الخدري
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر فيبدأ بالصلاة فإذا صلى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم فإن كان له حاجة ببعث ذكره للناس أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها وكان يقول تصدقوا تصدقوا تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء ثم ينصرف فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم فخرجت مخاصرا مروان
حتى أتينا المصلى فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن فإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر وأنا أجره نحو الصلاة فلما رأيت ذلك منه قلت أين الإبتداء بالصلاة ؟ فقال لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم قلت كلا والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم ( ثلاث مرار ثم انصرف )
[ ش ( مخاصرا مروان ) قال الإمام النووي أي مماشيا له يده في يدي هكذا فسروه ( أين الإبتداء بالصلاة ) هكذا ضبطناه على الأكثر وفي بعض الأصول ألا نبدأ ؟ بألا التي هي للاستفتاح وكلاهما صحيح والأول أجود في هذا الموطن لأنه ساقه للإنكار عليه ]
(2/605)
1 - باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال
(2/605)
10 - ( 890 ) حدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد حدثنا أيوب عن محمد عن أم عطية قالت
Y أمرنا ( تعني النبي صلى الله عليه و سلم ) أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين
[ ش ( العواتق ) قال أهل اللغة العواتق جمع عاتق وهي الجاريه البالغة وقال ابن دريد هي التي قاربت البلوغ وقال ابن السكيت هي ما بين أن تبلغ إلى أن تعنس والتعنيس طول المقام في بيت أبيها بلا زوج حتى تطعن في السن )
[ ش ( الخدور ) الخدور البيوت وقيل الخدر ستر يكون في ناحية البيت ) ( الحيض ) جمع حائض مثل راكع وركع ]
(2/605)
11 - ( 890 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت
Y كنا نؤمر بالخروج في العيدين والمخبأة والبكر قالت الحيض يخرجن فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس
(2/605)
12 - ( 890 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها
[ ش ( ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ) أي يحضرن مجالس الخير كسماع العلم ويحضرن دعوة المسلمين أي دعاءهم كاستسقائهم ( جلباب ) قال النضر بن شميل هو ثوب أقصر وأعرض من الخمار وهي المقنعة تغطي به المرأة رأسها وقيل هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به صدرها وظهرها وقيل هو الإزار وقيل الخمار ( لتلبسها أختها من جلبابها ) قال النووي الصحيح أن معناه لتلبسها جلبابا لا تحتاج إليه عارية ]
(2/605)
2 - باب ترك الصلاة قبل العيد وبعدها في المصلى
(2/605)
13 - ( 884 ) وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يوم أضحى أو فطر فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي خرصها وتلقي سخابها
[ ش ( سخابها ) هو قلادة من طيب معجون على هيئة الخرز يكون من مسك أو قرنفل أو غيرهما من الطيب ليس فيه شيء من الجوهر وجمعه سخب ككتاب وكتب ]
(2/605)
( 884 ) وحدثنيه عمرو الناقد حدثنا ابن إدريس ح وحدثني أبو بكر بن نافع ومحمد بن بشار جميعا عن غندر كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد نحوه
(2/605)
3 - باب ما يقرأ به في صلاة العيدين
(2/605)
14 - ( 891 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيدالله بن عبدالله
Y أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأبه رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأضحى والفطر ؟ فقال كان يقرأ فيهما بق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر
[ ش ( عن عبيدالله أن عمر بن الخطاب ) هكذا هو في جميع النسخ فالرواية الأولى مرسلة لأن عبيدالله لم يدرك عمر ولكن الحديث صحيح بلا شك متصل من الرواية الثانية فإنه أدرك أبا واقد بلا شك وسمعه بلا خلاف فلا عتب على مسلم حينئذ في روايته فإنه صحيح متصل ]
(2/607)
15 - ( 891 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا فليح عن ضمرة بن سعيد عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن أبي واقد الليثي قال
Y سألني عمر بن الخطاب عما قرأ به رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم العيد ؟ فقلت باقتربت الساعة وق والقرآن المجيد
(2/607)
4 - باب الرخصة في اللعب الذي لامعصية فيه في أيام العيد
(2/607)
16 - ( 892 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
Y دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ وذلك في يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا
[ ش ( جاريتان ) الجارية هي فتية النساء أي شابتهن سميت بها لخفتها ثم توسعوا حتى سمعوا كل أمة جارية وإن كانت غير شابة والمراد هنا معناها الأصلي ( تقاولت به الأنصار يوم بعاث ) وتقاولت معناها بما خاطب بعضهم بعضا في الحرب من الأشعار وبعاث اسم حصن للأوس يصرف ولا يصرف وترك صرفه هو الأشهر ويوم بعاث يوم جرت فيه بين قبيلتي الأنصار الأوس والخزرج في الجاهلية حرب وكان الظهور فيه للأوس ويطلق اليوم ويراد به الوقعة ( وليستا بمغنيتين ) معناه ليس الغناء عادة لهما ولا هما معروفتان به قال القاضي إنما كان غناؤهما بما هو من أشعار الحرب والمفاخرة بالشجاعة والظهور والغلبة وهذا لا يهيج الجواري على شر ولا إنشادهما لذلك من الغناء المختلف فيه وإنما هو رفع الصوت بالإنشاد ولهذا قالت وليستا بمغنيتين أي ليستا ممن يغني بعادة المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزل كما قيل الغنا رقية الزنا وليستا أيضا ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسبا والعرب تسمي الإنشاد غناء وليس هو من الغناء المختلف فيه بل هو مباح وقد استجازت الصحابة غناء العرب الذي هو مجرد الإنشاد والترنم وأجازوا الحداء وفعلوه بحضرة النبي صلى الله عليه و سلم وفي هذا كله إباحة مثل هذا وما في معناه وهذا ومثله ليس بحرام ولا يجرح الشاهد ( أبمزموره الشيطان ) هو بضم الميم الأولى وفتحها والضم أشهر ولم يذكر القاضي غيره ويقال أيضا مزمار وأصله صوت بصفير والزمير الصوت الحسن ويطلق على الغناء أيضا ]
(2/607)
( 892 ) وحدثناه يحيى بن يحيى وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية عن هشام بهذا الإسناد وفيه جاريتان تلعبان بدف
[ ش ( بدف ) هو بضم الدال وفتحها والضم أفصح وأشهر قال في المنجد الدف آلة طرب وجمعه دفوف ]
(2/607)
17 - ( 892 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو أن ابن شهاب حدثه عن عروة عن عائشة
Y أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان من أيام منى تغنيان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه و سلم مسجى بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف رسول الله صلى الله عليه و سلم عنه وقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وقالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون وأنا جارية فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن
[ ش ( في أيام منى ) هي أيام عيد الأضحى أضيف إلى المكان بحسب الزمان قال النووى يعني الثلاثة بعد اليوم النحر وهي أيام التشريق ( مسجى بثوبه ) أي مغطى به ( فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن ) قال النووى معناه أنها تحب اللهو والتفرج والنظر إلى اللعب حبا بليغا وتحرص على إدامته ما أمكنها ولا تمل ذلك إلا بعد زمن طويل وقولها فاقدروا هو بضم الدال وكسرها لغتان حكاهما الجوهري وغيره وهو من التقدير أي قدروا رغبتها في ذلك إلى أن تنتهي أي قيسوا قياس أمرها في حداثتها وحرصها على اللهو ومع ذلك كانت هي التي تمل وتنصرف عن النظر إليه والنبي صلى الله عليه و سلم لا يمسه شيء من الضجر والإعياء رفقا بها وقولها العربة معناها المشتهية للعب المحبة له ]
(2/607)
18 - ( 892 ) وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة
Y والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترني بردائه لكى أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلى حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو
(2/607)
19 - ( 892 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي ويونس بن عبدالأعلى ( واللفظ لهارون ) قالا حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو أن محمد بن عبدالرحمن حدثه عن عروة عن عائشة قالت
Y دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم وعندى جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم وإما قال تشتهين تنظرين ؟ فقلت نعم فأقامني وراءه خدى على خده وهو يقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك ؟ قلت نعم قال فاذهبي
[ ش ( بغناء بعاث ) أي بغناء أشعار قيلت في تلك الحرب ( فلما غفل ) تعني أباها ( وكان يوم عيد ) أي وكان اليوم يوم عيد ( بالدرق ) جمع درقة الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب ( دونكم يا بني أرفدة ) هو بفتح الهمزة وإسكان الراء ويقال بفتح الفاء وكسرها وجهان حكاهما القاضي عياض وغيره الكسر أشهر وهو لقب للحبشة ولفظة دونكم من ألفاظ الإغراء وحذف المغرى به تقديره عليكم بهذا اللعب الذي أنتم فيه ( حسبك ) هو استفهام بدليل قولها قلت نعم تقديره أحسبك ؟ أي هل يكفيك هذا القدر ؟ ]
(2/607)
20 - ( 892 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
Y جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه و سلم فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم
[ ش ( يزفنون ) معناه يرقصون وحمله العلماء على التوثب بسلاحهم ولعبهم بحرابهم على قريب من هيئة الرقص لأن معظم الروايات إنما فيها لعبهم بحرابهم فيتأول هذه اللفظة على موافقة سائر الروايات ]
(2/607)
( 892 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ح وحدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن بشر كلاهما عن هشام بهذا الإسناد ولم يذكرا في المسجد
(2/607)
( 892 ) وحدثني إبراهيم بن دينار وعقبة بن مكرم العمي وعبد بن حميد كلهم عن أبي عاصم ( واللفظ لعقبة ) قال حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني عطاء أخبرني عبيد بن عمير أخبرتني عائشة أنها قالت
Y للعابين وددت أن أراهم قالت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وقمت على الباب أنظر بين أذنيه وعاتقه وهم يلعبون في المسجد
قال عطاء فرس أو حبش قال وقال لي ابن عتق بل حبش
[ ش ( قال عطاء فرس أو حبش ؟ ) هكذا هو في كل النسخ ومعناه أن عطاء شك هل قال هم فرس أم حبش بمعنى هل هم من الفرس أم من الحبش ؟ وأما ابن عتيق فجزم بأنهم حبش وهو الصواب ( وقال لي ابن عتيق ) قال القاضي عياض هكذا هو عند شيوخنا وعند الباجي وقال لي ابن عمير قال وفي نسخة أخرى قال لي ابن أبي عتيق قال صاحب المشارق والمطالع الصحيح ابن عمير وهو عبيد بن عمير المذكور في السند والصواب ]
(2/607)
22 - ( 893 ) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق ) أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال
Y بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه و سلم بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم دعهم يا عمر
[ ش ( فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها ) أهوى أي مد يده نحوها وأمالها إليها ليأخذها والحصباء هي الحصا الصغار ويحصبهم أي يرميهم بها ]
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/610)
9 - كتاب صلاة الاستسقاء
(2/610)
1 - ( 894 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبدالله بن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يقول سمعت عبدالله بن زيد المازني يقول
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المصلى فاستسقى وحول ردائه حين استقبل القبلة
[ ش ( وحول ردائه ) قال النووى قال أصحابنا لإن التحول شرع تفاؤلا بتغير الحال من القحط إلى نزول الغيث والخصب ومن ضيق الحال إلى سعته ]
(2/611)
2 - ( 894 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبدالله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه قال
Y خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى المصلى فاستسقى واستقبل القبلة وقلب رداءه وصلى ركعتين
(2/611)
3 - ( 894 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو أن عباد ابن تميم أخبره أن عبدالله بن زيد الأنصاري أخبره
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى المصلى يستسقي وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه
(2/611)
4 - ( 894 ) وحدثني أو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عباد بن تميم المازني أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما يستسقي فجعل إلى الناس ظهره يدعو الله واستقبل القبلة وحول رداءه ثم صلى ركعتين
[ ش ( عمه ) المراد بعمه عبدالله بن زيد بن عاصم المازني المتكرر في الروايات السابقة ]
(2/611)
1 - باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء
(2/611)
5 - ( 895 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن ثابت عن أنس قال
Y رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه
(2/612)
7 - ( 895 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي وعبدالأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس
Y أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه غير أن عبدالأعلى قال يرى بياض إبطه أو بياض إبطيه
(2/612)
( 895 ) حدثنا ابن المثنى حدثنا يحيى بن سعد عن ابن أبي عروبة عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه
(2/612)
6 - ( 896 ) وحدثنا عبد بن حميد حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم استسقى فأشار بظهر كفيه إليه
(2/612)
2 - باب الدعاء في الاستسقاء
(2/612)
8 - ( 897 ) وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعل بن جعفر ) عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك
Y أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال فلا والله ما رأينا الشمس سبتا قال ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال اللهم حولنا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فانقلعت وخرجنا نمشى في الشمس قال شريك فسألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول ؟ قال لا أدرى
[ ش ( من باب كان نحو دار القضاء ) أي في جهتها وهي دار كانت لسيدنا عمر سميت دار القضاء لكونها بيعت بعد وفاته في قضاء دينه وقال القاضي عياض سميت دار القضاء لأنها بيعت في قضاء دين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كتبه على نفسه وأوصى ابنه عبدالله أن يباع فيه ماله فإن عجز ماله استعان ببني عدي ثم بقريش فباع ابنه داره هذه لمعاوية وماله بالغابة وقضى دينه ( هلكت الأموال ) المراد بالأموال هنا المواشي خصوصا الإبل وهلاكها من قلة الأقوات بسبب عدم المطر والنبات ( وانقطعت السبل ) أي الطرق فلم تسلكها الإبل إما لخوف الهلاك أو الضعف بسبب قلة الكلأ أو عدمه ( فادع الله يغيثنا قوله صلى الله عليه و سلم اللهم أغثنا ) هكذا في جميع النسخ أغثنا بالألف ويغثنا بضم الياء من أغاث يغيث رباعي والمشهور في كتب اللغة أنه إنما يقال في المطر غاث الله الناس والأرض يغيثهم بفتح الياء أي أنزل المطر قال القاضي عياض قال بعضهم هذا المذكور في الحديث من الإغاثة بمعنى المعونة وليس من طلب الغيث إنما يقال في طلب الغيث اللهم غثنا قال القاضي ويحتمل أن يكون من طلب الغيث أي هب لنا غيثا أو ارزقنا غيثا كما يقال سقاه الله وأسقاه أي جعل له سقيا على لغة من فرق بينهما ( ولا قزعة ) هي القطعة من السحاب وجماعتها قزع كقصبة وقصب قال أبو عبيد وأكثر ما يكون ذلك في الخريف ( سلع ) هو جبل بقرب المدينة أي ليس بيننا وبينه من حائل منعنا من رؤية سبب المطر فنحن مشاهدون له وللسماء وقال الإمام النووى ومراده بهذا الإخبار عن معجزة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعظيم كرامته على ربه سبحانه وتعالى بإنزال المطر سبعة أيام متوالة متصلا بسؤاله من غير تقديم سحاب ولا قزع ولا سبب آخر لا ظاهر ولا باطن ( مثل الترس ) الترس هو ما يتقى به السف ووجه الشبه الاستدارة والكثافة لا القدر ( أمطرت ) هكذا هو في النسخ وكذا جاء في البخاري أمطرت بالألف وهو صحيح وهو دليل للمذهب المختار الذي عليه الأكثرون والمحققون من أهل اللغة ( سبتا ) أي قطعة من الزمان وأصل السبت القطع ( هلكت الأموال وانقطعت السبل ) هلاك الأموال وانقطاع السبل هذه المرة من كثرة الأمطار لتعذر الرعى والسلوك ( حولنا ) وفي بعض النسخ حوالينا وهما صحيحان ( الآكام ) قال في المصباح الأكمة تل والجمع أكم وأكمات مثل قصبة وقصب وقصبات وجمع الأكم إكام مثل جبل وجبال وجمع الإكام أكم مثل كتاب وكتب وجمع الأكم أكمام مثل عنق وأعناق وقال النووى قال أهل اللغة الإكام بكسر الهمزة جمع أكمة ويقال في جمعها آكام ويقال أكم وأكم وهي دون الجبل وأعلى من الرابية وقيل دون الرابية ( والظراب ) واحدها ظرب وهي الروابي الصغار ( فانقلعت ) ولفظ البخاري فأقلعت وهو لغة القرآن أي فأمسكت السحابة الماطرة عن المدينة الطاهرة وفي نسخة النووي فانقطعت قال هكذا هو في بعض النسخ المعتمدة وفي أكثرها فانقلعت وهما بمعنى ]
(2/612)
9 - ( 897 ) وحدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال
Y أصابت الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس على المنبر يوم الجمعة إذ قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال وساق الحديث بمعناه وفيه قال اللهم حوالينا ولا علينا قال فما يشير بيده إلى ناحية إلا تفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة وسال وادى قناة شهرا ولم يجيء أحدا من ناحية إلا أخبر بجود
[ ش ( والظراب ) واحدها ظرب وهي الروابي الصغار ( فانقلعت ) ولفظ البخاري فأقلعت وهو لغة القرآن أي فأمسكت السحابة الماطرة عن المدينة الطاهرة وفي نسخة النووى فانقطعت قال هكذا هو في بعض النسخ المعتمدة وفي أكثرها فانقلعت وهما بمعنى ( أصابت الناس سنة ) أي قحط ( اللهم حوالينا ولا علينا ) أ أنزل المطر على الجهات المحيطة بنا ولا تنزله علينا قال الجوهري يقال قعدوا حوله وحواله وحوليه وحواليه بفتح اللام ولا يقال حواليه بكسرها ( تفرجت ) أي تقطع السحاب وزال عنها ( الجوبة ) الجوبة هي الفجوة ومعناه تقطع السحاب عن المدينة وصار مستدييرا حولها وهي خالة منه ( وادي قناة ) قناة اسم لواد من أودية المدينة وعليه زروع لهم فأضافه هنا إلى نفسه ( أخبر بجود ) الجود هو المطر الشديد ]
(2/612)
10 - ( 897 ) وحدثني عبدالأعلى بن حماد ومحمد بن أبي بكر المقدمي قالا حدثنا معتمر حدثنا عبيدالله عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال
Y كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة فقام إليه الناس فصاحوا وقالوا يا نبي الله قحط المطر واحمر الشجر وهلكت البهائم وساق الحديث وفيه من رواية عبدالأعلى فتقشعت عن المدينة فجعلت تمطر حواليها وما تمطر بالمدينة قطرة فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الأكليل
[ ش ( قحط المطر ) أي أمسك ( واحمر الشجر ) كناية عن يبس ورقها وظهور عودها ( تقشعت ) أي انكشفت وقال النووى زالت ( الإكليل ) قال أهل اللغة هي العصابة وتطلق على كل محيط بالشيء ويسمى التاج إكليلا لإحاطته بالرأس ]
(2/612)
11 - ( 897 ) وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بنحوه وزاد فألف الله بين السحاب ومكثنا حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله
[ ش ( تهمه نفسه ) ضبطناه بوجهين فتح التاء مع ضم الهاء وضم التاء مع كسر الهاء يقال همه الشيء وأهمه أي اهتم له ]
(2/612)
12 - ( 897 ) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب حدثني أسامة أن حفص بن عبيدالله بن أنس بن مالك حدثه أنه سمع أنس بن مالك يقول
Y جاء إعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة وهو على المنبر وإقتص الحديث وزاد فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى
[ ش ( يتمزق كأنه الملاء حين تطوى ) الواحدة ملاءة وهي الريطه كالملحفة التي تلتحف بها المرأة ومعناه تشبيه إنقطاع السحاب وتجليله بالملاءة المنشورة إذا طويت ]
(2/612)
13 - ( 898 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس قال قال أنس
Y أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مطر قال فحسر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال لأنه حديث عهد بربه تعالى
[ ش ( فحسر ) أي كشف بعض بدنه ( حديث عهد بربه ) أي بتكوين ربه إياه ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها ]
(2/615)
3 - باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر
(2/615)
14 - ( 899 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان ( يعني ابن بلال ) عن جعفر ( وهو ابن محمد ) عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم تقول
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك قالت عائشة فسألته فقال إني خشيت أن يكون عذابا سلطا على أمتي ويقول إذا رأى المطر رحمه
(2/616)
15 - ( 899 ) وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب قال سمعت ابن جريج يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت
Y كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشرما فيها وشر ما أرسلت به قالت وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري عنه فعرفت ذلك في وجهه قالت عائشة فسألته فقال لعله ياعائشة كما قال قوم عاد { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا }
[ ش ( عصفت الريح ) أي اشتد هبوبها ( تخيلت ) قال أبو عبيد وغيره تخيلت من المخيلة بفتح الميم وهي سحابه فيها رعد وبرق يخيل إليه أنها ماطرة ويقال أخالت إذا تغيمت ( سري عنه ) أي انكشف عنه الهم قال ابن الأثير وقد تكرر ذكر هذه اللفظة في الحديث وخاصة في ذكر نزول الوحي عليه وكلها بمعنا الكشف والإزالة يقال سروت الثوب وسريته إذا خلعته والتشديد فيه للمبالغة ( هذا عارض ممطرنا ) أي سحاب عرض في أفق السماء يأتينا بالمطر ]
(2/616)
16 - ( 899 ) وحدثني هارون بن معروف حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث ح وحدثني أبو الطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرنا عمر بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
Y أنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يبتسم قالت وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه فقالت يا رسول الله أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية ؟ قالت فقال يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا
[ ش ( مستجمعا ) المستجمع المجد في الشيء القاصد له ( لهواته ) اللهوات جمع لهاة وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك قاله الأصمعي ]
(2/616)
4 - باب في ريح الصبا والدبور
(2/616)
17 - ( 900 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثني محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
[ ش ( نصرت بالصبا ) الصبا ريح ومهبها المستوى أن تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار ( بالدبور ) الريح التي تقابل الصبا وقال النووى هي الريح الغربية ]
(2/617)
( 900 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا عبدالله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي حدثنا عبدة ( يعني ابن سليمان ) كلاهما عن الأعمش عن مسعود بن مالك عن سعد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/617)
10 - كتاب الكسوف
(2/617)
1 - باب صلاة الكسوف
(2/617)
1 - ( 901 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شييبة ( واللفظ له ) قال حدثنا عبدالله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت
Y خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فأطال القيام جدا ثم ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع رأسه فأطال القيام جدا وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع جدا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر من آيات الله وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فكبروا وادعو الله وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ألا هل بلغت ؟ وفي رواية مالك إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
[ ش ( خسفت الشمس ) يقال كسفت الشمس والقمر وكسفا وانكسفا وخسفا وخسفا وانخسفا بمعنى وجمهور أهل اللغة وغيرهم على أن الخسوف والكسوف يكون لذهاب ضوئهما كله وويكون لذهاب بعضه ( إن من أحد أغير من الله ) إن نافية بمعنى ما ومن استغراقية وأحد في محل الرفع ومعناه ليس أحد أمنع من المعاصي من الله تعالى ولا أشد كراهة لها منه سبحانه وتعالى ( لو تعلمون ما أعلم الخ ) معناه لو تعلمون من عظم انتقام الله تعالى من أهل الجرائم وشدة عقابه وأهوال القيامة وما بعدها كما علمت وترون النار كما رأيت في مقامي هذا وفي غيره - لبكيتم كثيرا ولقل ضحككم لفكركم فيما علمتموه ]
(2/618)
2 - ( 901 ) حدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة بهذا الإسناد وزاد ثم قال
Y أما بعد فإن الشمس والقمر من آيات الله وزاد أيضا ثم رفع يديه فقال اللهم هل بلغت
(2/618)
3 - ( 901 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرني ابن وهب أخبرني يونس ح وحدثني أبو الطاهر ومحمد بن سلمة المرادى قالا حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
Y خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله صلى الله عليه و سلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدني من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ( ولم يذكر أبو الطاهر ثم سجد ) ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة وقال أيضا فصلوا حتى يفرج الله عنكم وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى لقد رأيتنى أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم ( وقال المزادى أتقدم ) ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت ورأيت فيها ابن لحي وهو الذي سيب السوائب وانتهى حديث أبي الطاهر عند قوله فافزعوا للصلاة ولم يذكر ما بعده
[ ش ( أقدم ) ضبطناه بضم الهمزة وفتح القاف وكسر الدال المشددة ومعناه أقدم نفسي أو رجلي وكذا صرح القاضي عياض بضبطه ( يحطم ) أي يكسر ( وهو الذي سيب السوائب ) تسييب الدواب إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت والسوائب جمع سائبة وهي التي نهي الله سبحانه عنها في قوله ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة فالبحيرة هي الناقة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء ]
(2/618)
4 - ( 901 ) وحدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم قال قال الأوزاعى أبو عمرو وغيره سمعت ابن شهاب الزهري يخبر عن عروة عن عائشة
Y أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث مناديا الصلاة جامعة فاجتمعوا وتقدم فكبر وصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
[ ش ( الصلاة جامعة ) لفظة جامعة منصوبة على الحال والصلاة منصوبة أيضا على الإغراء أي احضروا الصلاة ويصح الرفع فيهما على الابتداء والخبر أي الصلاة تجمع الناس في المسجد الجامع ]
(2/618)
5 - ( 901 ) وحدثنا محمد بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم أخبرنا عبدالرحمن بن نمير أنه سمع ابن شهاب يخبر عن عروة عن عائشة
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم جهر في صلاة الخسوف بقراءته فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
(2/618)
( 902 ) قال الزهري وأخبرني كثير بن عباس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه صلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
(2/620)
( 902 ) وحدثنا حاجب بن الوليد حدثنا محمد بن حرب حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري قال
Y كان كثير بن عباس يحدث أن ابن عباس كان يحدث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم كسفت الشمس بمثل ما حدث عروة عن عائشة
(2/620)
6 - ( 901 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت عبيد بن عمير يقول
Y حدثني من أصدق ( حسبته يريد عائشة ) أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام قياما شديدا يقوم قائما ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات فانصرف وقد تجلت الشمس وكان إذا ركع قال الله أكبر ثم يركع وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما من آيات الله يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتم كسوفا فاذكروا الله حتى ينجليا
(2/620)
7 - ( 901 ) وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معاذ ( وهو ابن هشام ) حدثني أبي عن قتادة عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن عائشة
Y أن نبي الله صلى الله عليه و سلم صلى ست ركعات وأربع سجدات
(2/620)
2 - باب ذكر عذاب القبر في صلاة الخسوف
(2/620)
8 - ( 903 ) وحدثنا عبدالله بن مسلمة القعنبي حدثنا سليمان ( يعني ابن بلال ) عن يحيى عن عمرة
Y أن يهودية أتت عائشة تسألها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر قالت عائشة فقلت يا رسول الله يعذب الناس في القبور قالت عمرة فقالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عائذا بالله ثم ركب رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات غداة مركبا فخسفت الشمس قالت عائشة فخرجت في نسوة بين ظهرى الحجر في المسجد فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم من مركبه حتى انتهى إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه فقام وقام الناس وراءه قالت عائشة فقام قياما طويلا ثم ركع فركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع فركع ركوعا طويلا وهو دون ذلك الركوع ثم رفع وقد تجلت الشمس فقال إني قد رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال
قالت عمرة فسمعت عائشة تقول فكنت أسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك يتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر
[ ش ( تسألها ) تعنى فلما أعطتها السيدة عائشة ما سألته دعت لها فقالت في دعائها أعاذك الله أي أجارك من عذاب القبر ( عائذا بالله ) هو من الصفات القائمة مقام المصدر وناصبه محذوف أي أعوذ عياذا به ( بين ظهرى الحجر ) أي بينها والحجر جمع حجرة تعنى بيوت الأزواج الطاهرات فكلمة ظهرى مقحمة وهي تثنية ظهر ( مصلاه ) تعنى موقفه من المسجد ( تفتنون ) أي تمتحنون ]
(2/621)
( 903 ) وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان جميعا عن يحيى بن سعيد في هذا الإسناد بمثل معنى حديث سليمان بن بلال
(2/621)
3 - باب ما عرض على النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار
(2/621)
9 - ( 904 ) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائى قال حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبدالله قال
Y كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم شديد الحر فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحوا من ذاك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم قال إنه عرض على كل شيء تولجونه فعرضت على الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته ( أو قال تناولت منها قطفا ) فقصرت يدي عنه وعرضت على النار فرأيت فيها امرأة من بني اسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار وإنهم كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما فإذا خسفا فصلوا حتى ينجلى
[ ش ( لو تناولت منها قطفا لأخذته ) معنى تناولت مددت يدي لأخذه والقطف العنقود وهو فعل بمعنى مفعول كالذبح بمعنى المذبوح ( في هرة لها ) أي بسبب هرة لها ( خشاش الأرض ) هي هوامها وحشراتها وقيل صغار الطير وحكى القاضي فتح الخاء وكسرها وضمها والفتح هو المشهور ( يجر قصبه ) القصب هي الأمعاء ]
(2/622)
( 904 ) وحدثنيه أبو غسان المسمعي حدثنا عبدالملك بن الصباح عن هشام بهذا الإسناد مثله إلا أنه قال
Y ورأيت في النار امرأة حميرية سوداء طويلة ولم يقل من بني إسرائيل
(2/622)
10 - ( 904 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ( وتقاربا في اللفظ ) قال حدثنا أبي حدثنا عبدالملك عن عطاء عن جابر قال
Y انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال الناس إنما انكسفت لموت إبراهيم فقام النبي صلى الله عليه و سلم فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات بدأ فكبر ثم قرأ فأطال القراءة ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الأولى ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الثانية ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع ثم انحدر بالسجود فسجد سجدتين ثم قام فركع أيضا ثلاث ركعات ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها وركوعه نحوا من سجوده ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا ( وقال أبو بكر حتى انتهى إلى النساء ) ثم تقدم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه فانصرف حين انصرف وقد آضت الشمس فقال يا أيها الناس إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ( وقال أبو بكر لموت بشر ) فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلى ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه
[ ش ( وقد آضت الشمس ) ومعناه رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف وهو من آض يئيض إذا رجع ومنه قولهم أيضا وهو مصدر منه ( مخافة أن يصيبني من لفحها ) أي من ضرب لهبها ومنه قوله تعالى تلفح وجوههم النار أي يضربها لهبها والنفح دون اللفح قال الله تعالى ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك أي أدنى شيء منه ( بمحجنه ) المحجن عصا معقفة الطرف ]
(2/622)
11 - ( 905 ) حدثنا محمد بن العلاء الهمداني حدثنا ابن نمير حدثنا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت
Y خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخلت على عائشة وهي تصلى فقلت ما شأن الناس يصلون ؟ فأشارت برأسها إلى السماء فقلت آية ؟ قالت نعم فأطال رسول الله صلى الله عليه و سلم القيام جدا حتى تجلاني الغشي فأخذت قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي أو على وجهي من الماء قالت فانصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد تجلت الشمس فخطب رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ما من شيء لم أكن رأيته إلا في مقامى هذا حتى الجنة والنار وإنه قد أوحى إلى أنكم تفتنون في القبور قريبا أو مثل فتنة المسيح الدجال ( لا أدرى أي ذلك قالت أسماء ) فيؤتي أحدكم فيقال ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن ( لا أدري أي ذلك قالت أسماء ) فيقول هو محمد هو رسول الله جاءنا بالبينات والهدي فأجبنا وأطعنا ثلاث مرار فيقال له نم قد كنا نعلم إنك لتؤمن به فنم صالحا وأما المنافق أو المرتاب ( لا أدري أي ذلك قالت أسماء ) فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت
[ ش ( تجلاني الغشي ) وروى أيضا الغشي وهو بمعنى الغشاوة وهو معروف يحصل بطول القيام في الحر غير ذلك من الأحوال أي علاني مرض قريب من الإغماء لطول تعب الوقوف ( ما علمك بهذا الرجل ) إنما يقول له الملكان السائلان ما علمك بهذا الرجل ولا يقول رسول الله امتحانا له وإغرابا عليه لئلا يتلقى منهما أكرام النبي صلى الله عليه و سلم ورفع مرتبته فيعظمه هو تقليدا لهما لا اعتقادا ولهذا يقول المؤمن هو رسول الله ويقول المنافق لا أدري فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ]
(2/624)
12 - ( 905 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن فاطمة عن أسماء قالت
Y أتيت عائشة فإذا الناس قيام وإذا هي تصلي فقلت ما شأن الناس ؟ واقتص الحديث بنحو حديث ابن نمير عن هشام
(2/624)
13 - ( 905 ) أخبرنا يحيى بن يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة
Y قال لا تقل كسفت الشمس ولكن قل خسفت الشمس
(2/624)
14 - ( 906 ) حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا ابن جريج حدثني منصور بن عبدالرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت
Y فزع النبي صلى الله عليه و سلم يوما ( قالت تعنى يوم كسفت الشمس ) فأخذ درعا حتى أدرك بردائه فقام للناس قياما طويلا لو أن إنسانا أتى لم يشعر أن النبي صلى الله عليه و سلم ركع - ما حدث أنه ركع من طول القيام
[ ش ( ففزع ) قال القاضي يحتمل أن يكون معناه الفزع الذي هو الخوف يخشى أن تكون الساعة ويحتمل أن يكون معناه الفزع الذي هو المبادرة إلى الشيء ( فأخذ درعا حتى أدرك بردائه ) معناه أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع أهل البيت سهوا ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به والدرع هنا درع المرأة وهو قميصها وهو مذكر ( لو أن إنسانا أتى لم يشعر ) قوله لم يشعر صفة لإنسان أي لو أتي إنسان غير عالم بركوع النبي صلى الله عليه و سلم ورآه في قيامه بعد ركوعه ما ظن أنه ركع من أجل طول قيامه فجواب لو هو قولها ما حدث ]
(2/625)
15 - ( 906 ) وحدثني سعيد بن يحيى الأموى حدثني أبي حدثنا ابن جريج بهذا الإسناد مثله وقال قياما طويلا يقوم ثم يركع وزاد فجعلت أنظر إلى المرأة أسن مني وإلى الأخرى وهي أسقم مني
[ ش ( فجعلت أنظر ) يوضحه قولها في الرواية الثانية حتى رأيتني أريد قولها رأيتني معناه علمت من نفسي أني أريد الخ وهذا من خصائص أفعال القلوب ]
(2/625)
16 - ( 906 ) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا حبان حدثنا وهيب حدثنا منصور عن أمه عن أسماء بنت أبي بكر قالت
Y كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ففزع فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه بعد ذلك قالت فقضيت حاجتي ثم جئت ودخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما فقمت معه فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة فأقول هذه أضعف مني فأقوم فركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه فأطال القيام حتى لو أن رجلا جاء - خيل إليه أنه لم يركع
(2/625)
17 - ( 907 ) حدثنا سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال
Y انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس معه فقام قياما طويلا قدر نحو سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد انجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك كففت فقال إني رأيت الجنة قتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا بم ؟ يا رسول الله قال بكفرهن قيل أيكفرن بالله ؟ قال بكفر العشير وبكفر الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط
[ ش ( قدر نحو ) هكذا هو في النسخ قدر نحو وهو صحيح ولو اقتصر على على أحد اللفظين لكان صحيحا ( كففت ) أي توقفت أوكففت يدك يتعدى ولا يتعدى ( بكفر العشير ) هكذا ضبطناه بكفر بالباء الموحدة الجارة وفيه جواز إطلاق الكفر على كفران الحقوق وإن لم يكن ذلك الشخص كافرا بالله تعالى والعشيير المعاشر كالزوج وغيره ]
(2/626)
( 907 ) وحدثناه محمد بن رافع حدثنا إسحاق ( يعني ابن عيسى ) أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم في هذا الإسناد بمثله غير أنه قال ثم رأيناك تكعكعت
[ ش ( تكعكعت ) أي توقفت وأحجمت قال الهروي وغيره يقال تكعكع الرجل وتكاعى وكع كعوعا إذا أحجم وجبن ]
(2/626)
4 - باب ذكر من قال إنه ركع ثمان ركعات في أربع سجدات
(2/626)
18 - ( 908 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية عن سفيان عن حبيب عن طاوس عن ابن عباس قال
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كسفت الشمس ثمان ركعات في أربع سجدات وعن على مثل ذلك
(2/627)
19 - ( 909 ) وحدثنا محمد بن المثنى وأبو بكر بن خلاد كلاهما عن يحيى القطان قال ابن المثنى حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثنا حبيب عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
Y أنه صلى في كسوف قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأثم ركع ثم سجد قال والأخرى مثلها
(2/627)
5 - باب ذكر النداء بصلاة الكسوف الصلاة جامعة
(2/627)
20 - ( 910 ) حدثني محمد بن رافع حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية ( وهو شيبان النحوى ) عن يحيى عن أبي سلمة عن عبدالله بن عمرو بن العاص ح وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير قال أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن عن خبر عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال
Y لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم نودى بـ ( الصلاة جامعة ) فركع رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلى عن الشمس فقالت عائشة ما ركعت ركوعا قط ولا سجدت سجودا قط كان أطول منه
[ ش ( عمرو بن العاص ) هو معتل العين لامعتل اللام كما يعلم من القاموس ومن شرح الشفا لملا على ( فركع ركعتين في سجدة ) أي ركوعين في ركعة والمراد بالسجدة ركعة ]
(2/627)
21 - ( 911 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا الله حتى يكشف مابكم
[ ش ( يخوف الله بهما ) أي بخسفهما ( منها ) أي من تلك الآيات المخوفة ]
(2/628)
22 - ( 911 ) وحدثنا عبدالله بن معاذ العنبري ويحيى بن حبيب قالا حدثنا معتمر عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إن الشمس والقمر ليس ينكسفان لموت أحد من الناس ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموه فقوموا فصلوا
(2/628)
23 - ( 911 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو أسامة وابن نمير ح وحدثنا إ سحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ووكيع ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان ومروان كلهم عن إسماعيل بهذا الإسناد وفي حديث سفيان ووكيع
Y انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم
(2/628)
24 - ( 912 ) حدثنا أ بو عامر الأشعري عبدالله بن براد ومحمد بن العلاء قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال
Y خسفت الشمس في زمن النبي صلى الله عليه و سلم فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعله في صلاة قط ثم قال إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أ حد ولا لحياته ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده فإ ذا رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره
وفي رواية ابن العلاء كسفت الشمس وقال يخوف عبادة
[ ش ( فافزعوا ) أي التجئوا من عذابه ]
(2/628)
25 - ( 913 ) عبيدالله بن عمر القواريري حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري عن أبي العلاء حيان بن عمير عن عبدالرحمن بن سمرة قال
Y بينما أنا أرمي بأسهمي في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ انكسفت الشمس فنبذتهن وقلت لأنظرن إلى ما يحدث لرسول الله صلى الله عليه و سلم في انكساف الشمس اليوم فانتهيت إليه وهو رافع يديه يدعو ويكبر ويحمد ويهلل حتى جلى عن الشمس فقرأ سورتين وركع ركعتين
[ ش ( فنبذتهن ) أي فألقيت سهامي من يدي وطرحتهن قال الراغب النبذ إلقاء الشيء وطرحه لقلة الإعتداد به ]
(2/629)
26 - ( 913 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى بن عبدالأعلى عن الجريري عن حيان بن عمير عن عبدالرحمن بن سمرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ كسفت الشمس فنبذتها فقلت والله لأنظرن إلى ما حدث لرسول الله صلى الله عليه و سلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه فجعل يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حسر عنها قال فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين
[ ش ( أرتمى ) أي أرمي كما قاله في الرواية الأولى يقال أرمي وأرتمي وأترمى كما قاله في الرواية الأخيرة والارتماء كالترامي بمعنى المراماة قال ابن الأثير يقال رميت بالسهم رميا وارتميت ارتماء وتراميت تراميا وراميت مراماة إذا رميت بالسهام عن القسى وقيل خرجت أرتمي إذا رميت القنص ( حسر عنها ) أي كشف وهو بمعنى قوله في الرواة الأولى جلى عنها ]
(2/629)
27 - ( 913 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح أخبرنا الجريري عن حيان بن عمير عن عبدالرحمن بن سمرة قال
Y بينما أنا أترمى بأسهم لي على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ خسفت الشمس ثم ذكر نحو حديثهما
[ ش ( أترمى ) يقال خرج يترمى إذا خرج يرمي في الغرض ذكره ابن الأثير ]
(2/629)
28 - ( 914 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عبدالرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن عبدالله بن عمر أنه كان يخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آية من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا
(2/630)
29 - ( 915 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير قالا حدثنا مصعب ( وهو ابن المقدام ) حدثنا زائدة حدثنا زياد بن علاقة ( وفي رواية أبي بكر قال قال زياد بن علاقة ) سمعت المغيرة بن شعبة يقول
Y انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات ابراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينكشف
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/630)
11 - كتاب الجنائز
(2/630)
[ ش ( الجنائز ) الجنازة مشتقة من جنز إذا ستر ذكره ابن فارس وغيره المضارع يجنز الجنازة بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح ويقال بالفتح للميت وبالكسر للنعش عليه ميت ويقال عكسه حكاه صاحب المطالع الجمع جنائز بالفتح لا غير ]
(2/630)
1 - باب تلقين الموتى لا إله إلا الله
(2/630)
1 - ( 916 ) وحدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن بشر قال أبو كامل حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عمارة بن غزية حدثنا يحيى بن عمارة قال
Y سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله [ ش ( لقنوا موتاكم ) أي ذكروا من حضره الموت منكم بكلمة التوحد بأن تتلفظوا بها عنده ]
(2/631)
( 916 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال جميعا بهذا الإسناد
(2/631)
2 - ( 917 ) وحدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ح وحدثني عمرو الناقد قالو جميعا حدثنا أبو خالد الأحمر عن يزد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عله وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله
(2/631)
2 - باب ما يقال عند المصيبة
(2/631)
3 - ( 918 ) حدثنا يحييى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل أخبرني سعد بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن ابن سفينة عن أم سلمة أنها قالت
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - إلا أخلف الله له خيرا منها
قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه و سلم
قالت أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت إن لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة
[ ش ( ما أمره الله ) أي في ضمن مدح الصابرين بقوله في سورة البقرة { الذين إذا أصابتهم مصيبة } الخ فإن كل خصلة ممدوحة في الكتاب الكريم تتضمن الأمر بها كما أن المذمومة فيه تقتضي النهي عنها ( اللهم أجرني ) كذا بهمزة واحدة وهو أمر من أجره الله إذا أصابه فهمزة الوصل المجلوبة لصيغة الأمر أسقطت كما أسقطت في نحو فأتنا كراهة توالي المثلين وبابه نصر وضرب فيجوز في الجيم الضم والكسر والأول أكثر قال النووي قال القاضي يقال أجرني بالقصر والمد حكاهما صاحب الأفعال وقال الأصمعي وأكثر أهل اللغة هو مقصور لا يمد ومعنى أجره الله أعطاه أجره وجزاء صبره وهمه في مصيبته ( وأخلف لي ) هو بقطع الهمزة وكسر اللام قال أهل اللغة يقال لمن ذهب له مال أو ولد أو قريب أو شيء يتوقع حصول مثله أخلف الله عليك أي رد عليك مثله فإن ذهب مالا يتوقع مثله بأن ذهب والد أو عم أو أخ لمن لاجد له ولا والد له قيل له خلف الله عليك بغير ألف كأن الله خليفة منه عليك ( أي المسلمين خير من أبي سلمة ) استعظام منها لشأن زوجها وتعجب من أن يكن لها خلف خير منه ( أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أي هو أول أهل بيت هاجر مع عياله فهو أول من هاجر بأهله إلى أرض الحبشة ثم المدينة وكان أخا النبي صلى الله عليه و سلم من الرضاعة وابن عمته ( وأنا غيور ) هو فعول من الغيرة وهي الحمية والأنفة تكون للرجل على امرأته ولها عليه يقال رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى قال النووي يقال امرأة غيرى وغيور ورجل غيور وغيران وقد جاء فعول في صفات المؤنث كثيرا كقولهم امرأة عروس وعروب وضحوك لكثيرة الضحك وعقبة كؤود وأرض صعود وهبوط وحدور وأشباهها ( يذهب بالغيرة ) يقال أذهب الله الشيء وذهب به كقوله تعالى ذهب الله بنورهم ]
(2/631)
4 - ( 918 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن سعد بن سعيد قال أخبرني عمر بن كثير بن أفلح قال سمعت ابن سفينة يحدث أنه سمع أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم تقول
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها
قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم
(2/631)
5 - ( 918 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نميير حدثنا أبي حدثنا سعد بن سعيد أخبرني عمر ( يعني ابن كثير ) عن ابن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثل حديث أبي أسامة وزاد قالت فلما توفي أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ ثم عزم الله لي فقلتها قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( ثم عزم الله لي ) أي خلق لي عزما والعزم عقد القلب على إمضاء الأمر قال تعالى { فإذا عزمت فتوكل على الله } ]
(2/631)
3 - باب ما يقال عند المريض والميت
(2/631)
6 - ( 919 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة قالت فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه و سلم
[ ش ( وأعقبني ) أي بدلني وعوضني منه أي في مقابلته عقبى حسنة أي بدلا صالحا ]
(2/633)
4 - باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر
(2/633)
7 - ( 920 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت
Y دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لاتدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما يقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه
[ ش ( وقد شق بصره ) بفتح الشين ورفع بصره هكذا ضبطناه وهو المشهور وضبطه بعضهم بصره بالنصب وهو صحيح أيضا والشين مفتوحة بلا خلاف قال القاضيي قال صاحب الأفعال يقال شق بصر الميت وشق الميت بصره ومعناه شخص كما في الرواية الأخرى وقال ابن السكيت في الإصلاح والجوهري حكاية عن ابن السكيت يقال شق بصر الميت ولا تقل شق الميت بصره هو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه ( إن الروح إذا قبض تبعه البصر ) معناه إذا خرج الروح من الجسد يتبعه البصر ناظرا أين يذهب وفي الروح لغتان التذكير والتأنيث وهذا الحديث دليل للتذكير وفيه دليل أن الروح أجسام لطيفة متخللة في البدن وتذهب الحياة من الجسد بذهابها ( واخلفه في عقبه في الغابرين ) أي كن خليفة له في ذريته والعقب مؤخر الرجل واستعير للولد وولد الولد وقولهم لاعقب له أي لم يبق له ولد ذكر والغابرين أي الباقين كقوله تعالى إلا امرأته كانت من الغابرين ]
(2/634)
8 - ( 920 ) وحدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا عبيدالله بن الحسن حدثنا خالد الحذاء بهذا الإسناد نحوه غير أنه قال
Y واخلفه في تركته وقال اللهم أوسع له في قبره ولم يقل افسح له
وزاد قال خالد الحذاء ودعوة أخرى سابعة نسيتها
(2/634)
5 - باب في شخوص بصر الميت يتبع نفسه
(2/634)
9 - ( 921 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج عن العلاء بن يعقوب قال أخبرني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره ؟ قالوا بلى قال فذلك حين يتبع بصره نفسه
[ ش ( شخص بصره ) أي ارتفع ولم يرتد ( يتبع بصره نفسه ) المراد بالنفس هنا الروح ]
(2/635)
( 921 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) عن العلاء بهذا الإسناد
(2/635)
6 - باب البكاء على الميت
(2/635)
10 - ( 922 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وإسحاق بن إبراهيم كلهم عن ابن عيينة قال ابن نمير حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن عبيد بن عمير قال قالت أم سلمة
Y لما مات أبو سلمة قلت غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه ؟ مرتين فكففت عن البكاء فلم أبك
[ ش ( غريب وفي أرض غربة ) معناه أنه من أهل مكة ومات بالمدينة ( من الصعيد ) المراد بالصعيد هنا عوالي المدينة وأصل الصعيد ما كان على وجه الأرض ( تسعدني ) أي تساعدني في البكاء والنوح ]
(2/635)
11 - ( 923 ) حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد ( يعني ابن زيد ) عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال
Y كنا عند النبي صلى الله عله وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا لها في الموت فقال للرسول ارجع إليها فأخبرها إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب فعاد الرسول فقال إنها قد أقسمت لتأتينها
قال فقام النبي صلى الله عليه و سلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال له سعد ما هذا ؟ يا رسول الله قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
[ ش ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ) معناه الحث على الصبر والتسليم لقضاء الله تعالى وتقديره إن هذا الذي أخذ منكم كان له لا لكم فلم يأخذ إلا ما هو له فينبغي أن لا تجزعوا كما لا يجزع من استردت منه وديعة أو عارية وقوله صلى الله عليه و سلم وله ما أعطى معناه أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه بل هو سبحانه وتعالى يفعل فيه ما يشاء وقوله صلى الله عليه و سلم وكل شيء عنده بأجل مسمى معناه اصبروا ولا تجزعوا فإن كل من مات فقد انقضى أجله المسمى فمجال تقدمه أو تأخره عنه فإذا علمتم هذا كله فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم ( ونفسه تقعقع ) القعقعة حكاية حركة الشيء يسمع له صوت والشن القربة البالية والمعنى وروحه تضطرب وتتحرك لها صوت وحشرجة كصوت الماء إذا ألقي في القربة البالية ]
(2/635)
( 923 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا ابن فضيل ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية جميعا عن عاصم الأحول بهذا الإسناد غير أن حديث حماد أتم وأطول
(2/635)
12 - ( 924 ) حدثنا يونس بن عبدالأعلى الصدفي وعمرو بن سواد العامري قالا أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن الحارث الأنصاري عن عبدالله بن عمر قال
Y اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم يعوده مع عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود فلما دخل عليه وجده في غشية فقال أقد قضى ؟ قالوا لا يا رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بكوا فقال ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا ( وأشار إلى لسانه ) أو يرحم
[ ش ( شكوى له ) الشكوى هنا المرض يعني مرض سعد بن عبادة مرضا حاصلا له ( غشية ) هو بفتح الغين وكسر الشين وتشديد الياء قال القاضي هكذا رواية الأكثرين قال وضبطها بعضهم بإسكان الشين وتخفيف الياء وفي رواية البخاري في غاشية وكله صحيح وفيه قولان أحدهما من يغشاه من أهله والثاني ما يغشاه من كرب الموت ]
(2/636)
7 - باب في عيادة المرضى
(2/636)
13 - ( 925 ) وحدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل ( وهو ابن جعفر ) عن عمارة ( يعني ابن غزية ) عن سعيد بن الحارث بن المعلى عن عبدالله بن عمر أنه قال
Y كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أخا الأنصار كيف أخي سعد بن عبادة ؟ فقال صالح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يعوده منكم ؟ فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في تلك السباخ حتى جئناه فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه الذين معه
[ ش ( السباخ ) هي جمع سبخة ككلبة مخفف سبخة ككلمة وهي كما في النهاية الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر ]
(2/637)
8 - باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى
(2/637)
14 - ( 926 ) حدثنا محمد بن بشار العبدي حدثنا محمد ( يعني ابن جعفر ) حدثنا شعبة عن ثابت قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y الصبر عند الصدمة الأولى
[ ش ( الصبر عند الصدمة الأولى ) معناه الصبر الكامل الذي يترتب عليه الأجر الجزيل لكثرة المشقة فيه وأصل الصدم الضرب في شيء صلب ثم استعمل مجازا في كل مكروه حصل بغتة ]
(2/637)
15 - ( 926 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا شعبة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى على امرأة تبكي على صبي لها فقال لها اتقي الله واصبري فقالت وما تبالي بمصيبتي فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذها مثل الموت فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين فقالت يا رسول الله لم أعرفك فقال إنما الصبر عند أول صدمة أو قال عند أول الصدمة
[ ش ( وما تبالي بمصيبتي ) يقال باليته وباليت به أي ما تكثرت ]
(2/637)
( 926 ) وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد ( يعني ابن الحارث ) ح وحدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا عبدالملك بن عمرو ح وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبدالصمد قالوا جميعا حدثنا شعبة بهذا الإسناد نحو حديث عثمان بن عمر بقصته وفي حديث عبدالصمد مر النبي صلى الله عليه و سلم بامرأة عند قبر
(2/637)
9 - باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه
(2/637)
16 - ( 927 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير جميعا عن ابن بشير قال أبو بكر حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال حدثنا نافع عن عبدالله
Y أن حفصة بكت على عمر فقال مهلا يا بنية ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ؟
[ ش ( إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) وفي رواية ببعض بكاءأهله عليه وفي رواية ببكاء الحي وفي رواية يعذب في قبره بما نيح عليه وفي رواية من يبك عليه يعذب قال إمام النووى وهذه الروايات من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبدالله رضي الله عنهما وأنكرت عائشة ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه عليهما وأنكرت أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم قال ذلك واحتجت بقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى قالت وإنما قال النبي صلى الله عليه و سلم في يهودية إنها تعذب وهم يبكون عليها يعني تعذب بكفرها في حال بكاء أهلها لا بسبب البكاء واختلف العلماء في هذه الأحاديث فتأولها الجمهور على من وصى بأن يبكى عله ويناح بعد موته فنفذت وصيته فهذا يعذب ببكاء أهله عليه ونوحهم لأنه بسبه ومنسوب إليه قالوا فأما من بكى عليه أهله وناحوا من غير وصية منه فلا يعذب لقول الله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى قالوا وكان من عادة العرب الوصية بذلك ومنه قول طرفة بن العبد
إذا مت فانعينى بما أنا أهله ... وشقي على الحبيب يا ابنة معبد
قالوا فخرج الحديث مطلقا حملا على ما كان معتادا لهم وقالت طائفة هو محمول على من أوصى بالبكاء والنوح أولم يوص يتركهما فمن أوص بهما أوأهمل الوصية بتركهما يعذب بهما لتفريطه بإهمال الوصية بتركهما فأما من وصى بتركهما فلا يعذب بهما إذا لا صنع له فيهما ولا تفريط منه وحاصل هذا القول إيجاب الوصية بتركهما ومن أهملها عذب بهما
وقالت طائفة معنى الأحاديث أنهم كانوا ينوحون على الميت ويندبونه بتعديد شمائله ومحاسنه في زعمه وتلك الشمائل قبائح في الشرع يعذب بها كما كانوا يقولون يامرمل النسوان ومخرب العمران ومفرق الأخدان ونحو ذلك مما يرونه شجاعة وفخرا وهو حرام شرعا
وقالت طائفة معناه أنه يعذب بسماعه بكاء أهله ويرق لهم وإلى هذا ذهب محمد بن جرير الطبري وغيره وقال القاضي عياض وهو أولى الأقوال واحتجوا بحديث فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم زجر امرأة عن البكاء على أبيها وقال إن أحدكم إذا بكى استعبرله صويحبه فيا عباد الله لاتعذبوا إخوانكم وقالت عائشة رضي الله عنها معنى الحديث أن الكافر أو غيره من أصحاب الذنوب يعذب في حال بكاء أهله عليه بذنبه لا ببكائهم والصحيح من هذه الأقوال ما قدمناه عن الجمهور وأجمعوا على اختلاف مذاهبهم على أن المراد بالبكاء هنا البكاء بصوت ونياحة لامجرد دمع العين ]
(2/638)
17 - ( 927 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y الميت يعذب في قبره بما نيح عليه
(2/638)
( 927 ) وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y الميت يعذب في قبره بما نيح عليه
(2/638)
18 - ( 927 ) وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر قال
Y لما طعن عمر أغمي عليه فصيح عليه فلما أفاق قال أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الميت ليعذب ببكاء الحي ؟
(2/638)
19 - ( 927 ) حدثني علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي بردة عن أبيه قال
Y لما أصيب عمر جعل صهيب يقول وا أخاه فقال له عمر يا صهيب أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي ؟
(2/638)
20 - ( 927 ) وحدثني علي بن حجر أخبرنا شعيب بن صفوان أبو يحيى عن عبدالملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى قال
Y لما أصيب عمر أقبل صهيب من منزله حتى دخل على عمر فقام بحياله يبكي فقال عمر علام تبكي ؟ أعلى تبكي ؟ قال إي والله لعليك أبكي يا أمير المؤمنين قال والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من يبكى عليه يعذب قال فذكرت ذلك لموسى بن طلحة فقال كانت عائشة تقول إنما كان أولئك اليهود
[ ش ( بحياله ) أي حذائه وعنده ( من يبكي ) هكذا هو في الأصول يبكي بالياء وهو صحيح ويكون من بمعنى الذي ويجوز على لغة أن تكون شرطية وتثبت الياء ومنه قول الشاعر ألم يأتيك والإنباء تنمى ]
(2/638)
21 - ( 927 ) وحدثني عمرو الناقد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
Y أن عمر بن الخطاب لما طعن عولت عليه حفصة فقال يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المعول عليه يعذب ؟ وعول عليه صهيب فقال عمر يا صهيب أما علمت أن المعول عليه يعذب ؟
[ ش ( المعول عليه يعذب ) قال محققوا أهل اللغة يقال عول عليه وأعول لغتان وهو البكاء بصوت وقال بعضهم لا يقال إلا أعول وهذا الحديث يرد عليه ]
(2/638)
22 - ( 928 ) حدثنا داود بن رشيد حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب عن عبدالله بن أبي مليكة قال
Y كنت جالسا إلى جنب ابن عمر ونحن ننتظر جنازة أم أبان بنت عثمان وعنده عمرو بن عثمان فجاء ابن عباس يقوده قائد فأراه أخبره بمكان ابن عمر فجاء حتى جلس إلى جنبي فكنت بينهما فإذا صوت من الدار فقال ابن عمر ( كأنه يعرض على عمرو أن يقوم فينهاهم ) سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الميت ليعذب ببكاء أهله قال فأرسلها عبدالله مرسلة
[ ش ( فأراه أخبره بمكان ابن عمر ) أي فأظن قائد ابن عباس أخبره بمكان ابن عمر ( فأرسلها عبدالله مرسلة ) معناه أن ابن عمر أطلق في روايته تعذيب الميت ببكاء الحي ولم يقيده بيهودي كما قيدته عائشة ولا بوصية كما قيده آخرون ولا قال ببعض بكاء أهله كما رواه أبوه عمر رضي الله عنهما ]
(2/640)
( 927 ) فقال ابن عباس
Y كنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حتى إذا كان بالبيداء إذا هو برجل نازل في شجرة فقال لي اذهب فاعلم لي من ذاك الرجل فذهبت فإذا هو صهيب فرجعت إليه فقلت إنك أمرتني أن أعلم لك من ذلك وإنه صهيب قال مره فليلحق بنا فقلت إن معه أهله قال وإن كان معه أهله ( وربما قال أيوب مره فليلحق بنا ) فلما قدمنا لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب فجاء صهيب يقول وأخاه واصاحباه فقال عمر ألم تعلم أو لم تسمع ( قال أيوب أو قال أولم تعلم أولم تسمع ) أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله قال فأما عبدالله فأرسلها مرسلة وأما عمر فقال ببعض
[ ش ( البيداء ) المفازة لا شيء بها وهنا اسم موضع بين مكة والمدينة ]
(2/640)
( 929 ) فقمت فدخلت علي عائشة فحدثتها بما قال ابن عمر فقالت لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قط إن الميت يعذب ببكاء أحد ولكنه قال إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا وإن الله لهو أضحك وأبكى ولا تزر وازرة وزر أخرى
قال أيوب قال ابن أبي مليكة حدثني القاسم بن محمد قال لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبني ولكن السمع يخطئ
(2/641)
23 - ( 928 ) حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عبدالله بن أبي مليكة قال
Y توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة قال فجئنا لنشهدها قال فحضرها ابن عمر وابن عباس قال وإن لجالس بينهما قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخرى فجلس إلى جنبي فقال عبدالله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه ألا تنهى عن البكاء ؟ فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه
(2/641)
( 927 ) فقال ابن عباس
Y قد كان عمر يقول بعض ذلك ثم حدث فقال صدرت مع عمر من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل شجرة فقال إذهب فانظر من هؤلاء الركب ؟ فنظرت فإذا هو صهيب قال فأخبرته فقال ادعه لي قال فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه واصاحباه فقال عمر يا صهيب أتبكي علي ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه
(2/641)
( 929 ) فقال ابن عباس
Y فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت يرحم الله عمر لا والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد ولكن قال إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه قال وقالت عائشة حسبكم القرآن { ولا تزر وازرة وزر آخرى } [ 35 / فاطر / الآية 18 ] قال وقال ابن عباس عند ذلك والله أضحك وأبكى قال ابن أبي مليكة فوالله ما قال ابن عمر من شيء
[ ش ( والله أضحك وأبكي ) يعني أن العبرة لا يملكها ابن آدم ولا تسبب له فيها فكيف يعاقب عليها فضلا عن الميت ]
(2/641)
( 929 ) وحدثنا عبدالرحمن بن بشر حدثنا سفيان قال عمرو عن ابن أبي مليكة
Y كنا في جنازة أم أبان بنت عثمان وساق الحديث ولم ينص رفع الحديث عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم كما نصه أيوب وابن جريج وحديثهما أتم من حديث عمرو
(2/641)
24 - ( 930 ) وحدثني حرملة بن يحيى حدثنا عبدالله بن وهب حدثني عمر بن محمد أن سالما حدثه عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إن الميت يعذب ببكاء الحي
(2/642)
25 - ( 931 ) وحدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني جميعا عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال
Y ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت رحم الله أبا عبدالرحمن سمع شيئا فلم يحفظه إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه و سلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال أنتم تبكون وإنه ليعذب
(2/642)
26 - ( 932 ) حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال ذكر عند عائشة أن ابن عمر يرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم
Y إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله عليه فقالت وهل إنما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام على القليب يوم بدر وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم ما قال إنهم ليسمعون ما أقول وقد وهل إنما قال إنهم ليعلمون أن ماكنت أقول لهم حق ثم قرأت { إنك لا تسمع الموتى } [ 27 / النمل / الآية 80 ] { وما أنت بمسمع من في القبور } [ 35 / فاطر / الآية 22 ] يقول حين تبوؤا مقاعدهم من النار
[ ش ( وهل ) بفتح الواو وفتح الهاء وكسرها أي غلط ونسي ( القليب ) يعني قليب بدر وهو حفرة رميت فيها جيف كفار قريش المقتولين ببدر وفسر بالبئر العادية القديمة ولفظه مذكر ليس كلفظ البئر ولذا قال وفيه قتلى بدر والقتلى جمع قتيل ( فقال لهم ما قال ) هو قوله هل وجدتم ما وعدتم ( حين تبوؤا مقاعدهم من النار ) أي اتخذوا منازل منها ونزلوها ]
(2/643)
( 932 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة بهذا الإسناد بمعنى حديث أبي أسامة وحديث أبي أسامة أتم
(2/643)
27 - ( 932 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن عبدالله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة بنت عبدالرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبدالله بن عمر يقول
Y إن الميت ليعذب ببكاء الحي فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبدالرحمن أما أنه لم يكذب ولكنه نسى أو أخطأ إنما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على يهودية يبكى عليها فقال إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها
(2/643)
28 - ( 933 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد الطائي ومحمد بن قيس عن علي بن ربيعة قال
Y أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب فقال المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة
(2/643)
( 933 ) وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر أخبرنا محمد بن قيس الأسدي عن علي بن ربيعة الأسدي عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
(2/643)
( 933 ) وحدثناه ابن أبي عمر حدثنا مروان ( يعني الفزاري ) حدثنا سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
(2/643)
10 - باب التشديد في النياحة
(2/643)
29 - ( 934 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد ح وحدثني إسحاق بن منصور ( واللفظ له ) أخبرنا حبان بن هلال حدثنا أبان حدثنا يحيى أن زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه أن أبا مالك الأشعري حدثه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب
[ ش ( أربع ) أي خصال أربع كائنة في أمتي من أمور الجاهلية ( لا يتركونهن ) أي كل الترك إن تتركه طائفة يفعله آخرون ( والاستسقاء بالنجوكم ) يعني اعتقادهم نزول المطر بسقوط نجم في المغرب مع الفجر وطلوع آخر يقابله من المشرق كما كانوا يقولون مطرنا بنوء كذا ( ودرع من جرب ) يعني يسلط على أعضائها الجرب والحكة بحيث يغطي بدنها تغطية الدرع وهو القميص ]
(2/644)
30 - ( 935 ) وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر قال المثنى حدثنا عبدالوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرتني عمرة أنها سمعت عائشة تقول
Y لما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل ابن الحارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف فيه الحزن قالت وأنا أنظر من صائر الباب ( شق الباب ) فأتاه رجل فقال يا رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكائهن فأمره أن يذهب فينهاهن فذهب فأتاه فذكر أنهن لم يطعنه فأمره الثانية أن يذهب فينهاهن فذهب ثم أتاه فقال والله لقد غلبنا يا رسول الله قالت فزعمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اذهب فاحث في أفواههن من التراب قالت عائشة فقلت أرغم الله أنفك والله ما تفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه و سلم وما تركت رسول الله صلى الله عليه و سلم من العناء
[ ش ( لما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل الخ ) أي لما جاءهم خبر شهادتهم ( صائر الباب شق الباب ) هكذا هم في روايات البخاري ومسلم صائر الباب شق الباب وشق الباب تفسير لصائر وقال بعضهم لا يقال صائر وإنما هو صير بكسر الصاد وسكون الياء ( إن نساء جعفر ) خبر إن محذوف بدلالة الحال يعني أن نساء جعفر فعلن كذا وكذا ( قالت فزعمت ) أي قالت عمرة فزعمت عائشة ( فاحث في أفواههن من التراب ) يقال حثا يحثو وحثى يحثي لغتان والمعنى أرم في أفواههن التراب والأمر بذلك مبالغة في إنكار البكاء ومنعهن منه ( أرغم الله أنفك ) أي ألصقك بالرغام وهو التراب أي أذلك الله فإنك آذيت رسوله وما كففتهن عن البكاء ( ما نفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه و سلم ) معناه إنك قاصر لا تقوم بما أمرت به من الإنكار لنقصك وتقصيرك تخبر النبي صلى الله عليه و سلم بقصورك عن ذلك حتى يرسل غيرك ويستريح من العناء والعناء المشقة والتعب ]
(2/644)
( 935 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثني أبو الطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرنا عبدالله ابن وهب عن معاوية بن صالح ح وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبدالصمد حدثنا عبدالعزيز ( يعني ابن مسلم ) كلهم عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد نحوه وفي حديث عبدالعزيز وما تركت رسول الله صلى الله عليه و سلم من العي
[ ش ( من العي ) هكذا هو في معظم نسخ بلادنا هنا العي أي التعب وهو بمعنى العناء السابق في الرواية الأولى ]
(2/644)
31 - ( 936 ) حدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد حدثنا أيوب عن محمد عن أم عطية قالت
Y أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مع البيعة ألا ننوح فما وفت منا امرأة إلا خمس أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ
[ ش ( فما وفت منا امرأة إلا الخمس ) قال القاضي معناه لم يف ممن بايع مع أم عطية رضي الله عنها في الوقت الذي بايعت فيه من النسوة إلا الخمس لا أنه لم يترك النياحة من المسلمات غير خمس ]
(2/645)
32 - ( 936 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أسباط حدثنا هشام عن حفصة عن أم عطية قالت
Y أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيعة ألا تنحن فما وفت منا غير خمس منهن أم سليم
(2/645)
33 - ( 936 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن أبي معاوية قال زهير حدثنا محمد بن حازم حدثنا عاصم عن حفصة عن أم عطية قالت
Y لما نزلت هذه الآية { يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يعصينك في معروف } [ 60 / الممتحنة / الآية 12 ] قالت كان منه النياحة قالت فقلت يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية لا بد لي من أن أسعدهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا آل فلان
(2/645)
11 - باب نهي النساء عن اتباع الجنائز
(2/645)
34 - ( 938 ) حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية أخبرنا أيوب عن محمد بن سيرين قال قالت أم عطية
Y كنا ننهى عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا
(2/646)
35 - ( 938 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن هشام عن حفصة عن أم عطية قالت
Y نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا
(2/646)
12 - باب في غسل الميت
(2/646)
36 - ( 939 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أم عطية قالت
Y دخل علينا النبي صلى الله عليه و سلم ونحن نغسل ابنته فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذننى فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فقال أشعرنها إياه
[ ش ( في الآخرة ) أي في الغسلة الآخيرة ( فآذننى ) أي أعلمننى ( حقوه ) بفتح الحاء وكسرها لغتان يعني إزاره وأصل الحقو معقد الإزار وجمعه أحق وحقى وسمي به الإزار مجازا لأنه يشد فيه ( أشعرنها إياه ) أي اجعلنه شعارا لها وهو الثوب الذي يلي الجسد سمي شعارا لأنه يلي شعر الجسد والحكمة في إشعارها به تبريكها به ]
(2/646)
37 - ( 939 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن أيوب عن محمد بن سيرين عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت
Y مشطناها ثلاثة قرون
[ ش ( مشطناها ثلاثة قرون ) أي ثلاثة ضفائر جعلنا قرنيها وناصيتها ضفيرة والمراد بالقرنين جانبا الرأس ومشطناها أي سرحنا شعرها بالمشط ]
(2/646)
38 - ( 939 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس ح وحدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا حماد ح وحدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية كلهم عن أيوب عن محمد عن أم عطية قالت
Y توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه و سلم وفي حديث ابن علية قالت أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نغسل ابنته وفي حديث مالك قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم حين توفيت ابنته بمثل حديث يزيد بن زريع عن أيوب عن محمد عن أم عطية
(2/646)
39 - ( 939 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن أيوب عن حفصة عن أم عطية بنحوه غير أنه قال
Y ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك فقالت حفصة عن أم عطية وجعلنا رأسها ثلاثة قرون
(2/646)
( 939 ) وحدثني يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية وأخبرنا أيوب قال وقالت حفصة عن أم عطية قالت
Y اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا قال وقالت أم عطية مشطناها ثلاثة قرون
(2/646)
40 - ( 939 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن أبي معاوية قال عمرو حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية حدثنا عاصم الأحوال عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت
Y لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا واجعلن في الخامسة كافورا أو شيئا من كافور فإذا غسلتنها فأعلمننى قالت فأعلمناه فأعطانا حقوه وقال أشعرنها إياه
(2/646)
41 - ( 939 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت
Y أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نغسل إحدى بناته فقال اغسلنها وترا خمسا أو أكثر من ذلك بنحو حديث أيوب وعاصم وقال في الحديث قالت فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث قرنيها وناصيتها
[ ش ( ثلاثة أثلاث ) أي جعلنا شعرها أثلاثا وجعلنا كل ثلث ضفيرة فحصلت ثلاث ضفائر ضفيرتان منها قرناها وضفيرة ناصيتها ]
(2/646)
42 - ( 939 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن خالد عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y حيث أمرها أن تغسل ابنته قال لها ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها
(2/646)
43 - ( 939 ) حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلهم عن ابن علية قال أبو بكر حدثنا اسماعيل بن علية عن خالد عن حفصة عن أم عطية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لهن في غسل ابنته
Y ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها
(2/646)
13 - باب في كفن الميت
(2/646)
44 - ( 940 ) وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير وأبو كريب ( واللفظ ليحيى ) ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا أبو معاوية ) عن الأعمش عن شقيق عن خباب بن الأرت قال
Y هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبيل الله نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة فكنا إذا وضعناها على رأسه خرجت رجلاه وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها
[ ش ( فوجب أجرنا على الله ) معناه وجوب إنجاز وعد بالشرع لا وجوب العقل ( لم يأكل من أجره شيئا ) معناه لم توسع عليه الدنيا ولم يعجل له شيء من جزاء عمله ( إلا نمرة ) النمرة شملة فيها خطوط بيض وسود أو بردة من صوف تلبسها الأعراب ( الإذخر ) هو حشيش معروف طيب الرائحة ( ومنا من أينعت ثمرته ) أي أدركت ونضجت يقال ينع الثمر وأينع ينعا وينوعا فهو يانع ( فهو يهدبها ) أي يجتنبها وهذا استعارة لما فتح عليهم من الدنيا ]
(2/649)
( 940 ) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا على بن مسهر ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر جميعا عن ابن عيينة عن الأعمش بهذا الإسناد نحوه
(2/649)
45 - ( 941 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( واللفظ ليحيى ) ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية ) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
Y كفن رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاث أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة أما الحلة فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها فتركت الحلة وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية فأخذها عبدالله بن أبي بكر فقال لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسي ثم قال لو رضيها الله عز و جل لنبيه لكفنه فيها فباعها وتصدق بثمنها
[ ش ( سحولية ) بفتح السين وضمها والفتح أشهر وهو رواية الأكثرين قال ابن الأعرابي وغيره هي ثياب بيض نقية لا تكون إلا من القطن وقال آخرون هي منسوبة إلى سحول مدينة باليمن تحمل منها هذه الثياب ( من كرسف ) الكرسف القطن ( ليس فيها قميص ولا عمامة ) معناه لم يكفن في قميص ولا عمامة وإنما كفن في ثلاثة أثواب غيرهما ولم يكن مع الثلاثة شيء آخر ( أما الحلة ) قال ابن الأثير الحلة واحدة الحلل وهي برود اليمن ولا تسمى حلة إلا أن تكون ثوبين ( إزار ورداء ) من جنس واحد ]
(2/649)
46 - ( 941 ) وحدثني علي بن حجر السعدي أخبرنا علي بن مسهر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
Y أدرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في حلة يمنيه كانت لعبدالله بن أبي بكر ثم نزعت عنه وكفن في ثلاثة أثواب سحول يمانية ليس فيها عمامة ولا قميص فرفع عبدالله الحلة فقال أكفن فيها ثم قال لم يكفن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وأكفن فيها فتصدق بها
[ ش ( سحول يمانية ) هكذا هو في جميع الأصول سحول أما يمانية فبتخفيف الياء على اللغة الفصيحة المشهورة وسحول بضم السين وفتحها والضم أشهر والسحول جمع سحل وهو ثوب القطن ]
(2/649)
( 941 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وابن عيينة وابن إدريس وعبدة ووكيع ح وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا عبدالعزيز بن محمد كلهم عن هشام بهذا الإسناد وليس في حديثهم قصة عبدالله بن أبي بكر
(2/649)
47 - ( 941 ) وحدثني ابن أبي عمر حدثنا عبدالعزيز عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة أنه قال
Y سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقلت لها في كم كفن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالت في ثلاثة أثواب سحولية
(2/649)
14 - باب تسجية الميت
(2/649)
48 - ( 942 ) وحدثنا زهير بن حرب وحسن الحلواني وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرني وقال الآخران حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن أبا سلمة بن عبدالرحمن أخبره أن عائشة أم المؤمنين قالت
Y سجي رسول الله صلى الله عليه و سلم حين مات بثوب حبرة
[ ش ( سجى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين مات بثوب حبرة ) معناه غطى جميع بدنه وحبرة ضرب من برود اليمن ]
(2/651)
( 942 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر ح وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري بهذا الإسناد سواء
(2/651)
15 - باب في تحسين كفن الميت
(2/651)
49 - ( 943 ) حدثنا هارون بن عبدالله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يحدث
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل وقبر ليلا فزجر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك وقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه
[ ش ( في كفن غير طائل ) أي حقير غير كامل الستر ( وقبر ليلا ) أي دفن ]
(2/651)
16 - باب الإسراع بالجنازة
(2/651)
50 - ( 944 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير ( لعله قال ) تقدمونها عليه وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم
(2/651)
( 944 ) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبدالرزاق أخبرنا معمر ح وحدثنا يحيى بن حبيب حدثنا روح بن عبادة حدثنا محمد بن أبي حفصة كلاهما عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم غير أن في حديث معمر قال لا أعلمه إلا رفع الحديث
(2/651)
51 - ( 944 ) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى وهارون بن سعيد الأيلي ( قال هارون حدثنا وقال الآخران أخبرنا ابن وهب ) أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y أسرعوا بالجنازة فإن كانت صالحة قربتموها إلى الخير وإن كانت غير ذلك كان شرا تضعونه عن رقابكم
(2/651)
17 - باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها
(2/651)
52 - ( 945 ) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى وهارون بن سعيد الأيلي ( واللفظ لهارون وحرملة ) ( قال هارون حدثنا وقال الآخران أخبرنا ابن وهب ) أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عبدالرحمن بن هرمز الأعرج أنا أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان ؟ قال مثل الجبلين العظيمين
انتهى حديث أبي الطاهر وزاد الآخران قال ابن شهاب قال سالم بن عبدالله بن عمر وكان ابن عمر يصلي عليها ثم ينصرف فلما بلغه حديث أبي هريرة قال لقد ضيعنا قراريط كثيرة
(2/652)
( 945 ) حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى ح وحدثنا ابن رافع وعبد بن حميد عن عبدالرزاق كلاهما عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم إلى قوله الجبلين العظيمين ولم يذكرا ما بعده وفي حديث عبدالأعلى حتى يفرغ منها وفي حديث عبدالرزاق حتى توضع في اللحد
(2/652)
( 945 ) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال حدثني رجال عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل حديث معمر وقال
Y ومن اتبعها حتى تدفن
(2/652)
53 - ( 945 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثني سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط فإن تبعها فله قيراطان قيل وما القيراطان ؟ قال أصغرهما مثل أحد
(2/652)
55 - ( 945 ) حدثني شيبان بن فروخ حدثنا جرير ( يعني ابن حازم ) حدثنا نافع قال قيل لابن عمر إن أبا هريرة يقول يا أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y من تبع جنازة فله قيراط من الأجر فقال ابن عمر أكثر علينا أبو هريرة فبعث إلى عائشة فسألها فصدقت أبا هريرة فقال ابن عمر لقد فرطنا في قراريط كثيرة
(2/652)
56 - ( 945 ) وحدثني محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا عبدالله بن يزيد حدثني حيوة حدثني أبو صخر عن يزيد بن عبدالله بن قسيط أنه حدثه أن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص حدثه عن أبيه
Y أنه كان قاعدا عند عبدالله بن عمر إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال يا عبدالله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة ؟ إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد ؟ فأرسل ابن عمر خبابا إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع إليه فيخبره ما قالت وأخذ ابن عمر قبضة من حصباء المسجد يقلبها في يده حتى رجع إليه الرسول فقال قالت عائشة صدق أبو هريرة فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض ثم قال لقد فرطنا في قراريط كثيرة
[ ش ( وأخذ ابن عمر قبضة من حصباء المسجد وقال في آخره فضرب ابن عمر بالحصى ) هكذا ضبطناه الأول حصباء والثاني بالحصى جمع حصاة وهكذا هو في معظم الأصول والحصباء هو الحصى ]
(2/652)
57 - ( 946 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى ( يعني ابن سعيد ) حدثنا شعبة حدثني قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y من صلى على جنازة فله قيراط فإن شهد دفنها فله قيراطان القيراط مثل أحد
(2/654)
( 946 ) وحدثني ابن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي قال وحدثنا ابن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا أبان كلهم عن قتادة بهذا الإسناد مثله وفي حديث سعيد وهشام
Y سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن القيراط ؟ فقال مثل أحد
(2/654)
18 - باب من صلى عليه مائة شفعا فيه
(2/654)
58 - ( 947 ) حدثنا الحسن بن عيسى حدثنا ابن المبارك أخبرنا سلام بن أبي مطيع عن أيوب عن أبي قلابة عن عبدالله بن يزيد رضيع عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه
قال فحدثت به شعيب بن الحبحاب فقال حدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ش ( فحدثت به شعيب ) القائل فحدثت به الخ هو سلام بن أبي المطيع الراوي أولا عن أيوب هكذا بينه النسائي في روايته ]
(2/654)
19 - باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه
(2/654)
59 - ( 948 ) حدثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي والوليد بن شجاع السكوني ( قال الوليد حدثني قال الآخران حدثنا ابن وهب ) أخبرني أبو صخر عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر عن كريب مولى ابن عباس عن عبدالله بن عباس
Y أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأخبرته فقال تقول هم أربعون ؟ قال نعم قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله عليه وسلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه
وفي رواية ابن معروف عن شريك ابن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس
[ ش ( بقديد أو بعسفان ) شك من الراوي وقديد وعسفان موضعان بين الحرمين ]
(2/655)
20 - باب فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى
(2/655)
60 - ( 949 ) وحدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعلي بن حجر السعدي كلهم عن ابن علية ( واللفظ ليحيى ) قال حدثنا ابن علية أخبرنا عبدالعزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال
Y مر بجنازة فأثنى عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثنى عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم وجبت وجبت وجبت قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثنى عليها خيرا فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثنى عليها شرا فقلت وجبت وجبت وجبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض
[ ش ( فأثنى عليها خيرا فأثنى عليها شرا ) هكذا هو في بعض الأصول خيرا وشرا بالنصب وهو منصوب بإسقاط الجار أي فأثنى بخير وبشر وفي بعضها مرفوع ومعنى الإثناء هو الوصف يستعمل في الخير والشر والاسم الثناء قال في المصباح يقال أثنيت عليه خيرا وبخير وأثنيت عليه شرا وبشر لأنه بمعنى وصفته ]
(2/655)
( 949 ) وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد ( يعني ابن زيد ) ح وحدثني يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان كلاهما عن ثابت عن أنس قال
Y مر على النبي صلى الله عليه و سلم بجنازة فذكر بمعنى حديث عبدالعزيز عن أنس غير أن حديث عبدالعزيز أتم
(2/655)
21 - باب ما جاء في مستريح ومستراح منه
(2/655)
61 - ( 950 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدث
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر عليه بجنازة فقال مستريح ومستراح منه قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه فقال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب
(2/656)
( 950 ) وحدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق جميعا عن عبدالله بن سعيد بن أبي هند عن محمد بن عمرو عن ابن لكعب بن مالك عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم وفي حديث يحيى ابن سعيد يستريح من أذى الدنيا ونصبها إلى رحمة الله
(2/656)
22 - باب في التكبير على الجنازة
(2/656)
62 - ( 951 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات
[ ش ( نعى للناس النجاشي ) أي أخبرهم بموته يقال نعى الميت ينعاه نعيا إذا أذاع موته وأخبر به والنجاشي لقب ملك الحبشة قال ابن الأثير الياء مشددة وقيل الصواب تخفيفها ]
(2/656)
63 - ( 951 ) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن أنهما حدثاه عن أبي هريرة أنه قال
Y نعى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه فقال استغفروا لأخيكم
قال ابن شهاب وحدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صف بهم بالمصلى فصلى فكبر عليه أربع تكبيرات
(2/656)
( 951 ) وحدثني عمرو الناقد وحس الحلواني وعبد بن حميد قالوا حدثنا يعقوب ( وهو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب كرواية عقيل بالإسنادين جميعا
(2/656)
64 - ( 952 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن سليم بن حيان قال حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبدالله
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على أصحمة النجاشي فكبر عليه أربعا
(2/657)
65 - ( 952 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن جابر بن عبدالله قال قال سول الله صلى الله عليه و سلم
Y مات اليوم عبد لله صالح أصحمة فقام فأمنا وصلى عليه
(2/657)
66 - ( 952 ) حدثنا محمد بن عبيد الغبري حدثنا حماد عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله ح وحدثنا يحيى بن أيوب ( واللفظ له ) حدثنا ابن علية حدثنا أيوب عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن أخاكم قد مات فقوموا فصلوا عليه قال فقمنا فصفنا صفين
(2/657)
67 - ( 953 ) وحدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر قالا حدثنا اسماعيل ح وحدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن أخا لكم قد مات فقوموا فصلوا عليه يعني النجاشي وفي رواية زهير إن أخاكم
(2/657)
23 - باب الصلاة على القبر
(2/657)
68 - ( 954 ) حدثنا حسن بن الربيع ومحمد بن عبدالله بن نمير قالا حدثنا عبدالله بن إدريس عن الشيباني عن الشعبي
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على قبر بعد ما دفن فكبر عليه أربعا
قال الشيباني فقلت للشعبي من حدثك بهذا ؟ قال الثقة عبدالله بن عباس هذا لفظ حديث حسن وفي رواية ابن نمير قال انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قبر رطب فصلى عليه وصفوا خلفه وكبر أربعا قلت لعامر من حدثك ؟ قال الثقة من شهده ابن عباس
[ ش ( إلى قبر رطب ) أي جديد وترابه رطب بعد لم تطل مدته فبيس ( الثقة ) أي الموثوق به وهو فاعل فعل مقدر دل عليه السؤال أي حدثني الثقة وما بعده بدل وعطف بيان ]
(2/658)
( 954 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم ح وحدثنا حسن بن الربيع وأبو كامل قالا حدثنا عبدالواحد بن زياد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثني محمد بن حاتم حدثنا وكيع حدثنا سفيان ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة كل هؤلاء عن الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله وليس في حديث أحد منهم أن النبي صلى الله عليه و سلم كبر عليه أربعا
(2/658)
69 - ( 954 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وهارون بن عبدالله جميعا عن وهب بن جرير عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد ح وحدثني أبو غسان محمد بن عمرو الرازي حدثنا يحيى بن الضريس حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي حصين كلاهما عن الشعبي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
في صلاته على القبر نحو حديث الشيباني ليس في حديثهم وكبر أربعا
(2/658)
70 - ( 955 ) وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي حدثنا غندر حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى على قبر
(2/659)
71 - ( 956 ) وحدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ( واللفظ لأبي كامل ) قالا حدثنا حماد ( وهو ابن زيد ) عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة
Y أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ( أو شابا ) ففقدها رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأل عنها ( أو عنه ) فقالوا مات قال
أفلا كنتم آذنتمونى
قال فكأنهم صغروا أمرها ( أوأمره ) فقال دلوني على قبرها فدلوه فصلى عليها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز و جل ينورها لهم بصلاتي عليهم
[ ش ( تقم المسجد ) أي تكنسه والقمامة الكناسة والمقمة المكنسة ( آذنتموني ) أي أعلمتموني ]
(2/659)
72 - ( 957 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالوا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ( وقال أبو بكر عن شعبة ) عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال
Y كان زيد يكبر على جنائزنا أربعا وإنه كبر على جنازة خمسا فسألته فقال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكبرها
(2/659)
24 - باب القيام للجنازة
(2/659)
73 - ( 958 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن نمير قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع
[ ش ( تخلفكم ) أي تصيرون وراءها غائبين عنها ( أو توضع ) أي عن أعناق الرجال أو توضع في القبر ]
(2/659)
74 - ( 958 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث ح وحدثني حرملة أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس جميعا عن ابن شهاب بهذا الإسناد وفي حديث يونس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى تخلفه أو توضع من قبل أن تخلفه
(2/659)
75 - ( 958 ) وحدثني أبو كامل حدثنا حماد ح وحدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسماعيل جميعا عن أيوب ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيدالله ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج كلهم عن نافع بهذا الإسناد نحو حديث الليث بن سعد غير أن حديث ابن جريج قال النبي صلى الله عليه و سلم
Y إذا رأى أحدكم الجنازة فليقم حين يراها حتى تخلفه إذا كان غير متبعها
(2/659)
76 - ( 959 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا اتبعتم جنازة فلا تجلسوا حتى توضع
(2/660)
77 - ( 959 ) وحدثني سريج بن يونس وعلي بن حجر قالا حدثنا إسماعيل ( وهو ابن علية ) عن هشام الدستوائي ح وحدثنا محمد ابن المثنى ( واللفظ له ) حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة بن عبدالرحمن عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا يجلس حتى توضع
(2/660)
78 - ( 960 ) وحدثني سريج بن يونس وعلي بن حجر قالا حدثنا إسماعيل ( وهو ابن علية ) عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبيدالله بن مقسم عن جابر بن عبدالله قال مرت جنازة فقام لها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقمنا معه فقلنا يا رسول الله إنها يهودية فقال
Y إن الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا
[ ش ( فزع ) مصدر وصف به للمبالغة أو تقديره ذو فزع أي خوف وهول ]
(2/660)
79 - ( 960 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول
Y قام النبي صلى الله عليه و سلم لجنازة مرت به حتى توارت
(2/660)
80 - ( 960 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أيضا أنه سمع جابرا يقول قام النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لجنازة يهودي حتى توارت
(2/660)
81 - ( 961 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى
Y أن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية فمرت بهما جنازة فقاما فقيل لهما إنها من أهل الأرض فقالا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم مرت به جنازة فقام فقيل إنه يهودي فقال أليست نفسا
[ ش ( من أهل الأرض ) معناه جنازة كافر من أهل تلك الأرض وقال القاضي عياض أي من أهل الذمة المقرين بأرضهم على أداء الجزية ]
(2/661)
( 961 ) وحدثنيه القاسم بن زكرياء حدثنا عبيدالله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن عمرو بن مرة بهذا الإسناد وفيه فقالا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمرت علينا جنازة
(2/661)
25 - باب نسخ القيام للجنازة
(2/661)
82 - ( 962 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر ( واللفظ له ) حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال
Y رآني نافع بن جبير ونحن في جنازة قائما وقد جلس ينتظر أن توضع الجنازة فقال لي ما يقيمك ؟ فقلت أنتظر أن توضع الجنازة لما يحدث أبو سعيد الخدري فقال نافع فإن مسعود بن الحكم حدثني عن علي بن أبي طالب أنه قال قام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قعد
(2/661)
83 - ( 962 ) وحدثني محمد بن المثنى وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر جميعا عن الثقفي قال بن المثنى حدثنا عبدالوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري أن نافع بن جبير أخبره أن مسعود بن الحكم الأنصاري أخبره أنه سمع علي بن أبي طالب يقول في شأن الجنائز إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام ثم قعد
وإنما حدث بذلك لأن نافع بن جبير رأى واقد بن عمرو قام حتى وضعت الجنازة
(2/661)
( 962 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا ابن أبي زائدة عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد
(2/661)
84 - ( 962 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت مسعود بن الحكم يحدث عن علي قال
Y رأينا رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فقمنا وقعد فقعدنا يعني في الجنازة
(2/661)
( 962 ) وحدثناه محمد بن أبي بكر المقدمي وعبيدالله بن سعيد قالا حدثنا يحيى ( وهو القطان ) عن شعبة بهذا الإسناد
(2/661)
26 - باب الدعاء للميت في الصلاة
(2/661)
85 - ( 963 ) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي أخبرنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير سمعه يقول سمعت عوف بن مالك يقول
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( أو من عذاب النار ) قال حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت
[ ش ( وعافه ) أمر من المعافاة أي خلصه من المكاره ( وأكرم نزله ) النزل بضم الزاي وإسكانها ما يعد للنازل من الزاد أي أحسن نصيبه من الجنة قال تعالى { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزل } ا ( ووسع مدخله ) أي قبره ]
(2/662)
( 963 ) قال وحدثني عبدالرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم بنحو هذا الحديث أيضا
[ ش ( وحدثني عبدالرحمن بن جبير ) القائل وحدثني هو معاوية بن صالح الراوي في الإسناد الأول عن حبيب ]
م ( 963 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن صالح بالإسنادين جميعا نحو حديث ابن وهب
(2/662)
86 - ( 963 ) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن عيسى بن يونس عن أبي حمزة الحمصي ح وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي ( واللفظ لأبي الطاهر ) قالا حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي حمزة بن سليم عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال
Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ( وصلى على جنازة ) يقول اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وقه فتنة القبر وعذاب النار
قال عوف فتمنيت أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم على ذلك الميت
(2/662)
27 - باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة عليه
(2/662)
87 - ( 964 ) وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبدالوارث بن سعيد عن حسين بن ذكوان قال حدثني عبدالله بن بريدة عن سمرة بن جندب قال
Y صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم وصلى على أم كعب ماتت وهي نفساء فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم للصلاة عليها وسطها
[ ش ( وسطها ) أي حذاء وسطها قال النووي السنة أن يقف الإمام عند عجيزة الميتة ]
(2/664)
( 964 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن المبارك ويزيد بن هارون ح وحدثني علي بن حجر أخبرنا ابن المبارك والفضل بن موسى كلهم عن حسين بهذا الإسناد ولم يذكروا أم كعب
(2/664)
88 - ( 964 ) وحدثنا عقبة بن المثنى وعقبة بن مكرم العمي قالا حدثنا بن أبي عدي عن حسين عن عبدالله بن بريدة قال قال سمرة بن جندب
Y لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم غلاما فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ههنا رجالا هم أسن مني وقد صليت وراء رسول الله صلى الله عليه و سلم على امرأة ماتت في نفاسها فقام عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصلاة وسطها وفي رواية ابن المثنى قال حدثني عبدالله بن بريدة قال فقام عليها للصلاة وسطها
(2/664)
28 - باب ركوب المصلى على الجنازة إذا انصرف
(2/664)
89 - ( 965 ) حدثني يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ( واللفظ ليحيى ) ( قال أبو بكر حدثنا وقال يحيى أخبرنا وكيع ) عن مالك بن مغول عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال
Y أتى النبي صلى الله عليه و سلم بفرس معروري فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ونحن نمشي حوله
[ ش ( بفرس معروري ) معناه بفرس عري قال أهل اللغة اعروريت الفرس إذا ركبته عريا فهو معروري قالوا ولم يأتي افعولي معدي إلا قولهم اعروريت الفرس واحلوليت الشيء ]
(2/664)
( 965 ) وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابن الدحداح ثم أتي بفرس عري فعقله رجل فركبه فجعل يتوقص به ونحن نتبعه نسعى خلفه قال فقال رجل من القوم إن النبي صلى الله عليه و سلم قال كم من عذق معلق ( أو مدلى ) في الجنة لابن الدحداح أو قال شعبة لأبي الدحداح
[ ش ( بفرس عري ) أي لا سرج عليه ولا جل ( فعقله جل ) معناه أمسكه له وحبسه ( يتوقص ) أي يتوثب ( عذق ) العذق هنا بكسر العين المهملة وهو الغصن من النخلة وأما العذق بفتحها فهو النخلة بكمالها وليس مرادا هنا وقال في النهاية العذق بكس العين العرجون بما فيه من الشماريخ ]
(2/664)
29 - باب في اللحد ونصب اللبن على الميت
(2/664)
90 - ( 966 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبدالله بن جعفرر المسوري عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
Y أن سعد بن أبي وقاص قال في مرضه الذي هلك فيه الحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( هلك فيه ) أي مات في ذلك المرض وذك الموت بلفظ الهلاك في لغة العرب غير مقصور في موضع الذم كما يشهد له الكتاب العزيز ( الحدوا لي لحدا ) بوصل الهمزة وفتح الحاء ويجوز بقطع الهمزة وكسر الحاء يقال لحد يلحد كذهب يذهب وألحد يلحد إذا حفر اللحد واللحد هو الشق تحت الجانب القبلي من القبر ( اللبن ) هي ما يضرب من الطين مربعا للبناء واحدتها لبنة ككلمة ]
(2/665)
30 - باب جعل القطيفة في القبر
(2/665)
91 - ( 967 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا وكيع ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر ووكيع جميعا عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى ( واللفظ له ) قال حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة عن ابن عباس قال
Y جعل في قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم قطيفة حمراء ( قال مسلم ) أبو جمرة اسمه نصر بن عمران وأبو التياح اسمه يزيد بن حميد ماتا بسرخس
[ ش ( قطيفة حمراء ) هذه القطيفة ألفاظ شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال كرهت أن يلبسها أحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم والقطيفة كساء له خمل ( وأبو التياح ) لا ذكر لأبي التياح هنا وإنما ذكره مسلم مع أبي جمرة لاشتراكهما في أشياء قل أن يشترك فيها اثنان من العلماء فإنهما جميعا ضبعيان بصريان تابعيان ثقتان ماتا بسرخس في سنة واحدة سنة 128 ( سرخس ) مدينة معروفة بخراسان ]
(2/665)
باب الأمر بتسوية القبر
(2/665)
92 - ( 968 ) وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث ( في رواية أبي الطاهر ) أن أبا علي الهمذاني حدثه ( وفي رواية هارون ) أن ثمامة بن شفي حدثه قال
Y كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر بتسويتها
[ ش ( برودس ) هكذا ضبطنا في صحيح مسلم وكذا نقله القاضي عياض في المشارق عن الأكثرين وهي جزيرة بأرض الروم ( يأمر بتسويتها وفي الرواية الأخرى ولا قبرا مشرفا إلا سويته ) قال النووي فيه أن السنة إن القبر لا يرفع عن الأرض رفعا كثيرا ولا يسنم بل يرفع نحو شبر ويسطح ]
(2/666)
93 - ( 969 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع ) عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال
Y قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته
(2/666)
( 969 ) وحدثنيه أبو بكر بن خلاد الباهلي حدثنا يحيى ( وهو القطان ) حدثنا سفيان حدثني حبيب بهذا الإسناد وقال ولا صورة إلا طمستها
[ ش ( ولا صورة إلا طمستها ) قال النووي فيه الأمر بتغيير صور ذوات الأرواح ]
(2/666)
32 - باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه
(2/666)
94 - ( 970 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثتا حفص بن غياث عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال
Y نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه
(2/667)
( 970 ) وحدثني هارون بن عبدالله حدثنا حجاج بن محمد ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق جميعا عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يقول
Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/667)
95 - ( 970 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا اسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر قال
Y نهى عن تقصيص القبور
[ ش ( تقصيص القبور ) التقصيص هو التجصيص ]
(2/667)
( 33 ) النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه
(2/667)
96 - ( 971 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر
(2/667)
( 971 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) ح وحدثنيه عمرو الناقد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان كلاهما عن سهيل بهذا الإسناد نحوه
(2/667)
97 - ( 972 ) وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن بسر بن عبيدالله عن واثلة عن أبي مرثد الغنوي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها
(2/668)
98 - ( 972 ) وحدثنا حسن بن الربيع البجلي حدثنا ابن المبارك عن عبدالرحمن بن يزيد عن بسر بن عبيدالله عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها
(2/668)
34 - باب الصلاة على الجنازة في المسجد
(2/668)
99 - ( 973 ) وحدثني علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ( واللفظ لإسحاق ) ( قال علي حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبدالعزيز بن محمد ) عن عبدالواحد بن حمزة عن عباد بن عبدالله بن الزبير
Y أن عائشة أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلي عليه فأنكر الناس ذلك عليها فقالت ما أسرع ما نسي الناس ما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد
(2/668)
100 - ( 973 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة عن عبدالواحد عن عباد بن عبدالله بن الزبير يحدث عن عائشة
Y أنها لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم أن يمروا بجنازته في المسجد فيصلين عليه ففعلوا فوقف به على حجرهن يصلين عليه أخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد فبلغهن أن الناس عابوا ذلك وقالوا ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد فبلغ ذلك عائشة فقالت ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على سهيل بن بيضاء إلا في جوف المسجد
[ ش ( المقاعد ) أي كان منهيا إلى موضع يسمى مقاعد بقرب المسجد الشريف اتخذ للقعود فيه للحوائج والوضوء ]
(2/668)
101 - ( 973 ) وحدثني هارون بن عبدالله ومحمد بن رافع ( واللفظ لابن رافع ) قالا حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك ( يعني ابن عثمان ) عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبدالرحمن أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت
Y ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه ( قال مسلم ) سهبل بن دعد وهو ابن البيضاء أمه بيضاء
(2/668)
35 - باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها
(2/668)
102 - ( 974 ) حدثنا يحيى بن يحيى التيمي ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد ( قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا اسماعيل بن جعفر ) عن شريك ( وهو ابن أبي نمر ) عن عطاء بن يسار عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم ) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ( ولم يقم قتيبة قوله وأتاكم )
[ ش ( البقيع ) مدفن أهل المدينة ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) دار منصوب على النداء أي يا أهل دار فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وقيل منصوب على الاختصاص قال الخطابي وفيه أن اسم الدار يقع على المقابر قال وهو صحيح فإن الدار في اللغة تقع على الربع المسكون وعلى الخراب غير المأهول ( بقيع الغرقد ) البقيع مدفن أهل المدينة سمي بقيع الغرقد لغرقد كان فيه وهوما عظم من الموسج وفيه إطلاق لفظ الأهل على ساكن المكان من حي وميت ]
(2/669)
103 - ( 974 ) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا عبدالله بن وهب أخبرنا ابن جريج عن عبدالله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس يقول
Y سمعت عائشة تحدث فقالت ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه و سلم وعني قلنا بلى ح وحدثني من سمع حجاجا الأعور ( واللفظ له ) قال حدثنا حجاج بن محمد حدثنا ابن جريج أخبرني عبدالله ( رجل من قريش ) عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما ألا أحدثكم عني وعن أمي قال فظننا أنه يريد أمه التي ولدته قال قالت عائشة ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه و سلم قلنا بلى قال قالت لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه و سلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال ما لك ؟ يا عائش حشيا رابية قالت قلت لا شيء قال لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير قالت قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ قلت نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم قال فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت قلت كيف أقول لهم ؟ يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون
[ ش ( إلا ريثما ) معناه إلا قدر ما ( أخذ رداءه رويدا ) أي قليلا لطيفا لئلا ينبهها ( ثم أجافه ) أي أغلقه وإنما فعل ذلك صلى الله عليه و سلم في خفية لئلا يوقظها ويخرج عنها فربما لحقتها وحشة في انفرادها في ظلمة الليل ( فجعلت درعي في رأسي ) درع المرأة قميصها ( واختمرت ) أي ألقيت على رأسي الخمار وهو ما تستر به المرأة رأسها ( وتقنعت إزاري ) هكذا هو في الأصول إزاري بغير باء في أوله وكأنه بمعنى لبست إزاري فلهذا عدى بنفسه ( فأحضر فأحضرت ) الإحضار العدو أي فعدا فعدوت فهو فوق الهرولة ( ما لك يا عائش حشيا رابية ) يجوز في عائش فتح الشين وضمها وهما وجهان جاريان في كل المرخمات وحشيا معناه قد وقع عليك الحشا وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتواتره يقال امرأة حشياء و حشية ورجل حشيان وحشش قيل أصله من أصاب الربو حشاه رابية أي مرتفعة البطن ( فأنت السواد ) أي الشخص ( فلهدني ) قال أهل اللغة لهده ولهده بتخفيف الهاء وتشديدها أي دفعه ]
(2/669)
104 - ( 975 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا محمد بن عبدالله الأسدي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول ( في رواية أبي بكر ) السلام على أهل الديار ( وفي رواية زهير ) السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية
(2/671)
36 - باب استئزان النبي صلى الله صلى الله عليه و سلم ربه عز و جل في زيارة قبر أمه
(2/671)
105 - ( 976 ) حدثنا يحيى بن أيوب ومحمد بن عباد ( واللفظ ليحيى ) قالا حدثنا مروان بن معاوية عن يزيد ( يعني ابن كيسان ) عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي
(2/671)
108 - ( 976 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
Y زار النبي صلى النبي صلى الله عليه و سلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت
(2/671)
106 - ( 977 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير ومحمد بن المثنى ( واللفظ لأبي بكر وابن نمير ) قالوا حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان ( وهو ضرار بن مرة ) عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا
قال ابن نمير في روايته عن عبدالله بن بريدة عن أبيه
[ ش ( وكنت نهيتكم عن النبيذ ) يعني إلقاء التمر ونحوه في ماء الظروف إلا في سقاء أي إلا في قربة إنما استثناها لأن السقاء يبرد الماء فلا يشتد ما يقع فيه اشتداد ما في الظروف ]
(2/672)
( 977 ) وحدثني يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن زبيد اليامي عن محارب بن دثار عن ابن بريدة أراه عن أبيه ( الشك من أبي خيثمة ) عن النبي صلى الله عليه و سلم ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم ح وحدثنا ابن أبي عمر ومحمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبدالرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني قال حدثني عبدالله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم كلهم بمعنى حديث أبي سنان
(2/672)
37 - باب ترك الصلاة على القاتل نفسه
(2/672)
107 - ( 978 ) حدثنا عون بن سلام الكوفي أخبرنا زهير عن سماك عن جابر بن سمرة قال
Y أتي النبي صلى الله عليه و سلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه
[ ش ( بمشاقص ) المشاقص سهام عراض واحدها مشقص ]
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/672)
12 - كتاب الزكاة
(2/672)
[ ش ( الزكاة ) هي في اللغة النماء والتطهير فالمال ينمو بها من حيث لا يري وهي مطهرة لمؤديها من الذنوب وقيل لينمو أجرها عند الله تعالى وسميت في الشرع زكاة لوجود المعنى اللغوي فيها وقيل لأنها تزكي صاحبها ونشهد بصحة إيمانه ]
(2/672)
1 - ( 979 ) وحدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا سفيان بن عيينة قال سألت عمرو بن يحيى بن عمارة فأخبرني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ولا فيما دون خمس ذود صدقة ولا فيما دون خمس أواقي صدقة
[ ش ( أوسق ) الأوسق جمع وسق وفيه لغتان فتح الواو وهو المشهور وكسرها وأصلها في اللغة الحمل والمراد بالوسق ستون صاعا كل صاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادي وفي رطل بغداد أقوال أشهرها إنه مائة درهم وثمانية وعشرون درهما وأربعة أسباع درهم وقيل مائة وثمانية وعشرون بلا أسباع وقيل مائة وثلاثون فالأوسق الخمسة ألف وستمائة رطل بالبغدادي وأصح الأقوال إن هذا التقدير بالأرطال تقريب ( ولا فيما دون خمس ذود ) الرواية المشهورة خمس ذود بإضافة ذود إلى خمس وروى بتنوين خمس ويكون ذود بدلا منه قال أهل اللغة الذود من الثلاثة إلى العشرة لا واحد له من لفظه إنما يقال في الواحد بعير وكذلك النفر والرهط والقوم والنساء وأشباه هذه الألفاظ لا واحد لها من لفظها قالوا وقوله خمس ذود كقوله خمسة أبعرة وخمسة جمال وخمس نوق وخمس نسوة قال سيبويه تقول ثلاث ذود لأن الذود مؤنث وليس باسم كسر عليه مذكره قال أبو حاتم السجستاني تركوا القياس في الجمع فقالوا خمس ذود لخمس من الإبل وثلاث ذود لثلاث من الإبل وأربع ذود وعشر ذود على غير قياس ( ولا فيما دون خمس أواقي صدقة ) هكذا وقع في الرواية الأولى أواقي بالياء وفي باقي الروايات بعدها أواق بحذف الياء وكلاهما صحيح قال أهل اللغة الأوقية بضم الهمزة وتشديد الياء وجمعها أواقي بتشديد الياء وتخفيفها وأواق بحذفها وأجمع أهل الحديث والفقه وأئمة اللغة على أن الأوقية الشرعية أربعون درهما وهي أوقية الحجاز قال القاضي عياض ولا يصح أن تكون الأوقية والدراهم مجهولة في زمن النبي صلى الله عليه و سلم وهو يوجب الزكاة في أعداد منها ويقع بها البياعات والأنكحة كما ثبت بالأحاديث الصحيحة ]
(2/673)
2 - ( 979 ) وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر أخبرنا الليث ح وحدثني عمرو الناقد حدثنا عبدالله بن إدريس كلاهما عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن يحيى بهذا الإسناد مثله
(2/673)
( 979 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه يحيى بن عمارة قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وأشار النبي صلى الله عليه و سلم بكفه بخمس أصابعه ثم ذكر بمثل حديث ابن عيينة
(2/673)
3 - ( 979 ) وحدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا بشر ( يعني ابن مفضل ) حدثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن عمارة قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة وليس فيما دون خمس ذود صدقة وليس فيما دون خمس أواق صدقة
(2/673)
4 - ( 979 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزههير بن حرب قالوا حدثنا وكيع عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن محمد بن يحيى بن حبان عن يحيى بن عمارة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ليس فيما دون خمسة أو ساق من تمر ولا حب صدقة
[ ش ( ولا فيما دون خمسة أو ساق ) هكذا هو في الأصول خمسة أو ساق وهو صحيح جمع وسق بكسر الواو كحمل وأحمال ]
(2/673)
5 - ( 979 ) وحدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبدالرحمن ( يعني ابن مهدي ) حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن محمد بن يحيى ابن حبان عن يحيى بن عمارة عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y ليس في حب ولا تمر صدقة حتى يبلغ خمسة أوسق ولا فيما دون خمس ذود صدقة ولا فيما دون خمس أواق صدقة
(2/673)
( 979 ) وحدثني عبد بن حميد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أمية بهذا الإسناد مثل حديث ابن مهدي
(2/673)
( 979 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا الثورى ومعمر عن اسماعيل بن أمية بهذا الإسناد مثل حديث ابن مهدي ويحيى بن آدم غير أنه قال ( بدل التمر ) ثمر
(2/673)
6 - ( 980 ) حدثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي قالا حدثنا ابن وهب أخبرني عياض بن عبدالله عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة وليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة
[ ش ( من الورق ) قال أهل اللغة يقال ورق وورق بكسر الراء وإسكانها والمراد به هنا الفضة كلها مضروبها وغيره واختلف أهل اللغة في أصله فقيل يطلق في الأصل على جميع الفضة وقيل هو حقيقة للمضروب دراهم ولا يطلق على غير الدراهم إلا مجازا ]
(2/675)
1 - باب ما فيه العشر أو نصف العشر
(2/675)
7 - ( 981 ) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبدالله بن عمرو بن سرح وهارون بن سعيد الأيلي وعمرو بن سواد والوليد ابن شجاع كلهم عن ابن وهب قال أبو الطاهر أخبرنا عبدالله ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا الزبير حدثه أنه سمع جابر بن عبدالله يذكر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y فيما سقت الأنهار والغيم العشور وفيما سقى بالسانية نصف العشر
[ ش ( فيما سقت الأنهار والغيم العشور ) ضبطناه العشور بضم العين جمع عشر والغيم هو المطر ( وفيما سقى بالسانية ) السانية هو البعير الذي يستقى به الماء من البئر ويقال له الناضح يقال منه سنا يسنو سنوا إذا استقى به ]
(2/675)
2 - باب لا زكاة على المسلم في عبده وفرسه
(2/675)
8 - ( 982 ) وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال قرأت على مالك عن عبدالله بن دينار عن سليمان بن يسار عن عراك بن مالك عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة
(2/675)
9 - ( 982 ) وحدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا أيوب بن موسى عن مكحول عن سليمان ابن يسار عن عراك بن مالك عن أبي هريرة ( قال عمرو ) عن النبي صلى الله عليه و سلم ( وقال زهير يبلغ به )
Y ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة
[ ش ( يبلغ به ) يعني يرفعه إليه صلى الله عليه و سلم ]
(2/675)
( 982 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال ح وحدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حاتم بن اسماعيل كلهم عن خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/675)
10 - ( 982 ) وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالوا حدثنا ابن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه عن عراك بن مالك قال سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر
[ ش ( إلا صدقة الفطر ) بالرفع على البدلية وبالنصب على الاستثنائية ]
(2/675)
3 - باب في تقديم الزكاة ومنعها
(2/675)
11 - ( 983 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا علي بن حفص حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
Y بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عمر على الصدقة فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله وأما العباس فهي على ومثلها معها ثم قال يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنوا أبيه ؟
[ ش ( منع ابن جميل ) أي منع الزكاة وامتنع من دفعها ( ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ) يعني ما يغضب ابن جميل على طالب الصدقة إلا كفران هذه النعمة وهي أنه كان فقيرا فأغناه الله ( وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا الخ ) قال أهل اللغة الأعتاد آلات الحرب من السلاح والدواب وغيرها والواحد عتاد ويجمع أعتاد وأعتدة وقيل إن أعتاد جمع عتد أما عتاد فجمعه أعتدة ومعنى الحديث أنهم طلبوا من خالد زكاة أعتاده ظنا منهم أنها للتجارة وأن الزكاة فيها واجبة فقال لهم لا زكاة لكم على فقالوا للنبي صلى الله عليه و سلم إن خالدا منع الزكاة فقال لهم إنكم تظلمونه لأنه حبسها ووقفها في سبيل الله قبل الحول عليها فلا زكاة فيها ( قد احتبس ) يقال حبسه واحتبسه إذا وقفه ويقال للوقف حبيس ( وأما العباس فهي على ومثلها معها ) معناه أني تسلفت منه زكاة عامين ( أما شعرت أن عم الرجل صنوا أبيه ) أي مثله ونظيره يعني أنهما من أصل واحد يقال لنخلتين طلعتا من عرق واحد صنوان ولأحدهما صنو ويكون جمعه على صورة مثناه المرفوع ويتميزان بالإعراب ]
(2/676)
4 - باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير
(2/676)
12 - ( 984 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) قال
Y قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين
(2/677)
13 - ( 984 ) حدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ( واللفظ له ) قال حدثنا عبدالله بن نمير وأبو أسامة عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال
Y فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل عبد أو حر صغير أو كبير
(2/677)
14 - ( 984 ) وحدثني يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زيع عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال
Y فرض النبي صلى الله عليه و سلم صدقة رمضان على الحر والعبد والذكر والأنثى صاعا من تمر أو صاعا من شعير قال فعدل الناس به نصف صاع من بر
(2/677)
15 - ( 984 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن نافع أن عبدالله بن عمر قال
Y إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بزكاة الفطر صاع من تمر أو صاع من شعير قال ابن عمر فجعل الناس عدله مدين من حنطة
[ ش ( عدله ) أي مثله ونظيره قال في المصباح وعدل الشيء بالكسر مثله من جنسه أو مقداره وعدله بالفتح ما يقوم مقامه من غير جنسه ]
(2/677)
16 - ( 984 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن نافع عن عبدالله بن عمر
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين حر أو عبد أو رجل أو امرأة صغير أو كبير صاعا من تمر أو صاعا من شعير
(2/677)
17 - ( 985 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن زيد بن أسلم عن عياض بن عبدالله بن سعد بن أبي سرح أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول
Y كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب
[ ش ( أقط ) الأقط هو الكشك وهو اللبن المتحجر مثل الجبن ]
(2/678)
18 - ( 985 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا داود ( يعني ابن قيس ) عن عياض بن عبدالله عن أبي سعيد الخدري قال
Y كنا نخرج إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو مملوك صاعا من طعام أو صاعا من أقط أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب فلم نزل نخرجه حتى قدم علينا معاوية بن أبي سفيان حاجا أو معتمرا فكلم الناس على المنبر فكان فيما كلم به الناس أن قال إني أرى أن مدين من سمراء الشام تعدل صاعا من تمر فأخذ الناس بذلك
قال أبو سعيد فأما أنا فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه أبدا ما عشت
[ ش ( أن مدين من سمراء الشام ) المدان تثنية مد وهو ربع الصاع فالمدان نصفه والمراد بالسمراء الحنطة أي أن نصف الصاع منها يعدل صاعا من تمر أي يساويه في الأجزاء ]
(2/678)
19 - ( 985 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية قال أخبرني عياض بن عبدالله بن سعد ابن أبي سرح أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول
Y كنا نخرج زكاة الفطر ورسول الله صلى الله عليه و سلم فينا عن كل صغير وكبير حر ومملوك من ثلاثة أصناف صاعا من تمر صاعا من أقط صاعا من شعير فلم نزل نخرجه كذلك حتى كان معاوية فرأى أن مدين من بر تعدل صاعا من تمر قال أبو سعيد فأما أنا فلا أزال أخرجه كذلك
(2/678)
20 - ( 985 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج عن الحارث بن عبدالرحمن بن أبي ذباب عن عياض ابن عبدالله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري قال
Y كنا نخرج زكاة الفطر من ثلاثة أصناف الأقط والتمر والشعير
(2/678)
21 - ( 985 ) وحدثني عمرو الناقد حدثنا حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن عياض بن عبدالله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري
Y أن معاوية لما جعل نصف الصاع من الحنطة عدل صاع من تمر أنكر ذلك أبو سعيد وقال لا أخرج فيها إلا الذي كنت أخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو صاعا من شعير أو صاعا من أقط
(2/678)
5 - باب الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة
(2/678)
22 - ( 986 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة
(2/679)
23 - ( 986 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن نافع عن عبدالله بن عمر
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بإخراج زكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة
(2/679)
6 - باب إثم مانع الزكاة
(2/679)
24 - ( 987 ) وحدثني سويد بن سعيد حدثنا حفص ( يعني ابن ميسرة الصنعاني ) عن زيد بن أسلم أن أبا صالح ذكوان أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قيل يا رسول الله فالإبل ؟ قال ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أو فر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه بأخفافا وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قيل يا رسول الله فالبقر والغنم ؟ قال ولا صاحب بقر ولا غنم يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولادها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قيل يا رسول الله صلى الله عليه و سلم فالخيل ؟ قال الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء و فخرا و نواء على أهل الإسلام فهي له وزر وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينسى حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام في مرج وروضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات قيل يا رسول الله فالحمر ؟ قال ما أنزل علي في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره }
[ ش ( لا يؤدي منها حقها ) قد جاء الحديث على وفق التنزيل والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله الآية فاكتفى ببيان صاحب الفضة عن بيان حال صاحب الذهب لأن الفضة مع كونها أقرب مرجع للضمير أكثر تداولا في المعاملات من الذهب ولذا اكتفى بها ( صفحت له صفائح ) الصفائح جمع صفيحة وهي العريضة من الحديد وغيره أي جعلت كنوزه الذهبية والفضية كأمثال الألواح ( من نار ) يعني كأنها نار لا أنها نار ( كلما بردت ) هكذا هو في بعض النسخ بردت بالباء وفي بعضها ردت وذكر القاضي الروايتين وقال الأولى هي الصواب قال والثانية رواية الجمهور ( فيرى سبيله ) ضبطناه بضم الياء وفتحها وبرفع لام سبيله ونصبها ويكون يرى بالضم من الإراءة وفيه إشارة إلى أنه مسلوب الاختيار يومئذ مقهور لا يقدر أن يذهب حتى يعين له أحد السبيلين ( حلبها ) هو بفتح اللام على اللغة المشهورة وحكى إسكانها وهو غريب ضعيف وإن كان هو القياس ( بطح لها بقاع قرقر ) بطح قال جماعة معناه ألقي على وجهه وقال القاضي ليس من شرط البطح كونه على الوجه وإنما هو في اللغة بمعنى البسط والمد فقد يكون على وجهه وقد يكون على ظهره ومنه سميت بطحاء مكة لانبساطها والقاع المستوي الواسع من الأرض يعلوه ماء السماء فيمسكه قال الهروي وجمعه قيعة وقيعان مثل جار وجيرة وجيران والقرقر المستوي أيضا من الأرض الواسع ( كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها ) هكذا هو في جميع الأصول في هذا الموضع قال القاضي عياض قالوا هو تغيير وتصحيف وصوابها ما جاء بعده في الحديث الآخر كلما رد عليه أولاها وبهذا ينتظم الكلام ( ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء ) قال أهل اللغة العقصاء ملتوية القرنين والجلحاء التي لا قرن لها والعضباء التي انكسر قرنها الداخل ( تطؤه بأظلافها ) الأظلاف جمع ظلف وهو للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس ( فأما التي هي له وزر ) هكذا هو في أكثر النسخ التي ووقع في بعضها الذي وهو أوضح وأظهر ( ونواء على أهل الإسلام ) أي ماوأة ومعاداة ( فرجل ) أي فخيل رجل ( ربطها في سبيل الله ) أي أعدها للجهاد وأصله من الرباط وهو حبس الرجل نفسه في الثغر وإعداده الأهبة لذلك ( في مرج وروضة ) قال ابن الأثير المرج هو الأرض الواسعة ذات نبات كثير يمرج فيه الدواب أي تسرح والروضة أخص من المرعى ( ولا تقطع طولها ) أي حبلها الطويل الذي شد أحد طرفيه في يد الفرس والآخر في وتد أو غيره لتدور فيه وترعى من جوانبها ولا تذهب لوجهها قال النووي ويقال طيلها بالياء وكذا جاء في الموطأ ( فاستنت شرفا أو شرفين ) معنى استنت جرت وعدت والشرف هو العالي من الأرض وقيل المراد هنا طلقا أو طلقين وقال ابن الأثير الشرف هو الشوط ( فالحمر ) جمع حمار أي فما حكمها ( ما أنزل علي في الحمر الخ ) معنى الفاذة القليلة النظير والجامعة أي العامة المتناولة لكل خير ومعروف ومعنى الحديث لم ينزل علي فيها نص بعينها لكن نزلت هذه الآية العامة ]
(2/680)
25 - ( 987 ) وحدثني يونس بن عبدالأعلى الصدفي أخبرنا عبدالله بن وهب حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم في هذا الإسناد بمعنى حديث حفص بن ميسرة إلى آخره غيره أنه قال
Y ما من صاحب إبل لا يؤدي حقها ولم يقل منها حقها وذكر فيه لا يفقد منها فصيلا واحدا وقال يكوى بها جنباه وجبهته وظهره
(2/680)
26 - ( 987 ) وحدثني محمد بن عبدالملك الأموي حدثنا عبدالعزيز بن المختار حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سلبيه إما إلى الجنة وإما إلى النار وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت تستن عليه كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت فتطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء ولا جلحاء كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قال سهيل فلا أدري أذكر البقر أم لا قالوا فالخيل ؟ يا رسول الله قال
Y الخيل في نواصيها ( أو قال ) الخيل معقود في نواصيها ( قال سهيل أنا أشك ) الخير إلى يوم القيامة الخيل ثلاثة فهي لرجل أجر ولرجل ستر ولرجل وزر فأما التي هي له أجر فالرجل يتخذها في سبيل الله ويعدها له فلا تغيب شيئا في بطونها إلا كتب الله له أجرا ولو رعاها في مرج ما أكلت من شيء إلا كتب الله له بها أجرا ولو سقاها من نهر كان له بكل قطرة تغيبها في بطونها أجر ( حتى ذكر الأجر في أبوالها وأوراثها ) ولو استنت شرفا أو شرفين كتب له بكل خطوة تخطوها أجر في عسرها ويسرها وأما الذي هي له ستر فالرجل يتخذها تكرما وتجملا ولا ينسى حق ظهورها و بطونها في عسرها ويسرها وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا ورياء الناس فذاك الذي هي عليه وزر قالوا فالحمر ؟ يا رسول الله قال ما أنزل الله علي فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }
[ ش ( ما من صاحب كنز ) قال الإمام أبو جعفر الطبري الكنز كل شيء مجموع بعضه على بعض سواء كان في بطن الأرض أو على ظهرها زاد صاحب العين وغيره وكان مخزونا ( الخيل معقود في نواصيها الخير ) يعني أن الخير ملازم بها كأنه معقود فيها ( أشر ا وبطرا وبذخا ) قال أهل اللغة الأشر هو المرح واللجاج وأما البطر فالطغيان عند الحق وأما البذخ فهو بمعنى الأشر والبطر وقال الراغب الأشر شدة البطر والبطر دهش يعتري الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها إلى غير وجهها وقال ابن الأثير البذخ هو الفخر والتطاول ]
(2/680)
( 987 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردى ) عن سهيل بهذا الإسناد وساق الحديث
(2/680)
( 987 ) وحدثنيه محمد بن عبدالله بن بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم حدثنا سهيل بن أبي صالح بهذا الإسناد وقال ( بدل عقصاء ) عضباء وقال
Y فيكوى بها جنبه وظهره ولم يذكر جبينه
(2/680)
( 987 ) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه عن ذكوان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y إذا لم يؤد المرء حق الله أو الصدقة في إبله وساق الحديث بنحو حديث سهيل عن أبيه
(2/680)
27 - ( 988 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم إخبرنا عبدالرزاق ح وحدثني محمد بن رافع ( واللفظ له ) حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله الأنصاري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قط وقعد لها بقاع قرقر تستن عليه بقوائمها وأخفافها ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا منكسر قرنها ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يتبعه فاتحا فاه فإذا أتاه فر منه فيناديه خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه غني فإذا رأى أن لابد منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل
قال أبو الزبير سمعت عبيد بن عمير يقول هذا القول ثم سألنا جابر بن عبدالله عن ذلك فقال مثل قول عبيد بن عمير وقال أبو الزبير سمعت عبيد بن عمير يقول قال رجل يا رسول الله ما حق الإبل ؟ قال حلبها على الماء وإعارة دلوها وإعارة فحلها ومنيحتها وحمل عليها في سبيل الله
[ ش ( أكثر ما كانت قط ) هكذا هو في الأصول بالثاء المثلثة وفي قط لغات حكاهن الجوهري والفصيحة المشهورة قط ( تستن عليه بقوائمها وأخفافها ) أي ترفع يديها وتطرحهما معا على صاحبها ( جماء ) هي الشاة التي لاقرن لها كجلحاء مذكره أجم ( والأقرع الذي تمعط شعره لكثرة سمه وقيل الشجاع الذي يواثب الراجل والفارس ويقوم على ذنبه وربما بلغ رأس الفارس ويكون في الصحارى ( فيناديه ) أي ينادي الشجاع صاحب الكنز ( سلك يده ) معنى سلك أدخل ( فيقضمها قضم الفحل ) يقال قضمت الدابة شعيرها تقضمه إذا أكلته ( حلبها على الماء ) أي يوم ورودها قال النووي وفي حلبها في ذلك اليوم رفق بالماشية وبالمساكين لأنه أهون على الماشية وأرفق بها وأوسع عليها من حلبها في المنازل وهو أسهل على المساكين وأمكن في وصولهم إلى موضع الحلب ليواسوا ( ومنيحتها ) قال أهل اللغة المنيحة ضربان أحدهما أن يعطي الآخر شيئا هبة وهذا النوع يكون في الحيوان والأرض والأثاث وغير ذلك الثاني أن يمنحه ناقة أو بقرة أو شاة ينتفع بلبنها ووبرها وصوفها وشعرها زمانا ثم يردهها ويقال منحه يمنحه بفتح النون في المضارع وكسرها قال في النهاية ويقال المنحة أيضا بكسر الميم ]
(2/684)
28 - ( 988 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا عبدالملك عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدى حقها إلا أقعد لها يوم القيامة بقاع قرقر تطؤه ذات الظلف بظلفها وتنطحه ذات القرن بقرنها ليس فيها يومئذ جماء ولا مكسورة القرن قلنا يا رسول الله وما حقها ؟ قال إطراق فحلها وإعارة دلوها ومنيحتها وحلبها على المائز وحمل عليها في سبيل الله ولا من صاحب مال لا يؤدي زكانه إلا تحول يوم القيامة شجاعا أقرع يتبع صاحبه حيثما ذهب وهو يفر منه ويقال هذا مالك الذى كنت تبخل به فإذا رأى أنه لابد منه أدخل يده في فيه فجعل يقضمها كما يقضم الفحل
[ ش ( أقعد ) كذا بزيادة الهمزة هنا في النسخ كلها خطها وطبعها ( إطراق فحلها ) أي غعارته للضرب ( السعاة ) جمع الساعي وهم العاملون على الصدقات ]
(2/684)
7 - باب إرضاء السعاة
(2/684)
[ ش ( السعاة ) جمع الساعي وهم العاملون على الصدقات ]
(2/684)
29 - ( 989 ) حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا عبدالواحد بن زياد حدثنا محمد بن أبي إسماعيل حدثنا عبدالرحمن بن هلال العبس عن جرير بن عبدالله قال
Y جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا إن ناسا من المصدقين يأتوننا فيظلموننا قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أرضوا مصدقيكم قال جرير ما صدر عنى مصدق منذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا وهو عني راض
[ ش ( المصدقين ) بتخفيف الصاد وهم السعاة العاملون على الصدقات ( ارضوا مصدقيكم ) معناه ببذل الواجب وملا طفتهم وترك مشاقهم ]
(2/685)
( 989 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالرحيم بن سليمان ح وحدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا إسحاق أخبرنا أبو أسامة كلهم عن محمد بن أبي إسماعيل بهذا الإسناد نحوه ]
(2/685)
8 - باب تغليظ عقوبة من لا يؤدى الزكاة
(2/685)
30 - ( 990 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا الأعشى عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال
Y انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال هم الأخسرون ورب الكعبة قال فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت فقلت يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم ؟ قال هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ( من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ) وقليل ما هم ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدى زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطوؤه بأظلافها كلما نفذت أخراها عادت عليه أولادها حتى يقضى بين الناس
[ ش ( فلم أتقار ) أي لم يمكنني القرار والثبات ( فداك أبي وأمي ) بفتح الفاء في جميع النسخ لأنه ماضى خبر بمعنى الدعاء ويحتمل كسر الفاء والقصر لكثرة الاستعمال أي يفديك أبي وأمي وهما أعز الأشياء عندي ( إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ) أي إلا من أشار بيده إلى الجوانب في صرف ماله إلى وجوه الخير فالقول مجاز عن الفعل ( كلما نفدت ) هكذا ضبطناه نفدت بالدال المهمله ونفذت بالذال المعجمة وفتح الفاء وكلاهما صحيح ]
(2/686)
( 990 ) حدثناه أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المعرور عن أبي ذر قال
Y انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو جالس في ظل الكعبة فذكر نحو حديث وكيع غير أنه قال والذي نفسى بيده ماعلى الأرض رجل يموت فيدع إبلا أو بقرا أو غنما يؤد زكاتها
(2/686)
31 - ( 991 ) حدثنا عبدالرحمن بن سلام الجمحي حدثنا الربيع ( يعني ابن مسلم ) عن محمد ابن زياد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y ما يسرني أن لي أحدا ذهبا تأتي علي ثالثة وعندي منه دينار إلا دينار أرصده لدين علي
[ ش ( أرصده ) بفتح الهمزه وضم الصاد أو بضم الهمزة وكسر الصاد أي أعده ]
(2/687)
( 991 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/687)
9 - باب الترغيب في الصدقة
(2/687)
32 - ( 94 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو كريب كلهم عن أبي معاوية قال يحيى أخبرنا أبو معاوية عن الأعمشى عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال
Y كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه و سلم في حرة المدينة عشاء ونحن ننظر إلى أحد فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر قال قلت لبيك يا رسول الله
قال ما أحب أن أحد ذاك عندي ذهب أمسي ثالثة عندي منه دينار إلا دينارا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا ( حثا بين يديه ) وهكذا ( عن يمينه ) وهكذا ( عن شماله ) قال ثم مشينا فقال يا أبا ذر قال قلت لبيك يا رسول الله قال إن الأكثرين هم الأقلين يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا مثل ما صنع في المرة الأولى قال قال يا إبا ذر كما أنت حتى أتيك قال فانطلق حتى توارة عني فقال سمعت لغطا وسمعت صوتا قال فقلت لعل رسول الله صلى الله عليه و سلم عرض له قال فهممت أن أتبعه قال ثم ذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك قال فانتظرته فلما جاء ذكرت له الذي سمعت قال فقال ذاك جبريل أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال قلت وإن زنا وإن سرق ؟ قال وإن زنا وإن سرق
[ ش ( في حرة المدينة ) هي أرض ذات حجارة سود خارج المدينة المنورة وهي بين حرتين وتسميان لابتين ويوم الحرة وقعة مشهورة في الإسلام ( حثا بين يديه ) هو من كلام أبي ذر ومعناه رمى وقوله بين يديه وعن يمينه وعن شماله من كلامه ( لغطا ) هو بفتح الغين وأسكانها لغتان أي جلبة وصوتا غير مفهوم ( عرض له ) أي عرض له الجن أو أصابه منهم مس ]
(2/687)
33 - ( 94 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبدالعزيز ( وهو ابن رفيع ) عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال
Y خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي وحده ليس معه إنسان قال فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد قال فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال من هذا ؟ فقلت أبو ذر جعلني الله فداءك قال يا أبا ذر تعاله قال فمشيت معه ساعة فقال إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا
قال فمشيت معه ساعة فقال أجلس ههنا قال فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي أجلس ههنا حتى أرجع إليك قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني فأطال اللبث ثم أني سمعته وهو مقبل وهو يقول وإن سرق وإن زنى قال فلما جاء لم أصبر فقلت يا نبي الله جعلني الله فداءك من تكلم في جانب الحرة ؟ ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا قال ذاك جبريل عرض لي في جانب الحرة فقال أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقلت يا جبريل وإن سرق وإن زنى ؟ قال نعم قال قلت وإن سرق وإن زنى ؟ قال نعم قال قلت وإن سرق وإن زنى ؟ قال نعم وإن شرب الخمر
[ ش ( تعاله ) كذا بهاء السكت ( إلا من أعطاه الله خيرا الخ ) قال النووي المراد بالخير الأول المال كقوله تعالى وإنه لحب الخير أي المال والمراد بالخير الثاني طاعة الله تعالى والمراد بيمينه وشماله ما سبق أنه جمع وجوه المكارم والخير ونفح بالحاء المهملة أي ضرب يده فيه بالعطاء والنفح الرمي والضرب ( فأطال اللبث ) بفتح اللام وضمها مثل المكث والمكث ]
(2/687)
10 - باب في الكنازين للأموال والتغليظ عليهم
(2/687)
34 - ( 992 ) وحدثني زهير بن حرب حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي العلاء عن الأحنف بن قيس قال
Y قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه فقام عليهم فقال بشر الكنازين برضف يحمى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغضى كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه قال فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا قال فأدبر وأتبعته حتى جلس إلى سارية فقلت ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم قال إن هؤلاء لا يعقلون شيئا إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه و سلم دعاني فأجبته فقال أترى أحدا ؟ فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظن أنه يبعثني في حاجة له فقلت أراه فقال ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا قال قلت مالك ولأخوتك من قريش لا تعتريهم وتصيب منهم قال لا وربك لا أسألهم عن دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله
[ ش ( فبينا أنا في حلقة ) أي بين أوقات قعودي في الحلقة والحلقة بإسكان اللام وحكى الجوهري لغة رديئة في فتحها ( ملأ من قريش ) الملأ الأشراف ويقال أيضا للجماعة ( أخشن الثياب الخ ) هو بالخاء والشين معجمتين في الألفاظ الثلاثة ونقله القاضي هكذا عن الجمهور وهو من الخشونة ( فقام عليهم ) أي فوقف ( بشر الكانزين ) هم الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله والمبالغ في ادخارهما يسمىكنازا ( برضف ) الرضف الحجارة المحماة الواحدة رضفة مثل تمر وتمرة ( يحمى عليه ) أي يوقد عليه ( من نغض كتفيه ) النغض هو العظم الرقيق الذي على طرف الكتف ويقال له أيضا الناغض ( يتزلزل ) التزلزل إنما هو للرضف أي يتحرك من نغض كتفه حتى يخرج من حلمه ثدييه ( رجع إليه شيئا ) رجع يتعدى بنفسه في اللغة الفصحى قال تعالى { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم } ويقال ليس لكلامه مرجوع أي جواب كما في المفردات ( فنظرت ما علي من الشمس ) يعني كم بقي من النهار ( ذهبا ) تمييز رافع لإبهام المثلية ( لا تعتريهم ) أي تأتيهم وتطلب منهم يقال عروته واعتريته واعتروته إذا أتيته تطلب منه حاجة ( لا أسألهم عن دنيا ) هكذا هو في الأصول عن دنيا وفي رواية البخاري لا أسألهم دنيا بحذف عن وهو الأجود أي لا أسألهم شيئا من متاعها ]
(2/689)
35 - ( 992 ) وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب حدثنا خليد العصري عن الأحنف بن قيس قال
Y كنت في نفر من قريش فمر أبو ذر وهو يقول بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم قال ثم تنحى فقعد قال قلت من هذا ؟ قالوا هذا أبو ذر قال فقمت إليه فقلت ماشيء سمعتك تقول قبيل ؟ قال ما قلت إلا شيئا قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه و سلم قال قلت ما تقول في هذا العطاء ؟ قال خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه
[ ش ( من قبل أقفائهم ) أي من جهة مؤخر رؤوسهم ( قبيل ) مصغر قبل مبنيا على الضم لانقطاعه عن الإضافة وهو ظرف في القول أي ما الذي قلته آنفا ]
(2/689)
11 - باب الحث على النفقة وبتبشير المنفق بالخلف
(2/689)
36 - ( 993 ) حدثني زهير بن حرب ومحمد بن عبدالله بن نمير قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم أنفق أنفق عليك وقال يمين الله ملآى ( وقال ابن نمير ملآن ) سحاء لا يغيضها شيء الليل والنهار
[ ش ( أنفق أنفق عليك ) هو معنى قوله عز و جل وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه فيتضمن الحث على الأنفاق في وجوه الخير والتبشير بالخلف من فضل الله تعالى ( وقال ابن نمير ملآن ) هكذا وقعت رواية ابن نمير بالنون قالوا وهو غلط منه وصوابه ملأى ( سحاء لا يغيضها شيء الليل والنهار ) ضبطوا سحاء بوجهين أحدهما سحا بالتنوين على المصدر وهذا هو الأصح الأشهر والثاني حكاه القاضي سحاء بالمد على الوصف ووزنه فعلاء صفة لليد وهذا الثاني هو الذي عليه النسخ الموجودة والسح الصب الدائم والليل والنهار في هذه الرواية منصوبان على الظرف ومعنى لا يغيضها شيء ينقصها يقال غاض الماء وغاضه الله لازم ومتعد ]
(2/690)
37 - ( 993 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق بن همام حدثنا معمر بن راشد عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها وقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن الله قال لي أنفق أنفق عليك وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يمين الله ملآى لا يغيضها سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض
[ ش ( لا يغيضها سحاء الليل والنهار ) ضبطناه بوجهين نصب الليل والنهار ورفعهما النصب على الظرف والرفع على أنه فاعل ( وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض ) ضبطوه بوجهين أحدهما الفيض بالفاء والياء والثاني القبض بالقاف والباء وذكر القاضي أنه بالقاف وهو الموجود لأكثر الرواة قال وهو الأشهر والمعروف قال ومعنى القبض الموت وأما الفيض بالفاء فالإحسان والعطاء والرزق الواسع قال وقد يكون بمعنى القبض بالقاف أي الموت ومعنى يخفض ويرفع قيل هو عبارة عن تقدير الرزق يقتره على من يشاء ويوسعه على من يشاء وقد يكونان عن تصرف المقادير بالخلق بالعز والذل ]
(2/690)
12 - باب فضل النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم
(2/690)
38 - ( 994 ) حدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زياد قال أبو الربيع حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله قال أبو قلابة وبدأ بالعيال ثم قال أبو قلابة وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم أوينفعهم الله به ويغنيهم
[ ش ( على عياله ) أي من يعوله ويلزمه مؤنته من نحو زوجة وخادم وولد ( على دابته ) أي التي أعدها للغزو عليها ]
(2/691)
39 - ( 995 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب ( واللفظ لأبي كريب ) قالوا حدثنا وكيع عن سفيان عن مزاحم بن زفر عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا للذي أنفقته على أهلك
[ ش ( في رقبة ) أي في فك رقبة وإعتاقها ]
(2/692)
40 - ( 996 ) حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا عبدالرحمن بن عبدالملك بن أبجر الكناني عن أبيه عن طلحة بن مصرف عن خيثمة قال
Y كنا جلوسا مع عبدالله بن عمرو إذ جاءه قهرمان له فدخل فقال أعطيت الرقيق قوتهم ؟ قال لا قال فانطلق فأعطهم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته
[ ش ( قهرمان ) هو الخازن قائم بحوائج الإنسان وهو بمعنى الوكيل ( قوته ) مفعول يحبس ]
(2/692)
13 - باب الإبتداء في النفقة بالنفس ثم أهله ثم القرابه
(2/692)
41 - ( 997 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد من رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال
Y أعتق رجل من بني عزرة عبدا له عن دبر فبلغ ذلك رسول صلى الله عليه و سلم فقال ألك مال غيره فقال لا فقال من يشتريه مني ؟ فاشتراه نعيم بن عبدالله العدوي بثمانمائة درهم فجاء بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفعها إليه ثم قال إبدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك فإن فضل عن أهلك شيء فلذى قرابتك فإن فضل عن ذى قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك
[ ش ( عن دبر ) أي علق عتقه بموته فقال أنت حر يوم أموت ]
(2/692)
( 997 ) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسماعيل ( يعني ابن علية ) عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا من الأنصار ( يقال له أبو مذكور ) أعتق غلاما له عن دبر يقال له يعقوب وساق الحديث بمعنى حديث الليث
(2/692)
14 - باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين
(2/692)
42 - ( 998 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحى وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما أنزلت هذه الآية { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } [ 3 / آل عمران / الآية 92 ] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
Y إن الله يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلى بيرحى وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بخ ذلك مال رابح قد سمعت ما قلت فيها وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه
[ ش ( بيرحى ) اختلفوا في ضبط هذه اللفظة على أوجه قال القاضي رحمه الله روينا هذه اللفظة عن شيوخنا بفتح الراء وضمها مع كسر الباء وبفتح الباء والراء وهذا الموضع يعرف بقصر بني جديلة قبلي المسجد وهو حائط يسمى بهذا الاسم ومعنى الحائط هنا البستان وقال في الفائق إنها فيعلى من البراح وهي الأرض المنكشفة الظاهرة ( أرجو برها وذخرها ) يعني لا أريد ثمرتها العاجلة الدنيوية الفانية بل أطلب مثوبتها الآجلة الأخروية الباقية ( بخ ) قال أهل اللغة بخ بإسكان الخاء وتنوينها مكسورة قال ابن دريد معناه تعظيم الأمر وتفخيمه ( مال رابح ) ضبطناه هنا بوجهين بالياء وبالباء وقال القاضي روايتنا فيه في كتاب مسلم بالباء الموحدة واختلفت الرواة فيه عن مالك في البخاري والموطأ وغيرهما فمن رواه بالموحدة فمعناه ظاهر ومن رواه رايح بالمثناة فمعناه رايح عليك أجره ونفعه في الأخرة ]
(2/693)
43 - ( 998 ) حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس قال لما نزلت هذه الآية { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } قال أبو طلحة
Y أرى ربنا يسألنا من أموالنا فأشهدك يا رسول الله أني قد جعلت أرضي بريحا لله قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اجعلها في قرابتك قال فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب
(2/693)
44 - ( 999 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن بكير عن كريب عن ميمونة بنت الحارث أنها أعتقت وليدة في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
Y لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك
(2/694)
45 - ( 1000 ) حدثنا حسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة عبدالله قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فرحعت إلى عبدالله فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله فإن كان ذلك يجزي عني وإلا صرفتها إلى غيركم قالت فقال لي عبدالله بل ائتيه أنت قالت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه و سلم حاجتي حاجتها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ألقيت عليه المهابة قالت فخرج علينا بلال فقلنا له ائت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ؟ ولا تخبره من نحن قالت فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم من هما ؟ فقال امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الزيانب ؟ قال امرأة عبدالله فقال له رسول الله عليه وسلم لهما أجران أجر القرابه أجر الصدقة
[ ش ( من حليكن ) هو بفتح الحاء وإسكان اللام مفرد وأما الجمع فيقال بضم الحاء وكسرها واللام مكسوره فيهما والياء مشددة وهي ما يزين من مصوغ الذهب أو الفضه أو من الحجاره الثمينة ( خفيف ذات اليد ) أي قليل المال ( يجزي عني ) أي يكفي ( حاجتي حاجتها ) أي حاجت تلك المرأه عين حاجتي ( حجورهما ) الحجور جمع حجر بالفتح ويكسر وهو الحصن يقال فلان في حجر فلان أي كنفه وحمايته ]
(2/694)
46 - ( 1000 ) حدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني شقيق عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة عبدالله قال فذكرت لإبراهيم فحدثني عن أبي عبيدة عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة عبدالله بمثله سواء قال قالت كنت في المسجد فرآني النبي صلى الله عليه و سلم فقال
Y تصدقن ولو من حليكن وساق الحديث بنحو حديث أبي الأحوص
(2/694)
47 - ( 1001 ) حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله هل لي أجر في بني أبي سلمة ؟ أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني فقال
Y نعم لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم
(2/695)
( 1001 ) وحدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر جميعا عن هشام بن عروة في هذا الإسناد بمثله
(2/695)
48 - ( 1002 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدي ( وهو ابن ثابت ) عن عبدالله بن يزيد عن أبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة
[ ش ( وهو يحتسبها ) أي والحال أنه يقصد بها الاحتساب وهو طلب الثواب ( كانت له صدقة ) أي يثاب عليها كما يثاب على الصدقة ]
(2/695)
( 1002 ) وحدثناه محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع كلاهما عن محمد بن جعفر ح وحدثناه أبو كريب حدثنا وكيع جميعا عن شعبة في هذا الإسناد
(2/695)
49 - ( 1003 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء قالت قلت
Y يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة ( أو راهبة ) أفأصلها ؟ قال نعم
[ ش ( وهي راغبة أو راهبة ) هذا الشك إنما هو في هذه الرواية وأما الرواية الثانية ففيها وهي راغبة بلا شك وتردد ]
(2/696)
50 - ( 1003 ) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت
Y قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي ؟ قال نعم صلي أمك
[ ش ( في عهد قريش ) ظرف لقولها قدمت أي أن قدومها كان في مدة عهد قريش قال ابن حجر أرادت بذلك ما بين الحديبية والفتح ]
(2/696)
15 - باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه
(2/696)
51 - ( 1004 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة
Y أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال نعم
[ ش ( افتلتت نفسها ) ضبطناه نفسها ونفسها بنصب السين ورفعها فالرفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله والنصب على أنه مفعول ثان قال القاضي أكثر روايتنا فيه النصب وقوله افتلتت بالفاء هذا هو الصواب الذي رواه أهل الحديث وغيرهم قالوا ومعناه ماتت فجأة وكل شيء فعل بلا تمكث فقد افتلت ويقال افتلت الكلام واقترحه واقتضبه إذا ارتجله ( وأظنها لو تكلمت ) أي لو قدرت على الكلام ]
(2/696)
( 1004 ) وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة ح وحدثني علي بن حجر أخبرنا علي بن مسهر ح حدثنا الحكم بن موسى حدثنا شعيب بن إسحاق كلهم عن هشام بهذا الإسناد وفي حديث أبي أسامة ولم توص كما قال ابن بشر ولم يقل ذلك الباقون
(2/696)
16 - باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف
(2/696)
52 - ( 1005 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عباد بن العوام كلاهما عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة ( في حديث قتيبة قال قال نبيكم صلى الله عليه و سلم وقال ابن شيبة عن النبي صلى الله عليه و سلم ) قال
Y كل معروف صدقة
[ ش ( كل معروف صدقة ) أي ما عرف فيه رضاء الله فثوابه كثواب الصدقة ]
(2/697)
53 - ( 1006 ) حدثنا عبدالله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال
Y أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا
[ ش ( الدثور ) جمع دثر وهو المال الكثير ( بكل تسبيحة صدقة 00 الخ ) قال القاضي يحتمل تسميتها صدقة أن لها أجرا كما للصدقة أجر وإن هذه الطاعات تماثل الصدقات في الأجور وسماها صدقة على طريق المقابلة وتجنيس الكلام وقيل معناه أنها صدقة على نفسه ( وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ) فيه إشارة إلى ثبوت حكم الصدقة في كل فرد من أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولهذا نكره والثواب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكثر منه في التسبيح والتحميد والتهليل لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية وقد يتعين ولا يتصور وقوعه نفلا والتسبيح والتحميد والتهليل نوافل ( وفي بضع أحدكم ) هو بضم الباء ويطلق على الجماع ويطلق على الفرج نفسه وكلاهما تصح إرادته هنا وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به أو طلب ولد صالح أو إعفاف نفسه أو إعفاف زوجته ومنعهما جميعا من النظر إلى حرام أو الفكر فيه أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة ( أجرا ) ضبطناه أجرا بالنصب والرفع وهما ظاهران ]
(2/697)
54 - ( 1007 ) حدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا معاوية ( يعني ابن سلام ) عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عبدالله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما من طريق الناس وأمر بمعروف أو نهي عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار
قال أبو توبة وربما قال يمسي
[ ش ( مفصل ) ملتقى العظمين في البدن ( عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى ) قد يقال وقع هنا إضافة ثلاثة إلى مائة مع تعريف الأول وتنكير الثاني والمعروف لأهل العربية عكسه وهو تنكير الأول وتعريف الثاني أما السلامى فبضم السين وتخفيف اللام وهو المفصل وجمعه سلاميات بفتح الميم وتخفيف الياء وفي القاموس السلامى كحبارى عظام صغار طول الإصبع في اليد والرجل وجمعه سلاميات ]
(2/698)
( 1007 ) وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثني معاوية أخبرني أخي زيد بهذا الإسناد مثله غير أنه قال أو أمر بمعروف وقال فإنه يمسي يومئذ
(2/698)
( 1007 ) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا يحيى بن كثير حدثنا علي ( يعني ابن المبارك ) حدثنا يحيى عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام قال حدثني عبدالله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y خلق كل إنسان بنحو حديث معاوية عن زيد وقال فإنه يمشي يومئذ
(2/698)
55 - ( 1008 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y على كل مسلم صدقة قيل أرأيت إن لم يجد ؟ قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال قيل أرأيت إن لم يستطع ؟ قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال قيل له أرأيت إن لم يستطع ؟ قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل ؟ قال يمسك عن الشر فإنها صدقة
[ ش ( أرأيت ) أي أخبرني ما حكم من لم يجد من لم يجد ما يتصدق به ( يعتمل ) الاعتمال افتعال من العمل ( يعين ذا الحاجة الملهوف ) الملهوف عند أهل اللغة يطلق على المتحسر وعلى المضطر وعلى المظلوم وقولهم يا لهف نفسي على كذا - كلمة يتحسر بها على ما فات ويقال لهف يلهف لهفا أي حزن وتحسر وكذلك التلهف ( يمسك عن الشر فإنها صدقة ) معناه صدقة على نفسه والمراد أنه إذا أمسك عن الشر لله تعالى كان له أجر على ذلك كما أن للمتصدق بالمال أجر ]
(2/699)
( 1008 ) وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا شعبة بهذا الإسناد
(2/699)
56 - ( 1009 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق بن همام حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس قال تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة قال والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة
[ ش ( تعدل بين الاثنين صدقة ) أي تصلح بينهما بالعدل ]
(2/699)
17 - باب في المنفق والممسك
(2/699)
57 - ( 1010 ) وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان ( وهو ابن بلال ) حدثني معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا
[ ش ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ) ما من يوم يعني ليس من يوم وكلمة من زائدة ويوم اسمه وقوله يصبح العباد فيه صفة يوم وقوله إلا ملكان مستثنى من متعلق محذوف وهو خبر ما والمعنى ليس يوم موصوف بهذا الوصف ينزل فيه أحد إلا ملكان يقولان كيت وكيت ( أعط منفقا خلفا ) قال العلماء هذا في الإنفاق في الطاعات ومكارم الأخلاق وعلى العيال والضيفان والصدقات ونحو ذلك بحيث لا يذم ولا يسمى سرفا والإمساك المذموم هو الإمساك عن هذا ]
(2/700)
18 - باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها
(2/700)
58 - ( 1011 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا وكيع حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى ( واللفظ له ) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y تصدقوا فيوشك الرجل يمشي بصدقته فيقول الذي أعطيها لو جئتنا بها الأمس قبلتها فأما الآن فلا حاجة لي بها فلا يجد من يقبلها
[ ش ( أعطيها ) أي عرضت عليه ]
(2/700)
59 - ( 1012 ) وحدثنا عبدالله بن براد الأشعري وأبو كريب محمد بن العلاء قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء وفي رواية ابن براد وترى الرجل
[ ش ( يلذن به ) معنى يلذن به أي ينتمين إليه ليقوم بحوائجهن ويذب عنهن كقبيلة بقي من رجالها واحد فقط وبقيت نساؤها فيلذن بذلك الرجل ليذب عنه ويقوم بحوائجهن ولا يطمع فيهن أحد بسببه وهو من لاذ به يلوذ لوذا ولياذا إذ التجأ إليه واستغاث ]
(2/700)
60 - ( 157 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( وهو ابن عبدالرحمن القارئ ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا
[ ش ( مروجا ) أي رياض ومزارع وقال بعضهم المرج هو الموضع الذي يرعى فيه الدواب ]
(2/700)
61 - ( 157 ) وحدثنا أبو الطاهر حدثنا أبو وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبله من صدقة ويدعي إليه الرجل فيقول لا أرب لي فيه
[ ش ( حتى يهم رب المال ) ضبطوه بوجهين أجودهما وأشهرهما بضم الياء وكسر الهاء ويكون رب المال منصوبا مفعولا والفاعل من وتقديره يحزنه ويهتم له والثاني يهم بفتح الياي وضم الهاء ويكون رب المال مرفوعا فاعلا وتقديره يهم رب المال من يقبل صدقته أي يقصده قال أهل اللغة يقال أهمه إذا أحزنه وهمه إذا أذابه ومنه قولهم همك ما أهمك أي أذابك الشي الذي أحزنك فأذهب شحمك وعلى الوجه الثاني هو من هم به إذا قصده ( لا أرب لي فيه ) أي لا حاجة ]
(2/700)
62 - ( 1013 ) وحدثنا واصل بن عبدالأعلى وأبو كريب ومحمد بن يزيد الرفاعي ( واللفظ لواصل ) قالوا حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا
[ ش ( تقيء الأرض أفلاذ كبدها ) الأفلاذ جمع فلذ ككتف والفلذ جمع فلذة وهي قطعة من الكبد مقطوعة طولا وخص الكبد لأنها من أطايب الجزور ومعنى الحديث أنها تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها ( أمثال الأسطوان ) جمع أسطوانة وهي السارية والعمود وشبهه بالأسطوانة لعظمه ( في هذا ) أي من أجل هذا وبسببه ]
(2/701)
19 - باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها
(2/701)
63 - ( 1014 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله
[ ش ( إلا أخذها الرحمن بيمينه ) كني عن قبول الصدقة بأخذها في الكف وعن تضعيف أجرها بالتربية ( فتربو ) أي تزيد قال تعالى وما أتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ( فلوه أو فصيله ) قال أهل اللغة الفلو المهرسمي بذلك لأنه فلي عن أمه أي فصل وعزل والفصيل ولد الناقة إذا فصل من أرضاع أمه فعيل بمعنى مفعول كجريح وقتيل بمعنى مجروح ومقتول وفي الفلو لغتان فصيحتان أفصحهما وأشهرهما فتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو والثانية كسر الفاء وإسكان اللام وتخفيف الواو ]
(2/702)
64 - ( 1014 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبدالرحمن القارئ ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y لا يتصدق أحد بتمرة من كسب طيب إلا أخذها الله بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو قلوصه حتى تكون مثل الجبل أو أعظم
[ ش ( أو قلوصه ) هي الناقة الفتية ولا يطلق على الذكر ]
(2/702)
( 1014 ) وحدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد ( يعني ابن زريع ) حدثنا روح بن القاسم ح وحدثنيه أحمد بن عثمان الأودي حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان ( يعني ابن بلال ) كلاهما عن سهيل بهذا الإسناد
وفي حديث روح من الكسب الطيب فيضعها في حقها وفي حديث سليمان فيضعها في موضعها
م ( 1014 ) وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب أحبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو حديث يعقوب عن سهيل
(2/702)
65 - ( 1015 ) وحدثني أو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا فضيل بن مرزوق حدثني عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } [ 23 / المؤمنون / الآية 51 ] وقال { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } [ 2 / البقرة / الآية 172 ] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمة حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟
[ ش ( إن الله طيب ) قال القاضي الطيب في صفة الله تعالى بمعنى المنزه عن النقائص وهو بمعنى القدوس وأصل الطيب الزكاة والطهارة والسلامة من الخبث ( ثم ذكر الرجل ) هذه الجملة من كلام الراوي والضمير فيه للنبي صلى الله عليه و سلم والرجل بالرفع مبتدأ مذكور على وجه الحكاية من لفظ رسول الله صلى الله عليه و سلم ويجوز أن ينصب على أنه مفعول ذكر ( وغذي ) بضم الغين وتخفيف الذال ]
(2/703)
20 - باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار
(2/703)
66 - ( 1016 ) حدثنا عون بن سلام الكوفي حدثنا زهير بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق عن عبدالله بن معقل عن عدي بن حاتم قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول
Y من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل
[ ش ( بشق ) الشق بكسر الشين نصفها وجانبها ]
(2/703)
67 - ( 1016 ) حدثنا علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن خرشم ( قال ابن الحجر حدثنا وقال الآخران أخبرنا عيسى بن يونس ) حدثنا الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولوبشق تمرة زاد ابن حجر قال الأعمش وحدثني عمرو بن مرة عن خثيمة مثله وزاد فيه ولو بكلمة طيبة وقال إسحاق قال الأعمش عن عمرو بن مرة عن خثيمة
[ ش ( ما منكم من أحد ) أي ما أحد منكم ( ترجمان ) بفتح التاء وضمها هو المعبر عن لسان بلسان ( أيمن منه ) أي إلى جانبه الأيمن ( أشأم منه ) أي إلى جانبه الأيسر ]
(2/703)
68 - ( 1016 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال
Y ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم النار فأعرض وأشاح ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح حتى ظننا أنه كأنما ينظر إليها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة ولم يذكر أبو كريب كأنما وقال حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش
[ ش ( وأشاح ) المشيح الحذر والجاد في الأمر وقيل المقبل إليك المانع لما وراء ظهره فيجوز أن يكون أشاح أحد هذه المعاني أي حذر النار كأنه ينظر إليها أو جد على الإيصاء باتقائها أو أقبل إليك في خطابه أو أعرض كالهارب وقال الخليل وغيره معناه نحاه وعدل به ]
(2/703)
( 1016 ) وحدثنا محمد بن المثنى وان بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي عن حاتم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثلاث مرار ثم قال
Y اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة
(2/703)
69 - ( 1017 ) حدثني محمد بن المثنى العنزي أخبرنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير عن أبيه قال
Y كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في صدر النهار قال فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلال فإذن وأقام فصلى ثم خطب فقال { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة } [ 4 / النساء / الآية 1 ] إلى آخر الآية { إن الله كان عليكم رقيبا } والآية التي في الحشر { اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله } [ 59 / الحشر / الآية 18 ] تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره ( حتى قال ) ولو بشق تمرة قال فجاء رجل من الانصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثبات رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
[ ش ( مجتابي النمار ) نصب على الحالية أي لابسيها خارقين أوساطها مقورين يقال اجتبت القميص أي دخلت فيه والنمار جمع نمرة وهي ثياب صوف فيها تنمير وقيل هي كل شملة مخططة من مآزر الأعراب كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض أراد أنه جاءه قوم لابسي أزر مخططة من صوف ( العباء ) بالمد وبفتح العين جمع عباءة وعباية لغتان نوع من الأكسية ( فتعمر ) أي تغير ( كومين ) هو بفتح الكاف وضمها قال القاضي ضبطه بعضهم بالفتح وبعضهم بالضم قال ابن سراج هو بالضم اسم لما كوم وبالفتح المرة الواحدة قال والكومة بالضم الصبرة والكوم العظيم من كل شيء والكوم المكان المرتفع كالرابية قال القاضي فالفتح هنا أولى لأن مقصوده الكثرة والتشبيه بالرابية ( يتهلل ) أي يستنير فرحا وسرورا ( مذهبة ) ضبطوه بوجهين أحدهما وهو المشهور وبه جزم القاضي والجمهور مذهبة والثاني ولم يذكر الحميدي في الجمع بين الصحيحين غيره مدهنة وقال القاضي عياض في المشارق وغيره من الأئمة هذا تصيحف وذكر القاضي وجهين في تفسيره أحدهما معناه فضة مذهبة فهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه والثاني شبهه في حسنه ونوره بالمذهبة من الجلود وجمعها مذاهب وهي شيء كانت العرب تصنعه من جلود وتجعل فيها خطوط مذهبة يرى بعضها إثر بعض ]
(2/704)
( 1017 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي قالا جميعا حدثنا شعبة حدثني عون بن أبي جحيفة قال سمعت المنذر بن جرير عن أبيه قال
Y كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم صدر النهار بمثل حديث ابن جعفر وفي حديث ابن معاذ من الزيادة قال ثم صلى الظهر ثم خطب
(2/704)
70 - ( 1017 ) حدثني عبيدالله بن عمر القواريري وأبو كامل ومحمد بن عبدالملك الأموي قالوا حدثنا أبو عوانة عن عبدالملك ابن عمير عن المنذر بن جرير عن أبيه قال
Y كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتاه قوم مجتابي النمار وساقوا الحديث بقصته وفيه فصلى الظهر ثم صعد منبرا صغيرا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الله أنزل في كتابه يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية
(2/704)
71 - ( 1017 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن موسى بن عبدالله بن يزيد وأبي الضحى عن عبدالرحمن ابن هلال العبسي عن جرير بن عبدالله قال
Y جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة فذكر بمعنى حديثهم
(2/704)
21 - باب الحمل أجرة يتصدق بها والنهي الشديد عن تنقيص المتصدق بقليل
(2/704)
72 - ( 1018 ) حدثني يحيى بن معين حدثنا غندر حدثنا شعبة ح وحدثنيه بشر بن خالد ( واللفظ له ) أخبرنا محمد ( يعني ابن جعفر ) عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن أبي مسعود قال أمرنا بالصدقة قال كنا نحامل قال فتصدق أبو عقيل بنصف صاع قال وجاء إنسان بشيء أكثر منه فقال المنافقون إن الله لغني عن صدقة هذا وما فعل هذا الآخر إلا رياء فنزلت { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم } [ 9 / التوبة / 79 ] ولم يلفظ بشر بالمطوعين
[ ش ( كنا نحامل ) معناه نحمل على ظهورنا بالأجرة ونتصدق من تلك الأجرة أو نتصدق بها كلها وقال ابن الأثير في تفسير المحاملة أي نحمل لمن يحمل لنا من المفاعلة أو هو من التحامل وهو تكلف الحمل على مشقة ]
(2/706)
( 1018 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثني سعيد بن الربيع ح وحدثنيه إسحاق بن منصور أخبرنا أبو داود كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد وفي حديث سعيد بن الربيع قال كنا نحامل على ظهورنا
(2/706)
22 - باب فضل المنيحة
(2/706)
73 - ( 1019 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به ألا رجل يمنح أهل بيت ناقة تغدو بعس إن أجرها لعظيم
[ ش ( يبلغ به ) معناه يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم أي يرفعه إليه ( ألا رجل يمنح أهل بيت الخ ) الجملة الفعلية صفة رجل وهو مبتدأ خبره جملة إن أجرها لعظيم ومعنى يمنح الخ يعطيهم ناقة يأكلون لبنها وينتفععون من وبرها مدة ثم يردونها إليه وتسمى الناقة المعطاة على هذا الوجه منيحة ومنحة ( تغدو بعس وتروح بعس ) أي تذهب تلك الناقة بملء عس لبنا وقت الصباح وتذهب بملء عس لبنا وقت المساء يعني يحلب من لبنها ملء إناء صباحا ومساء وهذه الجملة صفة مادحة للمنيحة والعس بالضم والتشديد القدح الكبير جمعه عساس كسهام وأعساس أقفال والقدح آنية تروي الرجلين ]
(2/707)
74 - ( 1020 ) حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا زكرياء بن عدي أخبرنا عبيدالله بن عمرو عن زيد عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهى فذكر خصالا وقال
Y من منح منيحة غدت بصدقة وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها
[ ش ( من منح منيحة ) مبتدأ وقوله غدت بصدقة خبره والضمير الراجع إلى الموصول محذوف تقديره غدت تلك المنيحة له ملتبسة بصدقة ( صبوحها وغبوقها ) الصبوح ما حلب من اللبن بالغداة والغبوق بالعشي قال القاضي عياض هما مجروران على البدل من قوله بصدقة ويصح نصبهما على الظرف ]
(2/707)
23 - باب مثل المنفق والبخيل
(2/707)
75 - ( 1021 ) حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عمرو وحدثنا سفيان بن عيينة قال وقال ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y مثل المنفق والمتصدق كمثل رجل عليه جبتان أو جنتان من لدن ثديهما إلى تراقيهما فإذا أراد المنفق ( وقال الآخر فإذا أراد المتصدق ) أن يتصدق سبغت عليه أو مرت وإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت عليه وأخذت كل حلقة موضعها حتى تجن بنانه وتعفو أثره قال فقال أبو هريرة فقال يوسعها فلا تتسع
[ ش ( مثل المنفق والمتصدق ) قال القاضي عياض وقع في هذا الحديث أوهام كثيرة من الرواة وتصحيف وتحريف وتقديم وتأخير ويعرف صوابه من الأحاديث التي بعده فمنها مثل المنفق والمتصدق وصوابه مثل المنفق والبخيل ومنها كمثل رجل وصوابه كمثل رجلين عليهما جنتان ومنها قوله جبتان أو جنتان وصوابه جنتان بالنون بلا شك والجنة الدرع ويدل عليه الحديث نفسه أي قوله فأخذت كل حلقة موضعها وقوله في الحديث الآخر جنتان من حديد ( سبغت عليه ) أي كملت واتسعت ( أو مرت ) قيل إن صوابه مدت بالدال بمعنى سبغت كما قال في الحديث الآخر انبسطت لكنه قد يصح مرت على نحو هذا المعنى والسابغ الكامل ( حتى تجن بنانه وتعفو أثره ) في هذا الكلام اختلال كثير لأن قوله تجن بنانه وتعفو أثره إنما جاء في المتصدق لا في البخيل وهو على ضد ما هو وصف البخيل من قوله قلصت كل حلقة موضعها وقوله يوسعها فلا تتسع وهذا من وصف البخيل فأدخله في وصف المتصدق فاختل الكلام وتناقض ومعنى يعفو أثره أي يمحي أثر مشيه بسبوغها وكمالها وهو تمثيل لنماء المال بالصدقة والإنفاق والبخل بضد ذلك ]
(2/708)
( 1021 ) حدثني سليمان بن عبيدالله أبو أيوب الغيلاني حدثنا أبو عامر ( يعني العقدي ) حدثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن أبي هريرة قال ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشي أنامله وتعفو أثره
وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة مكانها قال فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بإصبعه في جيبه فلو رأيته يوسعها ولا توسع
[ ش ( قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما ) أي ألجئت إليها ولصقت بها كأنها مغلولة إلى أعناقهما ( حتى تغشي أنامله ) أي تغطيها أو تسترها من غشيت الشيء إذا غطيته ( وتعفو أثره ) أي تمحو أثر مشيته وتطمسه لفضلها عن قامته يعني أن الصدقة تستر خطايا المتصدق كما يستر الثوب الذي يجر على الأرض أثر مشى لابسه بمرور الذيل عليه ( يقول بأصبعه في جيبه ) أي يدخلها فيه مشيرا إلى إرادة التوسيع بالاجتهاد فالقول فيه ليس على حقيقته بل هو مجاز عن الفعل ]
(2/708)
77 - ( 1021 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي عن وهيب حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جنتان من حديد إذا هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه حتى تعفى أثره وإذا هم البخيل بصدقة تقلصت عليه وانضمت يداه إلى تراقيه وانقبضت كل حلقة إلى صاحبتها قال فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y فيجهد أن يوسعها فلا يستطيع
(2/708)
24 - باب ثبوت أجر المتصدق وإن وقعت الصدقة في يد غير أهلها
(2/708)
78 - ( 1022 ) حدثني سويد بن سعيد حدثني حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
Y قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية قال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني قال اللهم لك الحمد على غني لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق على سارق فقال اللهم لك الحمد على زانية وعلى غني وعلى سارق فأتي فقيل له أما صدقتك فقد قبلت أما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها ولعل الغنى يعتبر فينفق مما أعطاه الله ولعل السارق يستعف بها عن سرقته
(2/709)
25 - باب أجر الخارق الأمين والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها غير مفسدة بإذن الصريح أو العرفي
(2/709)
79 - ( 1023 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو عامر الأشعري وابن نمير وأبو كريب كلهم عن أبي أسامة قال أبو عامر حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن جده أبي بريدة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y إن الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ ( وربما قال يعطى ) ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به - أحد المتصدقين
(2/710)
80 - ( 1024 ) حدثنا يحيى بن يحيى وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير قال يحيى أخبرنا جرير عن منصور عن شقيق عن مسروق عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا
(2/710)
( 1024 ) وحدثناه ابن أبي عمر حدثنا فضيل بن عياض عن منصور بهذا الإسناد وقال من طعام زوجها
(2/710)
81 - ( 1024 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا انفقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة كان لها أجرها وله مثله بما اكتسب ولها بما أنفقت وللخازن مثل ذلك من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا
[ ش ( شيئا ) هكذا وقع في جميع النسخ شيئا بالنصب فيقدر له ناصب فيحتمل أن يكون تقديره من غير أن ينقص الله من أجورهم شيئا ويحتمل أن يقدر من غير أن ينقص الزوج من أجر المرأة والخازن شيئا وجمع ضميرهما مجازا على قول الأكثرين إن أقل الجمع ثلاثة أو حقيقة على قول من قال أقل الجمع اثنان ]
(2/710)
( 1024 ) وحدثناه ابن نمير حدثنا أبي معاوية عن الأعمش بهذا إسناد نحوه
(2/710)
36 - باب ما أنفق العبد من مال مولاه
(2/710)
82 - ( 1025 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وزهير بن حرب جميعا عن حفص بن غياث قال ابن نمير حدثنا حفص عن محمد بن زيد عن عمير مولى آبي اللحم قال كنت مملوكا فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أأتصدق من مال موالي بشيء قال
Y نعم والأجر بينكما نصفان
(2/711)
83 - ( 1025 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم ( يعني ابن إسماعيل ) عن يزيد ( يعني ابن أبي عبيدة ) قال سمعت عميرا مولى آبي اللحم قال أمرني مولاي أن أقدد لحما فجاءني مسكين فأطعمته منه فعلم بذلك مولاي فضربني فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فدعاه فقال
Y لم ضربته ؟ فقال يعطي طعامي بغير أن آمره فقال الأجر بينكما
[ ش ( أن أقدد لحما ) من القد وهو الشق طولا ]
(2/711)
84 - ( 1026 ) حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه وما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن نصف أجره له
[ ش ( وبعلها شاهد ) أي مقيم في البلد ]
(2/711)
27 - باب من جمع الصدقة وأعمال البر
(2/711)
85 - ( 1027 ) حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى التجيبي ( واللفظ لأبي الطاهر ) قالا حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبدالله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان
قال أبو بكر الصديق يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم وأرجو أن تكون منهم
[ ش ( من أنفق زوجين ) قال القاضي قال الهروي في تفسير هذا الحديث قيل ما زوجان ؟ قال فرسان أو عبدان أو بعيران وقال ابن عرفة كل شيء قرن بصاحبه فهو زوج يقال زوجت بين الإبل إذا قرنت بعير ببعير وقيل درهم ودينار أو درهم وثوب قال والزوج يقع على الاثنين ويقع على الواحد وقيل إنما يقع على الواحد إذا كان معه آخر ويقع الزوج أيضا على الصنف وفسر بقوله تعالى وكنتم أزواجا ثلاثة ( نودي في الجنة الخ ) معناه لك هنا خير وثواب وغبطة وقيل معناه هذا الباب فيما نعتقده خير لك من غيره من الأبواب لكثرة ثوابه ونعيمه فتعال فادخل منه ولا بد من تقدير ما ذكرناه أن كل مناد يعتقد أن ذلك الباب أفضل من غيره ( فمن كان من أهل الصلاة الخ ) قال العلماء معناه من كان الغالب عليه في عمله وطاعته ذلك ( دعي من باب الريان ) قال العلماء سمي باب الريان تنبيها على أن العطشان بالصوم في الهواجر سيروى وعاقبته إليه وهو مشتق من الري ( ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ) من ضرورة اسم ما ومن زائدة استغراقية ]
(2/711)
( 1027 ) حدثني عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد قالوا حدثنا يعقوب ( وهو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا أبي عن صالح ح وحدثنا عبد بن حميد حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري بإسناد يونس ومعنى حديثه
(2/711)
86 - ( 1027 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا محمد بن عبدالله بن الزبير حدثنا شيبان ح وحدثني محمد بن حاتم ( واللفظ له ) حدثنا شبابة حدثني شيبان بن عبدالرحمن عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب أي فل هلم فقال أبو بكر يا رسول الله ذلك الذي لاتوى عليه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لأرجو أن تكون منهم
[ ش ( أي فل هلم ) هكذا ضبطناه أي فل بضم اللام وهو المشهور ولم يذكر القاضي وأخرون غيره قال القاضي معناه أي فلان فرخم ونقل إعراب الكلمة على إحدى اللغتين في الترخيم ( لا توى عليه ) أي لا هلاك ]
(2/711)
87 - ( 1028 ) حدثنا ابن أبي عمر حدثنا مروان ( يعني الفزاري ) عن يزيد ( وهو ابن كيسان ) عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا قال فمن تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر رضي الله عنه انا قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا قال فمن عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر رضي الله عنه أنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اجتمعن في أمريء إلا دخل الجنة
(2/713)
28 - باب الحث في الإنفاق وكراهة الإحصاء
(2/713)
88 - ( 1029 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص ( يعني ابن غياث ) عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y أنفقى ( أو انضحي أو انفحي ) ولا تحصي فيحصي الله عليك
[ ش ( أنفقي أو انضحي أو انفحي ولا تحصي ) معني انضحي وانفحي أعطي والنضح والنفح العطاء ويطلق النضح أيضا على الصب فلعله المراد هنا ويكون أبلغ من النفح والإحصاء الإحاطة بالشيء حصرا وعدا والمراد به هنا عدة للتبقية وادخارها للاعتداد به وترك النفقة منه في سبيل الله تعالى ]
(2/713)
( 1029 ) وحدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن أبي معاوية قال زهير حدثنا محمد بن خازم حدثنا هشام بن عروة عن عباد بن حمزة وعن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y انفحي ( أو انضحي أو أنفقي ) ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك
[ ش ( ولا توعي فيوعي الله عليك ) الإيعاء جعل الشيء في الوعاء وأصله الحفظ والمراد به هنا منع الفضل عمن افتقر إليه ومعنى فيحصي الله عليك ويوعي عليك أي يمنعك فضله ويقتر عليك كما منعت وقترت وهي من مجاز المقابلة وتجنيس الكلام كقوله تعالى ومكروا ومكر الله وقيل معني لا تحصي أي لا تعديه فتستكثريه فيكون سببا لانقطاع إنفاقك قال الأمام النووي معناه الحث على النفقة في الطاعة والنهي عن الإمساك والبخل وعن ادخار المال في الوعاء ]
(2/713)
( 1029 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام عن عباد بن حمزة عن أسماء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها نحو حديثهم
(2/713)
89 - ( 1029 ) وحدثني محمد بن حاتم وهارون بن عبدالله قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة أن عباد بن عبدالله بن الزبير أخبره عن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت
Y يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل على الزبير فهل على جناح أن أرضخ مما يدخل على ؟ فقال ارضخي ما استطعت ولا توعي فيوعي الله عليك
[ ش ( أرضخ ) الرضخ إعطاء شيء ليس بالكثير ( ارضخي ما استطعت ) معناه مما يرضي به الزبير وتقديره إن لك في الرضخ مراتب مباحة بعضها فوق بعض وكلها يرضاها الزبير فافعلي أعلاها أو يكون معناه ما استطعت مما هو ملك لك ]
(2/713)
29 - باب الحث على الصدقة ولو بالقليل ولا تمتنع من القليل لاحتقاره
(2/713)
90 - ( 1030 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا الليث بن سعد ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول
Y يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة
[ ش ( يا نساء المسلمات ) ذكر القاضي في إعرابه ثلاثة أوجه أصحها وأشهرها نصب النساء وجر المسلمات على الإضافة قال الباجي وبهذا رويناه عن جميع شيوخنا بالمشرق وهو من باب إضافة الشيء إلى نفسه والموصوف إلى صفته والأعم إلى الأخص كمسجد الجامع وجانب الغربي ولدار الآخرة ( ولو فرسن شاة ) قال أهل اللغة هو بكسر الفاء والسين وهو الظلف قالوا وأصله في الإبل وهو فيها مثل القدم في الإنسان قالوا ولا يقال إلا في الإبل ومرادهم أصله مختص بالإبل ويطلق على الغنم استعارة وهذا النهي عن الاحتقار نهي للمعطية المهدية ومعناه لا تمتنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها لا ستقلالها واحتقارها الموجود عندها بل تجود بما تيسر ولو كان قليلا كفرسن شاة وهو خير من العدم ]
(2/714)
30 - باب فضل إخفاء الصدقة
(2/714)
91 - ( 1031 ) حدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى جميعا عن يحيى القطان قال زهير حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيدالله أخبرني خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y سبعة يظلهم الله في ضله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ بعبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
[ ش ( يظلهم الله في ظله ) قال القاضي إضافة الظل إلى الله تعالى إضافة ملك وكل ظل فهو لله وملكه وخلقه وسلطانه والمراد هنا ظل العرش كما جاء في حديث آخر مبينا والمراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين ودنت منهم الشمس واشتد عليهم حرها وأخذهم العرق ولا ظل هناك لشيء إلا للعرش ( الإمام العادل ) قال القاضي هو كل من إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والحكام وبدأ به لكثرة مصالحه وعموم نفعه ( وشاب نشأ بعبادة الله ) هكذا هو في جميع النسخ نشأ بعبادة الله ومعناه نشأ متلبسا للعبادة أو مصاحبا لها أو ملتصقا بها ( ورجل معلق قلبه في المساجد ) هكذا هو في النسخ كلها في المساجد ومعناه شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه دوام القعود في المسجد ( ورجلان تحابا في الله ) معناه اجتمعا على حب الله وافترقا على حب الله أي كان سبب اجتماعهما حب الله واستمرا على ذلك حتى تفرقا من مجلسهما وهما صادقان في حب كل واحد منهما صاحبه لله تعالى حال اجتماعهما وافتراقهما ( ورجل دعته امرأة ) قال القاضي أخاف الله باللسان ويحتمل قوله في قلبه ليزجر نفسه وخص ذات المنصب والجمال لكثرة الرغبة فيها وعسر حصولها وهي جامعة للمنصب والجمال لاسيما وهي داعية إلى نفسها طالبة لذلك قد أغنت عن مشاق التوصل إلى مراودة ونحوها فالصبر عنها لخوف الله تعالى وقد دعت إلى نفسها مع جمعها المنصب والجمال من أكمل المراتب وأعظم الطاعات فرتب الله تعالى عليه أن يظله في ظله وذات المنصب هي ذات الحسب والنسب الشريف ومعنى دعته أي دعته إلى الزنا بها هذا هو الصواب في معناه ( ورجل تصدقة بصدقة ) هكذا وقع في جميع نسخ مسلم في بلادنا وغيرها وكذا نقله القاضي عن جميع روايات نسخ مسلم لا تعلم يمينه ما تنفق شماله والصحيح المعروف حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه هكذا رواه مالك في الموطأ والبخاري في صحيحه وغيرهما من الأئمة وهو وجه الكلام لأن المعروف في النفقة فعلها باليمين ]
(2/715)
( 1031 ) وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري ( أو عن أبي هريرة ) أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل حديث عبيدالله وقال ورجل معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه
(2/715)
31 - باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح
(2/715)
92 - ( 1032 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم ؟ فقال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان
[ ش ( وأنت صحيح شحيح ) قال الخطابي الشح أعم من البخل وكأن الشح جنس والبخل نوع وأكثر ما يقال البخل في أفراد الأمور والشح عام كالوصف اللازم وما هو من قبل الطبع قال فمعنى الحديث أن الشح غالب في حال الصحة فإذا سمح فيها وتصدق كان أصدق في نيته وأعظم لأجره بخلاف من أشرف على الموت وأيس من الحياة ورأى مصير المال لغيره فإن صدقته حينئذ ناقصة بالنسبة إلى حالة الصحة والشح ورجاء البقاء وخوف الفقر ( وتأمل الغنى ) أي تطمع فيه ( حتى إذا بلغت الحلقوم ) أي بلغت الروح والمراد قاربت بلوغ الحلقوم إذ لو بلغته حقيقة لم تصح وصيته ولا صدقته ولا شيء من تصرفاته ]
(2/716)
93 - ( 1032 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا ؟ فقال
Y أما وأبيك لتنبأنه أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان
(2/716)
( 1032 ) حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبدالواحد حدثنا عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد نحو حديث جرير غير أنه قال أي الصدقة أفضل
(2/716)
32 - باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى وأن اليد العليا هي المنفقة وأن السفلى هي الآخذة
(2/716)
94 - ( 1033 ) حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن نافع عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو على المنبر وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة
(2/717)
95 - ( 1034 ) حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن حاتم وأحمد بن عبدة جميعا عن يحيى القطان قال ابن بشار حدثنا يحيى حدثنا عمرو بن عثمان قال سمعت موسى بن طلحة يحدث أن حكيم بن حزام حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y أفضل الصدقة ( أو خير الصدقة ) عن ظهر غنى واليد العليا خيرا من اليد السفلى وابدأ بمن تعول
[ ش ( عن ظهر غنى ) معناه أفضل الصدقة ما بقي صاحبها بعدها مستغنيا بما بقي معه وتقديره أفضل الصدقة ما أبقت بعدها غنى يعتمده صاحبها ويستظهر به على مصالحه وحوائجه ]
(2/717)
96 - ( 1035 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد عن حكيم بن حزام قال سألت النبي صلى الله عليه و سلم فأعطاني ثم سالته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال
Y إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خيرا من اليد السفلى
[ ش ( خضرة حلوة ) شبهه في الرغبة فيه والميل إليه وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضراء الحلوة المستلذة فإن الأخضر مرغوب فيه على انفراده والحلو كذلك على انفراده فاجتماعهما أشد وفيه إشارة إلى عدم بقائه لأن الخضروات لا تبقى ولا تراد للبقاء ( بطيب نفس ) ذكر القاضي فيه احتمالين أظهرهما أنه عائد على الآخذ ومعناه من أخذه بغير سؤال ولا إشراف ولا تطلع بورك له فيه والثاني أنه عائد إلى الدافع ومعناه أنه من أخذ ممن يدفع منشرحا بدفعه إليه طيب النفس لا بسؤال اضطره إليه أو نحوه مما لا تطيب معه نفس الدافع ( بإشراف نفس ) قال العلماء إشراف النفس تطلعها إليه وتعرضها له وطمعها فيه ( كالذي يأكل ولا يشبع ) قيل هو الذي به داء لا يشبع بسببه وقيل يحتمل أن المراد التشبيه بالبهيمة الراعية ]
(2/717)
97 - ( 1036 ) حدثنا نصر بن علي الجهضمي وزهير بن حرب وعبد بن حميد قالوا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا شداد قال سمعت أبا أمامة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وأن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى
[ ش ( أن تبذل الفضل خير لك ) معناه إن بذلت الفاضل عن حاجتك وحاجة عيالك فهو خير لك لبقاء ثوابه وإن أمسكته فهو شر لك ( ولا تلام على كفاف ) معناه أن قدر الحاجة لا لوم على صاحبه ]
(2/718)
33 - باب النهي عن المسألة
(2/718)
98 - ( 1037 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب أخبرني معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عبدالله بن عامر اليحصبي قال سمعت معاوية يقول إياكم وأحاديث إلا حديثا كان في عهد عمر فإن عمر كان يخيف الناس في الله عز و جل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقول
Y من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فيبارك له فيه ومن أعطيته عن مسألة وشره كان كالذي يأكل ولا يشبع
[ ش ( إنما أنا خازن وفي الرواية الأخرى وإنما أنا قاسم ) معناه أن المعطي حقيقة هو الله تعالى ولست أنا معطيا إنما أنا خازن على ما عندي ثم أقسم ما أمرت بقسمته على حسب ما أمرت به فالأمور كلها بمشيئة الله تعالى وتقديره والإنسان مصرف مربوب ]
(2/718)
99 - ( 1038 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا سفيان عن عمرو عن وهب بن منبه عن أخيه همام عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته
[ ش ( لا تلحفوا في المسألة ) هكذا هو في بعض الأصول في المسألة ( في ) وفي بعضها بالباء وكلاهما صحيح والإلحاف الإلحاح ]
(2/718)
( 1038 ) حدثنا ابن أبي عمر المكي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار حدثني وهب بن منبه ( ودخلت عليه في داره بصنعاء فأطعمني من جوزة في داره ) عن أخيه قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فذكر مثله
[ ش ( من جوزة ) أي من شجرة ثمرها الجوز ]
(2/718)
100 - ( 1037 ) وحدثني حرملة بن يحييى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني حميد بن عبدالرحمن بن عوف قال سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو يخطب يقول إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم ويعطى الله
(2/718)
34 - باب المسكين الذيي لا يجد غنى ولا يفطن له فيتصدق عليه
(2/718)
101 - ( 1039 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة ( يعني الحزامي ) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان قالوا فما المسكين ؟ يا رسول الله قال الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يسأل الناس شيئا
[ ش ( ليس المسكين بهذا الطواف ) معناه المسكين الكامل المسكنة الذي هو أحق بالصدقة وأحوج إليها ليس هو هذا الطواف بل هو الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له ولا يسأل الناس وليس معناه نفي أصل المسكنة عن الطواف بل معناه نفي كمال المسكنة ( فما المسكين ) هكذا هو في الأصول كلها فما المسكين وهو صحيح لأن ما تأتي كثيرا لصفات من يعقل كقوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ]
(2/719)
102 - ( 1039 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل ( وهو ابن جعفر ) أخبرني شريك عن عطاء ابن يسار مولى ميمونة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y ليس المسكين بالذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان إنما المسكين المتعفف اقرؤا إن شئتم لا يسألون الناس إلحافا [ 2 / البقرة / الآية 273 ]
(2/719)
( 1039 ) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني شريك أخبرني عطاء بن يسار وعبدالرحمن بن أبي عمرة أنهما سمعا أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل حديث إسماعيل
(2/719)
35 - باب كراهة المسألة للناس
(2/719)
103 - ( 1040 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى بن عبدالأعلى عن معمر عن عبدالله بن مسلم أخي الزهري عن حمزة بن عبدالله عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم
[ ش ( مزعة لحم ) أي قطعة قال القاضي قيل معناه يأتي يوم القيامة ذليلا لا وجه له عند الله وقيل هو على ظاهره فيحشر ووجهه عظم لا لحم فيه عقوبة له وعلامة له بذنبه حين طلب وسأل بوجهه ]
(2/720)
( 1040 ) وحدثني عمرو الناقد حدثني إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا معمر عن أخي الزهري بهذا الإسناد مثله ولم يذكر مزعة
(2/720)
104 - ( 1040 ) حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني الليث عن عبيدالله بن أبي جعفر عن حمزة بن عبدالله بن عمر أنه سمع أباه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم
(2/720)
105 - ( 1041 ) حدثنا أبو كريب وواصل بن عبدالأعلى قالا حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر
[ ش ( تكثرا ) هو مفعول له أي ليكثر ماله لا للاحتياج ]
(2/720)
106 - ( 1042 ) حدثني هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن بيان أبي بشر عن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به من الناس خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى وابدأ بمن تعول
(2/721)
( 1042 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثني قيس بن أبي حازم قال أتينا أبا هريرة فقال قال النبي صلى الله عليه و سلم
Y والله لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيبيعه ثم ذكر بمثل حديث بيان
(2/721)
107 - ( 1042 ) حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبدالأعلى قالا حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى عبدالرحمن بن عوف أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لأن يحتزم أحدكم حزمة من حطب فيحملها على ظهره فيبيعها خير له من أن يسأل رجلا يعطيه أو يمنعه
(2/721)
108 - ( 1043 ) حدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي وسلمة بن شبيب ( قال سلمة حدثنا وقال الدارمي أخبرنا مروان وهو ابن محمد الدمشقي ) حدثنا سعيد ( وهو ابن عبدالعزيز ) عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي مسلم الخولاني قال حدثني الحبيب الأمين أما هو فحبيب إلي وأما هو عندي فأمين عوف بن مالك الأشجعي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال
Y ألا تبايعون رسول الله ؟ وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله ؟ فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك ؟ قال على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا ( وأسر كلمة خفية ) ولا تسألوا الناس شيئا فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه
(2/721)
36 - باب من تحل له المسألة
(2/721)
109 - ( 1044 ) حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن هارون بن رياب حدثني كنانة بن نعيم العدوي عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أسأله فيها فقال
Y أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها قال ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ( أو قال سدادا من عيش ) ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ( أو قال سدادا من عيش ) فما سواهن من المسألة ياقبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا
[ ش ( تحملت حمالة ) الحمالة هي المال الذي يتحمله الإنسان أي يستدينه ويدفعه في إصلاح ذات البين كالإصلاح بين قبيلتين ونحو ذلك ( حتى يصيبها ثم يمسك ) أي إلى أن يجد الحمالة ويؤدي ذلك الدين ثم يمسك نفسه عن السؤال ( ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله ) قال ابن الأثير الجائحة هي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها وكل مصيبة عظيمة واجتاحت أي أهلكت ( قواما من عيش ) أي إلى أن يجد ما تقوم به حاجته من معيشة ( سدادا من عيش ) القوام والسداد بمعنى واحد وهو ما يغنى من الشيء وما تسد به الحاجة وكل شيء سددت به شيئا فهو سداد ومنه سداد الثغر وسداد القارورة وقولهم سداد من عوز ( فاقة ) أي فقر وضرورة بعد غنى ( حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه ) هكذا هو في جميع النسخ حتى يقوم ثلاثة وهو صحيح أي يقومون بهذا الأمر فيقولون لقد أصابته فاقة والحجا مقصور وهو العقل وإنما قال صلى الله عليه و سلم من قومه لأنهم من أهل الخبرة بباطنه والمال مما يخفى في العادة فلا يعلمه إلا من كان خبيرا بصاحبه ( سحتا يأكلها صاحبها ) هكذا هو في جميع النسخ سحتا وفيه إضمار أي أعتقده سحتا أو يؤكل سحتا والسحت هو الحرام ]
(2/722)
37 - باب إباحة الأخذ لمن أعطى من غير مسألة ولا إشراف
(2/722)
110 - ( 1045 ) وحدثنا هارون بن معروف حدثنا عبدالله بن وهب ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
Y قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا فقلت أعطه أفقر إليه مني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم خذه وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك
[ ش ( غير مشرف ) أي غير متطلع إليه ولا طامع فيه ( فلا تتبعه نفسك ) أي فلا تجعل نفسك تابعة له ]
(2/723)
111 - ( 1045 ) وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعطي عمرو بن الخطاب رضي الله عنه العطاء فيقول له عمر أعطه يا رسول الله أفقر إليه مني فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y خذه فتموله أو تصدق به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك قال سالم فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا أعطيه
[ ش ( فتموله ) أي اجعله لك مالا ]
(2/723)
( 1045 ) وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب قال عمرو وحدثني ابن شهاب بمثل ذلك عن السائب بن يزيد عن عبدالله بن السعدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
(2/723)
112 - ( 1045 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن بكير عن بسر بن سعيد عن ابن الساعدي المالكي أنه قال
Y استعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة فلما فرغت منها وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت إنما عملت لله و أجري على الله فقال خذ ما أعطيت فإني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فعملني فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق
[ ش ( استعملني ) أي جعلني عاملا على الصدقة أي على أخذها وجمعها ( بعمالة ) أجرة العمل ( فعملني ) أي أعطاني عمالتي وأجرة عملي ]
(2/723)
( 1045 ) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن ابن السعدي أنه قال استعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة بمثل حديث الليث
(2/723)
38 - باب كراهة الحرص على الدنيا
(2/723)
113 - ( 1046 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y قلب الشيخ شاب على حب اثنتين حب العيش والمال
[ ش ( قلب الشيخ شاب 00 الخ ) هذا مجاز واستعارة ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم في ذلك كاحتكام قوة الشاب في شبابه ]
(2/724)
114 - ( 1046 ) وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال
(2/724)
114 - ( 1047 ) وحدثني يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد كلهم عن أبي عوانة قال يحيى أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر
[ ش ( وتشب منه اثنتان ) هو بمعنى قلب الشيخ شاب الخ ( الحرص على المال والحرص على العمر ) إنما لم تنكسر هاتان الخصلتان لأن الإنسان مجبول على حب الشهوات كما قال تعالى { زين للناس حب الشهوات } الآية والشهوة إنما تنال بالمال والعمر ]
(2/724)
( 1047 ) وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس ان نبي الله صلى الله عليه و سلم قال بمثله
م ( 1047 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم بنحوه
(2/724)
39 - باب لو أن لابن آدم واديين لا بتغى ثالثا
(2/724)
116 - ( 1048 ) حدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو عوانة ) عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب
[ ش ( ولا يملأ جوف ابن لآدم إلا التراب ) معناه أنه لا يزال حريصا على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره ( ويتوب الله على من تاب ) معناه أن الله يقبل التوبة من الحرص المذموم وغيره من المذمومات ]
(2/725)
( 1048 ) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( فلا أدرى أشيء أنزل أم شيء كان يقوله ) بمثل حديث أبي عوانة
[ ش ( فلا أدرى أشيء أنزل ) أي أمن القرآن هو أنزله الله سبحانه أم هو من عند رسوله عله الصلاة والسلام كان يقوله ]
(2/725)
117 - ( 1048 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب
(2/725)
118 - ( 1049 ) وحدثني زهير بن حرب وهارون بن عبدالله قالا حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب أن يكون إليه مثله ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب
قال ابن عباس فلا أدرى أمن القرآن هو أم لا
وفي رواية زهير قال فلا أدرى أمن القرآن لم يذكر ابن عباس
(2/725)
119 - ( 1050 ) حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال
Y بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب كنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون } فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها ييوم القيامة
[ ش ( ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم ) الأمد الغاية والمدة والقسوة غلظ القلب وفيه تلميح إلى قوله تعالى في سورة الحديد فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ( المسبحات ) هي من السور ما افتتح بسبحان وسبح ويسبح وسبح اسم ربك ]
(2/726)
40 - باب ليس الغني عن كثرة العرض
(2/726)
120 - ( 1051 ) حدثنا زهير بن حرب وابن نمير قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس
[ ش ( العرض ) هو متاع الدنيا ومعنى الحديث الغنى المحمود غنى النفس وشبعها وقلة حرصها لا كثرة المال مع الحرص على الزيادة لأن من كان طالبا للزيادة لم يستغن بما معه فليس له غنى ]
(2/726)
41 - باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا
(2/726)
121 - ( 1052 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا الليث بن سعد ح وحدثنا قتيبة بن سعيد ( وتقاربا في اللفظ ) قال حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عياض بن عبدالله بن سعد أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول
Y قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فخطب الناس فقال لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا فقال رجل يا رسول الله أيأتي الخير بالشر ؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعة ثم قال كيف قلت ؟ قال قلت يا رسول الله أيأتي الخير بالشر ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس ثلطت أو بالت ثم اجترت فعادت فأكلت فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع
[ ش ( أيأتي الخير بالشر ) أي أيستجلب الخير الشر يعني أن ما يحصل لنا من الدنيا خير إذا كان من جهة مباحة فهل يترتب عليه شر ؟ ( إن الخير لا يأتي إلا بخير ) أي أن الخير الحقيقي لا يأتي إلا بالخير ولكن ليست هذه الزهرة بخير لما تؤدي إليه من الفتنة والمنافسة والاشتغال بها عن كمال الإقبال على الآخرة ( أو خير هو ) معناه أن هذا الذي يحصل لكم من زهرة الدنيا ليس بخير وإنما هو فتنة ( إن كل ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم ) معناه أن نبات الربيع وخضره يقتل حبطا بالتخمة لكثرة الأكل أو يقارب القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعو إليه الحاجة وتحصل به الكفاية المقتصدة فإنه لا يضر وهكذا المال هو كنبات الربيع مستحسن تطلبه النفوس وتميل إليه فمنهم من يستكثر منه ويستغرق فيه غير صارف له في وجوهه فهذا يهلكه أو يقارب إهلاكه ومنهم من يقتصد فيه فلا يأخذ إلا ييسيرا وإن أخذ كثيرا فرقه في وجوهه كما تثلطه الدابة فهذا لا يضره هذا مختصر معنى الحديث ( حبطا ) أي تخمة وهي امتلاء البطن وانتفاخه من الإفراط في الأكل ( و يلم ) أي يقارب الإهلاك ( إلا آكلة الخضر ) أي إلا الماشية التي تأكل الخضر وهي البقول التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول ويبسها قال في النهاية الخضر نوع من بقول ليس من أحرارها وجيدها ( امتلأت خاصرتاها ) أي امتلأت شبعا وعظم جنباها ( استقبلت الشمس ) أي بركت وقعدت مستقبلة عين الشمس ( ثلطت ) ثلط البعير يثلط إذا ألقي رجيعا سهلا رقيقا ( اجترت ) أي أخرجت الجرة وهي ما تخرجه الماشية من كرشها لتمضغه ثم تبلعه تستمرئ بذلك ما أكلت وقال ابن الأثير في النهاية ضرب في هذا الحديث مثلين أحدهما للمفرط في جمع الدنيا والمنع من حقها والآخر للمقتصد في أخذها والنفع بها فقوله إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم فإنه مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها وذلك أن الربيع ينبت أحرار البقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الإحتمال فتنشق أمعاؤها من ذلك فتهلك أو تقارب الهلاك وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويمنعها مستحقها قد تعرض للهلاك في الآخرة بدخول النار وفي الدنيا بأذى الناس له وحسدهم إياه وغير ذلك من أنواع الأذى وأما قوله إلا أكلة الخضر فإنه مثل للمقتصد وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي الأمطار فتحسن وتنعم ولكنه من البقول التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول ويبسها حيث لا تجد سواها فلا ترى الماشية تكثر من أكلها ولا تستمريها فضرب أكلة الخضر من المواشي مثلا لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها فهو بنجوة من وبالها كما نجت آكلة الخضر ذلك أنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس تستمري بذلك ما أكلت وتجتر وتثلط فإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط وإنما تحبط الماشية لأنها تمتلئ بطونها ولا تثلط ولا تبول فتنتفخ أجوافها فيعرض لها المرض فتهلك وأراد بزهرة الدنيا حسنها وبهجتها وبركات الأرض ثمارها وما يخرج من نباتها ]
(2/727)
122 - ( 1052 ) حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا قالوا وما زهرة الدنيا ؟ يا رسول الله قال بركات الأرض قالوا يا رسول الله وهل يأتي الخير بالشر ؟ قال لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير إن كل ما أنبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها تأكل حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس ثم اجترت وبالت وثلطت ثم عادت فأكلت إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع
[ ش ( إن هذا المال خضرة حلوة ) قال الحافظ في الفتح وقال ابن الأنباري قوله المال خضرة حلوة ليس هو صفة المال وإنما هو للتشبيه كأنه قال المال كالبقلة الخضراء الحلوة ]
(2/727)
123 - ( 1052 ) حدثني علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن ابراهيم عن هشام صاحب الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال ابن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل أو يأتي الخير بالشر ؟ يا رسول الله قال فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل له ما شأنك ؟ تكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يكلمك ؟ قال ورأينا أنه ينزل عليه فأفاق يمسح عنه الرحضاء وقال إن هذا السائل ( وكأنه حمده ) فقال إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا أكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطي منه المسكين واليتيم وابن السبيل ( أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ) وإنه من يأخذه بغيرحقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة
[ ش ( الرحضاء ) أي العرق من الشدة وأكثر ما يسمى به عرق الحمى ( إن هذا السائل ) هكذا هو في بعض النسخ وفي بعضها أبن وفي بعضها أنى وفي بعضها أي وكله صحح فمن قال أن وأنى فهما بمعنى ومن قال إن فمعناه والله أعلم إن هذا هو السائل الممدوح الحاذق الفطن ولهذ قال وكأنه حمده ومن قال أي فمعناه أيكم فحذف الكاف والميم ]
(2/727)
42 - باب فضل التعفف والصبر
(2/727)
124 - ( 1053 ) حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري
Y أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفذ ما عنده قال ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يصبر يصبره الله وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر
[ ش ( خير وأوسع من الصبر ) هكذا هو في جميع نسخ مسلم خير مرفوع وهو صحيح وتقديره هو خير ]
(2/729)
( 1053 ) حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحوه
(2/729)
43 - باب في الكفاف والقناعة
(2/729)
125 - ( 1054 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو عبدالرحمن المقري عن سعيد بن أبي أيوب حدثني شرحبيل ( وهو ابن شريك ) عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه
[ ش ( كفافا ) قال في النهاية الكفاف هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة إليه وهو نصب على الحال ]
(2/730)
126 - ( 1055 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وأبو سعيد الأشج قالوا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه كلاهما عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا
[ ش ( قوتا ) قال أهل اللغة والعربية القوت ما يسد الرمق ]
(2/730)
44 - باب إعطاء من يسأل بفحش وغلظة
(2/730)
127 - ( 1056 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن ابراهيم الحنظلي ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير ) عن الأعمش عن أبي وائل عن سلمان بن ربيعة قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
Y قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم قسما فقلت والله يا رسول الله لغير هؤلاء كان أحق به منهم قال إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني فلست بباخل
(2/730)
128 - ( 1057 ) حدثني عمرو الناقد حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال سمعت مالكا ح وحدثني يونس بن عبدالأعلى ( واللفظ له ) أخبرنا عبدالله بن وهب حدثنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال
Y كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فضحك ثم أمر له بعطاء
[ ش ( نجراني ) منسوب إلى نجران موضع بين الحجاو واليمن ( فجبذه ) جبذ وجذب لغتان مشهورتان وقوله فجاذبه في الرواية الثانية بمعنى جبذه ]
(2/730)
( 1057 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث حدثنا همام ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار ح وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي كلهم عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الحديث
وفي حديث عكرمة بن عمار من الزيادة قال ثم جبذه إليه جبذة رجع نبي الله صلى الله عليه و سلم في نحر الأعرابي
وفي حديث همام فجاذبه حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( رجع نبي الله صلى الله عليه و سلم في نحر الأعرابي ) النحر أعلى الصدر أي استقبل صلى الله عليه و سلم نحره استقبالا تاما ولم يتأثر من سوء أدبه ( حتى انشق البرد ) قال القاضي يحتمل أنه على ظاهره وأن الحاشية انقطعت وبقت في العنق ويحتمل أن يكون معناه بقي أثرها لقوله في الرواية الأخرى أثرت بها حاشية الرداء ]
(2/730)
129 - ( 1058 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبية ولم يعطي مخرمة شيئا فقال مخرمة
Y يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلقت معه قال ادخل فادعه لي قال فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال خبأت هذا لك قال فنظر إليه فقال رضي مخرمة
[ ش ( أقبية ) مفردها قباء وهو ثوب يلبس فوق الثياب ]
(2/731)
130 - ( 1058 ) حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني حدثنا حاتم بن وردان أبو صالح حدثنا أيوب السختياني عن عبدالله ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم أقبية فقال لي أبي مخرمة
Y انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا قال فقام أبي على الباب فتكلم فعرف النبي صلى الله عليه و سلم صوته فخرج ومعه قباء وهو يريه محاسنه وهو يقول خبأت هذا لك خبأت هذا لك
(2/731)
باب اعطاء من يخاف على إيمانه
(2/731)
131 - ( 150 ) حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب ( وهو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عامر بن سعد عن أبيه سعد أنه أعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم رهطا وأنا جالس فيهم قال
Y فترك رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فساورته فقلت يا رسول الله مالك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه
وفي حديث الحلواني تكرار القول مرتين
[ ش ( أنه أعطي ) هكذا هو في النسخ وهو صحيح وتقديره قال أعطى فحذف لفظة قال معنى هذا الحديث أن سعدا رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي ناسا ويترك من هو أفضل منهم في الدين وظن أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يعلم حال هذا الإنسان المتروك فأعلمه به وحلف أنه علمه مؤمنا فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أو مسلما فلم يفهم منه النهي عن الشفاعة فيه مرة أخرى فسكت ثم رآه يعطي من هو دونه بكثير فغلبه ما يعلم من حسن حال ذلك الإنسان فقال يا رسول الله مالك عن فلان ؟ تذكيرا وجوز أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم هم بعطائه من المرة الأولى ثم نسيه فأراد تذكيره وهكذا المرة الثالثة إلى أن أعلمه النبي صلى الله عليه و سلم أن العطاء ليس هو على حسب الفضائل في الدين فقال صلى الله عليه و سلم إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي مخافة أن يكبه الله في النار معناه أني أعطي ناسا مؤلفة في إيمانهم ضعف لو لم أعطهم كفروا فيكبهم الله في النار وأترك أقواما هم أحب إلي من الذين أعطيتهم ولا أتركهم احتقارا لهم ولا لنقص دينهم ولا إهمالا لجانبهم بل أكلهم إلى ما جعل الله في قلوبهم من النور والإيمان التام وأثق بأنهم لا يتزلزل إيمانهم لكماله ( وهو أعجبهم إلي ) أي أفضلهم عندي ( فساورته ) أي فكلمته سرا دون جهر تأدبا معه صلى الله عليه و سلم ]
(2/731)
( 150 ) حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان ح وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن أخي بن شهاب ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر كلهم عن الزهري بهذا الإسناد على معنى حديث صالح عن الزهري
م ( 150 ) حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال سمعت محمد بن سعد يحدث بهذا الحديث يعني حديث الزهري الذي ذكرنا فقال في حديثه
Y فضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده بين عنقي وكتفي ثم قال أقتالا ؟ أي سعد إني لأعطي الرجل
[ ش ( أقتالا أي سعد ) أي أتدافع مدافعة وتكابرني يا سعد شبه تكريره بعد التنبيه بالقتال ]
(2/731)
46 - باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوى إيمانه
(2/731)
123 - ( 1059 ) حدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أنس بن مالك
Y أن أناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازان ما أفاء فطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم
قال أنس بن مالك فحدث ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم من قولهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
Y ما حديث بلغني عنكم ؟ فقال له فقهاء الأنصار أما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما أناس منا حديثه أسنانهم قالوا يغفر الله لرسوله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله ؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به فقالوا بلى يا رسول الله قد رضينا قال فإنكم ستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض قالوا سنصبر
[ ش ( حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء ) أي حين جعل الله من أموالهم ما جعله فيئا على رسوله وهو من الغنيمة مالا تلحقه مشقة وهوازن قبيلة ( في قبة من آدم ) القبة من الخيام بيت صغير مستدير وهو من بيوت العرب ومن أدم معناه من جلود وهو جمع أديم بمعنى الجلد المدبوغ ويجمع أيضا على أدم ( أتألفهم ) أي أستميل قوبهم بالإحسان ليثبتوا على الإسلام رغبة في المال وكان النبي صلى الله عليه و سلم يعطي المؤلفة من الصدقات وكانوا أشراف العرب فمنهم من كان يعطيه دفعا لأذاه ومنهم من كان يعطيه طمعا في إسلامه وإسلام نظرائه وأتباعه ومنهم من كان يعطيه ليثبت على إسلامه لقرب عهده بالجاهلية ( رحالكم ) أي منازلكم ( أثرة شديدة ) فيها لغتان أحداهما ضم الهمزة وإسكان الثاء وأصحهما وأشهرهما بفتحهما جميعا والأثرة الاستئثار بالمشترك أي يستأثر عليكم ويفضل عليكم غيركم بغير حق ]
(2/733)
( 1059 ) حدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب ( وهو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني أنس بن مالك أنه قال
Y لما أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن واقتص الحديث بمثله غير أنه قال قال أنس فلم نصبر وقال فأما أناس حديثة أسنانهم
(2/733)
( 1059 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال أخبرني أنس بن مالك وساق الحديث بمثله إلا أنه قال قال أنس قالوا نصبر كرواية يونس عن الزهري
(2/733)
133 - ( 1059 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال
Y جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم الأنصار فقال أفيكم أحد من غيركم ؟ فقالوا لا إلا ابن أخت لنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن ابن أخت القوم منهم فقال إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة وإني أرادت أن أجبرهم وأتألفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله إلى بيوتكم ؟ لو سلك الناس واديا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار
[ ش ( حديث عهد بجاهلية ) أي كانوا قريب عهد بجاهلية يعني أن زمانهم قريب من زمان الكفر قال الحافظ ابن حجر وقع بالإفراد في الصحيحين والمعروف حديثو عهد وفعيل يستوي فيه الإفراد وغيره ( أجبرهم ) أي أفعل معهم ما ينجبر به خاطرهم وينسيهم مصيبتهم ( وسلك الأنصار شعبا ) قال الخليل الشعب هو ما انفرج بين جبلين وقال ابن السكيت هو الطريق في الجبل ]
(2/733)
134 - ( 1059 ) حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أنس بن مالك قال
Y لما فتحت مكة قسم الغنائم في قريش فقالت الأنصار إن هذا لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دمائهم وإن غنائمنا ترد عليهم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمعهم فقال ما الذي بلغني عنكم ؟ قالوا هو الذي بلغك وكانوا لا يكذبون قال أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم وترجعون برسول الله إلى بيوتكم ؟ لو سلك الناس واديا أو شعبا وسلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار
(2/733)
135 - ( 1059 ) حدثنا محمد بن المثنى وإبراهيم بن محمد بن عرعرة ( يزيد أحدهما على الآخر الحرف بعد الحرف ) قالا حدثنا معاذ ابن معاذ حدثنا ابن عون عن هشام بن زيد بن أنس عن أنس بن مالك قال
Y لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان بذراريهم ونعمهم ومع النبي صلى الله عليه و سلم يومئذ عشرة آلاف ومعه الطلقاء فأدبروا عنه حتى بقي وحده قال فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما شيئا قال فالتفت عن يمينه فقال يا معشر الأنصار فقالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك قال ثم التفت عن يساره فقال يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك قال ثم التفت عن يساره فقال يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك قال وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال أنا عبدالله ورسوله فانهزم المشركون وأصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم غنائم كثيرة فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا فقالت الأنصار إذا كانت الشدة فنحن ندعى وتعطي الغنائم غيرنا فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم ؟ فسكتوا فقال
يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم ؟
قالوا بلى يا رسول الله رضينا قال فقال
لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار
قال هشام فقلت يا أبا حمزة أنت شاهد ذاك ؟ قال وأين أغيب عنه ؟
[ ش ( ونعمهم ) النعم واحد الأنعام وهي الأموال الراعية وأكثر ما يقع على الإبل قال القسطلاني وكانت عادتهم إذا أرادوا التثبت في القتال استصحاب الأهالي وثقلهم معهم إلى موضع القتال ( ومعهم الطلقاء ) يعني مسلمة الفتح الذين من عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح فلم يأسرهم ولم يقتلهم وهو جمع طليق ( فأدبروا عنه ) أي ولوا عنه أدبارهم وما أقبلوا على العدو معه حتى بقي صلى الله عليه و سلم وحده ( تحوزونه ) في المصباح وكل من ضم إلى نفسه شيئا فقد حازه ]
(2/733)
136 - ( 1059 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ وحامد بن عمر ومحمد بن عبدالأعلى قال ابن معاذ حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال
Y حدثني السميط عن أنس بن مالك قال افتتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت قال فصفت الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء من وراء ذلك ثم صفت الغنم ثم صفت النعم قال ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد قال فجعلت خيلنا تلوى خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس قال فنادى رسول الله صلى الله عليه و سلم يال المهاجرين يال المهاجرين ثم قال يال الأنصار يال الأنصار قال قال أنس هذا حديث عمية قال قلنا لبيك يا رسول الله قال فتقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فايم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله قال فقبضنا ذلك المال ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا قال فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي الرجل المائة من الإبل ثم ذكر باقي الحديث كنحو حديث قتادة وأبي التياح وهشام ابن زيد
[ ش ( قد بلغنا ستة آلاف ) قال القاضي هذا وهم من الراوي عن أنس والصحيح ما جاء في الرواية الأولى عشرة آلاف ومعه الطلقاء لأن المشهور في كتب المغازي أن المسلمين كانوا يومئذ اثني عشر ألفا عشرة آلاف شهدوا الفتح وألفان من أهل مكة ومن انضاف إليهم ( وعلى مجنبة ) قال شمر المجنبة هي الكتيبة من الخيل التي تأخذ جانب الطريق وهما مجنبتان ميمنة وميسرة بجانبي الطريق والقلب بينهما ( فجعلت خيلنا تلوى ) هكذا هو في أكثر النسخ تلوى وفي بعضها تلوذ وكلاهما صحيح أي فجعلت فرساننا يثنون أفراسهم ويعطفونها خلف ظهورنا ( يال المهاجرين يال المهاجرين ثم قال يال الأنصار يال الأنصار ) هكذا هو في جميع النسخ في المواضع الأربعة يال بلام مفصولة مفتوحة والمعروف وصلها بلام التعريف التي بعدها وهي لام الجر إلا أنها تفتح في المستغاث به فرقا بينها وبين مستغاث له فيقال يا لزيد لعمرو بفتح في الأولى وكسر في الثانية ( هذا حديث عمية ) هذه اللفظة ضبطوها في صحيح مسلم على أوجه أحدها عمية قال القاضي كذا روينا هذا الحرف عن عامة شيوخنا وفسر بالشدة والثاني عمية والثالث عميه أي حدثني به عمى وقال القاضي على هذا الوجه معناه عندى جماعتي أي هذا حديثهم قال صاحب العين العم الجماعة قال القاضي وهذا أشبه بالحديث والوجه الرابع كذلك إلا أنه بتشديد الياء وهو الذي ذكره الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحين وفسره بعمومتى أي حديث فضل أعمامي أو هذا الحديث الذي حدثني به أعمامي كأنه حدث بأول الحديث عن مشاهدة ثم لعله لم يضبط هذا الموضع لتفرق الناس فحدثه به من شهده من أعمامه أو جماعته الذين شهدوه ]
(2/733)
137 - ( 1060 ) حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان عن عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن رافع ابن خديج قال
Y أعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك فقال عباس بن مرداس
أتجعل نهـبى ونهب العبيـ ... ـد بيـن عيينـة والأقرع ؟
فما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع
وماكنت دون امرئ منهما ... ومن تخفض اليوم لا يرفع
قال فأتم له رسول الله صلى الله عليه و سلم مائة
[ ش ( ونهب العبيد ) النهب الغنيمة والعبيد اسم فرسه ( يفوقان مرداس ) هكذا هو في جميع الروايات مرداس غير مصروف وهو حجة لمن جوز ترك الصرف بعلة واحدة وأجاب الجمهور بأنه في ضرورة الشعر ]
(2/737)
138 - ( 1060 ) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا ابن عيينة عن عمر بن سعيد بن مسروق بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه و سلم قسم غنائم حنين فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة من الإبل وساق الحديث بنحوه وزاد وأعطى علقمة بن علاثة مائة
(2/737)
( 1060 ) وحدثنا مخلد بن خالد الشعيري حدثنا سفيان حدثني عمر بن سعيد بهذا الإسناد ولم يذكر في الحديث علقمة بن علاثة ولا صفوان بن أمية ولم يذكر الشعر في حديثه
(2/737)
139 - ( 1061 ) حدثنا سريج بن يونس حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن عباد بن تميم عن عبدالله بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما فتح حنينا قسم الغنائم فأعطى المؤلفة قلوبهم فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ؟ وعالة فأغناكم الله بي ؟ ومتفرقين فجمعكم الله بي ؟ ويقولون الله ورسوله أمن فقال ألا تجيبوني ؟ فقالوا الله ورسوله أمن فقال أما إنكم لوشئتم أن تقولوا كذا وكذا وكان من الأمر كذا وكذا لأشياء عددها زعم عمرو أن لا يحفظها فقال ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل وتذهبون برسول الله إلى رحالكم ؟ الأنصار شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
[ ش ( أن يصيبوا ما أصاب الناس ) أي أن يجدوا ما وجد الناس من القسمة ( عالة ) أي فقراء جمع عائل وهو جمع مطرد في الأجوف الثلاثي ( ومتفرقين ) يعني متدابرين يعادي بعضكم بعضا كما قال تعالى إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم الآية ( بالشاء ) هو جمع شاة كشياه وهي الغنم ( الأنصار شعار والناس دثار ) قال أهل اللغة الشعار الثوب الذي يلي الجسد والدثار فوقه ومعني الحديث الأنصار هم البطانة والخاصة والأصفياء وألصق الناس بي من سائر الناس ]
(2/738)
140 - ( 1062 ) حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم ( قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير ) عن منصور عن أبي وائل عن عبدالله قال
Y لما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه و سلم ناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى أناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة فقال رجل والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد فيها وجه الله قال فقلت والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فأتيته فأخبرته بما قال قال فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله قال ثم قال يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر قال قلت لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثا
[ ش ( حتى كان كالصرف ) هو صبغ أحمر يصبغ به الجلود قال ابن دريد وقد يسمى الدم أيضا صرفا ( قد أوذي بأكثر من هذا ) أي أذاه قومه أكثر من هذا الإيذاء ( لاجرم ) أي لا بد أو حقا أو لا محالة أو هذا أصله ثم كثر حتى تحول إلى معنى القسم ]
(2/739)
141 - ( 1062 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن شقيق عن عبدالله قال
Y قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم قسما فقال رجل إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله قال فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فساورته فغضب من ذلك غضبا شديدا واحمر وجهه حتى تمنيت أني لم أذكره له قال ثم قال قد أوذى موسى بأكثر من هذا فصبر
(2/739)
47 - باب ذكر الخوارج وصفاتهم
(2/739)
142 - ( 1063 ) حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله قال
Y أتي رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجعرانة منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقبض منها يعطى الناس فقال يا محمد اعدل قال ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل ؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية
[ ش ( بالجعرانة ) موضع قريب من مكة وهو بتسكين العين والتخفيف وقد تكسر العين وتشدد الراء ( منصرفه من حين ) هو ظرف زماني لأتي أي حين انصرفه عليه الصلاة و السلام من حنين ( لقد خبت وخسرت ) روى بفتح التاء في خبت وخسرت وبضمها فيهما ومعنى الضم ظاهر وتقدير الفتح لقد خبت أنت أيها التابع إذا كنت لا أعدل لكونك تابعا ومقتديا بمن لا يعدل والفتح أشهر ( معاذ الله ) أي أعوذ به عوذا من أن يتحدث الناس الخ ( لا يجاوز حناجرهم ) قال القاضي فيه تأويلان أحدهما معناه لا تفقهه قلوبهم ولا ينتفعون بما تلوا منه ولا لهم حظ سوى تلاوة الفم والحنجرة والحلق إذ بهما تقطيع الحروف والثاني معناه لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يتقبل والحناجر جمع حنجرة وهي رأس الغلصمة حيث تراه ناتئا من خارج الحلق ( يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ) قال القاضي معناه يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق به شيء منه والرمية هي الصيد المرمى وهي فعيلة بمعنى مفعولة ]
(2/740)
( 1063 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثني قرة بن خالد حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقسم مغانم وساق الحديث
[ ش ( كان يقسم مغانم ) جمع مغنم وهو كالغنيمة ما أصيب من أموال أهل الحرب من الكفار ]
(2/740)
143 - ( 1064 ) حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عبدالرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال
Y بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقسمها رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أربعة نفر الأقرع بن حابس الحنظلي وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة بن علاثة العاشمري ثم أحد بني كلاب وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان قال فغضبت قريش فقالوا أتعطي صناديد نجد وتدعنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني ؟ قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله ( يرون أنه خالد بن الوليد ) فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من ضئضئ هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
[ ش ( بذهبة ) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا بذهبة بفتح الذال وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم عن الجلودى ( في تربتها ) صفة لذهبة يعني أنهاغير مسبوكة لم تخلص من ترابها ( وزيد الخير ) كذا هو في جميع النسخ الخير وفي الرواية التي بعدها زيد الخيل وكلاهما صحيح يقال بالوجهين كان يقال له في الجاهلية زيد الخيل فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم في الإسلام زيد الخير ( صناديد نجد ) أي ساداتها واحدها صنديد ( كث اللحية ) قال ابن الأثير الكثاثة في اللحية أن تكون غير دقيقة ولا طويلة وفيها كثافة يقال رجل كث اللحية بالفتح وقوم كث بالضم ( مشرف الوجنتين ) أي غليظهما والوجنتان تثنية وجنة والوجنة من الإنسان ما ارتفع من لحم خده ( غائر العينين ) أي أن عينيه داخلتان في محاجرهما لاصقتان بقعر الحدقة ( ناتئ الجبين ) أي بارز الجبين من النتوء وهو الإرتفاع ولعل الجبين وقع هنا غلطا من الجبهة والرواية الصحيحة هي ما يأتي بعد هذه من قوله ناشز الجبهة أو ناتئ الجبهة فإن الجبين جانب الجبهة ولكل إنسان جبينان يكتنفان الجبهة وهما لا يوصفان بالنتوء ( محلوق الرأس ) وحلق الرأس إذ ذاك مخالف للعرب فإنهم لا يحلقون رؤوسهم وكانوا يفرقون شعورهم ( إن من ضئضئى هذا ) هو أصل الشيء وهكذا هو في جميع نسخ بلادنا وحكاه القاضي عن الجمهور وعن بعضهم أنه ضبطه بالمعجمتين والمهملتين جميعا وهذا صحيح في اللغة قالوا ولأصل الشيء أسماء كثيرة منها الضئضئى بالمعجمتين والمهملتين والنجار والنحاس والسنخ والعنصر والعيص والأرومة ( قتل عاد ) أي قتلا عاما مستأصلا كما قال تعالى فهل ترى لهم من باقية ]
(2/741)
144 - ( 1064 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالواحد عن عمارة بن القعقاع حدثنا عبدالرحمن بن أبي نعيم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول
Y بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من اليمن بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة بن علاثة وإما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال ألا تأمنوني ؟ وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا رسول الله اتق الله فقال ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقى الله قال ثم ولي الرجل فقال خالد بن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ فقال لا لعله أن يكون يصلي قال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال ثم نظر إليه وهو مقف فقال إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال أظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود
[ ش ( في أديم مقروظ ) أي في جلد مدبوغ بالقرظ والقرظ حب معروف يخرج في غلف كالعدس من شجر العضاه ( لم تحصل من ترابها ) أي لم تميز ولم تصف من تراب معدنها ( وإما عامر بن الطفيل ) قال العلماء ذكر عامر هنا غلط ظاهر لأنه توفي قبل هذا بسنين والصواب الجزم بأنه علقمة بن علاثة كما هو مجزوم به في باقي الروايات ( ناشز الجبهة ) أي مرتفعها ( لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ) أي أفتش وأكشف ومعناه إني أمرت بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ( وهو مقف ) أي مول قد أعطانا قفاه ]
(2/741)
145 - ( 1064 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد قال وعلقمة بن علاثة ولم يذكر عامر بن الطفيل وقال
Y ناتيء الجبهة ولم يقل ناشز وزاد فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ قال لا قال ثم أدبر فقام إليه خالد سيف الله فقال يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ قال لا فقال إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله لينا رطبا وقال قال عمارة حسبته قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود
[ ش ( لينا رطبا ) هكذا هو في أكثر النسخ لينا بالنون أي سهلا وفي كثير من النسخ ليا وأشار القاضي إلى أنه رواية أكثر شيوخهم قال ومعناه سهلا لكثرة حفظهم قال وقيل ليا أي يلوون ألسنتهم به أي يحرفون معانيه وتأويله ]
(2/741)
146 - ( 1064 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد وقال بين أربعة نفر زيد الخير والأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن وعلقمة بن علاثة أو عامر بن الطفيل وقال ناشز الجبهة كرواية عبدالواحد وقال
Y إنه سيخرج من ضئصئ هذا قوم ولم يذكر لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود
(2/741)
147 - ( 1064 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية ؟ هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرها قال لا أدري من الحرورية ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y يخرج في هذه الأمة ( ولم يقل منها ) قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم فيقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم ( أو حناجرهم ) يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء
[ ش ( يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها ) قال المازري هذا من أدل الدلائل على سعة علم الصحابة رضي الله عنهم ودقيق نظرهم وتحريرهم الألفاظ وفرقهم بين مدلولاتها الخفية لأن لفظة من تقتضي كونهم من الأمة لا كفارا بخلاف في ( إلى رصافه ) الرصاف مدخل النصل من السهم والنصل هو حديدة السهم ( فيتمارى ) التماري هنا تفاعل من المرية وهي الشك لا من المراء وهو الجدال أي فيشك ( في الفوقة ) الفوق والفوقة هو الحز الذي يجعل فيه الوتر ]
(2/741)
148 - ( 1064 ) حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني يونس بن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن عن أبي سعيد الخدري ح وحدثني حرملة بن يحيى وأحمد بن عبدالرحمن الفهري قالا أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن والضحاك الهمداني أن أبا سعيد الخدري قال
Y بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويلك ومن يعدل إن لم أعدل ؟ قد خبت وخسرت إن لم أعدل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من اإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء ( وهو القدح ) ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه فأمر ذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي نعت
[ ش ( نضيه ) النضي كغني السهم بلا نصل ولا ريش ( القدح ) قال ابن الأثير القدح هو السهم الذي كانوا يستقسمون به أو الذي يرمى به عن القوس يقال للسهم أول ما يقطع قطع ثم ينحت ويبرى فيسمى تريا ثم يقوم فيسمي قدحا ثم يراش ويركب نصله فيسمى سهما ( إلى قذذه ) القذذ ريش السهم واحدتها قذة ( سبق الفرث والدم ) أي أن السهم قد جاوزهما ولم يعلق فيه منهما شيء والفرث اسم ما في الكرش ( مثل البضعة تدردر ) البضعة القطعة من اللحم وتدردر أصله تتدردر معناه تضطرب وتذهب وتجيء ( على حين فرقة ) ضبطوه في الصحيحين بوجهين أحدهما حين فرقة أي وقت افتراق الناس أي افتراق يقع بين المسلمين وهو الإفتراق الذي كان بين علي ومعاوية رضي الله عنهما والثاني خير فرقة أي أفضل الفرقتين والأول أكثر وأشهر ويؤيده الرواية التي بعد هذه يخرجون في فرقة من الناس فإنه بضم الفاء بلا خلاف ومعناه ظاهر ( على نعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أي على الصفة التي وصفه رسول الله صلى الله عليه و سلم بها ]
(2/741)
149 - ( 1064 ) وحدثني محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن سليمان عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق قال
Y هم شر الخلق ( أو من أشر الخلق ) يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق قال فضرب النبي صلى الله عليه و سلم لهم مثلا أو قال قولا الرجل يرمي الرمية ( أو قال الغرض ) فينظر في النصل فلا يرى بصيرة وينظر في النضي فلا يرى بصيرة وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة قال قال أبو سعيد وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق
[ ش ( سيماهم التحالق ) السيما العلامة وفيها ثلاث لغات القصر وهو الأفصح وبه جاء القرآن والمد والثالثة السيمياء بزيادة ياء مع المد لا غير والمراد بالتحالق حلق الرؤوس وفي الرواية الأخرى التحلق ( أو من أشر الخلق ) هكذا هو في كل النسخ أو من أشر بالألف وهي لغة قليلة والمشهور شر بغير ألف ( أدنى الطائفتين إلى الحق ) أي أقرب الطائفتين من الحق ( فلا يرى بصيرة ) أي حجة يعني شيئا من الدم يستدل به على إصابة الرمية ]
(2/741)
150 - ( 1064 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا القاسم ( وهو ابن الفضل الحداني ) حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق
[ ش ( تمرق مارقة ) أي طائفة مارقة ]
(2/741)
151 - ( 1064 ) حدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قال قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y يكون في أمتي فرقتان فيخرج من بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهم بالحق
[ ش ( يلي قتلهم أولاهم بالحق ) الجملة صفة لمارقة أي يباشر قتلهم من هو أولى الأمة بالحق ]
(2/741)
152 - ( 1064 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبدالأعلى حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y تمرق مارقة في فرقة من الناس فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق
(2/741)
153 - ( 1064 ) حدثني عبيدالله القواريري حدثنا محمد بن عبدالله بن الزبير حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم في حديث ذكر فيه قوما يخرجون على فرقة مختلفة يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق
[ ش ( على فرقة مختلفة ) ضبطوه بكسر الفاء وضمها ]
(2/741)
48 - باب التحريض على قتل الخوارج
(2/741)
154 - ( 1066 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وعبدالله بن سعيد الأشج جميعا عن وكيع قال الأشج حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي
Y إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول سيخرج في أخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموه فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة
[ ش ( فلأن أخر من السماء ) أي أسقط منها على الأرض فأهلك وهو في تأويل الاسم مبتدأ مصدر بلام الإبتداء بعدها أداة المصدر خبره قوله أحب والجملة جواب إذا أي فخروري من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة ) معناه أجتهد رأيي وقال القاضي وفيه جواز التورية والتعريض في الحرب فكأنه تأول الحديث على هذا وقوله خدعة بفتح الخاء وإسكان الدال على الأفصح ويقال بضم الخاء ويقال خدعة ثلاث لغات مشهورات ( أحداث الأسنان سفهاء الأحلام ) معناه صغار الأسنان ضعاف العقول ( يقولون من خير قول البرية ) معناه في ظاهر الأمر كقولهم لا حكم إلا لله ونظائره من دعائهم إلى كتاب الله تعالى ]
(2/746)
( 1066 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وأبو بكر بن أبي نافع قالا حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا سفيان كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد مثله
(2/746)
( 1066 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير ح وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وزهير بن حرب قالوا حدثنا أبو معاوية كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد وليس في حديثهما يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
(2/746)
155 - ( 1066 ) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا ابن علية وحماد بن زيد ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ( واللفظ لهما ) قالا حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد عن عبيدة عن علي قال
Y ذكر الخوارج فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه و سلم قال قلت آنت سمعته من محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة
[ ش ( مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد ) مخدج اليد أي ناقص الييد ومودن اليد ناقص اليد ومثدون اليد صغير اليد مجتمعها ( لولا أن تبطروا ) البطر هنا التجبر وشدة النشاط ]
(2/746)
( 1066 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد عن عبيدة قال لا أحدثكم إلا ما سمعته منه فذكر عن علي نحو حديث أيوب مرفوعا
(2/746)
156 - ( 1066 ) حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبدالرزاق بن همام حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان حدثنا سلمة بن كهيل حدثني زيد بن وهب الجهني
Y أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضي الله عنه الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي رضي الله عنه أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قرائتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه و سلم لاتكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة بن كهيل فنزلني زيد بن وهب منزلا حتى قال مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبدالله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال وقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي رضي الله عنه التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه فلم يجدوه فقام علي رضي الله عنه بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال صدق الله وبلغ رسوله قال فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين ألله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له
[ ش ( لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ) المراد بالصلاة هنا القراءة لأنها جزؤها ( وأغاروا في سرح الناس ) السرح والسارح والسارحة الماشية أي أغاروا على مواشيهم السائمة ( فنزلني زيد بن وهب منزلا ) هكذا هو في معظم النسخ منزلا مرة واحدة وفي نادر منها منزلا منزلا مرتين وهو وجه الكلام أي ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلا منزلا حتى بلغ القنطرة التي كان القتال عندها ( وسلوا سيوفكم من جفونها ) أي أخرجوهامن أغمادها جمع جفن وهو الغمد ( فإني أخاف أن يناشدوكم ) يقال نشدتك الله وناشدتك الله أي سألتك بالله وأقسمت عليك ( فوحشوا برماحهم ) أي رموا بها عن بعد منهم ودخلوا فيهم بالسيوف حتى لا يجدوا فرصة ( وشجرهم الناس برماحهم ) أي مدوها إليهم وطاعنوهم بها ومنه التشاجر في الخصومة وسمي الشجر شجرا لتداخل أغصانه والمراد بالناس أصحاب علي ( حتى استحلفه ثلاثا ) قال الإمام النووي وإنما استحلفه ليسمع الحاضرين ويؤكد ذلك عندهم ويظهر لهم المعجزة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ويظهر لهم أن عليا وأصحابه أولى الطائفتين بالحق وأنهم محقون في قتالهم ]
(2/746)
157 - ( 1066 ) حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبدالأعلى قالا أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عبيدالله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه قالوا لا حكم إلا لله قال علي كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء
Y يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم ( وأشار إلى حلقه ) من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه طبى شاة أو حلمة ثدي فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيدالله وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم زاد يونس في روايته قال بكير وحدثني رجل عن ابن حنين أنه قال رأيت ذلك الأسود
[ ش ( كلمة حق أريد بها باطل ) معناه أن الكلمة أصلها صدق قال تعالى إن الحكم إلا لله لكنهم أرادوا بها الإنكار على علي رضي الله عنه في تحكيمه ( إحدى يديه طبى شاة ) المراد به ضرع الشاة وهو فيها مجاز واستعارة وإنما أصله للكلبة والسباع ( في خربة ) أي في خرق من خروق الأرض والخربة أيضا موضع الخراب وهو ضد العمران ]
(2/746)
49 - باب الخوارج شر الخلق والخليقة
(2/746)
158 - ( 1067 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن بعدي من أمتي ( أو سيكون بعدي من أمتي ) قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة
فقال ابن الصامت فالقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم الغفاري قلت ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا ؟ فذكرت له هذا الحديث فقال وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( هم شر الخلق والخليقة ) الخلق الناس والخليقة البهائم وقيل هما بمعنى واحد ويريد بهما جميع الخلائق ]
(2/750)
159 - ( 1068 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال سألت سهل بن حنيف هل سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يذكر الخوارج ؟ فقال سمعته ( وأشار بيده نحو المشرق )
Y قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدوا تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
[ ش ( يعدوا ) يجاوز ]
(2/750)
( 1078 ) وحدثناه أبو كامل حدثنا عبدالواحد حدثنا سليمان الشيباني بهذا الإسناد وقال يخرج منه أقوام
(2/756)
160 - ( 1068 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق جميعا عن يزيد قال أبو بكر حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن أسير بن عمرو عن سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y يتيه قوم قبل المشرق محلقة رؤسهم
[ ش ( يتيه قوم قبل المشرق ) أي يذهبون عن الصواب وعن طريق الحق يقال تاه إذا ذهب ولم يهتد لطريق الحق ]
(2/756)
50 - باب تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله وهم بنو هاشم وبنو المطلب دون غيرهم
(2/756)
161 - ( 1069 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن محمد ( وهو ابن زياد ) سمع أبا هريرة يقول أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y كخ كخ ارم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ؟
[ ش ( كخ كخ ) قال القاضي يقال كخ كخ بفتح الكاف وتسكين الخاء ويجوز كسرها مع التنوين وهي كلمة يزجر بها الصبيان عن المستقذرات فيقال له كخ أي اتركه وارم به ( أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ) هذه اللفظة تقال في الشيء الواضح التحريم ونحوه وإن لم يكن المخاطب عالما به وتقديره عجب كيف خفي عليك هذا مع ظهور تحريمه ؟ وهذا أبلغ في الزجر عنه من قوله لا تفعله )
(2/756)
( 1069 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن وكيع عن شعبة بهذا الإسناد وقال أنا لا تحل لنا الصدقة ؟
م ( 1069 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا ابن أبي عدي كلاهما عن شعبة في هذا الإسناد كما قال ابن معاذ أنا لانأكل الصدقة ؟
(2/756)
162 - ( 1070 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو أنا أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ثم أرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها
[ ش ( إني لأنقلب ) أي أنصرف وأرجع ]
(2/756)
163 - ( 1070 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق بن همام حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y والله إن لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ( أو في بيتي ) فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة ( أو من الصدقة ) فألقيها
(2/756)
164 - ( 1071 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا وكيع عن سفيان عن منصور عن طلحة بن مصرف عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم وجد تمرة فقال
Y لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها
(2/756)
165 - ( 1071 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن منصور عن طلحة بن مصرف حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بتمرة بالطريق فقال
Y لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها
(2/756)
166 - ( 1071 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم وجد تمرة فقال
Y لولا أن تكون صدقة لأكلتها
(2/756)
51 - باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة
(2/756)
167 - ( 1072 ) حدثني عبدالله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن عبدالله بن نوفل بن الحارث ابن عبدالمطلب حدثه أن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه قال
Y اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبدالمطلب فقالا والله لو بعثنا هذين الغلامين ( قالا لي وللفضل بن عباس ) إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلماه فأمرهما على هذه الصدقات فأديا ما يؤدي الناس وأصاب مما يصيب ؟ الناس قال فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب فوقف عليهما فذكرا له ذلك وقال علي بن أبي طالب لاتفعلا فوالله ؟ ما هو بفاعل فانتحاه ربيعة ابن الحارث فقال والله ماتصنع هذا إلا نفاسة منك علينا فوالله ؟ لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه و سلم فما نفسناه عليك قال علي أرسلوهما فانطلقا وإضطجع علي قال فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر سبقناه إلى الحجرة فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بآذاننا ثم قال إخرجا ماتصرران ثم دخل ودخلنا عليه وهو يومئذ عند زينب بنت جحش قال فتواكلنا الكلام ثم تكلم أحدنا فقال يا رسول الله أنت أبر الناس وأوصل الناس وقد بلغنا النكاح فجئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات فنؤدي إليك كما يؤدي الناس ونصيب كما يصيبون قال فسكت طويلا حتى أردنا أن نكلمه قال وجعلت زينب تلمع علينا من واء الحجاب أن لاتكلماه قال ثم قال إن الصدقة لاتنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس أدعوا لي محمية ( وكان على الخمس ) ونوفل بن الحارث بن عبدالمطلب قال فجاءاه فقال لمحميه أنكح هذا الغلام ابنتك ( للفضل بن عباس ) فأنكحه وقال لنوفل بن الحارث أنكح هذا الغلام ابنتك ( لي ) فأنكحني وقال لمحمية أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا قال الزهري ولم يسمه لي
[ ش ( فانتحاه ربيعة ) معناه عرض له وقصده ( إلا نفاسة منك علينا ) معناه حسدا منك لنا ( مانفسناه عليك ) أي ماحسدناك على ذلك ( أخرج ماتصرران ) هكذا هو في معظم الأصول ببلادنا وهو الذي ذكره الهروي والمازري وغيرهما من أهل الضبط تصرران ومعناه تجمعانه في صدوركما من الكلام و كل شيء جمعته فقد صررته ووقع في بعض النسخ تسرران بالسين من السر أي ماتقولانه لي سرا ( فتواكلنا الكلام ) التواكل أن يكل كل واحد أمره إلى صاحبه يعني أنا أراد كل منا أن يبتدئ صاحبه بالكلام دونه
( وقد بلغنا النكاح ) أي الحلم كقوله تعالى حتى إذا بلغوا النكاح ( تلمع ) هو بضم التاء وإسكان اللام وكسر الميم ويجوز فتح التاء والميم يقال ألمع ولمع إذا أشار بثوبه أو بيده ( إنما هي أوساخ الناس ) معنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم و أنفسهم كما قال تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فهي كغسالة الأوساخ ( أصدق عنهما من الخمس ) أي أد عن كل منهما صداق زوجته يقال أصدقها إذا سميت لها صداق وإذا أعطيتها صداقها وقال تعالى { وءاتوا النساء صدقاتهن نحلة } قال النووي يحتمل أن يريد من سهم ذوي القربى من الخمس لأنهما من ذوي القربى وحتمل أن يريد من سهم النبي صلى الله عليه و سلم من الخمس ( قال الزهري ولم يسمه لي ) أ لم يبين لي عبدالله بن عبدالله بن نوفل مقدار الصداق الذى سماه لهما رسول الله عليه الصلاة و السلام ]
(2/756)
167 - ( 1072 ) حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عبدالله بن الحارث بن نوفل الهاشمي أن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أخبره أن أباه ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب والعباس بن عبدالمطلب قالا لعبدالمطلب بن ربيعة و للفضل بن عباس ائتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم وساق الحديث بنحو حديث مالك وقال فيه فألقى علي رداءه ثم اضطجع عليه وقال أنا أبو حسن القرم والله لا أريم مكاني حتى يرجع إليكما ابناكما بحور مابعثتما به إلى رسول الله صلى الله عله وسلم وقال في الحديث ثم قال لنا
Y إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس إنها لاتحل لمحمد ولا لآل محمد وقال أيضا ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ادعوا لي محمة بن جزء وهو رجل من بني أسد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم استعمله على الأخماس
[ ش ( أنا أبو حسن القرم ) هو بتنوين حسن وأما القرم فبالراء مرفوع وهو السيد وأصله فحل الإبل قال الخطابى معناه المقدم في المعرفة بالأمور والرأي كالفحل هذا أصح الأوجه في ضبطه وهو المعروف في نسخ بلادنا والثاني حكاه القاضي أبو حسن القوم بإضافة حسن إلى القوم ومعناه عالم القوم وذو رأيهم ( لا أريم مكاني ) أي لا أفارقه ( بحور ) أي بجواب ذلك قال الهروي في تفسيره يقال كلمته فما رد على حورا ولا حويرا أي جوابا قال ويجوز أن يكون معناه الخيبة أي يرجعا بالخيبة وأصل الحور الرجوع إلى النقص قال القاضي هذا أشبه بسياق الحديث ]
(2/756)
52 - باب إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه و سلم ولبني هاشم وبني المطلب وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة وبيان أن الصدقة إذا قبضها المتصدق عليه زال عنها وصف الصدقة وحلت لكل أحد ممن كانت الصدقة محرمة عليه
(2/756)
169 - ( 1073 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن ابن شهاب أن عبيد بن السباق قال إن جويرية زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها فقال
Y هل من طعام ؟ قالت لا والله يا رسول الله ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتي من الصدقة فقال قريبة فقد بلغت محلها
(2/756)
( 1073 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم جمعا عن ابن عيينة عن الزهري بهذا الإسناد نحوه
(2/756)
170 - ( 1074 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر كلاهما عن شعبة عن قتادة عن أنس ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ ( واللفظ له ) حدثنا أبي حدثنا شعبة عن قتادة سمع أنس بن مالك قال
Y أهدت بريرة إلى النبي صلى الله عليه و سلم لحما تصدق به عليها فقال هو لها صدقة ولنا هدية
(2/756)
171 - ( 1075 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة وأتى النبي صلى الله عليه و سلم بلحم بقر فقيل هذا ما تصدق به على بريرة فقال
Y هو له صدقة ولنا هدية
(2/756)
172 - ( 1075 ) حدثنا زهير بن حرب وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنه قالت
Y كانت في بريرة ثلاث قضيات كان الناس يتصدقون عليها وتهدي لنا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال هو عليها صدقة ولكم هدية فكلوه
[ ش ( ثلاث قضيات ) ذكر منها قوله صلى الله علبه وسلم هو عليها صدقة ولكم هدية ولم يذكر هنا الثانية والثالثة وهما الولاء لمن أعتق وتخييرها في فسخ النكاح حين أعتقت تحت عبد ]
(2/756)
173 - ( 1075 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت عبدالرحمن بن القاسم قال سمعت القاسم يحدث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل ذلك
(2/756)
( 1075 ) وحدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس عن ربيعة عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل ذلك غير أنه قال
Y وهو لنا منها هدية
(2/756)
174 - ( 1076 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد عن حفصة عن أم عطية قالت بعث إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة من الصدقة فبعثت إلى عائشة منها بشيء فلما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عائشة قال
Y هل عندكم شيء ؟ قالت لا إلا أن نسيبة بعثت إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها قال إنها قد بلغت محلها
[ ش ( نسيبة ) ويقال أيضا نسيبة وهي أم عطية ]
(2/756)
53 - باب قبول النبي الهدية ورده الصدقة
(2/756)
175 - ( 1077 ) حدثنا عبدالرحمن بن سلام الجمحي حدثنا الربيع ( يعني ابن مسلم ) عن محمد ( وهو ابن زياد ) عن أبي هريرة
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أتى بطعام سأل عنه فإن قيل هدية أكل منها وإن قيل صدقة لم يأكل منها
(2/756)
54 - باب الدعاء لمن أتى بصدقة
(2/756)
176 - ( 1078 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم قال يحيى أخبرنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبدالله بن أبي أوفى ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ ( واللفظ له ) حدثنا أبي عن شعبة عن عمرو ( وهو ابن مرة ) حدثنا عبدالله بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال
اللهم صل عليهم
فأتاه أبي أبو أوفى بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى
[ ش ( على آل أبي أوفى ) آل أبي أوفى المراد أبو أوفى نفسه ]
(2/756)
( 1078 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا عبدالله بن إدريس عن شعبة بهذا الإسناد غير أنه قال
Y صل عليهم
(2/756)
55 - باب إرضاء الساعي ما لم يطلب حراما
(2/756)
177 - ( 989 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وأبو خالد الأحمر ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب وابن أبي عدي وعبدالأعلى كلهم عن داود ح وحدثني زهير بن حرب ( واللفظ له ) قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا داود عن الشعبي عن جرير بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا أتاك المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض
[ ش ( إذا أتاكم المصدق الخ ) المصدق الساع وهو الذي يأخذ الصدقات ممن وجبت عليه بنصب الإمام وقوله فلصيدر أي فليرجع ومقصود الحديث الوصاة بالسعاة وطاعة ولا ة الأمور وملاطفتهم وجمع كلمة المسلمين وصلاح ذات البين ]
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/756)
13 - كتاب الصيام
(2/756)
1 - باب فضل شهر رمضان
(2/756)
1 - ( 1079 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل ( وهو ابن جعفر ) عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين
[ ش ( الصيام ) هو في اللغة الإمساك وفي الشرع إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شخص مخصوص يشرطه ( صفدت ) الصفد هو الغل أي أوثقت بالإغلال ]
(2/758)
2 - ( 1079 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين
[ ش ( سلسلت ) أي قيدت بالسلاسل ]
(2/758)
( 1079 ) وحدثني محمد بن حاتم والحلواني قالا حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني نافع بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا دخل رمضان بمثله
(2/758)
2 - باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤية الهلال وأنه إذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يوما
(2/758)
3 - ( 1080 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
Y أنه ذكر رمضان فقال لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له
[ ش ( أغمي ) أي حال دون رؤيته غيم أو قترة ( فاقدروا له ) معناه ضيقوا له وقدروه تحت السحاب وقيل قدروه بحساب المنازل وقيل إن معناه قدروا له تمام العدد ثلاثين يوما ]
(2/759)
4 - ( 1080 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر رمضان فضرب بيديه فقال
Y الشهر هكذا وهكذا وهكذا ( ثم عقد إبهامه في الثالثة ) فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين
(2/759)
5 - ( 1080 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيدالله بهذا الإسناد وقال
Y فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين نحو حديث أبي أسامة
[ ش ( فإن غم عليكم ) معناه حال بينكم وبينه غيم يقال غم وأغمى وغمى وغمي وقال غبي وكلها صحيحة وقد غامت السماء وغيمت وأغامت وتغيمت وأغمت ]
(2/759)
( 1080 ) وحدثنا عبيدالله بن سعيد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيدالله بهذا الإسناد وقال ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم رمضان فقال
Y الشهر تسع وعشرون الشهر هكذا وهكذا وهكذا
وقال فاقدروا له ولم يقل ثلاثين
(2/759)
6 - ( 1080 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إنما الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروه حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له
(2/759)
7 - ( 1080 ) وحدثني حميد بن مسعدة الباهلي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سلمة ( وهو ابن علقمة ) عن نافع عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه وسلم
Y الشهر تسع وعشرون فإذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له
(2/759)
8 - ( 1080 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني سالم بن عبدالله أن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له
(2/759)
9 - ( 1080 ) وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر ( قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر ) عن عبدالله بن دينار أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y الشهر تسع وعشرون ليلة لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه إلا أن يغم عليكم فإن غم عليكم فاقدروا له
(2/759)
10 - ( 1080 ) حدثنا هارون بن عبدالله حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكرياء بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول
Y الشهر هكذا وهكذا وهكذا وقبض إبهامه في الثالثة
(2/759)
11 - ( 1080 ) وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا حسن الأشيب حدثنا شيبان عن يحيى قال وأخبرني أبو سلمة أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y الشهر تسع وعشرون
(2/759)
12 - ( 1080 ) وحدثنا سهل بن عثمان حدثنا زياد بن عبدالله البكائي عن عبدالملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y الشهر هكذا وهكذا وهكذا عشرا وعشرا وتسعا
(2/759)
13 - ( 1080 ) وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن جبلة قال سمعت ابن عمر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y الشهر كذا وكذا وكذا وصفق بيديه مرتين بكل أصابعهما ونقص في الصفقة الثالثة إبهام اليمنى أو اليسرى
(2/759)
14 - ( 1080 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عقبة ( وهو ابن حريث ) قال سمعت ابن عمر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y الشهر تسع وعشرون وطبق شعبة يديه ثلاث مرار وكسر الإبهام في الثالثة قال عقبة وأحسبه قال الشهر ثلاثون وطبق كفيه ثلاث مرار
(2/759)
15 - ( 1080 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس قال سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع ابن عمررضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد الإبهام في الثالثة والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين
[ ش ( إنا أمة أمية ) قال العلماء أمية باقون على ما ولدتنا عليه الأمهات لا نكتب ولا نحسب ومنه النبي الأمي ]
(2/759)
( 1080 ) وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الأسود بن قيس بهذا الإسناد ولم يذكر للشهر الثاني ثلاثين
(2/759)
16 - ( 1080 ) حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبدالواحد بن زياد حدثنا الحسن بن عبيدالله عن سعد بن عبيدة قال سمع ابن عمر رضي الله عنه رجلا يقول الليلة ليلة النصف فقال له ما يدريك أن الليلة النصف ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y الشهر هكذا وهكذا ( وأشار بأصابعه العشر مرتين ) وهكذا ( في الثالثة وأشار بأصابعه كلها وحبس أو خنس إبهامه )
[ ش ( وحبس أو خنس إبهامه ) معنى الحبس المنع أي منع إبهامه من البسط والنشر فأخرها بالقبض والخنس التأخر والتأخير يستعمل لازما ومتعديا وههنا متعد أي أخرها وقبضها ]
(2/759)
17 - ( 1081 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما
(2/762)
18 - ( 1081 ) حدثنا عبدالرحمن بن سلام الجمحي حدثنا الربيع ( يعني ابن مسلم ) عن محمد ( وهو ابن زياد ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمى عليكم فأكملوا العدد
(2/762)
19 - ( 1081 ) وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين
(2/762)
20 - ( 1081 ) حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا عبيدالله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الهلال فقال
Y إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن أغمى عليكم فعدوا ثلاثين
(2/762)
3 - باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين
(2/762)
21 - ( 1082 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال أبو بكر حدثنا وكيع عن على بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه
[ ش ( لاتقدموا رمضان ) أي لاتتقدموه ولا تستقبلوه بصوم يوم أو يومين ( إلا رجل ) بالرفع لكونه في كلام تام غير موجب ]
(2/762)
( 1082 ) وحدثناه يحيى بن بشر الحريرى حدثنا معاوية ( يعني ابن سلام ) ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا أبو عامر حدثنا هشام ح وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر قالا حدثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد حدثنا أيوب ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا حسين ابن محمد حدثنا شيبان كلهم عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد نحوه
(2/762)
4 - باب الشهر يكون تسعا وعشرين
(2/762)
22 - ( 1083 ) حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه و سلم أقسم أن لا يدخل على أزواجه شهرا قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y لما مضت تسع وعشرون ليلة أعدهن دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قالت بدأ بي ) فقلت يا رسول الله إنك أقسمت أن لاتدخل علينا شهرا وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدهن فقال إن الشهر تسع وعشرون
[ ش ( أقسم أن لا يدخل على أزواجه شهرا ) أي حلف بالله أن لا يدخل على أزواجه شهرا عن موجدة ذكر سببها أهل التفسير في سورة التحريم وهذا الحلف غير الإيلاء ]
(2/763)
23 - ( 1084 ) حدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد ( واللفظ له ) حدثنا ليث عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتزل نساءه شهرا فخرج إلينا في تسع وعشرين فقلنا إنما اليوم تسع وعشرون فقال إنما الشهر وصفق بيديه ثلاث مرات وحبس إصبعا واحدة في الآخرة
(2/763)
24 - ( 1084 ) حدثني هارون بن عبدالله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول اعتزل النبي صلى الله عليه و سلم نسائه شهرا فخرج إلينا صباح تسع وعشرين فقال بعض القوم يا رسول الله إنما أصبحنا لتسع وعشرين فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الشهر يكون تسعا وعشرين ثم طبق النبي صلى الله عليه و سلم بيديه ثلاثا مرتين بأصابع يديه كلها والثالثة بتسع منها
(2/763)
25 - ( 1085 ) حدثني هارون بن عبدالله حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني يحيى بن عبدالله بن محمد بن صيفي أن عكرمة بن عبدالرحمن بن الحارث أخبره أن أم سلمة رضي الله عنها أخبرته
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم حلف أن لا يدخل على بعض أهله شهرا فلما مضى تسعة وعشرون يوما غدا عليهم ( أو راح ) فقيل له حلفت يا نبي الله أن لا تدخل علينا شهرا قال إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما [ ش ( غدا عليهم أو راح ) كذا بالترديد وأصل الغدو الخروج بغدوة والرواح الرجوع بعشى وقد يستعملان في مطلق المشي والذهاب والمراد أنه أتاهم صباحا أو مساء ]
(2/764)
( 1085 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا الضحاك ( يعني أبا عاصم ) جميعا عن ابن جريج بهذا الأسناد مثله
(2/764)
26 - ( 1086 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل بن أبي خالد حدثني محمد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده على الأخرى فقال
Y الشهر هكذا وهكذا ثم نقص في الثالثة إصبعا
(2/764)
27 - ( 1086 ) وحدثني القاسم بن أبي زكرياء حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y الشهر هكذا وهكذا وهكذا عشرا وعشرا وتسعا مرة
(2/764)
( 1086 ) وحدثنيه محمد بن عبدالله بن قهزاذ حدثنا علي بن الحسن بن شقيق وسلمة بن سليمان قالا أخبرنا عبدالله ( يعني ابن المبارك ) أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد في هذا الإسناد بمعنى حديثهما
(2/764)
5 - باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم
(2/764)
28 - ( 1087 ) حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر ( قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا اسماعيل وهو ابن جعفر ) عن محمد ( وهو ابن أبي حرملة ) عن كريب
Y أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل على رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته ؟ فقلت نعم ورأه الناس وصاموا وصام معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا تزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
وشك يحيى بن يحيى في نكتفي أو تكتفي
[ ش ( واستهل على رمضان ) أي ظهر هلاله وهو على ما لم يسم فاعله ]
(2/765)
6 - باب بيان أن لا اعتبار بكبر الهلال وصغره وأن الله تعالى أمده للرؤية فإن غم فليكمل ثلاثون
(2/765)
29 - ( 1088 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال
Y خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة قال تراءينا الهلال فقال بعض القوم هو ابن ثلاث وقال بعض القوم هو ابن ليلتين قال فلقينا ابن عباس فقلنا إنا رأينا الهلال فقال بعض القوم هو ابن ثلاث وقال بعض القوم هو ابن ليلتين فقال أي ليلة رأيتموه ؟ قال فقلنا ليلة كذا وكذا فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله مده للرؤية فهو لليلة رأيتموه
[ ش ( تراءينا الهلال ) أي تكلفنا النظر إلى جهته لنراه وقيل معناه أرى بعضنا بعضا ( مده للرؤية ) جميع النسخ متفقة على مده من غير ألف فيها وفي الرواية الثانية أمده هكذا هو في جميع النسخ أمده بالألف في أوله قال القاضي قال بعضهم الوجه أن يكون أمده بالتشديد بمعنى الإمداد ومده من الامتداد قال القاضي والصواب عندي بقاء الرؤية على وجهها ومعناه أطال مدته إلى الرؤية يقال منه مد وأمد قال الله تعالى وإخوانهم يمدونهم في الغي قرئ بالوجهين أي يطيلون لهم قال وقد يكون أمده من المدة التي جعلت له قال صاحب الأفعال أمددتك مدة أي أعطيتكها ]
(2/765)
30 - ( 1088 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا البختري قال
Y أهللنا رمضان ونحن بذات عرق فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس رضي الله عنه يسأله فقال ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله قد أمده لرؤيته فإن أغمى عليكم فأكملوا العدة
(2/765)
7 - باب بيان معنى قوله صلى الله تعالى عليه وسلم شهرا عيد لا ينقصان
(2/765)
31 - ( 1089 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة
(2/766)
32 - ( 1089 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا معتمر بن سليمان عن إسحاق بن سويد وخالد عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال
Y شهرا عيد لا ينقصان في حديث خالد شهرا عيد رمضان وذو الحجة
[ ش ( شهرا عيد لا ينقصان ) قال الإمام النووي الأصح أن معناه لا ينقص أجرهما والثواب المرتب عليهما وإن نقص عددهما وسمى رمضان وذو الحجة شهرى عيد للمجاورة ]
(2/766)
8 - باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر وأن له الأكل وغيره حتى يطلع الفجر وبيان صفة الفجر الذي تتعلق به الأحكام من الدخول في الصوم ودخول وقت صلاة الصبح وغير ذلك
(2/766)
33 - ( 1090 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس عن حصين عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال
Y لما نزلت { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } [ 2 / البقرة / الآية 187 ] قال له عدي بن حاتم يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي عقالين عقالا أبيض وعقالا أسود أعرف الليل من النهار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن وسادتك لعريض إنما هو سواد الليل وبياض النهار
[ ش ( إن وسادتك لعريض ) المراد بالوسادة هنا الوساد كما في الرواية الأخرى فعاد الوصف على المعنى لا على اللفظ وأما معنى الحديث فللعلماء فيه شروح أحسنها كلام القاضي عياض رحمه الله تعالى قال إنما أخذ العقالين وجعلهما تحت رأسه وتأول الآية به لكونه سبق إلى فهمه أن المراد بها هذا وكذا وقع لغيره ممن فعل فعله حتى نزل قوله تعالى من الفجر فعلموا أن المراد به بياض النهار وسواد الليل قال القاضي معناه أن جعلت تحت وسادك الخيطين اللذين أرادهما الله تعالى وهما الليل والنهار فوسادك يعلوهما ويغطيهما وحينئذ يكون عريضا وهو معنى الرواية الأخرى في صحيح البخاري إنك لعريض القفا وهو معنى الرواية الأخرى إنك لضخم والوسادة هي المخدة وهي ما يجعل تحت الرأس عند النوم والوساد أعم فإنه يطلق على كل ما يتوسد به ]
(2/766)
34 - ( 1091 ) حدثنا عبيدالله بن عمر القواريري حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد قال
Y لما نزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال كان الرجل يأخذ خيطا أبيض وخيطا أسود فيأكل حتى يستبينهما حتى أنزل الله عز و جل من الفجر فبين ذلك
(2/767)
35 - ( 1091 ) حدثني محمد بن سهل التميمي وأبو بكر بن إسحاق قالا حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال
Y لما نزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال فكان الرجل إذا أراد الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رئيهما فأنزل الله بعد ذلك من الفجر فعلموا أنما يعني بذلك الليل والنهار
[ ش ( رئيهما ) هذه اللفظة ضبطت على ثلاثة أوجه أحدها رئيهما ومعناه منظرهما ومنه قوله الله تعالى أحسن أثاثا ورئيا والثاني زيهما ومعناه لونهما والثالث رئيهما قال القاضي هذا غلط هنا لأن الرئي التابع من الجن قال فإن صح رواية فمعناه مرئي ]
(2/767)
36 - ( 1092 ) حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن عبدالله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن أم مكتوم
(2/768)
37 - ( 1092 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم
(2/768)
38 - ( 1092 ) حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم مؤذنان بلال وابن مكتوم الأعمى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم قال ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقي هذا
[ ش ( ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ) قال العلماء معناه أن بلالا كان يؤذن قبل الفجر ويتربص بعد أذانه للدعاء ونحوه ثم يرقب الفجر فإذا قارب طلوعه نزل فأخبر ابن أم مكتوم فيتأهب ابن أم مكتوم للطهارة وغيرها ثم يرقى ويشرع في الأذان مع أول طلوع الفجر
(2/768)
( 1092 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيدالله حدثنا القاسم عن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
م ( 1092 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا إسحاق أخبرنا عبدة ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا حماد بن مسعدة كلهم عن عبيدالله بالإسنادين كليهما نحو حديث ابن نمير
(2/768)
39 - ( 1093 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال ( أو قال نداء بلال ) من سحوره فإنه يؤذن ( أو قال ينادي ) بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم وقال ليس أن يقول هكذا وهكذا ( وصوب يده ورفعها ) حتى يقول هكذا ( وفرج بين إصبعيه ]
[ ش ( من سحوره ) ضبطناه بفتح السين وضمها فالمفتوح اسم للمأكول والمضموم اسم للفعل وكلاهما صحيح هنا ( ليرجع قائمكم ) لفظة قائمكم منصوبة مفعول يرجع قال الله تعالى فإن رجعك الله ومعناه أنه إنما يؤذن بليل ليعلمكم بأن الفجر ليس ببعيد فيرد القائم المتهجد إلى راحته لينام غفوة ليصبح نشيطا أو يوتر إن لم يكن أوتر أو يتأهب للصبح إن احتاج إلى طهارة أخرى أو نحو ذلك من مصالحه المترتبة على علمه بقرب الصبح ]
(2/768)
( 1093 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا أبو خالد ( يعني الأحمر ) عن سليمان التيمي بهذا الإسناد غير أنه قال
Y إن الفجر ليس الذي يقول هكذا ( وجمع أصابعه ثم نكسها إلى الأرض ) ولكن الذي يقول هكذا ( ووضع المسبحة على المسبحة ومد يديه )
(2/768)
40 - ( 1093 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معتمر بن سليمان ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير والمعتمر بن سليمان كلاهما عن سليمان التيمي بهذا الإسناد وانتهى حديث المعتمر عند قوله ينبه نائمكم ويرجع قائمكم
وقال إسحاق قال جرير في حديثه وليس أن يقول هكذا ولكن يقول هكذا ( يعني الفجر ) هو المعترض وليس بالمستطيل
(2/768)
41 - ( 1094 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبدالوارث عن عبدالله بن سوادة القشيري حدثني والدي أنه سمع سمرة بن جندب يقول سمعت محمدا صلى الله عليه و سلم يقول
Y لا يغرن أحدكم نداء بلال من السحور ولا هذا البياض حتى يستطير
[ ش ( حتى يستطير ) أي ينتشر ضوءه ويعترض في الأفق ]
(2/769)
42 - ( 1094 ) وحدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن علية حدثني عبدالله بن سوادة عن أبيه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لا يغرنكم أذان بلال ولا هذا البياض ( لعمود الصبح ) حتى يستطير هكذا
(2/769)
43 - ( 1094 ) وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد ( يعني ابن زيد ) حدثنا عبدالله بن سوادة القشيري عن أبيه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا
وحكاه حماد بيديه قال يعني معترضا
(2/769)
44 - ( 1094 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سوادة قال سمعت سمرة بن جندب رضي الله عنه وهو يخطب يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y لا يغرنكم نداء بلال ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر ( أو قال ) حتى ينفجر الفجر
(2/769)
( 1094 ) وحدثناه ابن المثنى حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة أخبرني سوادة بن حنظلة القشيري قال سمعت سمرة بن جندب رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر هذا
(2/769)
9 - باب فضل السحور وتأكيد استحبابه واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر
(2/769)
45 - ( 1095 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا هشيم عن عبدالعزيز بن صهيب عن أنس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير ابن حرب عن ابن علية عن عبدالعزيز عن أنس رضي الله عنه ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبدالعزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y تسحروا فإن في السحور بركة
(2/770)
46 - ( 1096 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن موسى بن علي عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر
[ ش ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) معناه الفارق والمميز بين صيامنا وصيامهم السحور فإنهم لا يتسحرون ونحن يستحب لنا السحور وأكلة السحر هي السحور وهي بفتح الهمزة هكذا ضبطناه وهكذا ضبطه الجمهور وهو المشهور في روايات بلادنا وهي عبارة عن المرة الواحدة من الأكل كالغدوة والعشوة وإن كثر المأكول فيها وأما الأكلة بالضم فهي اللقمة الواحدة ]
(2/770)
( 1096 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن وكيع ح وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب كلاهما عن موسى بن علي بهذا الإسناد
(2/770)
47 - ( 1097 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قمنا إلى الصلاة
قلت كم كان قدر ما بينهما ؟ قال خمسين آية
[ ش ( خمسين آية ) معناه بينهما قدر قراءة خمسين آية ]
(2/771)
( 1097 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا سالم بن نوح حدثنا عمر بن عامر كلاهما عن قتادة بهذا الإسناد
(2/771)
48 - ( 1098 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبدالعزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر
(2/771)
( 1098 ) وحدثناه قتيبة حدثنا يعقوب ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان كلاهما عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/771)
49 - ( 1099 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب محمد بن العلاء قالا أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عطية قال دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة قالت أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قال قلنا عبدالله ( يعني ابن مسعود ) قالت كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه و سلم
زاد أبو كريب والآخر أبو موسى
(2/771)
50 - ( 1099 ) وحدثنا أبو كريب أخبرنا ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمارة عن أبي عطية قال دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقال لها مسروق
Y رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كلاهما لا يألو عن الخير أحدهما يعجل المغرب والإفطار والآخر يؤخر المغرب والإفطار فقالت من يعجل المغرب والإفطار ؟ قال عبدالله فقالت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع
(2/771)
10 - باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار
(2/771)
51 - ( 1100 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب وابن نمير واتفقوا في اللفظ ( قال يحيى أخبرنا أبو معاوية وقال ابن نمير حدثنا أبي وقال أبو كريب حدثنا أبو أسامة ) جميعا عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم
لم يذكر ابن نمير فقد
(2/772)
52 - ( 1101 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن أبي إسحاق الشيباني عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر في شهر رمضان فلما غابت الشمس قال
Y يا فلان انزل فاجدح لنا قال يا رسول الله إن عليك نهارا قال انزل فاجدح لنا قال فنزل فجدح فأتاه به فشرب النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال بيده إذا غابت الشمس من ههنا وجاء الليل من ههنا فقد أفطر الصائم
[ ش ( انزل فاجدح لنا ) هو خلط الشيء بغيره والمراد هنا خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوى ( إن عليك نهارا ) إنما قال ذلك لأنه رأى آثار الضياء والحمرة التي بعد غروب الشمس فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك واحتمل عنده أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يرها فأراد تذكيره وإعلامه بذلك ويؤيد هذا قوله إن عليك نهارا لتوهمه أن ذلك الضوء من النهار الذي يجب صومه وهومعنى قوله في الرواية الأخرى لو أمسيت أي تأخرت حتى يدخل المساء
(2/772)
53 - ( 1101 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر وعباد بن العوام عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فلما غابت الشمس قال لرجل انزل فاجدح لنا فقال يا رسول الله لو أمسيت قال انزل فاجدح لنا قال إن علينا نهارا فنزل فجدح له فشرب ثم قال
Y إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا ( وأشار بيده نحو المشرق ) فقد أفطر الصائم
(2/772)
( 1101 ) وحدثنا أبو كامل حدثنا عبدالواحد حدثنا سليمان الشيباني قال سمعت عبدالله ابن أبي أوفى رضي الله عنه يقول سرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال يا فلان انزل فاجدح لنا مثل حديث ابن مسهر وعباد ابن العوام
(2/772)
54 - ( 1101 ) وحدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان ح وحدثنا إسحاق أخبرنا جرير كلاهما عن الشيباني عن ابن أبي أوفى ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم بمعنى حديث ابن مسهر وعباد وعبدالواحد وليس في حديث أحد منهم في شهر رمضان ولا قوله وجاء الليل من ههنا إلا في رواية هشيم وحده
(2/772)
11 - باب النهي عن الوصال في الصوم
(2/772)
55 - ( 1102 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الوصال قالوا إنك تواصل قال إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى
[ ش ( نهى عن الوصال ) قال الإمام النووي اتفق أصحابنا على النهي عن الوصال وهو صوم يومين فصاعدا من غير أكل وشرب بينهما ]
(2/774)
56 - ( 1102 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم واصل في رمضان فواصل الناس فنهاهم قيل له أنت تواصل ؟ قال
Y إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى
(2/774)
( 1102 ) وحدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد حدثني أبي عن جدي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله ولم يقل في رمضان
(2/774)
57 - ( 1103 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الوصال فقال رجل من المسلمين فإنك يا رسول الله تواصل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y وأيكم مثلي ؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني
فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا
[ ش ( إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ) معناه يجعل الله تعالى في قوة الطاعم والشارب ( كالمنكل لهم ) يريد أنه عليه السلام قال لهم ذلك عقوبة كالفاعل بهم ما يكون عبرة لغيرهم ]
(2/774)
58 - ( 1103 ) وحدثني زهير بن حرب وإسحاق قال زهير حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إياكم والوصال قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال إنكم لستم في ذلك مثلى إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون
[ ش ( فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون ) أي خذوا وتحملوا ]
(2/774)
( 1103 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله غير أنه قال فاكلفوا مالكم به طاقة
م ( 1103 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهى عن الوصال بمثل حديث عمارة عن أبي زرعة
(2/774)
59 - ( 1104 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي في رمضان فجئت فقمت إلى جنبه وجاء رجل آخر فقام أيضا حتى كنا رهطا فلما حس النبي صلى الله عليه و سلم أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا قال قلنا له حين أصبحنا أفطنت لنا الليلة ؟ قال فقال نعم ذاك الذي حملني على الذي صنعت قال فأخذ يواصل رسول الله صلى الله عليه و سلم وذاك في آخر الشهر فأخذ رجال من أصحابه يواصلون فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما بال رجال يواصلون إنكم لستم مثلي أما والله لو تماد لي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم
[ ش ( رهطا ) قال ابن الأثير في النهاية الرهط من الرجال مادون العشرة وقيل إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه ويجمع على أرهط وأرهاط وجمع الجمع أراهط ( فلما حس ) هكذا هو في جميع النسخ حس بغير ألف ويقع في طرق بعض النسخ نسخة أحس بالألف وهذا هو الفصيح الذي جاء به القرآن وأما حس بحذف الألف فلغة قليلة وهذه الرواية تصح على هذه اللغة ( يتجوز ) أي يخفف ويقتصر على الجائز المجزئ مع بعض المندوبات والتجوز هنا للمصلحة ( حتى دخل رحله ) أي منزله قال الأزهري رحل الرجل عند العرب هو منزله سواء كان من حجر أو مدر أو وبر أو شعر وغيرها ( لو تماد لي الشهر ) هكذا هو في معظم الأصول وفي بعضها تمادى وكلاهما صحيح وهو بمعني مد في الرواية الأولى ( يدع المتعمقون تعمقهم ) الجملة صفة لوصال ومعنى يدع يترك والتعمق المبالغة في الأمر متشددا فيه طالبا أقصى غايته وقال النووي هم المشددون في الأمور المجاوزون الحدود في قول أو فعل ]
(2/775)
60 - ( 1104 ) حدثنا عاصم بن النضر التيمي حدثنا خالد ( يعني ابن الحارث ) حدثنا حميد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال واصل رسول الله صلى الله عليه و سلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك فقال
Y لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم إنكم لستم مثلي ( أو قال ) إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني
[ ش ( في أول شهر رمضان ) كذا هو في كل النسخ ببلادنا وكذا نقله القاضي عن أكثر النسخ قال وهو وهم من الراوى وصوابه آخر شهر رمضان وكذا رواه بعض رواة صحيح مسلم وهو الموافق للحديث الذي قبله ولباقي الأحاديث ( إني أظل يطعمني ربي ويسقيني ) قال أهل اللغة ظل يفعل كذا إذا عمله في النهار دون الليل وبات يفعل كذا إذا عمله في الليل ومنه قول عنترة ولقد أبيت على الطوى وأظله أي أظل عليه ]
(2/775)
61 - ( 1105 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة جميعا عن عبدة قال إسحاق أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت نهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن الوصال رحمة لهم فقالوا إنك تواصل قال
Y إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقيني
(2/776)
12 - باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته
(2/776)
62 - ( 1106 ) حدثني علي بن حجر حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم ثم تضحك
(2/776)
63 - ( 1106 ) حدثني علي بن حجر السعدي وابن أبي عمر قالا حدثنا سفيان قال قلت لعبدالرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقبلها وهو صائم ؟ فسكت ساعة ثم قال نعم
(2/776)
64 - ( 1106 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن عبيدالله بن عمر عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلني وهو صائم وأيكم يملك أربه كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يملك إربه
[ ش ( وأيكم يملك إربه ) هذه اللفظة رووها على وجهين أشهرهما رواية الأكثرين إربه وكذا نقله القاضي والخطابي عن رواية الأكثرين والثاني بفتح الهمزة والراء ومعناه بالكسر الوطر والحاجة وكذا بالفتح ولكنه يطلق المفتوح أيضا على العضو قال الخطابي في معالم السنن هذه اللفظة تروى على وجهين الفتح والكسر قال ومعناهما واحد وهو حاجة النفس ووطرها يقال لفلان على فلان أرب وإرب وأربة ومأربة أي حاجة قال والإرب أيضا العضو قال العلماء معنى كلام عائشة رضي الله عنها أنه ينبغي لكم الاحتراز عن القبلة ولا تتوهموا من أنفسكم أنكم مثل النبي صلى الله عليه و سلم في استباحتها لأنه يملك نفسه ويأمن الوقوع في قبلة يتولد منها إنزال أوشهوة أو هيجان نفس ونحو ذلك وأنتم لا تأمنون ذلك فطريقكم الانكفاف عنها ]
(2/776)
65 - ( 1106 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية ) عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة عن عائشة رضي الله عنها ح وحدثنا شجاع بن مخلد حدثنا يحيى بن أبي زائدة حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه أملككم لإربه
[ ش ( ويباشر وهو صائم ) معنى المباشرة هنا اللمس باليد وهو من التقاء البشرتين ]
(2/776)
66 - ( 1106 ) حدثني علي بن حجر وزهير بن حرب قالا حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه
(2/776)
67 - ( 1106 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يباشر وهو صائم
(2/776)
68 - ( 1106 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو عاصم قال سمعت ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال انطلقت أنا ومسروق إلى عائشة رضي الله عنها فقلنا لها أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يباشر وهو صائم ؟ قالت نعم ولكنه كان أملككم لإربه أو من أملككم لإربه شك أبو عاصم
(2/776)
( 1106 ) وحدثنيه يعقوب الدورقي حدثنا إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود ومسروق أنهما دخلا على أم المؤمنين ليسألانها فذكر نحوه
[ ش ( ليسألانها ) كذا هو في كثير من الأصول ليسألانها باللام والنون وهي لغة قليلة وفي كثير من الأصول يسألانها بحذف اللام وهذا واضح وهو الجاري على المشهور في العربية ]
(2/776)
69 - ( 1106 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى حدثنا شيبان عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمى أن عمر ابن عبدالعزيز أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقبلها وهو صائم
(2/776)
( 1106 ) وحدثنا يحيى بن بشر الحريري حدثنا معاوية ( يعني ابن سلام ) عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد مثله
(2/776)
70 - ( 1106 ) حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو الأحوص ) عن زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل في شهر الصوم
[ ش ( في شهر الصوم ) يعني في حال الصيام ]
(2/776)
71 - ( 1106 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز بن أسد حدثنا أبو بكر النهشلي حدثنا زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل في رمضان وهو صائم
(2/776)
72 - ( 1106 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثنا عبدالرحمن حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن علي بن الحسين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقبل وهو صائم
(2/776)
73 - ( 1107 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية ) عن الأعمش عن مسلم عن شتير بن شكل عن حفصة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل وهو صائم
(2/778)
( 1107 ) وحدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا أبو عوانة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن جرير كلاهما عن منصور عن مسلم عن شتير بن شكل عن حفصة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/778)
74 - ( 1108 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو ( وهو ابن الحارث ) عن عبدربه بن سعيد عن عبدالله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أيقبل الصائم ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم سل هذه ( لأم سلمة ) فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع ذلك فقال يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له
[ ش ( قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك الخ ) سبب قول هذا القائل قد غفر الله لك أنه ظن أن جواز التقبيل للصائم من خصائص رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه لا حرج عليه فيما يفعل لأنه مغفور له فأنكر عليه صلى الله عليه و سلم هذا وقال أنا أتقاكم لله تعالى وأشدكم خشية فكيف تظنون بي أو تجوزون على ارتكاب منهي عنه ]
(2/779)
13 - باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب
(2/779)
75 - ( 1109 ) حدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج ح وحدثني محمد ابن رافع ( واللفظ له ) حدثنا عبدالرزاق ابن همام أخبرنا ابن جريج أخبرني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبي بكر قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقص يقول في قصصه من أدركه الفجر جنبا فلا يصم فذكرت ذلك لعبدالرحمن بن الحارث ( لأبيه ) فأنكر ذلك فانطلق عبدالرحمن وانطلقت معه حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما فسألهما عبدالرحمن عن ذلك قال فكلتاهما قالت كان النبي صلى الله عليه و سلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم قال فانطلقنا حتى دخلنا على مروان فذكر له ذلك عبدالرحمن فقال مروان عزمت عليك إلا ماذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول قال فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله قال فذكر له عبدالرحمن فقال أبو هريرة أهما قالتاه لك ؟ قال نعم قال هما أعلم ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن العباس فقال أبو هريرة سمعت ذلك من الفضل ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه و سلم
قال فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك
قلت لعبدالملك أقالتا في رمضان ؟ قال كذلك كان يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم
[ ش ( من غير حلم ) هو بضم الحاء وبضم اللام وإسكانها وهو الاحتلام والمراد يصبح جنبا من جماع ولا يجنب من احتلام لامتناعه منه ويكون قريبا من معنى قوله تعالى ويقتلون النبيين بغير حق ومعلوم أن قتلهم لا يكون بحق ( عزمت عليك إلا ما ذهبت ) أي أقسمت عليك لا أقبل منك إلاذهابك أي أمرتك أمرا جازما عزيمة محتمة وأمر ولا ة الأمور تجب طاعته في غير معصية ]
(2/779)
76 - ( 1109 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وأبي بكر بن عبدالرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدركه الفجر في رمضان وهو جنب من غير حلم فيغتسل ويصوم
(2/779)
77 - ( 1109 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو ( وهو ابن الحارث ) عن عبدربه عن عبدالله بن كعب الحميري أن أبا بكر حدثه أن مروان أرسله إلى أم سلمة رضي الله عنها يسأل عن رجل يصبح جنبا أيصوم ؟ فقالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصبح جنبا من جماع لا من حلم ثم لا يفطر ولا يقضي
[ ش ( ثم لا يفطر ولا يقضي ) أي لا يفطر بقية يومه ولا يقضي صوم ذلك اليوم لكونه صوما صحيحا لا خلل فيه ]
(2/779)
78 - ( 1109 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبدربه بن سعيد عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه و سلم أنهما قالتا إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصبح جنبا من جماع غير احتلام في رمضان ثم يصوم
[ ش ( إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصبح جنبا ) إن هذه مخففة واللام في قولها ليصبح فارقة ]
(2/779)
79 - ( 1110 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عبدالله بن عبدالرحمن ( وهو بن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة ) أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال
Y والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقى
(2/781)
80 - ( 1109 ) حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي حدثنا أبو عاصم حدثنا ابن جريج أخبرني محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن الرجل يصبح جنبا أيصوم ؟ قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصبح جنبا من غير احتلام ثم يصوم
(2/781)
14 - باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم ووجوب الكفارة الكبرى فيه وبيانها وأنها تجب على الموسر والمعسر وتثبت في ذمة المعسر حتى يستطيع
(2/781)
81 - ( 1111 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير كلهم عن ابن عيينة قال يحيى أخبرنا سفيان ابن عيينة عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله نه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال هلكت يا رسول الله قال وما أهلكك ؟ قال وقعت على امرأتي في رمضان قال
Y هل تجد ما تعتق رقبة ؟ قال لا قال فهل تستطيع أن تصوم شهريين متتابعين ؟ قال لا قال فهل تجد ماتطعم ستين مسكينا ؟ قال لا قال ثم جلس فأتي النبي صلى الله عليه و سلم بعرق فيه تمر فقال تصدق بهذا قال أفقر منا ؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا فضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى بدت أنيابه ثم قال اذهب فأطعمه أهلك
[ ش ( وقعت على امرأتي ) أي وطئتها ( رقبة ) بدل من ما ( بعرق ) قال في النهاية هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص وكل شيء مضفور فهو عرق ( قال أفقر منا ) كذا ضبطناه أفقر بالنصب وكذا نقل القاضي أن الرواية فيه بالنصب على إضمار فعل تقديره أتجد أفقر منا ؟ أو أتعطى قال ويصح رفعه على تقدير هل أحد أفقر منا كما قال في الحديث الآخر بعده أغيرنا كذا ضبطناه بالرفع ويصح النصب على ما سبق قال النووي هذا كلام القاضي وقد ضبطنا الثاني بالنصب أيضا فهما جائزان كما سبق توجيهه ( فما بين لابتيها ) هما الحرتان والمدينة بين حرتين والحرة الأرض الملبسة حجارة سوداء ]
(2/781)
( 1111 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن محمد بن مسلم الزهري بهذا الإسناد مثل رواية ابن عيينة وقال بعرق فيه تمر وهو الزنبيل ولم يذكر فضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى بدت أنيابه
(2/781)
82 - ( 1111 ) حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب عن حميد ابن عبدالرحمن بن عوف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا وقع بامرأته في رمضان فاستفتى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال
Y هل تجد رقبة ؟ قال لا قال وهل تستطيع صيام شهرين ؟ قال لا قال فأطعم ستين مسكينا
[ ش ( وقع بامرأته ) كذا هو في معظم النسخ وفي بعضها واقع امرأته وكلاهما صحيح ]
(2/781)
83 - ( 1111 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا إسحاق بن عيسى أخبرنا مالك عن الزهري بهذا الإسناد أن رجلا أفطر في رمضان فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكفر بعتق رقبة ثم ذكر بمثل حديث ابن عيينة
(2/781)
84 - ( 1111 ) حدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني ابن شهاب عن حميد بن عبدالرحمن أن أبا هريرة حدثه أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر رجلا أفطر في رمضان أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين أو يطعم ستين مسكينا
[ ش ( يعتق رقبة أو يصوم ) أو هنا للتقسيم لا للتخير تقديره يعتق أو يصوم إن عجز عن العتق أو يطعم إن عجز عنهما ]
(2/781)
( 1111 ) حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق ز أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحو حديث ابن عيينة
(2/781)
85 - ( 1112 ) حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عبدالرحمن بن القاسم عن محمد بن جعفر ابن الزبير عن عباد بن عبدالله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال احترقت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لم ؟ قال
Y وطئت امرأتي في رمضان نهارا قال تصدق تصدق قال ما عندي شيء فأمره أن يجلس فجاءه عرقان فيهما طعام فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتصدق به
(2/783)
86 - ( 1112 ) وحدثنا محمد بن المثنى أخبرنا عبدالوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني عبدالرحمن بن القاسم أن محمد بن جعفر بن الزبير أخبره أن عباد بن عبدالله بن الزبير حدثه أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول
Y أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث وليس في أول الحديث تصدق تصدق ولا قوله نهارا
(2/783)
87 - ( 1112 ) حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عبدالرحمن بن القاسم حدثه أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه أن عباد بن عبدالله بن الزبير حدثه أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم تقول
Y أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد في رمضان فقال يا رسول الله احترقت احترقت فسأله رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شأنه ؟ فقال أصبت أهلي قال تصدق فقال والله يا نبي الله ما لي شيء وما أقدر عليه قال اجلس فجلس فبينا هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارا عليه طعام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أين المحترق آنفا ؟ فقام الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تصدق بهذا فقال يا رسول الله أغيرنا ؟ فوالله إنا لجياع مالنا شيء قال فكلوه
(2/783)
15 - باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفره مرحلتين فأكثر وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم ولمن يشق عليه أن يفطر
(2/783)
88 - ( 1113 ) حدثني يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره
[ ش ( خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ) يعني بالفتح فتح مكة وكان سنة ثمان من الهجرة والكديد عين جارية بينها وبين المدينة سبع مراحل أو نحوها وبينها وبين مكة قريب من مرحلتين وهي أقرب إلى المدينة من عسفان قال القاضي عياض الكديد عين جارية على اثنين وأربعين ميلا من مكة قال وعسفان قرية جامعة بها منبر على ست وثلاثين ميلا من مكة قال والكديد ماء بينها وبين قديد وفي الحديث الآخر فصام حتى بلغ كراع الغميم وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال يضاف إليه هذا الكراع وهو جبل أسود متصل به والكراع كل أنف سال من جبل أو حرة قال القاضي وهذا كله في سفر واحد في غزاة الفتح قال وسميت هذه المواضع في هذه الأحاديث لتقاربها وإن كانت عسفان متباعدة شيئا عن هذه المواضع لكنها كلها مضافة إليها ومن عملها فاشتمل اسم عسفان عليها قال وقد يكون علم حال الناس ومشقتهم في بعضها فأفطر وأمرهم بالفطر في بعضها قال الإمام النووي هذا كلام القاضي وهو كما قال إلا في مسافة عسفان فإن المشهور أنها على أربعة برد من مكة وكل بريد أربعة فراسخ وكل فرسخ ثلاثة أميال فالجملة ثمانية وأربعون ميلا هذا هو الصواب المعروف الذي قاله الجمهور ( صحابة ) جمع صاحب قال ابن الأثير ولم يجمع فاعل على فعالة إلا هذا ]
(2/784)
( 1113 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم عن سفيان عن الزهري بهذا الإسناد مثله قال يحيى قال سفيان لا أدرى من قول من هو ؟ يعني وكان يؤخذ بالآخر من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم
(2/784)
( 1113 ) حدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد قال الزهري وكان الفطر آخر الأمرين وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالآخر فالآخر قال الزهري فصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان
[ ش ( فصبح ) أي أتاها صباحا ]
(2/784)
( 1113 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب بهذا الإسناد مثل حديث الليث قال ابن شهاب فكانوا يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره ويرونه الناسخ المحكم
(2/784)
( 1113 ) وحدثنا إسخق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y سافر رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإنء فيه شراب فشربه نهارا ليراه الناس ثم أفطر حتى دخل مكة
قال ابن عباس رضي الله عنهما فصام رسول الله صلى الله عليه و سلم وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر
(2/784)
89 - ( 1113 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن سفيان عن عبدالكريم عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y لا تعب على من صام ولا من أفطر قد صام رسول الله صلى الله عليه و سلم في السفر وأفطر
(2/784)
90 - ( 1114 ) حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب ( يعني ابن عبدالمجيد ) حدثنا جعفر عن أبيه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال
Y أولئك العصاة أولئك العصاة
[ ش ( أولئك العصاة أولئك العصاة ) هكذا هو مكرر مرتين وهذا محمول على من تضرر بالصوم أو إنهم أمروا بالفطر أمرا جازما لمصلحة بيان جوازه فخالفوا الواجب وعلى التقديرين لا يكون الصائم اليوم في السفر عاصيا إذا لم يتضرر به ويؤيد التأويل الأول قوله في الرواية الثانية إن الناس قد شق عليهم الصيام ]
(2/785)
91 - ( 1114 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) عن جعفر بهذا الإسناد وزاد فقيل له
Y إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت فدعا بقدح من ماء بعد العصر
(2/785)
92 - ( 1115 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن محمد بن جعفر قال أبو بكر حدثنا غندر عن شعبة عن محمد بن عبدالرحمن بن سعد عن محمد بن عمرو بن الحسن عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفره فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ضلل عليه فقال ماله ؟ قالوا رجل صائم فقال رسول الله عليه وسلم ليس من البر أن تصوموا في السفر
[ ش ( ليس من البر أن تصوموا في السفر ) معناه إذا شق عليكم وخفتم الضرر وسياق الحديث يقتضيه هذا التأويل وهذه الرواية مبينة للروايات المطلقة ليس من البر الصيام في السفر ومعنى الجميع فيمن تضرر بالصوم ]
(2/786)
( 1115 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن محمد بن عبدالرحمن قال سمعت محمد بن عمرو بن الحسن يحدث أنه سمع جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا بمثله
م ( 1115 ) وحدثناه أحمد بن عثمان النوفلي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة بهذا الإسناد نحوه وزاد قال شعبة وكان يبلغني عن يحيى بن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الحديث وفي هذا الإسناد أنه قال عليكم برخصة الله الذي رخص لكم قال فلما سألته لم يحفظه
(2/786)
93 - ( 1116 ) حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
Y غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لست عشرة مضت من رمضان فمنا من صام ومنا من أفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم
(2/786)
94 - ( 1116 ) حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي ح وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا ابن مهدي حدثنا شعبة وقال ابن المثنى حدثنا أبو عامر حدثنا هشام وقال ابن المثنى حدثنا سالم بن نوح حدثنا عمر ( يعني ابن عامر ) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر عن سعيد كلهم عن قتادة بهذا الإسناد نحو حديث همام غير أن في حديث التيمي وعمر بن عامر وهشام لثمان عشرة خلت وفي حديث سعيد في ثنتي عشرة وشعبة لسبع عشر أو تسع عشرة
(2/786)
95 - ( 1116 ) حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر ( يعني ابن المفضل ) عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال
Y كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان فما يعاب على الصائم صومه ولا على المفطر إفطاره
(2/786)
96 - ( 1116 ) حدثني عمرو الناقد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
Y كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسنا
(2/786)
97 - ( 1117 ) حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وسهل بن عثمان وسويد بن سعيد وحسين بن حريث كلهم عن مروان قال سعيد أخبرنا مروان بن معاوية عن عاصم قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبدالله رضي الله عنه قالا
Y سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض
(2/787)
98 - ( 1118 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن حميد قال سئل أنس رضي الله عنه عن صوم رمضان في السفر ؟ فقال
Y سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم
(2/787)
99 - ( 1118 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد قال خرجت فصمت فقالوا لي أعد قال فقلت
Y إن أنسا أخبرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يسافرون فلا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم فلقيت ابن أبي مليكة فأخبرني عن عائشة رضي الله عنها بمثله
(2/787)
16 - باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل
(2/787)
100 - ( 1119 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا أبو معاوية عن عاصم عن مورق عن أنس رضي الله عنه قال
Y كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر
[ ش ( فسقط الصوام ) أي صاروا قاعدين في الأرض ساقطين عن الحركة ومباشرة حوائجهم لضعفهم بسبب صومهم ( فضربوا الأبنية ) أي نصبوا الأخبية وأقاموها على أوتاد مضروبة في الأرض ( وسقوا الركاب ) أي الرواحل وهي الإبل التي يسار عليها قال الفيومي والركاب بالكسر المطي الواحدة راحلة من غير لفظها ( ذهب المفطرون اليوم بالأجر ) أي استصحبوه ومضوا به ولم يتركوا لغيرهم شيئا منه على طريق المبالغة ]
(2/788)
101 - ( 1119 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا حفص عن عاصم الأحول عن مورق عن أنس رضي الله عنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فصام بعض وأفطر بعض فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصوام عن بعض العمل قال فقال في ذلك ذهب المفطرون اليوم بالأجر
[ ش ( فتحزم المفطرون ) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا فتحزم وكذا نقله القاضي عن أكثر رواة صحيح مسلم قال ووقع لبعضهم فتخدم قال وادعوا أنه صواب الكلام لأنه كانوا يخدمون قال القاضي والأول صحيح أيضا ولصحته ثلاثة أوجه أحدها معناه شدوا أوساطهم للخدمة والثاني أنه استعارة للاجتهاد في الخدمة ومنه إذا دخل العشر اجتهدا وشد المئزر والثالث أنه من الحزم وهو الأحتياط والأخذ بالقوة والاهتمام بالمصلحة ومعنى تحزمهم أنهم تلببوا وشدوا أوساطهم وعملوا للصائمين ]
(2/788)
102 - ( 1120 ) حدثني محمد بن حاتم حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ربيعة قال حدثني قزعة قال
Y أتيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه وهو مكسور عليه فلما تفرق الناس عنه قلت إني لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه سألته عن الصوم في السفر ؟ فقال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة ونحن صيام قال فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا وكانت عزمة فأفطرنا ثم قال رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك في السفر
[ ش ( وهو مكسور عليه ) أي عنده كثيرون من الناس ]
(2/789)
17 - باب التخيير في الصوم والفطر في السفر
(2/789)
103 - ( 1121 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت سأل حمزة ابن عمرو الأسلمي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيام في السفر ؟ فقال
Y إن شئت فصم وإن شئت فأفطر
(2/789)
104 - ( 1121 ) وحدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد ( وهو ابن زيد ) حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن حمزة ابن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم أفصوم في السفر ؟ صم إن شئت وأفطر إن شئت
[ ش ( أسرد الصوم ) أي أصوم متتابعا ]
(2/789)
105 - ( 1121 ) وحدثناه يحيى ابن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بهذا الإسناد مثل حديث حماد بن زيد إني رجل أسرد الصوم
(2/789)
106 - ( 1121 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال حدثنا ابن نمير وقال أبو بكر حدثنا عبدالرحيم بن سليمان كلاهما عن هشام بهذا الإسناد أن حمزة قال إني رجل أصوم أفأصوم في السفر ؟
[ ش ( إني رجل أصوم ) يعني الدهر ما عدا الأيام المنهي عنها ]
(2/789)
107 - ( 1121 ) وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي ( قال هارون حدثنا وقال أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب ) أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن أبي مراوح عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه قال هارون في حديثه هي رخصة ولم يذكر من الله
(2/789)
108 - ( 1122 ) حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبدالعزيز عن إسماعيل بن عبيدالله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال
Y خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعبدالله بن رواحة
(2/790)
109 - ( 1122 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة القعنبي حدثنا هشام بن سعد عن عثمان بن حيان الدمشقي عن أم الدرداء قالت قال أبو الدرداء
Y لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره في يوم شديد الحر حتى إن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما منا أحدا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعبدالله بن رواحة
(2/790)
18 - باب استحباب الفطر للحاج يوم عرفة
(2/790)
110 - ( 1123 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر عن عمير مولى عبدالله بن عباس عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه
[ ش ( تماروا ) أي شكوا وتباحثوا فإن التماري هو الجدال على مذهب الشك ]
(2/791)
( 1123 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر عن سفيان عن أبي النضر بهذا الإسناد
ولم يذكر وهو واقف على بعيره وقال عن عمير مولى أم الفضل
م ( 1123 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن سالم أبي النضر بهذا الإسناد نحو حديث ابن عيينة وقال عن عمير مولى أم الفضل
(2/791)
111 - ( 1123 ) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو أن أبا النضر حدثه أن عميرا مولى ابن عباس رضي الله عنه حدثه أنه سمع أم الفضل رضي الله عنها تقول
Y شك ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في صيام يوم عرفة ونحن بها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسلت إليه بقعب فيه لبن وهو بعرفة فشربه
[ ش ( ونحن بها ) أي بعرفة ( بقعب ) في الصحاح هو إناء من خشب مقعر ]
(2/791)
112 - ( 1124 ) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن بكير بن الأشج عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت
Y إن الناس شكوا في صيام رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عرفة فأرسلت إليه ميمونة بحلاب اللبن وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون إليه
[ ش ( بحلاب ) هو الإناء الذي يحلب فيه ويسمى أيضا المحلب ]
(2/791)
19 - باب صوم يوم عاشوراء
(2/791)
113 - ( 1125 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال
Y من شاء صامه ومن شاء تركه
(2/792)
114 - ( 1125 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال حدثنا ابن نمير عن هشام بهذا الإسناد ولم يذكر في أول الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصومه وقال في أخر الحديث وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ولم يجعله من قول النبي صلى الله عليه و سلم كرواية جرير
(2/792)
( 1125 ) حدثني عمرو الناقد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن يوم عاشوراء كان يصام في الجاهلية فلما جاء اللإسلما من شاء صامه ومن شاء تركه
(2/792)
115 - ( 1125 ) حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر بصيامه قبل أن يفرض رمضان فلما فرض رمضان كان من شاء صام يوم عاشوراء ومن شاء أفطر
(2/792)
116 - ( 1125 ) حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح جميعا عن الليث بن سعد قال ابن رمح
Y أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن عراكا أخبره أن عروة أخبره أن عائشة أخبرته أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره
[ ش ( ثم أمر ) ضبطوا الأمر هنا بوجهين أظهرهما يفتح الهمزة والمميم والثانية بضم الهمزة وكسر الميم ولم يذكر القاضي عياض غيره ]
(2/792)
117 - ( 1126 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثنا بن نمير ( واللفظ له ) حدثنا أبي حدثنا عبيدالله عن نافع أخبرني عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان
فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه
(2/792)
( 1126 ) وحدثناه محمد بن المثنى وزهير بن حرب قالا حدثنا يحيى ( وهو القطان ) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة كلاهما عن عبيدالله بمثله في هذا الإسناد
(2/792)
118 - ( 1126 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عر رضي الله عنهما أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عاشوراء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y كان يوما يصومه أهل الجاهلية فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه ومن كره فليدعه
(2/792)
119 - ( 1126 ) حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن الوليد ( يعني ابن كثير ) حدثني نافع أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في يوم عاشوراء إن هذا يوم كان يصومه أهل الجاهلية فن أحب أن يصوه فليصمه ومن أحب أن يتركه فليتركه وكان عبدالله رضي الله عنه لا يصومه إلا أن يوافق صيامه
(2/792)
120 - ( 1126 ) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا روح حدثنا أبو مالك عبيدالله بن الأخنس أخبرني نافع عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y ذكر عند النبي صلى الله عليه و سلم صوم يوم عاشوراء فذكر مثل حديث الليث بن سعد سواء
(2/792)
121 - ( 1126 ) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي حدثنا أبو عاصم حدثنا عمر بن محمد بن زيد العسقلاني حدثنا سالم بن عبدالله حدثني عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال
Y ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عاشوراء فقال ذاك يوم كان يصومه أهل الجاهلية فمن شاء صامه ومن شاء تركه
(2/792)
122 - ( 1127 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية قال أبو بكر حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن عبدالرحمن بن يزيد قال
Y دخل الأشعث بن قيس على عبدالله وهو يتغدى فقال يا أبا محمد ادن إلى الغداء فقال أوليس اليوم يوم عاشوراء ؟ قال وهل تدري ما يوم عاشوراء قال وما هو ؟ قال إنما هو يوم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك وقال أبو كريب تركه
[ ش ( قبل أن ينزل شهر رمضان ) أراد بنزوله نزول الأمر بصيامه ولا يبعد أن يراد نزول قوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الخ ]
(2/794)
( 1127 ) وحدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا جرير عن الأعمش بهذا الإسناد وقالا فلما نزل رمضان تركه
(2/794)
123 - ( 1127 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ويحيى بن سعيد القطان عن سفيان ح وحدثني محمد بن حاتم ( واللفظ له ) حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان حدثني زبيد اليامي عن عمارة بن عمير عن قيس بن سكن أن الأشعث بن قيس دخل على عبدالله يوم عاشوراء وهو يأكل فقال يا أبا محمد ادن فكل قال إني صائم قال كنا نصومه ثم ترك
(2/794)
124 - ( 1127 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا اسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال يا أبا عبدالرحمن إن اليوم يوم عاشوراء فقال قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك فإن كنت فطرا فاطعم
(2/794)
125 - ( 1128 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيدالله بن موسى أخبرنا شيبان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده
[ ش ( يحثنا عليه ) أي يحضنا ( ويتعاهدنا عنده ) أي يراعي حالنا عند عاشر المحرم هل صمنا فيه أو لم نصم ]
(2/794)
126 - ( 1129 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني حميد بن عبدالرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان خطيبا بالمدينة ( يعني في قدمة قدمها ) خطبهم يوم عاشوراء فقال أين علماؤكم ؟ يا أهل المدينة سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول ( لهذا اليوم )
Y هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب منكم أن يصوم فليصم ومن أحب أن يفطر فليفطر
[ ش ( في قدمة قدمها ) أي في مرة من قدومه المدينة فإنه كانت له قدمات إليها من الشام ]
(2/795)
( 1129 ) حدثني أبو الطاهر حدثنا عبدالله بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن ابن شهاب في هذا الإسناد بمثله
م ( 1129 ) وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري بهذا الإسناد سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول في مثل هذا اليوم إني صائم فمن شاء أن يصوم فليصم ولم يذكر باقي حديث مالك ويونس
(2/795)
127 - ( 1130 ) حدثني يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال
Y قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك ؟ فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيما له فقال النبي صلى الله عليه و سلم نحن أولى بموسى منكم فأمر بصومه
[ ش ( أظهر الله فيه موسى وبني اسرائيل على فرعون ) أي جعلهم ظاهرين عليه غالبين ]
(2/795)
( 1130 ) وحدثناه ابن بشار وأبو بكر بن نافع جميعا عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي بشر بهذا الإسناد وقال فسألهم عن ذلك
(2/795)
128 - ( 1130 ) وحدثني ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب عن عبدالله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمر بصيامه
[ ش ( فصامه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمر بصيامه ) قال الإمام النووي مختصر ذلك أنه صلى الله عليه و سلم كان يصومه كما تصومه قريش في مكة ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه فصامه أيضا بوحي أو تواتر أو اجتهاد لا بمجرد أخبار آحادهم ]
(2/795)
( 1130 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن أيوب بهذا الإسناد إلا أنه قال عن ابن سعيد بن جبير لم يسمه
(2/795)
129 - ( 1131 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا أبو أسامة عن أبي عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان يوم عاشوراء يوما تعظمه اليهود وتتخذه عيدا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوموه أنتم
(2/796)
130 - ( 1131 ) وحدثناه أحمد بن المنذر حدثنا حماد بن أسامة حدثنا أبو العميس أخبرني قيس فذكر بهذا الإسناد مثله وزاد قال أبو أسامة فحدثني صدقة بن أبي عمران عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فصوموه أنتم
[ ش ( وشارتهم ) أي يلبسونهن لباسهم الجميل الحسن في النهاية الشورة بالضم الهيئة الحسنة والشارة مثله ]
(2/796)
131 - ( 1132 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن سفيان قال أبو بكر حدثنا ابن عيينة عن عبيدالله بن أبي يزيد سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال ما علمت أن رسول الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر يعني رمضان
(2/797)
( 1132 ) وحدثني محد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عبيدالله بن أبي يزيد في هذا الإسناد بمثله
(2/797)
20 - باب أي يوم يصام في عاشوراء
(2/797)
132 - ( 1133 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج قال
Y انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنه وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال محرم فأعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصومه ؟ قال نعم
[ ش ( في زمزم ) أي عندها وهي البئر المعروفة بمكة في داخل الحرم ( فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما ) هذا تصريح من ابن عباس بأن مذهبه أن عاشوراء هو اليوم التاسع من المحرم ويتأوله على أنه مأخوذ من أظماء الإبل فإن العرب تسمي اليوم الخامس من أيام الورد ربعا وكذا باقي الأيام على هذه النسبة فيكون التاسع عشر وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف بأن عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم وهذا ظاهر الأحاديث ومقتضى اللفظ وأما تقدير أخذه من الأظماء فبعيد ]
(2/797)
( 1133 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن معاوية بن عمرو حدثني الحكم بن الأعرج قال سألت ابن عباس رضي الله عنه وهو متوسد رداءه عند زمزم عن صوم عاشوراء بمثل حديث حاجب بن عمر
(2/797)
133 - ( 1134 ) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا ابن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب حدثني إسماعيل بن أمية أنه سمع أبا غطفان بن طريف المري يقول سمعت عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يقول
Y حين صام رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم
(2/797)
134 - ( 1134 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبدالله ابن عمير ( لعله قال عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ) قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع وفي رواية أبي بكر قال يعني يوم عاشوراء
(2/797)
21 - باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه
(2/797)
135 - ( 1135 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم ( يعني ابن إسماعيل ) عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من أسلم يوم عاشوراء فأمره أن يؤذن في الناس
Y من كان لم يصم فليصم ومن كان أكل فليتم صيامه إلى الليل
[ ش ( من كان لم يصم فليصم ومن كان أكل فليتم صيامه إلى الليل ) معناه أن من كان نوى الصوم فليتم صومه ومن كان لم ينو الصوم ولم يأكل أو أكل فليمسك بقية يومه حرمة لليوم كما لو أصبح يوم الشك مفطرا ثم ثبت أنه من رمضان يجب إمساك بقية يومه حرمة لليوم ]
(2/798)
136 - ( 1136 ) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا بشر بن المفضل بن لاحق حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت
Y أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار
[ ش ( اللعبة من العهن ) العهن هو الصوف مطلقا وقيل الصوف المصبوغ ( أعطيناها إياه عند الإفطار ) هكذا هو في جميع النسخ عند الإفطار قال القاضي فيه محذوف وصوابه حتى يكون عند الإفطار فهذا يتم الكلام ]
(2/798)
137 - ( 1136 ) وحدثناه يحيى بن يحيى حدثنا أبو معشر العطار عن خالد بن ذكوان قال سألت الربيع بنت معوذ عن صوم عاشوراء ؟ قالت
Y بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رسله في قرى الأنصار فذكر بمثل حديث بشر غير أنه قال ونصنع لهم اللعبة من العهن فنذهب به معنا فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم
(2/798)
22 - باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى
(2/798)
138 - ( 1137 ) وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبى عبيد مولى ابن أزهر أنه قال
Y شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء فصلى ثم انصرف فخطب الناس فقال إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم
(2/799)
139 - ( 1138 ) وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صيام يومين يوم الأضحى ويوم الفطر
(2/799)
140 - ( 827 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبدالملك ( وهو ابن عمير ) عن قزعة عن أبى سعيد رضي الله عنه قال سمعت منه حديثا فأعجبني فقلت له آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال فأقول على رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لم أسمع ؟ قال سمعته يقول
Y لا يصلح الصيام في يومين يوم الأضحى ويوم الفطر من رمضان
(2/799)
141 - ( 1138 ) وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبدالعزيز بن المختار حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صيام يومين يوم الفطر ويوم النحر
(2/799)
142 - ( 1139 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ابن عون عن زياد بن جبير قال
Y جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقال إنى نذرت أن أصوم يوما فوافق يوم أضحى أوفطر فقال ابن عمر رضي الله عنهما أمر الله تعالى بوفاء النذر ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صوم هذا اليوم
[ ش ( أمر الله تعالى بوفاء النذر ) يريد قوله تعالى وليوفوا نذورهم ) 0
(2/800)
143 - ( 1140 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا سعد بن سعيد أخبرتني عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صومين يوم الفطر ويوم الأضحى
(2/800)
23 - باب تحريم صوم أيام التشريق
(2/800)
144 - ( 1141 ) وحدثنا سريج بن يونس حدثنا هشيم أخبرنا خالد عن أبي المليح عن نبيشة الهذلي قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيام التشريق أيام أكل وشرب
(2/800)
( 1141 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا إسماعيل ( يعني ابن علية ) عن خالد الحذاء حدثني أبو قلابة عن أبي المليح عن نبيشة قال خالد
Y فلقيت أبا المليح فسألته فحدثني به فذكر عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل حديث هشيم وزاد فيه وذكر لله
(2/800)
145 - ( 1142 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن سابق حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه وأوس ابن الحدثان أيام التشريق فنادى أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن وأيام منى أيام أكل وشرب
[ ش ( وأيام منى ) هي أيام النحر والتشريق ]
(2/800)
( 1142 ) وحدثناه عبد بن حميد حدثنا أبو عامر عبدالملك بن عمرو حدثنا إبراهيم بن طهمان بهذا الإسناد غير أنه قال فناديا
(2/800)
24 - باب كراهة صيام يوم الجمعة منفردا
(2/800)
146 - ( 1143 ) حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدالحميد بن جبير عن محمد بن عباد بن جعفر سألت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما وهو يطوف بالبيت
Y أنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيام يوم الجمعة ؟ فقال نعم ورب هذا البيت
(2/801)
( 1143 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عبدالحميد بن جبير بن شيبة أنه أخبره محمد بن عباد بن جعفر أنه سأل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما بمثله عن النبي صلى الله عليه و سلم
(2/801)
147 - ( 1144 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص وأبو معاوية عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يصم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده
(2/801)
148 - ( 1144 ) وحدثني أبو كريب حدثنا حسين ( يعني الجعفي ) عن زائدة عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم
[ ش ( لا تختصوا الخ ) هكذا وقع في الأصول تختصوا ليلة الجمعة ولا تخصوا يوم الجمعة بإثبات التاء في الأول بين الخاء والصاد وبحذفها في الثاني وهما صحيحان ]
(2/801)
25 - باب بيان نسخ قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه
(2/801)
149 - ( 1145 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر ( يعني ابن مضر ) عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة عن سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين [ 2 / البقرة / الآية 184 ] كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها
[ ش ( كان من أراد أن يفطر ) في العبارة ساقط وهو خبر كان والتقدير كان من أراد أن يفطر ويفتدى فعل ( حتى نزلت الآية التي بعدها ) هي آية شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ( فنسختها ) يعني أنهم كانوا مخيرين في صدر الإسلام بين الصوم والفدية ثم نسخ التخيير بتعيين الصوم بقوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه فمعنى وعلى الذين يطيقونه فدية أي على المطيقين للصيام إن أفطروا إعطاء فدية وهي طعام مسكين لكل يوم فهو رخصة منه تعالى لهم في الإفطار والفدية في بدء الأمر لعدم تعودهم الصيام أياما ثم نسخ الرخصة وعين العزيمة ومن لم يقل بالنسخ قال في تفسيره وعلى الذين يصومونه مع المشقة وهو مبني على أن الطاقة اسم للقدرة مع المشدة والمشقة ]
(2/802)
150 - ( 1145 ) حدثني عمرو بن سواد العامري أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال
Y كنا في رمضان على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من شاء صام ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين حتى أنزلت هذه الآية فمن شهد منكم الشهر فليصمه [ 2 / البقرة / الآية 185 ]
(2/802)
26 - باب قضاء رمضان في شعبان
(2/802)
151 - ( 1146 ) حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان الشغل من رسول الله صلى الله عليه و سلم أو برسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( كان يكون على الصوم ) كان يكون هما متنازعان في مرفوعيهما وهو الصوم والمراد قضاؤه وقولها على منصوبهما على التنازع أيضا والجمع بين الفعلين لحكاية التكرر في الكون ولك أن تقدر في كان ضمير الشأن أي كان الأمر والشأن فتكون جملة يكون خبرا لكان ( الشغل ) هكذا هو في النسخ الشغل بالألف واللام مرفوع أي يمنعني الشغل برسول الله صلى الله عليه و سلم وتعنى بالشغل وبقولها في الحديث الثاني فما تقدر على أن تقضيه أن كل واحدة منهن كانت مهيئة نفسها لرسول الله صلى الله عليه و سلم مترصدة لاستمتاعه في جميع أوقاته إن أراد ذلك ولا تدري متى يريده ولم تستأذنه في الصوم مخافة أن يأذن وقد يكون له حاجة فيها فتفوتها عليه وهذا من الأدب ( من رسول الله ) معناه من أجله فمن للتعليل ]
(2/802)
( 1146 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا بشر بن عمر الزهراني حدثني سليمان بن بلال حدثنا يحيى بن سعيد بهذا الإسناد غير أنه قال وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه و سلم
م ( 1146 ) وحدثنيه محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني يحيى بن سعيد بهذا الإسناد وقال فظننت أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله عليه و سلم يحيى يقوله
م ( 1146 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب ح وحدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان كلاهما عن يحيى بهذا الإسناد ولم يذكرا في الحديث الشغل برسول الله صلى الله عليه و سلم
(2/802)
152 - ( 1146 ) وحدثني محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردى عن يزيد بن عبدالله بن الهاد عن محمد ابن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت
Y إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يأتي شعبان
(2/802)
27 - باب قضاء الصيام عن الميت
(2/802)
153 - ( 1147 ) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن عبيدالله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y من مات وعليه صيام صام عنه وليه
(2/803)
154 - ( 1148 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت
Y إن أمي ماتت وعليها صوم شهر فقال أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه ؟ قالت نعم قال فدين الله أحق بالقضاء
(2/804)
155 - ( 1148 ) وحدثني أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ؟ فقال لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى
قال سليمان فقال الحكم وسلمة بن كهيل جميعا ونحن جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث فقالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن ابن عباس
(2/804)
( 1148 ) وحدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ومسلم البطين عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الحديث
(2/804)
156 - ( 1148 ) وحدثنا إسحاق بن منصور وابن أبي خلف وعبد بن حميد جميعا عن زكرياء بن عدي قال عبد حدثني زكرياء ابن عدي أخبرنا عبيدالله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة حدثنا الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدي ذلك عنها ؟ قالت نعم قال فصومي عن أمك
[ ش ( فقضيتيه ) كذا بزيادة الياء بعد التاء في أكثر النسخ ]
(2/804)
157 - ( 1149 ) وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر أبو الحسن عن عبدالله بن عطاء عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال
Y بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت قال فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها ؟ قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها ؟ قال حجي عنها
(2/805)
158 - ( 1149 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير عن عبدالله بن عطاء عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال
Y كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه و سلم بمثل حديث ابن مسهر غير أنه قال صوم شهرين
(2/805)
( 1149 ) وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا الثورى عن عبدالله بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال
Y جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر بمثله وقال صوم شهر
م ( 1149 ) وحدثنيه إسحاق بن منصور أخبرنا عبيدالله بن موسى عن سفيان بهذا الإسناد وقال صوم شهرين
م ( 1149 ) وحدثني ابن أبي خلف حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عبدالله بن عطاء المكى عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهه قال
Y أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم بمثل حديثهم وقال صوم شهر
(2/805)
28 - باب الصائم يدعى لطعام فليقل إني صائم
(2/805)
159 - ( 1150 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ( قال أبو بكر بن أبي شيبة رواية وقال عمرو يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم وقال زهير عن النبي صلى الله عليه و سلم ) قال
Y إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل إني صائم
(2/805)
29 - باب حفظ اللسان للصائم
(2/805)
160 - ( 1151 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه رواية قال
Y إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم
[ ش ( فلا يرفث ) الرفث السخف وفاحش الكلام يقال رفث يرفث رفثا في المصدر ورفثا في الاسم ويقال أرفث رباعي حكاه القاضي والجهل قريب من الرفث وهو خلاف الحكمة وخلاف الصواب من القول والفعل ]
(2/806)
30 - باب فضل الصيام
(2/806)
161 - ( 1151 ) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به فوالذي نفس محمد بيده لخلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
[ ش ( لخلفة فم الصائم ) هو تغير رائحة الفم يقال خلف فوه يخلف وأخلف يخلف إذا تغير ]
(2/806)
162 - ( 1151 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قال حدثنا المغيرة ( وهو الحزامي ) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y الصيام جنة
[ ش ( الصيام جنة ) معناه سترة ومانع من الرفث والأثام ومانع أيضا من النار ومنه المجن وهو الترس ومنه الجن لاستتارهم ]
(2/806)
163 - ( 1151 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرقث يومئذا ولا يسخب فإن سابه أحدا أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه
[ ش ( ولا يسخب ) هكذا هو هنا بالسين ويقال بالسين والصاد وهو الصياح وهو بمعنى الرواية الأخرى ولا يجهل ولا يرفث ( لخلوف ) الخلوف تغير رائحة الفم من أثر الصيام لخلو المعدة من الطعام ]
(2/806)
164 - ( 1151 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش ح وحدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش ح وحدثنا أبو سعيد الأشج ( واللفظ له ) حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلا سبعمائة ضعف قال الله عز و جل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك
(2/806)
165 - ( 1151 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن الله عز و جل يقول إن الصوم لي وأنا أجزي به إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح وإذا لقي الله فرح والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
(2/806)
( 1151 ) وحدثنيه إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدثنا عبدالعزيز ( يعني ابن مسلم ) حدثنا ضرار بن مرة ( وهو ابن سنان ) بهذا الإسناد قال وقال إذا لقي الله فجزاه فرح
(2/806)
166 - ( 1152 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد ( وهو القطواني ) عن سليمان بن بلال حدثني أبو حازم عن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم يقال أين الصائمون ؟ فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد
(2/808)
31 - باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق
(2/808)
167 - ( 1153 ) وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر أخبرني الليث عن ابن الهاد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا
[ ش ( خريفا ) الخريف السنة والمراد مسيرة سبعين سنة ]
(2/808)
( 1153 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردى ) عن سهيل بهذا الإسناد
(2/808)
168 - ( 1153 ) وحدثني إسحاق بن منصور وعبدالرحمن بن بشر العبدي قالا حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش الزرقي يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا
(2/808)
32 - باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال وجواز فطر الصائم نفلا من غير عذر
(2/808)
169 - ( 1154 ) وحدثنا أبو كامل فضيل بن حسين حدثنا عبدالواحد بن زياد حدثنا طلحة بن يحيى بن عبيدالله حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت
Y قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم يا عائشة هل عندكم شيء ؟ قالت فقلت يا رسول الله ما عندنا شيء قال فإني صائم قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فأهديت لنا هدية ( أو جاءنا زور ) قالت فلما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت يا رسول الله أهديت لنا هدية ( أو جاءنا زور ) وقد خبأت لك شيئا قال ما هو ؟ قلت حيس قال هاتيه فجئت به فأكل ثم قال قد كنت أصبحت صائما قال طلحة فحدثت مجاهدا بهذا الحديث فقال ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها
[ ش ( أو جاءنا زور ) الزور الزوار ويقع الزور على الواحد والجماعة القليلة والكثيرة وقولها جاءنا زور وقد خبات لك معناه جاءنا زائرون ومعهم هدية فخبأت لك منها أو يكون معناه جاءنا زور فأهدي لنا بسببهم هدية فخبأت لك منها ( حيس ) الحيس هو التمر مع السمن والأقط وقال الهروي ثريدة من أخلاط والأول هو المشهور ]
(2/808)
170 - ( 1154 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت
Y دخل على النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال هل عندكم شيء ؟ فقلنا لا قال فإنى إذن صائم ثم أتانا يوما آخر فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيس فقال أرينيه فلقد أصبحت صائما فأكل
(2/808)
33 - باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر
(2/808)
171 - ( 1155 ) وحدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام القردوسي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه
(2/809)
34 - باب صيام النبي صلى الله عليه و سلم في غير رمضان واستحباب أن لا يخلى شهرا عن صوم
(2/809)
172 - ( 1156 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن سعيد الجريري عن عبدالله بن شقيق قال قلت لعائشة رضي الله عنها
Y هل كان التبي صلى الله عليه و سلم يصوم شهرا معلوما سوى رمضان ؟ قالت والله إن صام معلوما سوى رمضان حتى مضى لوجهه ولا أفطره حتى يصيب منه
[ ش ( حتى مضى لوجهه ) كناية عن الموت أي إلى أن مات ( حتى يصيب منه ) أي حتى يصوم منه ]
(2/809)
173 - ( 1156 ) وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا كهمس عن عبدالله بن شقيق قال قلت لعائشة رضي الله عنها
Y أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم شهرا كله ؟ قالت ما علمته صام شهرا كله إلا رمضان ولا أفطره كله حتى يصوم منه حتى مضى لسبيله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( حتى مضى سبيله ) كناية عن الموت أي إلى أن مات ]
(2/809)
174 - ( 1156 ) وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد عن أيوب وهشام عن محمد عن عبدالله بن شقيق ( قال حماد وأظن أيوب قد سمعه من عبدالله بن شقيق ) قال
Y سألت عائشة رضي الله عنها عن صوم النبي صلى الله عليه و سلم فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر قد أفطر قالت وما رأيته صام شهرا كاملا من قدم المدينة إلا أن يكون رمضان
(2/809)
( 1156 ) وحدثنا قتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن عبدالله بن شقيق قال سألت عائشة رضي الله عنها بمثله ولم يذكر في الإسناد هشاما ولا محمدا
(2/809)
175 - ( 1156 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيدالله عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول لا يفطر و يفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان
[ ش ( وما رأيته في شهرا أكثر منه صياما في شعبان ) أكثر ثاني مفعولي رأيت والضمير في منه له عليه الصلاة و السلام وصياما تمييز وفي شعبان متعلق بصياما والمعنى كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصوم في شعبان وفي غيره من الشهور سوى رمضان وكان صيامه في شعبان أكثر من صيامه فيما سواه ]
(2/809)
176 - ( 1156 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن ابن عيينة قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن لبيد عن أبي سلمة قال
Y سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا
(2/809)
177 - ( 782 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان وكان يقول خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لن يمل حتى تملوا
وكان يقول أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل
(2/809)
178 - ( 1157 ) حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y ما صام رسول الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم
(2/811)
( 1157 ) وحدثنا محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع عن غندر عن شعبة عن أبي بشر بهذا الإسناد وقال شهرا متتابعا منذ قدم المدينة
(2/811)
179 - ( 1157 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري قال سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب ؟ ونحن يومئذ في رجب فقال سمعت ابن عباس رضي الله عنها يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم
(2/811)
( 1157 ) وحدثنيه علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر ح وحدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثله
(2/811)
180 - ( 1158 ) وحدثني زهير بن حرب وابن أبي خلف قالا حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه ح وحدثني أبو بكر بن نافع ( واللفظ له ) حدثنا بهز حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصوم حتى يقال قد صام قد صام ويفطر حتى يقال قد أفطر قد أفطر
(2/812)
35 - باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا أو لم يفطر العيدين والتشريق وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم
(2/812)
181 - ( 1159 ) حدثني أبو الطاهر قال سمعت عبدالله بن وهب يحدث عن يونس عن ابن شهاب ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبدالرحمن أن عبدالله بن عمرو بن العاص قال
Y أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم آنت الذي تقول ذلك ؟ فقلت له قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال صم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود ( عليه السلام ) وهو أعدل الصيام قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال رسول الله عليه وسلم لا أفضل من ذلك
قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنه لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي من أهلي ومالي
[ ش ( قال عبدالله بن عمرو ) أي بعد ما كبر وعجز عن المحافظة على ما التزمه ]
(2/812)
182 - ( 1159 ) وحدثنا عبدالله بن محمد الرومي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة ( وهو ابن عمار ) حدثنا يحيى قال انطلقت أنا وعبدالله بن يزيد حتى نأتي أبا سلمة فأرسلنا إليه رسولا فخرج علينا وإذا عند باب داره مسجد قال
Y فكنا في المسجد حتى خرج إلينا فقال إن تشاؤوا أن تدخلوا وإن تشاؤوا أن تقعدوا ههنا قال فقلنا لا بل نقعد ههنا فحدثنا قال حدثني عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال كنت أصوم الدهر واقرأ القرآن كل ليلة قال فإما ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم وإما أرسل إلي فأتيته فقال لي ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة ؟ فقلت بلى يا نبي الله ولم أرد بذلك إلا الخير قال فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا فصم صوم داود نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) فإنه كان أعبد الناس قال قلت يا نبي الله وما صوم داود ؟ قال كان يصوم يوما ويفطر يوما قال واقرأ القرآن في كل شهر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأة في كل عشرين قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أكثر من ذلك قال
فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا
قال فشددت فشدد علي قال وقال لي النبي صلى الله عليه و سلم إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر
قال فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه و سلم فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( فإن بحسبك أن تصوم ) الباء فيه زائدة ومعناه أن صوم الثلاثة الأيام من كل شهر كافيك ( ولزورك ) قال في النهاية هو في الأصل مصدر وضع موضع الاسم كصوم ونوم بمعنى صائم ونائم وقد يكون الزور جمعا لزائر كركب في جمع راكب أي لضيفك ولأصحابك الزائرين حق عليك وأنت تعجز بسبب توالي الصيام والقيام عن القيام بحسن معاشرتهم ( واقرأ القرآن في كل شهر ) أي اختمه ( وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله ) معناه أنه كبر وعجز عن المحافظة على ما التزمه ووظفه على نفسه عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فشق عليه فعله ولا يمكنه تركه
(2/812)
183 - ( 1159 ) وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد وزاد فيه بعد قوله من كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فذلك الدهر كله وقال في الحديث قلت
Y وما صوم نبي الله داود ؟ قال نصف الدهر ولم يذكر في الحديث من قراءة القرآن شيئا ولم يقل وإن لزورك عليك حقا ولكن قال وإن لولدك عليك حقا
(2/812)
184 - ( 1159 ) حدثني القاسم بن زكرياء حدثنا عبيدالله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن محمد بن عبدالرحمن مولى بني زهرة عن أبي سلمة قال ( وأحسبني قد سمعته أنا من أبي سلمة ) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y اقرأ القرآن في كل شهر قال قلت إني أجد قوة قال فاقرأه في عشرين ليلة قال قلت إني أجد قوة قال فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك
(2/812)
185 - ( 1159 ) وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قراءة قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن ابن الحكم بن ثوبان حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y يا عبدالله لا تكن بمثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل
(2/812)
186 - ( 1159 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس أخبره أنه سمع عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول
Y بلغ النبي صلى الله عليه و سلم أني أصوم أسرد وأصلي الليل فإما أرسل إلي وإما لقيته فقال ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل ؟ فلا تفعل فإن لعينك حظا ولنفسك حظا ولأهلك حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة قال إني أجدني أقوى من ذلك يا نبي الله قال فصم صيام داود ( عليه السلام ) قال وكيف كان داود يصوم يا نبي الله قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال من لي بهذه ؟ يا نبي الله ( قال عطاء فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد ) فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد
[ ش ( يزعم ) أي يقول وقد كثر الزعم بمعنى القول ( لا صام من صام الأبد ) قال الإمام النووي أجابوا عن حديث لا صام من صام الأبد بأجوبة أحدها أنه محمول على حقيقته بأن يصوم معه العيدين والتشريق وبهذا أجابت عائشة رضي الله عنها - والثاني أنه محمول على من تضرر به أو فوت به حقا والثالث أن معنى لاصام أنه لا يجد من مشقته ما يجدها غيره فيكون خبرا لا دعاء ]
(2/812)
( 1159 ) وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج بهذا الإسناد وقال إن أبا العباس الشاعر أخبره
( قال مسلم ) أبو العباس السائب بن فروخ من أهل مكة ثقة عدل
(2/812)
187 - ( 1159 ) وحدثنا عبيدالله بن معاذ وحدثني أبي حدثنا شعبة عن حبيب سمع أبا العباس سمع عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عبدالله بن عمرو إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونهكت لا صام من صام الأبد صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله
Y قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى
[ ش ( هجمت له العين ) أي غارت ودخلت في موضعها ومنه الهجوم على القوم الدخول عليهم كذا في النهاية ( ونهكت ) نهكت العين أي ضعفت وضبطه بعضهم بضم النون وكسر الهاء وفتح التاء أي نهكت أنت أي ضنيت وهذا ظاهر كلام القاضي ]
(2/812)
( 1159 ) وحدثناه أبو كريب حدثنا ابن بشر عن مسعر حدثنا حبيب بن أبي ثابت بهذا الإسناد وقال ونفهت النفس
[ ش ( ونفهت النفس ) أي أعيت وكلت ]
(2/812)
188 - ( 1159 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي العباس عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار ؟ قلت إني أفعل ذلك قال فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك ونفهت نفسك لعينك حق ولنفسك حق ولأهلك حق قم ونم وصم وأفطر
(2/812)
189 - ( 1159 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو ابن أوس عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن أحب الصيام إلى الله صيام داود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود ( عليه السلام ) كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما
(2/812)
190 - ( 1159 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس أخبره عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم نصف الدهر وأحب الصلاة إلى الله عز و جل صلاة داود ( عليه السلام ) كان يرقد شطر الليل ثم يقوم ثم يرقد آخره يقوم ثلث الليل بعد شطره قال قلت لعمرو بن دينار أعمرو بن أوس كان يقوم يقوم ثلث الليل بعد شطره ؟ قال نعم
(2/812)
191 - ( 1159 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبدالله عن خالد عن أبي قلابة قال أخبرني أبو المليح قال
Y دخلت مع أبيك على عبدالله بن عمرو فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر له صومي فدخل علي فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه فقال لي أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قلت يا رسول الله قال خمسا قلت يا رسول الله قال سبعا قلت يا رسول الله قال تسعا قلت يا رسول الله قال أحد عشر قلت يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر صيام يوم وإفطار يوم
[ ش ( قلت يا رسول الله ) جواب النداء محذوف أي لا يكفيني ذلك ( قال خمسا ) أي صوم خمسة أيام وكذا التقدير في قوله سبعا وتسعا وأحد عشر ( شطر الدهر ) أي نصفه وهو بالرفع على القطع قال ابن حجر ويجوز نصبه على إضمار فعل والجر على البدل من صوم داود ]
(2/812)
192 - ( 1159 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن زياد بن فياض قال سمعت أبا عياض عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له
Y صم يوما ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أفضل الصيام عند الله صوم داود ( عليه السلام ) كان يصوم يوما ويفطر يوما
(2/812)
193 - ( 1159 ) وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن حاتم جميعا عن ابن مهدي قال زهير حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء قال قال عبدالله بن عمرو قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y يا عبدالله بن عمرو بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظا ولعينك عليك حظا وإن لزوجك عليك حظا صم وأفطر صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر قلت يا رسول الله إن بي قوة قال فصم صوم داود ( عليه السلام ) صوم يوما وأفطر يوما فكان يقول يا ليتني أخذت بالرخصة
[ ش ( فإن لجسدك عليك حظا ) أي نصيبا ]
(2/812)
36 - باب استحباب ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس
(2/812)
194 - ( 1160 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبدالوارث عن يزيد الرشك قال حدثتني معاذة العدوية أنها سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
Y أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت نعم فقلت لها من أي أيام الشهر كان يصوم ؟ قالت لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم
(2/818)
195 - ( 1161 ) وحدثني عبدالله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا مهدي ( وهو ابن ميمون ) حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله علي وسلم قال له ( أو قال لرجل وهو يسمع ) يا فلان أصمت من سرة هذا الشهر ؟ قال لا قال فإذا أفطرت فصم يومين
[ ش ( سرة هذا الشهر ) سرته وسطه لأن السرة وسط قامة الإنسان ]
(2/818)
196 - ( 1162 ) وحدثنا يحيى بن يحيى التيمي وقتيبة بن سعيد جميعا عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان عن عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة
Y رجل أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال كيف تصوم ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه فقال عمر يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله ؟ قال لاصام ولا أفطر ( أو قال ) لم يصم ولم يفطر قال كيف من يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال ويطيق ذلك أحد ؟ قال كيف من يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال ذاك صوم داود ( عليه السلام ) قال كيف من يصوم يوما ويفطر يومين ؟ قال وددت أني طوقت ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله
[ ش ( رجل أتى النبي صلى الله عليه و سلم ) هكذا هو في معظم النسخ عن أبي قتادة رجل أتى وعلى هذا يقرأ رجل بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي الشأن والأمر رجل أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ]
(2/818)
197 - ( 1162 ) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير سمع عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن صومه ؟ قال فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عمر رضي الله عنه رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وببيعتنا بيعة
قال فسئل عن صيام الدهر ؟ فقال
Y لا صام ولا أفطر ( أو ما صام وما أفطر ) قال فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم ؟ قال ومن يطيق ذلك ؟ قال وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين ؟ قال ليت أن الله قوانا لذلك قال وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم ؟ قال ذاك صوم أخي داود ( عليه السلام ) قال وسئل عن صوم الاثنين ؟ قال ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت ( أو أنزل علي فيه ) قال فقال صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر قال وسئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال يكفر السنة الماضية والباقية قال وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال يكفر السنة الماضية
وفي هذا الحديث من رواية شعبة قال وسئل عن صوم يوم الاثنين والخميس ؟ فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهما
[ ش ( نراه ) ضبطوا نراه بفتح النون وضمها وما صحيحان ]
(2/818)
( 1162 ) وحدثنا عبدالله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل كلهم عن شعبة بهذا الإسناد
(2/818)
( 1162 ) وحدثني أحمد بن سعيد الدارامي حدثنا حبان بن هلال حدثنا أبان العطار حدثنا غيلان بن جرير في هذا الإسناد بمثل حديث شعبة غير أنه ذكر فيه الاثنين ولم يذكر الخميس
(2/818)
198 - ( 1162 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا مهدي بن ميمون عن غيلان عن عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن صوم الاثنين ؟ فقال
Y فيه ولدت وفيه أنزل علي
(2/818)
37 - باب صوم سرر شعبان
(2/818)
199 - ( 1161 ) حدثنا هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف ( ولم أفهم مطرفا من هداب ) عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له ( أو لآخر ) أصمت من سرر شعبان ؟ قال لا قال فإذا أفطرت فصم يومين
(2/818)
200 - ( 1161 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لرجل هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا ؟ قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه
[ ش ( من سرر ) ضبطوا سرر بفتح السين وكسرها وحكى القاضي ضمها وقال هو جمع سرة ويقال أيضا سرار وسرار بفتح السين وكسرها وكله من الاسترار قال الأوزاعي وأبو عبيد وجمهور العلماء من أهل اللغة والحديث والغريب المراد بالسرر آخر الشهر سميت بذلك لاسترار القمر فيها ]
(2/818)
201 - ( 1162 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن ابن أخي مطرف بن الشخير قال سمعت مطرفا يحدث عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لرجل
Y هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا ؟ يعني شعبان قال لا قال فقال له إذا أفطرت رمضان فصم يوما أو يومين ( شعبة الذي شك فيه ) قال وأظنه قال يومين
[ ش ( إذا أفطرت رمضان ) هكذا هو في جميع النسخ وهو صحيح أي أفطرت من رمضان كما في الرواية التي قبلها وحذف لفظة من في هذه الرواية وهي مرادة كقوله تعالى واختار موسى قومه أي من قومه ]
(2/818)
0 komentar:
Posting Komentar